تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حوار هادئ مع متشيع ... يكتبه: أمين بن عباس

  1. #1

    Lightbulb حوار هادئ مع متشيع ... يكتبه: أمين بن عباس

    (( حوار هادئ مع متشيع ))
    (الحلقة الأولى)
    الجزء الأول (بداية على غير المتوقع)
    استقبلته بعد صلاة العشاء بقليل ... سلمت عليه بحفاوة ... علمت أنه يعمل طبيبا وله أسرة وأولاد ... ويعيش في نفس المدينة التي أعيش فيها.

    وكان انطباعي الأول:
    رأيت إنسانا مهذبا دمث الخلق ... أحسبه باحثا عن الحق ... يحب دينه ... ويتحير كيف ينصره؟ ... يحب آل البيت ويتحير كيف ينصرهم؟ ...

    لم أشأ أن افتتح معه الحوار مباشرة ... فنبدأ بالصدام
    ولكني بادرته قائلا (بوجه مبتسم) :مرحبا بك فيما تريد أن نتحدث.
    قال: النور المحمدي.

    شعرت أنه يتهرب من الدخول في أصل الحوار عن تشيعه (المزعوم)

    قلت: وماذا عن النور المحمدي؟
    قال: حديث جابر (أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر قبض قبضة من وجهه وقال كوني محمدا)

    فرددت:وهل يثبت هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
    قال: نعم

    قلت: بل هو حديث مكذوب حكم عليه كثير من علماء الحديث بالوضع والنكارة.
    قال: ومن قال ذلك؟

    قلت: ما رأيك نبحث عن هذا الحديث من مصادر بحث موثقة؟

    فتحت محرك البحث
    فوجدت نص الحديث عن جابر- رضي الله عنه- قال : سألت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- عن أول شئ خلقه الله تعالى؟ فقال: ((هو نور نبيك يا جابر ... )) وهو حديث طويل نسبيا
    وهو حديث مشهور بين الصوفية ذكره غير واحد منهم ...
    وقد عزاه بعض رؤوس المتصوفة لـ(مصنف عبد الرزاق)(وهذا كذب وافتراء) و السيوطيُّ في الخصائص الكبرى والقسطلاني وابن عربي الصوفي وأحمد رضا البريلوي ومحمد عثمان عبده البرهاني وجماعة آخرون من المتصوفة ، كما ذكره الديار بكري في "الخميس في سيرة أنفس نفيس"

    و الحديث له ألفاظ عديدة... وبعض الشواهد الباطلة التي قد يتوهم بعض من لا علم له بفن الحديث أنها تشهد لهذا الحديث الباطل المكذوب .

    وهذا حديث بحق موضوع لا أصل له في شيء من كتب الحديث.

    وقد رَدَ على السيوطي سؤال صيغته: هل الوارد في الحديث أن الله تعالى خلق نور محمد -صلى الله عليه وسلم- فجزأه أربعة أجزاء فخلق من الجزء الأول العرش وخلق من الجزء الثاني القلم وخلق من الثالث اللوح ثم قسم الرابع وجزأه أربعة أجزاء وخلق من الجزء الأول العقل وخلق من الجزء الثاني المعرفة وخلق من الجزء الثالث نور الشمس والقمر وبور الأبصار ونور النهار وجعل الجزء الرابع تحت ساق العرش مدخوراً) يقتضي أن نور الشمس غير نور النهار أم لا؟
    فكان مما أجاب: والحديث المذكور في السؤال ليس له إسناد يعتمد عليه.ا.هـ
    الحاوي للفتاوي (1/223-325)

    و قال عبد الله بن الصديق الغماري- معلقاً على كلام السيوطي - ( وهو تساهل قبيح بل الحديث ظاهر الوضع ، واضح النكارة ، وفيه نفس صوفي…إلى أن قال: والعجب أن السيوطي عزاه إلى عبد الرزاق مع أنه لا يوجد في مصنفه ولا تفسيره ولا جامعه وأعجب من هذا أن بعض الشناقطة صدق هذا العزو المخطيء فركب له إسناداً من عبد الرزاق إلى جابر ، ويعلم الله أن هذا كله لا أصل له فجابر –رضي الله عنه- بريء من رواية هذا الحديث وعبد الرزاق لم يسمع به) ملحق قصيدة البردة لعبد الله الغماري(ص/75).

    وقال أحمد بن الصديق الغماري: مستدركاً على السيوطي- أيضاً -: (وهو حديث موضوع لو ذكره بتمامه لما شك الواقف عليه في وضعه ، وبقيته تقع في ورقتين من القطع الكبير؛ مشتملة على ألفاظ ركيكة ، ومعاني منكرة) المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير(المقدمة:ص/7)

    وحكم بوضعه الشيخ محمد أحمد عبد القادر الشنقيطي- رحمه الله - في رسالة خاصة سماها: "تنبيه الحذاق على بطلان ما شاع بين الأنام من حديث النور المنسوب لمصنف عبد الرزاق" .

    وأقره عليه وقرظ رسالته الشيخ عبد العزيز ابن باز- رحمه الله-.

    وقال اللكنوي: (قد ثبت من رواية عبد الرزاق أولية النور المحمدي خلقاً ، وسَبْقته على المخلوقات سبقاً وقد اشتهر بين القصاص حديث : (( أول ما خلق الله نوري )) وهو حديث لم يثبت بهذا المبنى وإن ورد غيره موافقاً له في المعنى) الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة(ص/43).

    فقوله: ( ثبت) باطل ومردود بما سبق بيانه.

    وقوله : (ورد غيره موافقاً له في المعنى) باطل -أيضاً- ليس له مستند من الكتاب ، ولا من السنة ؛ بل هو مردود من وجوه:

    الوجه الأول: أنه لم يرد فيما ادعاه نص من كتاب ، ولا سنة ؛ فهو قول على الله بلا علم.

    الوجه الثانى: ما ورد من حديث أبي رزين- رضي الله عنه-أنه قال: يا رسول الله! أين كان ربنا قبل أن يخلق السموات والأرض؟ قال: ( كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء ثم خلق عرشه على الماء) رواه أحمد في مسنده(4/11) والترمذي في سننه (5/288 رقم3109) وابن ماجه (1/64رقم182) وابن حبان في صحيحه (14/8-9رقم6141) وغيرهم وهو حديث حسن.

    فالحديث صريح في أن العرش أو الماء أول المخلوقات ، ولو كان النور المحمدي- بزعمهم- مخلوقاً لما أغفله النبي –صلى الله عليه وسلم-.

    الوجه الثالث: أن المحققين من أهل العلم لم يقل أحد منهم-فيما وقفت عليه- بأن النور المحمدي-بزعمهم- أول مخلوق وإنما هو من دين الصوفية ومن قلدهم الذي فارقوا به جماعة المسمين والله أعلم.

    الوجه الرابع: أنه على رواية( أول ما خلق الله نور نبيك من نوره) باطل لمعارضته لبشرية النبي-صلى الله عليه وسلم- إذ من المقطوع به أن نبينا محمداً-صلى الله عليه وسلم-من بني آدم وآدم خلق من طين لا من نور.

    وفي الحديث غير ما سبق ذكره من المخالفات وانظرها في رسالة الأخ الصادق محمد إبراهيم الموسومة بـ"خصائص المصطفى بين الغلو والجفا"(ص/83-89).

    ثم إن ثبت الحديث –ودون ذلك خرط القتاد- فمعناه : أنه –صلى الله عليه وسلم-أول ما خلق الله من النبيين كما في حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-عن النبي-صلى الله عليه وسلم- (( كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث)) رواه ابن أبي حاتم[كما في تفسير ابن كثير(ص/1052)] وابن عدي في الكامل (3/49،372، 373) وأبو نعيم في الدلائل(ص/6) وتمام في الفوائد (4/207 رقم 1399) وغيرهم وضعفه الألباني-رحمه الله- في “سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة”(2/115رقم661)

    وسنده ضعيف ، والصحيح أنه عن قتادة مرسلاً رواه ابن سعد في الطبقات(1/149) وأبو نعيم في الدلائل [ كما في البداية والنهاية (2/298)

    وعليه فجميع الرواة المتخصصين الذي عزا لهم الصوفية الحديث (واحتجوا بهم) حكموا بكذبه ووضعه ونكارته أما غير المتخصصين فهم مجرد نقلة لا علم لهم بعلم الحديث وعلله.
    والله أعلم.

    تنبيه
    أردت بهذا التفصيل أن أظهر لمحدثي أن علم الحديث والبحث في دروبه لا يتقنه إلا من بذل الوقت والجهد وأن العلم ليس بالكلام المرسل الذي لا أصل له بل بالكلام المسند الذي شهد له العلماء المشهود لهم بالعلم.

    ورد محدثي (أتدرون ماذا قال؟):

    (هذا ما أنقله لكم في الحلقة الثانية من الجزء الأول)
    بمشيئة الله
    وكتبه: أمين بن عباس - عفا الله عنه -

  2. #2

    افتراضي رد: حوار هادئ مع متشيع ... يكتبه: أمين بن عباس

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    (( حوار هادئ مع متشيع ))
    (الحلقة الأولى)
    الجزء الثاني (بداية على غير المتوقع)


    تكلمنا في اللقاء الماضي على حديث جابر- رضي الله عنه- قال : سألت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- عن أول شئ خلقه الله تعالى؟ فقال: ((هو نور نبيك يا جابر ... )) وهو حديث طويل نسبيا
    وأثثبتنا من كلام علماء الحديث السنة والصوفية (كالغماري) أني الحديث لا يصح ولا تقوم به حجة... وعليه فجميع الرواة المتخصصين الذي عزا لهم الصوفية الحديث (واحتجوا بهم) حكموا بكذبه ووضعه ونكارته أما غير المتخصصين فهم مجرد نقلة لا علم لهم بعلم الحديث وعلله.
    والله أعلم.


    قلت: ورد محدثي (أتدرون ماذا قال؟):
    قال: وما تقول في حديث عائشة لما رأت المخيط (الإبرة) في حجرتها في نور وجه النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – و قال فيه النبي: "الويل لمن لا يراني يوم القيامة"

    فقلت: وهذا أيضا لا يصح
    فتعجب صاحبي

    فقلت له لنبحث كلام أهل العلم وأهل الحديث خاصة فيه:
    والحديث في بعض الكتب ومنتشر جدا في كتب الصوفية والشيعة:
    عن عائشة قالت : كنت في حجرتي أخيط ثوباً لي فانكفأ المصباح وأظلمت الحجرة وسقط المخيط أي الإبرة .. فبينما كنت في حيرتي أتحسس مخيطي إذ أطل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوجهه من باب الحجرة .. رفع الشملة وأطل بوجهه .. قالت: فوالله الذي لا إله إلا هو، لقد أضاءت أرجاء الحجرة من نور وجهه .. حتى لقد التقطت المخيط من نور طلعته .. ثم التفتُ إليه فقلت: بأبي أنت يا رسول الله ..ما أضوأ وجهك! فقال: "يا عائشة الويل لمن لا يراني يوم القيامة"، قالت: ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟ قال: "الويل لمن لا يراني يوم القيامة"، قالت: ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟ قال: "من ذكرت عنده فلم يصل عليّ " رواه الترمذي في (الحديث: 3546) - الإمام أحمد في الحديث: 1/201

    وكانت النتيجة أنني لم أقف علي هذا الحديث بهذا اللفظ ، وليس في شيء مِن كُتُب السنة بهذا السياق . لا مسند أحمد ولا شمائل الترمذي كما هو مذكور في كتب الصوفية والشيعة،
    بل هذا الحديث أخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه ( 3 / 310 ) ، وأخرجه أيضا الأصبهاني في الدلائل ( ص 113 برقم 117 طبعة دار طيبة - الرياض الطبعة الأولى ، 1409 ، بتحقيق محمد محمد الحداد ) من نفس مخرج ابن عساكر ، وفي سنده مقال .

    وفي الحديث مقتطفات فقط ثبتت في كتب السنة :
    1- فقد ثَبَت منه : " البخيل مَن ذُكِرْتُ عنده ثم لم يُصَلّ عليّ " . رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي في الكبرى .وصححه الألباني .
    وقال شعيب الأرنؤوط عن إسناد أحمد : إسناده قوي .

    2- و " رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ " رواه الإمام أحمد والترمذي . وصححه الألباني .
    وقال شعيب الأرنؤوط عن إسناد الإمام أحمد : صحيح ، وهذا إسناد حسن .

    3- وقال عليه الصلاة والسلام : مَنْ نَسِيَ الصَّلاةَ عَلَيَّ خَطِئَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ . رواه ابن ماجه ، وصححه الألباني بمجموع طُرُقه .

    والقرآن قد أثبت أن نبينا كله نور وسراج منير بمعنى الكناية عن الهداية والإرشاد، وفي الصحيح كفاية وغنى إن شاء الله . فرجاء التنبيه وسؤال العلماء قبل إمرار بعض الأحاديث والقصص للتأكد من صحتها .

    وفاجأني محدثي:
    أنا لا أقصد النور الحقيقي وإنما النور المعنوي

    ابتسمت قائلا: انتهينا من هذالمسألة وهذا ما نعتقده مع الجزم ببشرية الحبيب صلى الله عليه وسلم قال تعالى: « قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ » (110 : الكهف)

    قلت: ما رأيك أن ندخل في موضوعنا محل النقاش مباشرة وعليه سأسألك سؤالين حتي نقرب المسافة علينا ونحدد من أين ننطلق؟

    أولا: هل القرآن كامل أم ناقص؟ بمعنى: (هل القرآن محرف)؟
    ثانيا: هل علي وأهل البيت رضي الله عنهم معصومين؟

    أمسكت بمصحف متداول وأعدت السؤال الأول
    فكان رده على السؤال الأول غير واضح في البداية وتحدث عن القراءات القرآنية التي اختلف العلماء وكأنه يريد أن يجيب أن الكلام على زيادة القرآن ونقصانه كخلاف علماء القراءات وضرب مثلا على ما يقول بسورة الفاتحة باختلاف العلماء على قراءة (مالك يوم الدين) و (مَلِكُ يوم الدين) و (مَلَكَ يوم الدين)
    قلت: ومن قال أن هناك خلافا بين العلماء في هذا؟
    إنما هي قراءات سبعية متواترة ولهذا سميت قراءات.
    ولتنظر كلام أهل العلم:
    فمن المعلوم عند أهل القراءات أن كلا من الشاطبي والجزري في نظميهما يرمز لعاصم بالنون، وعزو القراءة لعاصم يفيد اتفاق راوية شعبة وحفص في روايتها عنه بما ذكر

    قلت: ولا نعلم بين شعبة وحفص في سورة الفاتحة اختلاف فيما ذكرت، وقد نص على اتفاقهما في مالك يوم الدين كل من الشاطبي في الحرز، والجزري في الطيبة.

    قال الشاطبي: ومالك يوم الدين روايه ناصر.
    وقال الجزري: مالك نل ظلا....

    وقد عبَّر ابن قتيبة - قديمًا - عن هذه الشبهة، فقال رحمه الله: "..وكان مما بلغنا عنهم أنهم يحتجون بقوله عز وجل: { ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } وبقوله: { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه } وقالوا: وجدنا الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم يختلفون في الحرف...والقراء يختلفون؛ فهذا يرفع ما ينصبه ذاك، وذاك يخفض ما يرفعه هذا، وأنتم تزعمون أن هذا كله كلام رب العالمين، فأي شيء بعد هذا الاختلاف تريدون، وأي باطل بعد هذا الخطأ واللحن تبتغون؟!! .

    قلت: القراءات القرآنية كانت ولا تزال من أكثر المجالات وأخصبها للطاعنين بهذا الدين، والمشككين بأمره، وكانت من جملة المداخل التي حاول أعداء هذا الدين الولوج منها، لتحقيق مآربهم، وتنفيذ أغراضهم .
    فاعلم أن هذه الفرية مدخل لما سيقال لك بعد ذلك بأنه تم حذف آيات الولاية لعلي وآل البيت وما يتبع ذلك من القول بعصمة أهل البيت وتكفير الصحابة بعد اتهامهم بتحريف القرآن.

    سكت صاحبي برهة
    أمسكت بمصحف وقلت: ماذا تقول في هذا؟
    قال: لا بالطبع ليس هناك نقصان في القرآن ولا تحريف.
    قلت إذن خرجت من هذه أيضا ولله الحمد.

    سكت محدثي برهة وانطلق لسانه كأنما وجد شيئا ذا أهمية ... قال فماذا تقول عن حديث الكساء وآية المباهلة؟
    فماذا تقول عن حديث غدير خم.
    فماذا تقول عن أهل البيت والعترة
    قلت: لنأخذها بالترتيب.

    (وهذا ما أنقله لكم في الحلقة الثالثة من الجزء الأول)
    وكتبه مقيده : أمين بن عباس

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •