النزهة الزهية في البحث عن النسخة الصدفية
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا..
أيها الإخوة عشاق المخطوطات من تراث هذة الأمة المرحومة..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
وبعد: فلقد كتبت مذ يومين، على صفحات هذا المنتدى الكريم، أنوه بالنسخة الصدفية من الجامع الصحيح، مذيلا بها حديثي عن شرح المهلب بن ابي صفرة للبخاري، واليوم رأيت أن أخص الصدفي ونسخته المشار إليها بحديث خاص، وعنوان مفرد، وكيف لا تستحق منا هذه النسخة ذلك ، وهي هي النسخة التي وقف عليها الحافظ ابن حجر، واعتمد عليها في فتح الباري،وعليها خطوط الجلة الرفعاء بالسماع، كابن جماعة والقاضي عياض وغيرهما، وهي النسخة التي وقف عليها الناصري التمكروتي الدرعي في رحلته الحجازية، مجتازا ليبيا، حيث وصف من ضبطها وإتقانها، وما بذله لصاحبها من مال لشرائها، بيد أنه لم يفلح في ذلك، وهي النسخة التي انتقلت إلى مالكها أبو الطبل في صحراء جغبوب بليبيا بالشراء الصحيح من اسطنبول، ويوم اشتراها قال له فضلاء اسطنبول:"أخليتَ اسطنبول"، يعني لقيمتها وشرف قدرها، وعظم منزلتها، وهي النسخة التي طاف الأرضَ صاحبها لتصحيحها وتنقيحها..وهي النسخة التي كانت في إعارة ابن عاشور التونسي، حيث استفاد منها، وهي النسخة التي كتب عن أحد فروعها عبد الحي الكتاني كتابه النادر الفريد:"التنويه والإشادة بمقام رواية ابن سعادة".
وبعد فإني أكتب هذه الكلمات، أحث بها أهل الخبرة من أبناء الجماهيرية التي تشرفت أرضها بوجود هذه المخطوطة، أن يفيدونا عنها، أين توجد في ليبيا، وكيف حالتها، وهل يمكن تصويرها...
كما أتوجه إلى ذوي الجدة واليسار من أبناء أمتنا،بدعوتهم إلى تسهيل الطريق أمام من يريد إخراج الجامع الصحيح وفق هذه النسخة، مع إضافة عمل اليونيني وغيره من العلماء الضابطين ، والجهابذة المتقنين..
إن أقل ما يجب علينا من حق تجاه جلائل أعمال السلف، أن نبادر إلى إخراج نوادر تآليفهم، ونفائس تراثهم، التي تعد في جبين الدهر أعلاقا ثمينة،وجواهر من الدر نفيسة..
وفق الله كرائم النفوس إلى عمل الخير، وخير العمل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
رد مع اقتباس
