تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الإزدواجية ... النقطة القاتلة للعالم والداعية

  1. #1

    افتراضي الإزدواجية ... النقطة القاتلة للعالم والداعية

    لم يكن القران الكريم غافلا عن بيان ان الازدواجية هي من اهم عوامل السقوط للافراد والجماعات.
    وقد جاء ذلك في سياقات مختلفة .
    فقد ذكر القران الكريم قول شعيب عليه السلام لقومه :
    {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود : 88]
    وجه الدلالة:
    انه بين لهم انه لايقول لهم شيئا ولا يلتزم به فيقع في الازدواجية في تبني القرارات والمفاهيم والاحكام.
    وقال تعالى:
    {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ} [القمر : 43]
    وجه الدلالة:
    لافرق بين كفار قريش وفرعون وجنوده ام تزعمون ن كفاركم يا قريش خير من فرعون وجيشه ؟ ام عندك صك غفران جاء ببرائتكم ؟
    انه الاسلوب القراني الناصع في بيان ان الازدواجية لا مكان لها في الاسلام.
    وقال تعالى :
    {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِين َ . الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ . وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ } [المطففين : 1 - 3]
    وهذه الاية ليست مقصورة على الازدواجية في الاقتصاد كما قد يتبادر الى ذهن بعضهم بل هي شاملة لذم الازدواجية في باقي الامور ، وانما جاء سياقها في الاقتصاد ، لكن دلالاتها اعم من ذلك واشمل.
    وقال تعالى :
    {أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ . إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ} [القلم :37- 38]
    وهي ايات بينات في نبذ الازدواجية في المواقف والاحكام.
    ومن اعظم مظاهر الازدواجية هي مخالفة القول للفعل.
    ولا اظن بنا حاجة الى ايراد الايات والاحاديث في ذلك فهي معلومة مشهورة.
    ان العالم والداعية اذا تسرب الى مواقفه ومفاهيمه شيء من الازدواجية فانه يسقط من حسابات الاخرين ولم يعد له قيمة تذكر.
    فالازدواجية تنم عن ان الشيء المتبع لدى ذلك العالم او الداعية ليس هو الحق بل الهوى.
    ولقد اصبحنا نرى هذه الحالة تتكرر على الاعلام بين الفينة والفينة من بعض ممن يشار اليهم بالبنان.
    ازدواجية وتناقض صارخ في المواقف من الاحداث الجارية هنا وهناك.
    ومعلوم ان ذلك نقطة هاوية اذ تقل الثقة بما يقوله ذلك الشخص وتقل قيمة كلامه ومن ثم السقوط المروع فلم يعد ذا بال بعد ان كان نبراسا يقتدى به ومصباحا من مصابيح الدجى وعلما من اعلام الهدى فاذا به يهوي في تناقضات مخزية مشينة.
    بحيث لايصدقها الا بعض السذج الاغبياء الذين الغوا تفكيرهم ورموا عقولهم جانبا من اتباعه او مريديه.
    واذا كانت الشريعة لاتفرق بين متماثلين ولا تجمع بين مختلفين فانها بذلك تؤسس لمبدا عدم التناقض بين مبادئها ومفاهيمها المعبر عنه بصورة كلية {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء : 82] والمعبر عنه بصورة تفصيلية في الجزئيات التشريعية الكثيرة ذات الطابع المتناسق المتلائم الذي يكمل بعضه بعضا ولا يهدم الاخر ما يبنيه غيره.
    ومتى جعل العالم او الداعية هذا المنهج القراني له رائدا فان مواقفه ستتسم بالوضوح وعدم الغبش وعدم الوقوع في هذا الفخ المميت ( الازدواجية).
    هذا بالطبع لا يعني ان الشخص يبقى متمسكا برايه اذا لاح له الحق وبان له الدليل بل عليه حينها ان يعلن تراجعه عما قاله سابقا ولا ضير في ذلك اذ ما زال هذا الامر موجودا في السابقين واللاحقين.
    انما تاتي الفضيحة في تبني مواقف متناقضة مبنية على ازدواجية انتقائية مقيتة في الوقت نفسه والوضع ذاته.
    هذا هو ما نؤمه من كلامنا هنا.
    ولا ليس القصد الثبات على الباطل فقد ثبت صناديد قريش على باطلهم فكانوا من الهالكين وكما قال تعالى عن الامم السابقة {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ} [ص : 6] فهذا لا نقصده مطلقا.
    لذا يجب عدم تحريق الكلام عن مواضعه.
    وليس الامر مقصورا على المواقف من الاحداث بل يتعدى ليشمل الاحكام على الجماعات والافراد والمفاهيم.
    وفي هذه المواطن ترى كما هائلا من الازدواجية التي يعيشها بعض مشاهير هذا العصر على مختلف مستوياتهم فمقل او مكثر.
    اظن انه يجب علينا التروي قبل مهاجمة الدول الغربية ورميها بالازدواجية والانتقائية في ( مجلس الخوف ) وان نعيد حساباتنا وان نصفي انفسنا اولا من الازدواجية تجاه بعضنا البعض فاذا ما فعلنا ذلك حق لنا ان نبين عوار الاخرين ، اما ونحن واقعون فيما ننهاهم عنه فبسئت الخصلة تلك !


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,572

    افتراضي رد: الإزدواجية ... النقطة القاتلة للعالم والداعية

    الله المستعان، تظهر حقيقة الإيمان وأثره حتى لو خالف مصالح الفرد تجد الفرد ملتزم به ، علينا بأنفسنا أولا
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  3. #3

    افتراضي رد: الإزدواجية ... النقطة القاتلة للعالم والداعية

    قال شيخُ الإسلام ابنُ تيميَّةَ-رحمه الله-في «مجموع الفتاوى»(19/203)
    «لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مَعَ الْإِنْسَانِ أُصُولٌ كُلِّيَّةٌ تُرَدُّ إلَيْهَا الْجُزْئِيَّاتُ ؛ لِيَتَكَلَّمَ بِعِلْمِ وَعَدْلٍ.




    ثُمَّ يَعْرِفُ الْجُزْئِيَّاتِ كَيْفَ وَقَعَتْ؟




    وَإِلَّا : فَيَبْقَى فِي كَذِبٍ وَجَهْلٍ -فِي الْجُزْئِيَّاتِ-، وَجَهْلٍ وَظُلْمٍ -فِي الْكُلِّيَّاتِ-، فَيَتَوَلَّدُ فَسَادٌ عَظِيمٌ ».
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •