السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد...أرجو التفضل بتوضيح للرواية التي رويت عن العنكبوت والحمامتين في الغار
هل هي ضعيفة ؟أم ماذا فقد وجدت في كتاب شرف المصطفى,للمؤلف: عبد الملك بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الخركوشي، أبو سعد (المتوفى: 407هـ)
الناشر: دار البشائر الإسلامية - مكة
الطبعة: الأولى - 1424 هـ
] قوله: «فبعث الله عنكبوتا» :
أخرج الإمام أحمد في مسنده [1/ 348] ، والطبراني في معجمه الكبير [11/ 407] رقم 12155، والخطيب في تاريخه [3/ 361، 13/ 9] ، وابن جرير في تفسيره [9/ 228] ، وأبو القاسم الأصبهاني في الدلائل برقم 49، وأبو نعيم كذلك- كما في الخصائص [1/ 461]-، من حديث مقسم، عن ابن عباس في قوله تعالى: وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ الاية، قال: تشاورت قريش ليلة بمكة ... القصة بطولها، وفيها: فاقتفوا أثره، فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم، فصعدوا الجبل، فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا: لو دخل هاهنا أحد لم يكن نسج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاث ليال.
قال الحافظ ابن كثير: هذا إسناد حسن، وهو من أجود ما روي في قصة نسج العنكبوت على فم الغار، وذلك حماية الله لرسوله صلى الله عليه وسلم.
قلت: هو في مصنف عبد الرزاق [5/ 389] عن مقسم بصورة المقطوع لم يبلغ به ابن عباس، وانظر التعليق التالي:(ج3ص344)
- ويروى أنهم لما قصدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الغار ليأخذوه، بعث الله عزّ وجلّ حمامتين فوقفتا أمام الغار، ونسجت العنكبوت في فم الغار، فصرفوا عنه.
(1087) قوله: «بعث الله عزّ وجلّ حمامتين» :
أخرج هذا في قصة الغار ابن سعد في الطبقات [1/ 228- 229] ، والبزار في مسنده [2/ 229- 230 كشف الأستار] رقم 1741، والطبراني في معجمه الكبير [20/ 443] رقم 1082، وأبو نعيم في الدلائل برقم 229، والبيهقي كذلك [2/ 481- 482] ، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل [9/ 441] ولم يسق المتن، والعقيلي في الضعفاء [3/ 422- 423] ، وأبو القاسم الأصفهاني في الدلائل برقم 64، وابن مردويه وابن عساكر فيما ذكره ابن كثير في تاريخه، والسيوطي في الخصائص.
قال ابن سعد: أخبرنا مسلم بن إبراهيم، أخبرنا عون بن عمرو القيسي أخو رياح القيسي، أخبرنا أبو مصعب المكي قال: أدركت زيد بن أرقم، وأنس بن مالك، والمغيرة بن شعبة، فسمعتهم يتحدثون: أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الغار أمر الله شجرة فنبتت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم فسترته، وأمر الله العنكبوت فنسجت على وجهه فسترته، وأمر الله حمامتين وحشيتين فوقعتا بفم الغار، وأقبل فتيان قريش- من كل بطن رجل- بأسيافهم وعصيهم وهراواتهم حتى إذا كانوا من النبي صلى الله عليه وسلم قدر أربعين ذراعا، نظر أولهم فرأى حمامتين فرجع فقال له أصحابه: ما لك لم تنظر في الغار؟ قال: رأيت حمامتين وحشيتين بفم الغار فعرفت أن ليس فيه أحد، قال: فسمع النبي صلى الله عليه وسلم قوله فعرف أن الله قد درأ عنه بهما,...الحديث
وفي المعجم الكبير للطبراني ج11ص407
وجدت لاوجود لابو مصعب المكي في الرواية:
]حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ الْمُسْتَمْلِيّ ُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ عُثْمَانَ الْجَزَرِيِّ ، عَنْ مِقْسَمٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ : {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ} قَالَ : تَشَاوَرَتْ قُرَيْشٌ لَيْلَةً بِمَكَّةَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَثْبِتُوهُ بِالْوَثَائِقِ يُرِيدُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : اقْتُلُوهُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَخْرِجُوهُ ، فَأَطْلَعَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ فَبَاتَ عَلِيٌّ عَلَى فِرَاشِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى لَحِقَ بِالْغَارِ ، وَبَاتَ الْمُشْرِكُونَ يَحْرُسُونَ عَلِيًّا رَضِي اللَّهُ عَنْهُ يَحْسِبُونَ أَنَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا ثَارُوا إِلَيْهِ فَلَمَّا رَأَوْا عَلِيًّا رَدَّ اللَّهُ مَكْرَهُمْ ، فَقَالُوا : أَيْنَ صَاحِبُكَ ؟ قَالَ : لاَ أَدْرِي فَاقْتَصُّوا أَثَرَهُ فَلَمَّا بَلَغُوا الْجَبَلَ اخْتَلَطَ عَلَيْهِمْ فَصَعِدُوا الْجَبَلَ فَمَرُّوا بِالْغَارِ فَإِذَا عَلَى بَابِهِ نسيجُ الْعَنْكَبُوتِ فَمَكَثَ فِيهِ ثَلاَثًا.
- حَدثنا عَلي بن عَبد العَزيز، حَدثنا مُسلم بن إِبراهيم، حَدثنا عَون بن عَمرو القَيسي، قال: سمعتُ أَبا مُصعَب المَكّي يقول: أَدرَكت أَنس بن مالك, وزَيد بن أَرقَم, والمُغيرَة بن شُعبة, فَسمعتُهُم يَتَحَدَّثُون، أَنَّ النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم لَيلَة الغار, أَمَر الله عَز وجَل شَجَرَةً فَتَنبِت في وجه النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم فَسَتَرتُهُ، وأَمَر الله العنكَبُوت فَنَسَجَت في وجه النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم فَسَتَرتُهُ، وأَمَر الله حَمامَتَين وحشيَّتَين فَوقَفَا بِفَم الغار، وأَقبَل فِتيان قُرَيش مِن كُل بَطن, رَجُل بِعِصيِّهِم وهَراواتِهِم وسُيُوفِهِم, حَتَّى إِذا كانوا مِن النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم قَدر أَربَعين ذِراعًا تَعَجَّل بَعضُهُم يَنظُر إِلى الغار, فَرَأَى حَمامَتَين بِفَم الغار, فَرَجَع إِلى أَصحابه فقالُوا: ما لَك لَم تَنظُر في الغارِ؟ قال: رَأَيت حَمامَتَين بِفَم الغار فَعَرَفت أَن لَيس فيه أَحَد، فَسَمِع النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم ما قال، فَعَرَف أَنَّ الله عَز وجَل قَد ذَرَأ عنهم بِهما فَدَعا لَهن وسَمَّت عَليهن وفَرَض جَزاءهُم, واتُّخِذن في الحَرَمِ.
ولا يُتابَع عَليهما, وأَبو مُصعَب رَجُل مَجهولٌ.ج5/ص45/4814
الضعفاء للعقيلي
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عَوْنُ بْنُ عَمْرٍو الْقَيْسِيُّ، أَخُو رِيَاحٍ [ص:229] الْقَيْسِيِّ أَخْبَرَنَا أَبُو مُصْعَبٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: أَدْرَكْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ وَأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَالْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ فَسَمِعْتُهُمْ يَتَحَدَّثُونَ " أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْغَارِ أَمَرَ اللَّهُ شَجَرَةً فَنَبَتَتْ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَسَتَرَتْهُ، وَأَمَرَ اللَّهُ الْعَنْكَبُوتَ فَنَسَجَتْ عَلَى وَجْهِهِ فَسَتَرَتْهُ، وَأَمَرَ اللَّهُ حَمَامَتَيْنِ وَحْشِيَّتَيْنِ فَوَقَعَتَا بِفَمِ الْغَارِ، وَأَقْبَلَ فَتَيَانُ قُرَيْشٍ مِنْ كُلِّ بَطْنٍ رَجُلٌ بِأَسْيَافِهِمْ وَعِصِيِّهِمْ وَهِرَاوَاتِهِم ْ حَتَّى إِذَا كَانُوا مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم قَدْرَ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، نَظَرَ أَوَّلُهُمْ فَرَأَى الْحَمَامَتَيْن ِ، فَرَجَعَ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: مَا لَكَ لَمْ تَنْظُرْ فِي الْغَارِ؟ قَالَ: رَأَيْتُ حَمَامَتَيْنِ وَحْشِيَّتَيْنِ بِفَمِ الْغَارِ فَعَرَفْتُ أَنْ لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ، قَالَ: فَسَمِعَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم قَوْلَهُ فَعَرَفَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ دَرَأَ عَنْهُ بِهِمَا، فَسَمَّتَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم عَلَيْهِنَّ وَفَرَضَ جَزَاءَهُنَّ وَانْحَدَرْنَ فِي حَرَمِ اللَّهِ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى الْأَوَّلِ، قَالُوا: وَكَانَتْ لِأَبِي بَكْرٍ مَنِيحَةُ غَنَمٍ يَرْعَاهَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ وَكَانَ يَأْتِيهِمْ بِهَا لَيْلًا فَيَحْتَلِبُونَ ، فَإِذَا كَانَ سَحَرٌ سَرَحَ مَعَ النَّاسِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: وَجَهَّزْنَاهُم َا أَحَبَّ الْجِهَازِ وَصَنَعْنَا لَهُمَا سُفْرَةً فِي جِرَابٍ، فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ قِطْعَةً مِنْ نِطَاقِهَا فَأَوْكَتْ بِهِ الْجِرَابَ، وَقَطَعَتْ أُخْرَى فَصَيَّرَتْهُ عِصَامًا لِفَمِ الْقِرْبَةِ، فَبِذَلِكَ سُمِّيَتْ: ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ وَمَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ فِي الْغَارِ ثَلَاثَ لَيَالٍ يَبِيتُ عِنْدَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَاسْتَأْجَرَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا مِنْ بَنِي الدِّيلِ هَادِيًا خِرِّيتًا يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُرَيْقِطٍ وَهُوَ عَلَى دِينِ الْكُفْرِ وَلَكِنَّهُمَا أَمِنَاهُ فَارْتَحَلَا، وَمَعَهُمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ فَأَخَذَ بِهِمُ ابْنُ أُرَيْقِطٍ يَرْتَجِزُ فَمَا شَعَرَتْ قُرَيْشٌ أَيْنَ وَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى سَمِعُوا صَوْتًا مِنْ جِنِّيٍّ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ وَلَا يُرَى شَخْصُهُ:
[البحر الطويل]
جَزَى اللَّهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ ... رَفِيقَيْنِ قَالَا خَيْمَتَيْ أَمِّ مَعْبَدِ
هُمَا نَزَلَا بِالْبِرِّ وَارْتَحَلَا بِهِ ... فَقَدْ فَازَ مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ
ج1ص228
وفي الطبقات الكبرى لابن سعد
]كُرْزُ بْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ خُرَيْبَةَ بْنِ عَبْدِ نَهْمِ بْنِ حَلِيلِ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ سَلُولِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ الَّذِي قَفَّا أَثَرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ حِينَ خَرَجَا مِنْ مَكَّةَ يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ، فَانْتَهَى إِلَى بَابِ الْغَارِ الَّذِي هُمَا فِيهِ، فَقَالَ: هَا هُنَا انْقَطَعَ الْأَثَرُ. فَرَأَوْا عَلَى بَابِ الْغَارِ نَسْجَ الْعَنْكَبُوتِ فَانْصَرَفُوا، وَنَظَرَ كُرْزٌ إِلَى قَدَمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هَذِهِ الْقَدَمُ مِنْ تِلْكَ الْقَدَمِ، الَّتِي فِي الْمَقَامِ، يَعْنِي قَدَمَ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَسْلَمَ كُرْزٌ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، كَانَ كُرْزٌ قَدْ عَمَّرَ عُمْرًا طَوِيلًا، وَكَانَ بَعْضُ أَعْلَامِ الْحَرَمِ قَدْ عُمِّيَ عَلَى النَّاسِ، فَكَتَبَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ يُخْبِرُهُ بِذَلِكَ، فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَيْهِ: إِنْ كَانَ كُرْزُ بْنُ عَلْقَمَةَ حَيًّا، فَلْيُوقِفْكُمْ عَلَى مَعَالِمِ [
ج1 ص776
فقد تهت من ابو مصعب المكي
ومن الاسناد الحسن لابن كثير فأفيديوني جزاكم الله خيرا