المثل العربي وما يقابله من المثل الشعبي
المثل العربي له رونقه وجماله وإيقاعاته المتناسقة والمتناسبة على سمع المتلقي فهو يختصر الكلام الكثير في العبارات القصيرة ذات المعاني الرفيعة الجذابة وإذا كان المثل العربي قد لقي قبولاً واسعاً فإن المثل الشعبي هو الأخر احتل مكانة كبيرة في مجالس الناس ونواديهم ومتحدثهم حتى اعتنى به بعض العلماء في كتب مستقلة فأحببت أن أذكر المثل العربي وما يقابله من المثل الشعبي في حضرموت خاصة على أن يشاركني القراء الأفاضل ما لديهم من أمثلة شعبية لبلدانهم توافق المثل العربي وإلى الأمثلة" يداكا أوكتا وفوك نفخ" وأصل المثل - فيما يَذكرون -: أنَّ قومًا كانوا في جزيرة من جزائر البحر في الدَّهر الأول, وكان دُونَها خليجٌ من البحر، فأتى قومٌ يريدون أن يَعبروا إليهم, فلم يَجدوا معْبرًا، فجعلوا ينفخون أسقيتهم، ثم يَعْبرون عليها.
وكان معهم رجلٌ عَمدَ إلى سِقائه, فأقَلَّ النفخ فيه، وأضْعَفَ الإيكاء والربْطَ له، فلما توسَّط الماء جعلَتِ الرِّيح تخرج حتى لم يَبق في السِّقاء شيء، وأوشك على الغرق, وغَشِيه الموت.
فنادَى رجلاً مِن أصحابه: أن يا فلان، إني قد هلكت.فقال: ما ذنبي؟ "يداك أَوْكَتا وفوك نفَخ", فذهب قولُه مثلا ويقابله بالحضرمي ( الحصاة من اليحي " الأرض" والدم من رأسك)