بارك الله في الأخوين الجليلين .
ومنها : أنها بمنزلة الشهادة على صدور ذلك المنقول عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعلوم أننا مأمورون في القرآن الكريم برد شهادة الفاسق ، فلا بد من تحقيق ما أمرنا الله به .
ومنها : ما قاله ابن حبان في المجروحين : قال : فإن أحسن ما يدخره المؤمن الخير في العقبى وأفضل ما يكتسب به الذخر في الدنيا حفظ ما يعرف به الصحيح من الآثار ويميز بينه وبين الموضوع من الأخبار، إذ لا يتهيأ معرفة السقيم من الصحيح ولا استخراج الدليل من الصريح إلا بمعرفة ضعفاء المحدثين والثقات وكيفية ما كانوا عليه من الحالات .
ومنها : أننا نبين الغاش للمسلمين الكاذب على رسولنا حتى لا يقع علماء الجرح في غش المسلمين ، قال مسلم في مقدمة صحيحه : وإنما التزموا (أي أئمة الحديث) بالكشف عن معايب رواة الحديث وناقلي الأخبار وأفتوا بذلك حين سئلوا لما فيه من عظيم الخطر، إذ الأخبار في أمر الدين، إنما تأتي بتحليل أو تحريم أو أمر أو نهي، أو ترغيب أو ترهيب فإذا كان الراوي لها ليس بمعدن للصدق والأمانة… ولم يبين ما فيه لغيره ممن يجهل معرفته، كان آثما بفعله ذلك غاشا لعوام المسلمين، إذ لا يؤمن على من سمع تلك الأخبار أن يستعملها أو يستعمل بعضها ولعلها أو أكثرها أكاذيب، مع أن الأخبار الصحاح من رواية الثقات، وأهل القناعة أكثر من أن يضطر إلى نقل من ليس بثقة .
ومنها ما قاله أخونا الفاضل محمد شعبان : 2- تمحيص الأحاديث، وتبيين المكذوب منها من الثابت ـ وهو مذكور في كلام ابن حبان السابق .
قلت : هو على قاعدة :
ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
ومنها : أنك تحوز نصف العلم . كما قال علي بن المديني : التفقه في معاني الحديث نصف العلم ، ومعرفة الرجال نصف العلم .