الفراغ أول طريق الضياع
لا تجعل نفسك في فراغ، وإنما اشغل نفسك بالمفيد، ولا تنس أن النفس إن لم نشغلها بالحق شغلتنا بالباطل ولا بــد.
ماذا يعني هذا؟
يعني: إذا لم نشغل أنفسنا بالصلاة والعبادة والعمل والدراسة ومساعدة الآخرين، أشغلتنا بالبحث عن الحرام في الطرقات والإنترنت، وإن لم نشغلها بذكر الله تعالى أشغلتنا بذكر الفنانين والفنانات والمغنين والمغنيات، وإن لم نشغلها في الإنترنت بالدخول في المواقع الدعوية والثقافية أشغلتنا بدخول المواقع المحرمة والبحث عنها.
أشغل نفسك بالمفيد أخي الحبيب؛ لأن الفراغ قاتل، ولا تجعل في حياتك فراغا أبداً،
اجعل حياتك عملا من أجل الدنيا أو عملا من أجل الآخرة.
الآن الصالحون والصالحات يركبون القمم ويريدون الوصول إلى الأعلى
وأنت تنزل إلى أسفل بمعاصيك وذنوبك.. وتأمل هذا الحديث العظيم: قال صلى الله عليه وسلم : «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه».
وأكثر من وقع في المحرمات ولاسيما مشاهدة الصور والأفلام كان بسبب الفراغ والوحدة، فانتبه لهذا الأمر المهم ولا تجعل الشيطان يدخل عليك من هذا الباب، أغلق عليه الباب قبل دخوله عليك.
وإذا رأيت الناس يتنافسون من أجل الدنيا فنافسهم أنت من أجل الآخرة، وإذا رأيت الوزراء والمدراء يتنافسون من أجل المنصب فنافسهم أنت من أجل الآخرة، وإذا رأيت الناس يتنافسون من أجل إرضاء سلطان أو أمير أو وزير فنافسهم أنت من أجل إرضاء الله تعالى.
وإذا رأيت الشباب يتنافسون من أجل الزنى والتعارف مع البنات في الطرقات فنافسهم أنت من أجل الحورية التي تنتظرك هناك في الجنة.
هذه الدنيا مزرعة والحصاد يوم القيامة، فماذا زرعت هنا أخي الكريم وأختي الكريمة؟ هيا.. لا وقت لديكم، العمر يمر كالبرق، ابدأ في زراعة الحسنات هنا حتى تجد الثمار يوم القيامة هناك، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
عبد الوارث المدني