بقلم: أبو معاذ محمد الطايع
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فيا إخوتي في الله !!
لا تكونوا من المتنازعين بسبب حطام الدنيا الزائل، و﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ﴾ (سورة الحديد: الآية 20).
وما دنياك إلا مثل ظل
أظلك ثم آذن بارتحال
وقد خاطبها الله - سبحانه وتعالى - في صحف إبراهيم وموسى على نبينا وعليهما الصلاة والسلام: ) يا دنيا ما أهونك على الأبرار الذين تصنعت لهم، وتزينت لهم إني قد قذفت في قلوبهم بغضك والصدود عنك، ما خلقت خلقا أهون علي منك، كل شأنك صغير، وإلى الفناء تصيرين، قضيت عليك يوم خلقت الخلق ألا تدومي لأحد، ولا يدوم لك أحد (.
وكيف لا نزهد، والزهد فيها سبيل حب الله - سبحانه وتعالى - للزاهدين، كما يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ) ازهدْ في الدنيا يحبَّك اللهُ وازهدْ فيما في أيدي الناسِ يحبَّك الناسُ (.
وقال لقمان لابنه: « بعْ دُنْياكَ بآخِرتِك تربَحْهُما جميعًا، ولا تَبعْ آخرتكَ بدنْياك فتخسرهما جميعًا ».
واعلم:
إن لله عبادا فطنا
طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
فكروا فيها فلما علموا
أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا
صالح الأعمال فيها سفنا
فكن مع هؤلاء الفطناء السعداء، مع ملاحظة أنه «ليس الزاهد من لا مال عنده، وإنما الزاهد من لم يشغل المال قلبه، وإن أوتي مثل ما أوتي قارون» فلا تنس هذا....
﴿ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ﴾ (سورة القصص: الآية 77).
هذا والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
http://www.al-islam.com/Content.aspx...ContentID=1921