الغرض من الجدل : الغرض من الجدل قسمان : صحيح وفاسد .
أما الغرض الصحيح فأنواع منها :
1-تحقيق الحق وإظهار الصواب.
2-تمحيق الباطل ودفع الشبه ، وإزالة الأوهام والشكوك .
3-كسر الخصم المبطل ، بقصد نصرة الحق ، لا على عادة أهل السفسطة ونحوهم .
4-تصحيح مذاهب الحق ونصرتها بالذود عنها ، بطريق الجدال وغيره ، من الطرق الموصلة إلى الحق .
5-تمحيص الأدلة وكشفها ، وتمييز صحيحها من سقيمها .
6-دفع ا لزلل والخطأ عن العلماء ، من حيث وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعاء إلى الحق وسبله.
7-تحصيل ملكة الهدم والإبرام ، وهي التي تعين صاحبها على إقامة الحق وإدلته ، وتزهيق الباطل وشبهاته.

وأما الغرضُ الفاسد :
1-دحض الحق وإظهار الباطل ، وهذا لا يكون إلا من كافر صريح الكفر ، أو منافق عليهم النفاق ، أو متعصب بغيض ؛ قال تعالى :{ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} [غافر: 5].
2-كسر الخصم وإفحامه ، بأي سبل كان ، لا لقصد الوصول إلى الحق ؛ فالمقصود : الغلبة والفلج ، لا الحق والصواب ، وهي طريقة أهل السفسطة ومن شابههم.
2-طلب الشهرة بتحدي العلماء المبرزين ، ومعارضتهم بالمناظرة .
4-الترفع بإظهار العلم ، والفضل ، والتهجم على الغير ، بإظهار نقصه ، وهما شهوتان باطنتان للنفس : العجب ، واحتقار الغير ." (1/40).

فوائد الجدل :
1-تحقيق لمعني الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
2-إحقاق الحق ، وإقامة الصواب ، وكسر الباطل وأهله ، ودفع الشبهات ،ورد غلواء المعتدين .
3-حماية أصول الدين ، وصد هجمات المعتدين ، وتثبيت دعائم الإيمان في قلوب أتباعه .
4-تحصيل ملكة الجدل والمناظرة .
5-الوصول إلى الحقيقة والصواب ، بالطرق العلمية ، مجردة عن الأهواء ، ومتابعة الدليل.
6-تمحيص الأدلة وكشفها ، والترجيح بينها في المسائل الاجتهادية.
7-تأييد صحيح المنقول بصريح المعقول.
8-الانتقال بالمسائل العلمية من مقام الظن ، إلى مقام القطع واليقين ؛ لأن الظنية والقطعية من الأمور النسبية الإضافية ، فما يكون مظنوناً عند شخصٍ ما ، قد يكون مقطوعاً به عند آخر ، وبالمناظرة ، قد يستفيد صاحب الظن : القطع واليقين.
9-الفصل في النزعات العلمية التي تقع بين المسلمين .
قَالَ أَبُو مُحَمَّد الْجَوْزِيّ _ولد ابن الجوزي_ " اعْلَم وفقنا اللَّهِ وَإِيَّاك أَن معرفَة هَذَا الْعلم لَا يَسْتَغْنِي عَنْهَا نَاظر، وَلَا يتمشى بِدُونِهَا كَلَام مناظر؛ لِأَن بِهِ يتَبَيَّن صِحَة الدَّلِيل من فَسَاده تحريراً وتقريراً، وتتضح الأسئلة الْوَارِدَة من الْمَرْدُودَة إِجْمَالاً وتفصيلاً، ولولاه لاشتبه التَّحْقِيق فِي المناظرة بالمكابرة، وَلَو خلي كل مُدع وَدَعوى مَا يرومه على الْوَجْه الَّذِي يخْتَار، وَلَو مكن كل مَانع من ممانعه مَا يسمعهُ مَتى شَاءَ - لَأَدَّى إِلَى الْخبط وَعدم الضَّبْط.
وَإِنَّمَا المراسيم الجدلية تفصل بَين الْحق وَالْبَاطِل، وَتبين الْمُسْتَقيم من السقيم، فَمن لم يحط بهَا علما كَانَ فِي مناظرته كحاطب ليل" "الإيضاح لقواعد الاصطلاح(ص:5).

ملخص من كتاب :"منهج الجدل والمناظرة في تقرير المسائل العقدية".