تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: الشهرة وموقف السلف منها

  1. #1

    افتراضي الشهرة وموقف السلف منها

    إن مما ابتلي به بعض الدعاة إلى الله! ، البحث عن الشهرة وحب الظهور!!
    وليس الأصل في الشهرة الذم و إنما الذم لمن يسعى في طلبها و التحلي بها بين الناس ورحم الله الفضيل بن عياض إذ قال كما في سير أعلام النبلاء للذهبي (8/432) : "
    من أحبَّ أن يُذكر لم يذكر ومن كره أن يُذكر ذُكر "قيل لأبي بكر بن عياش : إن أناسا يجلسون في المسجد ، ويُجلس إليهم ؟ فقال : "من جلس للناس جلس الناس إليه ، ولكن أهل السنة يموتون ويبقى ذكرهم ، وأهل البدع يمتون ويموت ذكرهم"، قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في الفتاوى ( 16/528) : "لأن أهل السنة أحيَّوا ما جاء به الرسول ، فكان لهم نصيب من قوله تعالى ( ورفعنا لك ذكرك) و أهل البدع شنأوا ما جاء به رسول الله ، فكان لهم نصيب من قوله تعالى ( إن شانئك هو الأبتر )" .فأهل الإخلاص و الصدق من هذه الأمة من أهل السنة و الجماعة هم من أعلى شأنهم وأبقى ذكرهم بين الناس -نحسبهم و الله حسيبهم- كالأئمة الأربعة ، أبو حنيفة و مالك و الشافعي و أحمد ، كذا ابن المبارك و البخاري و مسلم وابن تيمية و ابن القيم و ابن رجب و الذهبي و ابن باز و الألباني و ابن عثيمين ، وغيرهم كثير – رحمهم الله جميعا- .
    روى الإمام مسلم في صحيحه ( 2642) من حديث أبي ذر ( رضي الله عنه) أنه قال : قيل للنبي : الرجل يعمل العمل لا يريد به إلا وجه الله ، فيحبه الناس و في رواية ( فيثني عليه الناس) فقال :
    "تلك عاجل بشرى المؤمن" .والمطلع في تراجم سلفنا الصالح يرى شدة حرصهم على إخفاء أعمالهم وعدم الظهور و البروز ، رغبة منهم في طلب الإخلاص والبعد عن مواطن الرياء و الشهرة،- نحسبهم والله حسيبهم- والآثار الواردة عنهم تشهد لذلك وتؤيده منها:
    قال محمد بن العلاء :
    "من أحب الله أحب أن لا يعرفه الناس ".
    التواضع و الخمول لابن أبي الدنيا (36)
    وقال أيوب السختياني :
    " ذكرت في الناس ولا أحب أن أذكر ". السير للذهبي ( 6/22)
    ويقول مطرف بن عبد الله الشخير : "
    لأن أبيت نائما و أصبح نادما أحب إلي من أبيت قائما و أصبح مُعجبًا" . الزهد لابن المبارك ( 448)
    يقول الذهبي معلقا على كلامه :
    "لا أفلح و الله من زكى نفسه أو أعجبته ". السير ( 4/190)
    والتقى سفيان الثوري مع الفضيل بن عياض – رحمهما الله- فتذاكرا فبكيا ، فقال سفيان الثوري :
    "إني لا أرجو أن يكون مجلسي هذا أعظم مجلس جلسناه بركة" ، فرد الفضيل : قال : ترجو!؟ ، لكني أخاف أن يكون أعظم مجلس جلسناه علينا شؤما أليس نظرت إلى أحسن ما عندك فتزينت به لي و تزينت لك به ، فعبدتني و عبدتك ، فبكى سفيان حتى علا نحيبه ، ثم قال : "أحييتني أحياك الله" . حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني ( 7/64) ، السير للذهبي (7/267) ( 8/439) ويقول رجاء بن أبي سلمة : نبأت أن ابن محيريز دخل على رجل من البزازين يشتري شيئا فقال له رجل حاضر : أتعرف هذا ؟ هذا ابن محيريز ، فقال ابن محيريز : "إنما جئنا لنشتري بدراهمنا ليس بديننا ". الحلية لأبي نعيم ( 5/139)واذا ابتلينا بالشهرة فعلينا أن نعتقد أنها ابتلاء من الله ، لينظر سبحانه أنشكر أم نجحد و للنظر ماذا قال نبي الله سليمان( عليه السلام)، قال تعالى (هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر) ما أجمل أن تكون مع شهرتك إنسانا متواضعا بسيطا يسيرا في حياتك مع الناس ، و انظر لحال سيد ولد آدم أجمعين فهو مع شهرته سيد المتواضعين ، وعلى هذا سار السلف الصالح (رضوان الله عليهم) ، و اعلم أن تواضعك الصادق يزيد من حب الناس لك وتقديرهم و احترامهم بإذن الله.
    و صلي اللهم وسلم على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين .
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: الشهرة وموقف السلف منها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الأكرم الجزائري مشاهدة المشاركة
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في الفتاوى ( 16/528) : "لأن أهل السنة أحيَّوا ما جاء به الرسول ، فكان لهم نصيب من قوله تعالى ( ورفعنا لك ذكرك) و أهل البدع شنأوا ما جاء به رسول الله ، فكان لهم نصيب من قوله تعالى ( إن شانئك هو الأبتر )"
    .
    رحم الله شيخ الاسلام وأسكنه الفردوس الأعلى
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  3. #3

    افتراضي رد: الشهرة وموقف السلف منها

    قال المروذي : قال لي أحمد : قل لعبد الوهاب : أخمل ذكرك ، فإني أنا قد بليت بالشهرة .
    وقال محمد بن الحسن بن هارون : رأيت أبا عبد الله إذا مشى في الطريق ، يكره أن يتبعه أحد .
    قال الذهبي : إيثار الخمول والتواضع ، وكثرة الوجل ، من علامات التقوى والفلاح . قال إبراهيم بن أدهم
    ما صدق الله عبد أحب الشهرة
    وقال بشر بن الحارث
    لا أعلم رجلاً أحب أن يُعرف إلا ذهب دينه وافتضح
    وقال أيضاً :
    لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس
    وقال الثوري لأخ له
    احذر حب المنزلة ، فإن الزهادة فيها أشد من
    الزهادة في الدنيا .
    وقال الحسن البصري :
    كفى بالمرء شراً أن يشار إليه بالأصابع
    وقال أيوب السختياني
    ذُكرتُ وما أحب أن أذكر
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  4. #4

    افتراضي رد: الشهرة وموقف السلف منها

    قال إبراهيم بن أدهم: "مَا صَدق َاللهَ عَبدٌ أَحَبَّ الشُّهرة"



    قال الحافظ الذهبي معلِّقا: قلت: عَلاَمَة ُالمُخلِصِ الذي قد يُحِبُّ شُهرَةً،ولا يشعرُ بها، أنّه إذا عُوتب في ذلك لا يَحْرَدُ(أي: لا يغضب)ولا يُبَرِّئُ نفسَهُ، بل يعترف ويقول: رحمَ الله من أهدى إليَّ عُيوبي، ولا يَكُنْ معْجباً بنفسِه؛ لا يشعرُ بعيوبها، بل لا يشعر أنّه لا يشعر، فإنّ هذا داءٌ مزمنٌ.


    (سير أعلام النبلاء للذهبي7/393 )
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: الشهرة وموقف السلف منها

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الأكرم الجزائري مشاهدة المشاركة


    قال الحافظ الذهبي معلِّقا: قلت: عَلاَمَة ُالمُخلِصِ الذي قد يُحِبُّ شُهرَةً،ولا يشعرُ بها، أنّه إذا عُوتب في ذلك لا يَحْرَدُ(أي: لا يغضب)ولا يُبَرِّئُ نفسَهُ، بل يعترف ويقول: رحمَ الله من أهدى إليَّ عُيوبي، ولا يَكُنْ معْجباً بنفسِه؛ لا يشعرُ بعيوبها، بل لا يشعر أنّه لا يشعر، فإنّ هذا داءٌ مزمنٌ.

    !!!!!!!! تحتاج هذه النقطة لوقفة
    نسأل الله الإخلاص في القول والعمل
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  6. #6

    افتراضي رد: الشهرة وموقف السلف منها

    صِفَة واخلاق التقي المبتلى بالشهرة
    " فَإِذَا
    نَشَرَ اللَّهُ لَهُ الذِّكْرَ عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ , وَاحْتَاجَ النَّاسُ إِلَى مَا عِنْدَهُ , أَلْزَمَ نَفْسَهُ التَّوَاضُعَ لِلْعَالِمِ وَغَيْرِ الْعَالِمِ , فَأَمَّا تَوَاضُعُهُ لِمَنْ هُوَ مِثْلُهُ فِي الْعِلْمِ , فَإِنَّهَا مَحَبَّةٌ تَنْبُتُ لَهُ فِي قُلُوبِهِمْ. وَأَمَّا تَوَاضُعُهُ لِلْعُلَمَاءِ فَوَاجِبٌ عَلَيْهِ , إِذْ أَرَاهُ الْعِلْمُ ذَلِكَ. وَأَمَّا تَوَاضُعُهُ لِمَنْ هُوَ دُونَهُ فِي الْعِلْمِ , فَشَرَفُ الْعِلْمِ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ أُولِي الْأَلْبَابِ , وَكَانَ مِنْ صِفَتِهِ فِي عِلْمِهِ وَصِدْقِهِ وَحُسْنِ إِرَادَتِهِ يُرِيدُ اللَّهَ بِعِلْمِهِ , فَمِنْ صِفَتِهِ أَنَّهُ لَا يَطْلُبُ بِعِلْمِهِ شَرَفَ مَنْزِلَةٍ عِنْدَ الْمُلُوكِ , وَلَا يَحْمِلُهُ إِلَيْهِمْ , صَائِنٌ لِلْعِلْمِ إِلَّا عَنْ أَهْلِهِ , وَلَا يَأْخُذُ عَلَى الْعِلْمِ ثَمَنًا , وَلَا يَسْتَقْضِي بِهِ الْحَوَائِجَ , وَلَا يُقَرِّبُ أَبْنَاءَ الدُّنْيَا , وَيُبَاعِدُ الْفُقَرَاءَ , وَيَتَجَافَى عَنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا , يَتَوَاضَعُ لِلْفُقَرَاءِ وَالصَّالِحِينَ لِيُفِيدَهُمُ الْعِلْمَ. وَإِنْ كَانَ لَهُ مَجْلِسٌ قَدْ عُرِفَ بِالْعِلْمِ , أَلْزَمُ نَفْسَهُ حُسْنَ الْمُدَارَاةِ لِمَنْ جَالَسَهُ , وَالرِّفْقَ بِمَنْ سَاءَلَهُ , وَاسْتِعْمَالَ الْأَخْلَاقِ الْجَمِيلَةِ , وَيَتَجَافَى عَنِ الْأَخْلَاقِ الدَّنِيَّةِ. فَأَمَّا أَخْلَاقُهُ مَعَ مُجَالِسِيهِ: فَصَبُورٌ عَلَى مَنْ كَانَ ذِهْنُهُ بَطِيئًا عَنِ الْفَهْمِ حَتَّى يَفْهَمَ عَنْهُ , صَبُورٌ عَلَى جَفَاءِ مَنْ جَهِلَ عَلَيْهِ حَتَّى يَرُدَّهُ بِحِلْمٍ , يُؤَدِّبُ جُلَسَاءَهُ بِأَحْسَنِ مَا يَكُونُ مِنَ الْأَدَبِ , لَا يَدَعُهُمْ يَخُوضُونَ فِيمَا لَا يَعْنِيهِمْ , وَيَأْمُرُهُمْ بِالِإنْصَاتِ مَعَ الِاسْتِمَاعِ إِلَى مَا يَنْطِقُ بِهِ مِنَ الْعِلْمِ. فَإِنْ تَخَطَّى أَحَدُهُمْ إِلَى خُلُقٍ لَا يَحْسُنُ بِأَهْلِ الْعِلْمِ , لَمْ يَجْبَهْهُ فِي وَجْهِهِ عَلَى جِهَةِ التَّبْكِيتِ لَهُ. وَلَكِنْ يَقُولُ: لَا يَحْسُنُ بِأَهْلِ الْعِلْمِ وَالْأَدَبِ كَذَا وَكَذَا , وَيَنْبَغِي لِأَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يَتَجَافَوْا عَنْ كَذَا وَكَذَا , فَيَكُونُ الْفَاعِلُ لِخُلُقٍ لَا يَحْسُنُ , قَدْ عَلِمَ أَنَّهُ الْمُرَادُ بِهَذَا , فَيُبَادِرُ بِرِفْقِهِ بِهِ , إِنْ سَأَلَهُ مِنْهُمْ سَائِلٌ عَمَّا لَا يَعْنِيهِ رَدَّهُ عَنْهُ , وَأَمَرَهُ أَنْ يَسْأَلَ عَمَّا يَعْنِيهِ , فَإِذَا عَلِمَ أَنَّهُمْ فُقَرَاءُ إِلَى عِلْمٍ قَدْ غَفِلُوا عَنْهُ أَبْدَاهُ إِلَيْهِمْ , وَأَعْلَمَهُمْ شِدَّةَ فَقْرِهِمْ إِلَيْهِ ,لَا يُعَنِّفُ السَّائِلَ بِالتَّوْبِيخِ الْقَبِيحِ فَيُخْجِلَهُ , وَلَا يَزْجُرُهُ فَيَضَعُ مِنْ قَدْرِهِ , وَلَكِنْ يَبْسُطُهُ فِي الْمَسْأَلَةِ لِيَجْبُرَهُ فِيهَا , قَدْ عَلِمَ بُغْيَتَهُ عَمَّا يَعْنِيهِ , وَيَحُثُّهُ عَلَى طَلَبِ عِلْمِ الْوَاجِبَاتِ مِنْ عِلْمِ أَدَاءِ فَرَائِضِهِ وَاجْتِنَابِ مَحَارِمِهِ. يُقْبِلُ عَلَى مَنْ يَعْلَمُ أَنَّهُ مُحْتَاجٌ إِلَى عِلْمِ مَا يَسْأَلُ عَنْهُ , وَيَتْرُكُ مَنْ يَعْلَمُ أَنَّهُ يُرِيدُ الْجَدَلَ وَالْمِرَاءَ , يُقَرِّبُ عَلَيْهِمْ مَا يَخَافُونَ بُعْدَهُ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ. يَسْكُتُ عَنِ الْجَاهِلِ حِلْمًا , وَيَنْشُرُ الْحِكْمَةَ نُصْحًا , فَهَذِهِ أَخْلَاقُهُ لِأَهْلِ مَجْلِسِهِ وَمَا شَاكَلَ هَذِهِ الْأَخْلَاقَ. وَأَمَّا مَا يَسْتَعْمِلُ مَعَ مَنْ يَسْأَلُهُ عَنِ الْعِلْمِ وَالْفُتْيَا , فَإِنَّ مِنْ صِفَتِهِ إِذَا سَأَلَهُ سَائِلٌ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَإِنْ كَانَ عِنْدَهُ عِلْمٌ أَجَابَ , وَجَعَلَ أَصْلَهُ أَنَّ الْجَوَابَ مِنْ كِتَابٍ أَوْ سُنَّةٍ أَوْ إِجْمَاعٍ. فَإِذَا أُورِدَتْ عَلَيْهِ مَسْأَلَةٌ قَدِ اخْتَلَفَ فِيهَا أَهْلُ الْعِلْمِ اجْتَهَدَ فِيهَا , فَمَا كَانَ أَشْبَهَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ , وَلَمْ يَخْرُجْ بِهِ مِنْ قَوْلِ الصَّحَابَةِ وَقَوْلِ الْفُقَهَاءِ بَعْدَهُمْ قَالَ بِهِ , إِذَا كَانَ مُوَافِقًا لِقَوْلِ بَعْضِ الصَّحَابَةِ وَقَوْلِ بَعْضِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ قَالَ بِهِ. وَإِنْ كَانَ رَآهُ مِمَّا يُخَالِفُ بِهِ قَوْلَ الصَّحَابَةِ وَقَوْلَ فُقَهَاءِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى يَخْرُجَ عَنْ قَوْلِهِمْ لَمْ يَقُلْ بِهِ , وَاتَّهَمَ رَأْيَهُ , وَوَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَسْأَلَ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ أَوْ مِثْلُهُ , حَتَّى يَنْكَشِفَ لَهُ الْحَقُّ , وَيَسْأَلَ مَوْلَاهُ أَنْ يُوَفِّقَهُ لِإِصَابَةِ الْخَيْرِ وَالْحَقِّ. وَإِذَا سُئِلَ عَنْ عَلِمٍ لَا يَعْلَمُهُ لَمْ يَسْتَحِ أَنْ يَقُولَ: لَا أَعْلَمُ. وَإِذَا سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَعَلِمَ أَنَّهَا مِنْ مَسَائِلِ الشَّغَبِ , وَمِمَّا يُورِثُ الْفِتَنَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ , اسْتَعْفَى مِنْهَا , وَرَدَّ السَّائِلَ إِلَى مَا هُوَ أَوْلَى بِهِ , عَلَى أَرْفَقِ مَا يَكُونُ. وَإِنْ أَفْتَى بِمَسْأَلَةٍ فَعَلِمَ أَنَّهُ أَخْطَأَ لَمْ يَسْتَنْكِفْ أَنْ يَرْجِعَ عَنْهَا. وَإِنْ قَالَ قَوْلًا فَرَدَّهُ عَلَيْهِ غَيْرُهُ - مِمَّنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ أَوْ مِثْلُهُ أَوْ دُونَهُ - فَعَلِمَ أَنَّ الْقَوْلَ كَذَلِكَ , رَجَعَ عَنْ قَوْلِهِ , وَحَمِدَهُ عَلَى ذَلِكَ وَجَزَاهُ خَيْرًا. وَإِنْ سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ اشْتَبَهَ الْقَوْلُ عَلَيْهِ فِيهَا قَالَ: سَلُوا غَيْرِي , وَلَمْ يَتَكَلَّفْ مَا لَا يَتَقَرَّرُ عَلَيْهِ , يَحْذَرُ مِنَ الْمَسَائِلِ الْمُحْدَثَاتِ فِي الْبِدَعِ , لَا يُصْغِي إِلَىعَلَيْهِ الصَّحَابَةُ , وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ , وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ , يَأْمُرُ بِالِاتِّبَاعِ , وَيَنْهَى عَنِ الِابْتِدَاعِ. لَا يُجَادِلُ الْعُلَمَاءَ , وَلَا يُمَارِي السُّفَهَاءَ. هَمُّهُ فِي تِلَاوَةِ كَلَامِ اللَّهِ الْفَهْمُ , وَفِي سُنَنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفِقْهُ لِئَلَّا يُضَيِّعَ مَا لِلَّهِ عَلَيْهِ , وَلِيَعْلَمَ كَيْفَ يَتَقَرَّبُ إِلَى مَوْلَاهُ , مُذَّكِرٌ لِلْغَافِلِ , مُعَلِّمٌ لِلْجَاهِلِ , يَضَعُ الْحِكْمَةَ عِنْدَ أَهْلِهَا , وَيَمْنَعُهَا مَنْ لَيْسَ بِأَهْلِهَا , مَثَلُهُ مَثَلُ الطَّبِيبِ: يَضَعُ الدَّوَاءَ بِحَيْثُ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَنْفَعُ. فَهَذِهِ صِفَتُهُ , وَمَا يُشْبِهُ هَذِهِ الْأَخْلَاقَ الشَّرِيفَةَ , إِذَا كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ نَشَرَ لَهُ الذِّكْرَ بِالْعِلْمِ فِي قُلُوبِ الْخَلْقِ , فَكُلَّمَا ازْدَادَ عِلْمًا ازْدَادَ لِلَّهِ تَوَاضُعًا , يَطْلُبُ الرِّفْعَةَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , مَعَ شِدَّةِ حَذَرِهِ مِنْ وَاجِبِ مَا يَلْزَمُهُ مِنَ الْعِلْمِ " "اخلاق العلماء الاجري
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: الشهرة وموقف السلف منها

    جزاكم الله خيرا وزادكم علما
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: الشهرة وموقف السلف منها

    جزاك الله خيرا أخي الفاضل . واسمح لي أن أقول :
    إذا كان الشرع قد نهانا عن لباس الشهرة ، لئلا يُشتهر ولا يذكر في المجالس بمدح أو حتى بذم ، وهو مجرد لباس ، فما بالكم بمن يبحث عن الشهرة لذاته . نسأل الله تعالى الإخلاص والاتباع .
    قال أبو نعيم في الحلية والذهبي في السير :
    قَالَ ابْنُ المُنْكَدِرِ: إِنِّي لِلَيْلَةٍ مُوَاجِهٌ هَذَا المِنْبَرَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ أَدعُو، إِذَا إِنْسَانٌ عِنْدَ أُسْطُوَانَةٍ مُقَنِّعٌ رَأْسَه، فَأَسْمَعُهُ يَقُوْلُ:
    أَيْ رَبِّ، إِنَّ القَحطَ قَدِ اشْتَدَّ عَلَى عِبَادِكَ، وَإِنِّي مُقسِمٌ عَلَيْكَ يَا رَبِّ إِلاَّ سَقَيْتَهُم.
    قَالَ: فَمَا كَانَ إِلاَّ سَاعَةٌ، إِذَا سَحَابَةٌ قَدْ أَقْبَلَتْ، ثُمَّ أَرْسَلَهَا اللهُ، وَكَانَ عَزِيْزاً عَلَى ابْنِ المُنْكَدِرِ أَنْ يَخْفَى عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الخَيْرِ، فَقَالَ: هَذَا بِالمَدِيْنَةِ وَلاَ أَعْرِفُه!
    فَلَمَّا سَلَّمَ الإِمَامُ، تَقَنَّعَ وَانْصَرَفَ، وَأَتبَعُهُ، وَلَمْ يَجْلِسْ لِلْقَاصِّ حَتَّى أَتَى دَارَ أَنَسٍ، فَدَخَلَ مَوْضِعاً، فَفَتَحَ، وَدَخَلَ.
    قَالَ: وَرَجَعتُ، فَلَمَّا سَبَّحتُ، أَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: أَدخُلُ؟
    قَالَ: ادْخُلْ.
    فَإِذَا هُوَ يُنَجِّرُ أَقْدَاحاً، فَقُلْتُ: كَيْفَ أَصْبَحتَ؟ أَصْلَحَكَ اللهُ.
    قَالَ: فَاسْتَشهَرَهَا ، وَأَعْظَمَهَا مِنِّي، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ، قُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ إِقسَامَكَ البَارِحَةَ عَلَى اللهِ، يَا أَخِي، هَلْ لَكَ فِي نَفَقَةٍ تُغنِيكَ عَنْ هَذَا، وَتُفَرِّغُكَ لِمَا تُرِيْدُ مِنَ الآخِرَةِ؟
    قَالَ: لاَ، وَلَكِنْ غَيْرُ ذَلِكَ، لاَ تَذْكُرُنِي لأَحَدٍ، وَلاَ تَذْكُرُ هَذَا لأَحَدٍ حَتَّى أَمُوْتَ، وَلاَ تَأْتِنِي يَا ابْنَ المُنْكَدِرِ، فَإِنَّكَ إِنْ تَأْتِنِي شَهَرتَنِي لِلنَّاسِ.
    فَقُلْتُ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَلقَاكَ.
    قَالَ: الْقَنِي فِي المَسْجِدِ.
    قَالَ: وَكَانَ فَارِسِيّاً، فَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ ابْنُ المُنْكَدِرِ لأَحَدٍ حَتَّى مَاتَ الرَّجُلُ.
    قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: بَلَغَنِي أَنَّهُ انْتقَلَ مِنْ تِلْكَ الدَّارِ، فَلَمْ يُرَ، وَلَمْ يُدرَ أَيْنَ ذَهَبَ.
    فَقَالَ أَهْلُ تِلْكَ الدَّارِ: اللهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ابْنِ المُنْكَدِرِ، أَخْرَجَ عَنَّا الرَّجُلَ الصَّالِحَ أهـ
    قلت : ما خرج إلا ليبتعد عن الشهرة .
    وقد رأينا كيف كان الشيخ العلامة ابن باز يبتعد عن الشهرة بل يرفض الدنيا ، فأتته الشهرة والدنيا وهي راغمة .
    الإخلاص عزيز ، نسأل الله أن يرزقناه
    وإياكم .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: الشهرة وموقف السلف منها

    وماذا يقولون في هذه الآثار أهل البدع ، من يقولون للناس نحن أولياء الله وأحباؤه وأن دعائهم مستجاب!!! ، وعلى الناس تقبيل ايديهم ،، فلا حول ولا قوة الا بالله
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  10. #10

    افتراضي رد: الشهرة وموقف السلف منها

    أكثر السلف من التحذير من طلب التصدر وحب الشهرة, فهذا شيخ المالكية أبو عثمان ابن الحدّاد يقول:
    ((ما صد عن الله مثل طلب المحامد وطلب الرفعة)) .((نزهة الفضلاء)): 2/ 1034
    ويقول الذهبي رحمه الله محذراً من حب الشهرة:
    ((فربما أعجبته نفسه وأحب الظهور فيعاقب ... فكم رجل نطق بالحق وأمر بالمعروف فيسلط الله عليه من يؤذيه لسوء قصده وحبه للرئاسة الدينية, فهذا داء خفيٌ سارٍ في نفوس الفقهاء, كما أنه سارٍ في نفوس المنفقين من الأغنياء ... وهو داء خفيّ يسري في نفوس الجند والأمراء والمجاهدين, فتراهم يلقون العدو ويصطدم الجمعان وفي نفوس المجاهدين مخبآت وكمائن من الاختيال وإظهار الشجاعة ليُقال.. يضاف إلى ذلك إخلال بالصلاة وظلم للرعيّة وشرب للمسكر فأنى ينصرون؟ وكيف لا يخذلون؟ ... فمن طلب العلم للعمل كسره العلم, وبكى على نفسه, ومن طلب العلم للمدارس والإفتاء والفخر والرياء تحامق واختال وازدرى بالناس وأهلكه العجب ومقتته الأنفس))انظر ((سير أعلام النبلاء)): 8/ 46 - 48.
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •