الحمد لله والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه ومن والاه ؛ أما بعد :-فهذه الحلقة الثانية من قواعد وأصول وفوائد في فقه الدعوة الى الله تعالى من كتاب ( مسائل التوحيد ) للأمام المجدد محمد ابن عبدالوهاب - رحمه الله - قصدت من إبرازها الاستفادة منها في رفد دعوتنا بما يسددها ويرشدها في مسيرتها من أجل تعبيد الناس لربهم جل وعلا ...
13-( باب الدعاء الى شهادة أن لا اله الا الله )
قال الشيخ { كشف العلم الشبهة عن المتعلم )
قال الشيخ صالح ال الشيخ ( جـ2:- الكشف هو حسر الشيء عن الشيء، كشف الرأس يعني حسره؛ حسر ما عليه حتى ظهر، وكشف البأس إذا أزاله.
سـ3:- ما معنى الشبهة ؟
جـ3:- وهي المسألة التي جُعلت شبها بالحق؛ لأن الحق عليه دليل بيّن واضح، والشبهة سميت شبهة لأنها مسألة من مسائل العلم أورد عليها أصحابها بعض الأدلة التي يظنونها علما، فالشبهة عبارة عن تشبيه الباطل بالحق، فإذا شبّه الباطل بالحق من جهة أن الباطل له دليل وله برهان صارت هذه المسألة -إذا عُورض بها الحق- صارت شبهة، والشبهة والمُشَبَّهة هي المسائل المعضلة أو المشكلة التي تلتبس على الناس.
سـ4:- كيف يكون كشف الشبه ؟
جـ4:- كشف الشبه يكون عن طريقين:
الطريق الأول: طريق عقلي:فهذا قد يكون بإيجاد البراهين العقلية البحتة التي تبطل شبه المشبهين، وقد يكون بإيجاد الأمثلة العُرفية التي تضعف حجة الخصم، وهذا وهذا موجود في القرآن.
الطريق الثاني: الطريق الشرعي السمعي:بأن يكشف ما شبه به الخصوم بأن تُزال الشبه وتقام الحجة بالأدلة الشرعية) ( أسئلة للشيخ عرضت عليه بعد شرحه على كشف الشبهات رتبها بعض الطلبة )


14- ( باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ..):
قال الشيخ ( الإنكار بالتغليظ على من فعل مثل ذلك )
وهذا الأغلاظ بحسب الحال التي تناسب ذلك كما أشار الشيخ ، قال ابن تيمية (قال بن تيمية – رحمه الله - : ( فمتى ظلم المخاطب لم نكن مأمورين أن نجيبه بالتي هي أحسن ) [ مجموع الفتاوى 3/252 ] .
وقال ابن تيمية (وقال أيضا : ( ما ذكرتم من لين الكلام والمخاطبة بالتي هي أحسن فأنتم تعلمون أني من أكثر الناس استعمالا لهذا لكن كل شيء في موضعه حسن وحيث أمر الله ورسوله بالإغلاظ على المتكلم لبغيه وعدوانه على الكتاب والسنة فنحن مأمورون بمقابلته ، لم نكن مأمورين أن نخاطبه بالتي هي أحسن ومن المعلوم أن الله تعالى يقول : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) فمن كان مؤمنا فإنه الأعلى بنص القرآن ) [ مجموع الفتاوى 3/232 ] .
15- (الباب السابق نفسه ):-
قال الشيخ ( الدعاء على من تعلق تميمة ان الله لا يتم له ، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له )
قال ابن عثيمين ( وليس هذا بغريب ان نؤمر بالدعاء على من خالف وعصى ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اذا سمعتم من ينشد الضالة في المسجد ، فقولو : لا ردها الله عليك ) ..فهنا أيضاً تقول لا أتم الله لك ، ولكن الحديث إنما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم على سبيل العموم ، فلا نخاطب هذا بالتصريح ونقول لشخص عليه تميمة : لا أتم الله لك ، وذلك لان مخاطبتنا الفاعل بالتصريح والتعيين سوف يكون سبباً لنفوره !! ..) ( القول المفيد )
16- ( باب من تبرك بشجر أوحجر ونحوهما ):
قال الشيخ ( سد الذرائع )
قال ابن تيمية ( ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يكف عن قتل المنافقين مع كونه مصلحة ، لئلا يكون ذريعة الى قول الناس : ان محمداً يقتل أصحابه ، لان هذا القول يوجب النفور عن الاسلام ممن دخل فيه ، وممن لم يدخل فيه ، وهذا النفور حرام !!) ( الفتاوى الكبرى -6-174)
وضبط هذه القاعدة في باب الدعوة مهم في القول والعمل لكي لا يؤدي الى ما فيه مفسدة على دين الله جل وعلا ...
17- (الباب السابق نفسه ):-
قال الشيخ ( الغضب عند التعليم )
قال ابن حجر العسقلاني ( قصر المصنف -أي البخاري -الغضب على الموعظة والتعليم دون الحكم لأن الحاكم مأمور أن لا يقضى وهو غضبان والفرق أن الواعظ من شأنه أن يكون في صورة الغضبان لأن مقامه يقتضى تكلف الانزعاج لأنه في صورة المنذر وكذا المعلم إذا أنكر على من يتعلم منه سوء فهم ونحوه لأنه قد يكون أدعى للقبول منه وليس ذلك لازما في حق كل أحد بل يختلف باختلاف أحوال المتعلمين وأما الحاكم فهو بخلاف ذلك ...) ( الفتح /1-358)
18- ( الباب السابق نفسه ):-
قال الشيخ ( انه متقرر عندهم ان العبادات مبناها على الامر...)
قال ابن تيمية ( لا يشرع للدعاة اتخاذ أمور لتكون شعاراً لأهل النسك والعبادة ، كحلق رأس التائب أو قصه ، أو ارتداء لباس معين ونحوه ، فان هذا من البدع التي لم يأمر الله بها ولا رسوله ) ( الفتاوى -21-118)
19-( باب قول الله تعالى [ أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ] )
قال الشيخ (جِدُّهُ صلى الله عليه وسلم في هذا الامر بحيث فعل ما نُسب بسببه الى الجنون ، وكذلك لو يفعله مسلم الآن )
قال ابن عثيمين ( لو أن إنساناً جمع الناس ثم قال يحذرهم كتحذير النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لقالوا : مجنون ..... ثم انه يجب على الإنسان ان يبذل جهده واجتهاده في الدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، والنبي صلى الله عليه وسلم قام بهذا الامر ولم يبال بما رمي به من الجنون )
20-(باب قول الله تعالى ( انك لا تهدي من أحببت )
قال الشيخ ( مضرة تعظيم الأسلاف والأكابر )
قال ابن عثيمين ( وهذا ليس على إطلاقه ، فتعظيمهم ان كانوا أهلا لذلك فلا يضر بل هو خير فاسلافنا من صدر هذه الأمة لا شك ان تعظيمهم وإنزالهم منازلهم خير لا ضرر فيه ، وان كان تعظيم الأكابر لما هو عليه من العلم والسن فليس فيه مضرة وان كان تعظيمهم لما هم عليه من الباطل فهو ضرر عظيم على دين المرء ...)
قال ابن تيمية ( ليس لاحد ان ينصب للأمة شخصاً يدعو الى طريقته ، ويوالي ويعادي عليها غير النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينصب لهم كلاما يوالي ويعادي غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة ، بل هذا من فعل اهل البدع ) ( الفتاوى -22-511)
21- ( باب ما جاء ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين )
قال الشيخ ( معرفة القاعدة الكلية ، وهي النهي عن الغلو ومعرفة ما يؤول اليه )
وهذه القاعدة تبين دين الاسلام من بين الأديان وتميز منهج اهل السنة والجماعة بين المناهج في جميع الابواب ومن ذلك باب الدعوة الى الله ..
قال ابن تيمية ( يجب على المصلحين الانكار على الناس ما هم عليه من مخالفة الأوامر وارتكاب النواهي بالطريق الشرعي الوسط بلا اعتداء ولا تقصير ) (الفتاوى -3-360)
وقال ( فاختيار المخالطة مطلقا خطأ ، واختيار الانفراد مطلقا خطأ ، وأما مقدار ما يحتاج اليه كل إنسان من هذا وهذا ، وما هو الأصلح له في كل حال ، فهذا يحتاج الى نظر خاص )
( الفتاوى -10-426)
وقال (الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "إن أقواماً جعلوا ذلك - أي هجر صاحب البدعة - عاماً، فاستعملوا من الهجر والإنكار ما لم يؤمروا به مما لا يجب ولا يستحب، وربما تركوا به واجبات أو مستحبات، وفعلوا به محرمات، وآخرون أعرضوا عن ذلك بالكلية؛ فلم يهجروا ما أُمِروا بهجره من السيئات البدعية، بل تركوها ترك المعرض لا ترك المنتهي الكاره، ولا يعاقبون بالهجرة ونحوها من يستحق العقوبة عليها، فيكونون قد ضيعوا من النهي عن المنكر ما أمروا به إيجاباً أو استحباباً، ودين الله وسط بين الغالي فيه، والجافي عنه") ( الفتاوى 28-213؛
قال ابن عثيمين ( وان خطر الغلو عظيم ونتائجه وخيمة ، فالواجب تنزيل الصالحين منازلهم ، فلا يستوي الصالح والفاسد ، بل ينزل كل منزلته ، ولكن لا نتجاوز به المنزلة فنغلو فيه ، فدين الله وسط لا يعطي الإنسان أكثر مما يستحق ولا يسلبه ما يستحق وهذا هو العدل ) ( القول المفيد )
22- ( باب بيان شئ من أنواع السحر )
قال الشيخ ( أن من ذلك بعض الفصاحة )
اي من السحر بعض البيان والفصاحة كما جاء في الحديث ( ان من البيان لسحراً )
وهذا يدل على أهمية الفصاحة والبيان للداعية الى الله تعالى حتى يدفع شر بعض دعاة الباطل المتمكنين من البيان والفصاحة ..
قال الشيخ صالح ال الشيخ ( فالذي يستخدم ما آتاه الله جل وعلا من اللسان والبيان والفصاحة في قلب الباطل حقاً وفي قلب الحق باطلاً ، هذا لا شك انه من اهل الوعيد ومذموم من فعله ، لأن البيان إنما يقصد به نصرة الحق .. ) (التمهيد)
23- ( باب ما جاء في الاستسقاء بالانواء ):-
قال الشيخ ( إخراج العالم للمتعلم المسألة باب استفهام عنها )
قال ابن عثيمين ( وذلك ان يلقي العالم على المتعلم السؤال لأجل ان ينتبه له ، وإلا الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم ان الصحابة لا يعلمون ماذا قال الله ، لكن أراد ان ينبههم لهذا الامر ؛ فقال ( أتدرون ماذا قال ربكم ) وهذا يوجب استحضار قلوبهم !)
24- ( باب قول الله تعالى ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا ):-
قال الشيخ ( فهم الصحابي للواقع : أن عامة المؤاخاة على أمر الدنيا )
قال الشيخ صالح ال الشيخ ( فقد عبر الشيخ رحمه الله - أمام هذه الدعوة - في المسائل وذلك بقوله - وفيه فهم الصحابي للواقع - ويعني بالواقع : واقع الناس وصلتهم بالشرع لان ابن عباس حكم على الناس بأن عامة مؤاخاتهم أصبحت على أمر الدنيا ، ومعرفة العالم والفقيه لحال الناس من حيث ارتباطهم وصلاتهم ، ومن حيث علاقة بعضهم ببعض هذا لا بد منه ، لانه لا سبيل لاصلاحهم الا بذلك ، فكيف يؤثر في أناس لا يعرف طريقتهم ...) ( الفهم الصحيح للواقع )...
25- {باب قول الله تعالى ( وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين )}
قال الشيخ ( عظم شأن هذه الكلمة - حسبنا الله ونعم الوكيل - وأنها قول إبراهيم عليه الصلاة والسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم في الشدائد )
فليلهج بها الدعاة دائماً وابداً كلما مرت شدائد الحوادث وما أكثرها اليوم !!
26- ( باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات )
قال الشيخ { ترك التحديث بما لا يفهم السامع ، ذكر العلة : أنه يفضي الى تكذيب الله ورسوله ، ولو لم يتعمد المنكر }
قال ابن عثيمين ( قوله في أثر علي رضي الله عنه : ( حدِّثوا النَّاس ) ، أي : كلِّموهم بالمواعظ وغير المواعظ .
قوله : ( بما يعرفون ) أي : بما يمكن أن يعرفوه ، وتبلغه عقولهم ؛ حتى لا يفتنوا ، ولهذا جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال : ( إنك لن تحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة ) رواه البخاري
ولهذا كان من الحكمة في الدعوة ألا تباغت الناس بما لا يمكنهم إدراكه ، بل تدعوهم رويداً ، رويداً ، حتى تستقر عقولهم ، وليس معنى ( بما يعرفون ) ، أي : بما يعرفون من قبل ؛ لأن الذي يعرفونه من قبل يكون التحديث به من تحصيل الحاصل .
قوله : ( أتريدون أن يكذب الله ورسوله ) الاستفهام للإنكار ، أي : أتريدون إذا حدثتم الناس بما لا يعرفون أن يكذب الله ورسوله ، لأنك إذا قلت : قال الله ، وقال رسوله : كذا وكذا ، قالوا : هذا كذب ، إذا كانت عقولهم لا تبلغه ، وهم لا يكذِّبون الله ورسوله ، ولكن يكذبونك ، بحديث تنسبه إلى الله ، ورسوله ، فيكونون مكذِّبين لله ورسوله ، لا مباشرة ، ولكن بواسطة الناقل .
فإن قيل : هل ندع الحديث بما لا تبلغه عقول الناس وإن كانوا محتاجين لذلك ؟ .
أجيب : لا ندعه ، ولكن نحدثهم بطريقة تبلغه عقولهم ، وذلك بأن ننقلهم رويداً ، رويدا ، حتى يتقبلوا هذا الحديث ، ويطمئنوا إليه ، ولا ندع ما لا تبلغه عقولهم ، ونقول : هذا شي مستنكر لا نتكلم به .
ومثل ذلك : العمل بالسنَّة التي لا يعتادها الناس ويستنكرونها ، فإننا نعمل بها ، ولكن بعد أن نخبرهم بها ، حتى تقبلها نفوسهم ، ويطمئنوا إليها .
ويستفاد من هذا الأثر : أهمية الحكمة في الدعوة إلى الله عز وجل ، وأنه يجب على الداعية أن ينظر في عقول المدعوين ، وينزِّل كلَّ إنسانٍ منزلته ) ( القول المفيد )
ومثله قول الشيخ صالح ال الشيخ راجعه في كتابه التمهيد ...
27- ( باب قول : ماشاء الله وشئت )
قال الشيخ ( فهم الإنسان اذا كان له هوى )
قال إبن عثيمين ( أي اذا كان له هوى فهم شيئا ، وان كان هو يرتكب مثله أو اشد منه ، فاليهود مثلا أنكروا على المسلمين قولهم ( ما شاء الله وشئت ) وهم يقولون اعظم من هذا ، يقولون : عزير ابن الله ، ويصفون الله بالنقائص والعيوب ...)
وهذا كلام نفيس يتبين منه أن على الداعية ان يستدل ثم يعتقد لا العكس كما هو مشاهد من البعض !!...
28-( باب من هزل بشئ فيه ذكر الله ...)
قال الشيخ ( الفرق بين النميمة وبين النصيحة لله ولرسوله )
29- (الباب السابق نفسه ):-
قال الشيخ ( الفرق بين العفو الذي يحبه الله وبين الغلظة على أعداء الله ، أن من الاعتذار ما لا ينبغي أن يقبل )
30- ( باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه )
قال الشيخ { الفرق بين ذمة الله وذمة نبيه وذمة المسلمين )
قال الشيخ صالح ال الشيخ ( وفي هذا تنبيه عظيم لأهل التوحيد وطلبة العلم الذين يهتمون بهذا العلم ويعرف الناس منهم أنهم يهتمون بهذا العلم الا يبدر منهم ألفاظ او أفعال تدل على عدم تخلقهم بهذا العلم فان التوحيد هو مقام الأنبياء والمرسلين ! ومقام أولياء الله الصالحين ، فأن يتعلم طالب العلم مسائل التوحيد ، ثم لا تظهر على لسانه او على جوارحه او على تعامله ، لا شك ان هذا يرجع ولو لم يشعر الى اتهام ما يحمله من التوحيد والعلم .... فهذه مسألة عظيمة فينبغي ان تستحضر ان الناس ينظرون إليك خاصة في هذا الزمان الذي هو شبه وزمان فتن على انك تحمل سنة وتحمل توحيدا وعلما شرعيا فلا تعاملهم الا بشئ فيه تعظيم الرب جل وعلا وحتى تجعل أولئك يعظمون الله جل وعلا بتعظيمك له ، ولا تستهن بشان اليمين ولا تخفر ذمة الله لان ذلك ننقص لأثر ما تحمله من العلم والدير فتذكر هذا )
31- ( الباب السابق نفسه ):-
قال الشيخ { الإرشاد الى اقل الأمرين خطراً }
قال ابن عثيمين ( * الثانية :الإرشاد إلى أقل الأمرين خطرا.لقوله : (ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك ...)إلخ، وهذه قاعدة مهمة، وتقال على وجه آخر وهو : ارتكاب أدنى المفسدتين لدفع أعلاهما إذا كان لابد من ارتكاب إحداهما، وقد دل عليها الشرع، قال تعالى: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) (الأنعام : 108) ، فسب آلهة المشركين مطلوب ، لكن إذا تضمن سب الله – عز وجل – صار منهيا عنه، لأنه مفسدة سب الله أعظم من مفسدة السكوت عن سب آلهتهم، وإن كان في السكوت شيء من المفسدة، لكن نسكت لئلا نقع في مفسدة أعظم، وأيضا العقل دل عليها .
وفيها قاعدة مقابلة،وهي ترك أدنى المصلحتين لنيل أعلاهما، إذا كان لا بد من ترك إحداهما ، فإذا اجتمعت مصلحتان لا يمكن الأخذ بهما جميعا، فخذ بأعلاهما، وإذا اجتمعت مفسدتان لا يمكن تركهما ، فخذ بأدناهما ) (القول المفيد)
32- ( الباب نفسه ):-
قال الشيخ ( الفرق بين حكم الله وحكم العلماء )
وهذا مهم للداعية حتى لا يخلط بين الحكم المنزل والحكم المؤول الذي هو اجتهادات العلماء ...
33-( باب ما جاء في الأقسام على الله ):-
قال الشيخ { التحذير من التألي على الله )
قال ابن عثيمين ( وهذا فيه الحذر من مزلة اللسان ، فقد يسبب الهلاك )
قال الشيخ صالح ال الشيخ ( فليست العبرة باحتقار الناس ، ولا بكلامهم ، ولا بإيذائهم ، ولا بتصنيفهم للناس !! ... ) ( التمهيد )
فينبغي على الداعية أن يتأنى في إخراج كلامه في عباد الله تعظيماً لربه وهضماً لنفسه ونشراً لدينه والله المستعان ...
هذا آخر ما اجتهدت فيه وسعي مع الاختصار والاعصار في التعليق على كلام الإمام المجدد وذلك خشية الإطالة والاملال وإلا في ذلك فسحة وبسطة في المقال ...
والله الموفق لا رب سواه ...