قال ابن جماعة رحمه الله: "واعلم أن قول المسئول: (لا أدري) لا يضع من قدره كما يظنه بعض الجهلة، بل يرفعه؛ لأنه دليل عظيم على عظم محله، وقوة دينه، وتقوى ربه، وطهارة قلبه، وكمال معرفته، وحسن تثبته([1]).
ولهذا كله كان السلف عليهم رحمة الله تبارك وتعالى هم أخوف الناس من الفتيا، وأبعدهم عنها، روى أيوب عن أبي مليكة قال: سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن آية، فقال: أيُّ أرض تقلني، وأي سماء تظلني؟ وأين أذهب؟ وكيف أصنع إذا أنا قلت في كتاب الله بغير ما أراد الله به؟
وعَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: «لَقَدْ رَأَيْتُ ثَلَاثَمِائَةٍ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ مَا مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَكْفِيَهُ صَاحِبُهُ الْفَتْوَى»([2]).
وقال عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى: أَدْرَكْتُ مِائَةً وَعِشْرِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَسْأَلُ أَحَدُهُمْ عَنِ الْمَسْأَلَةِ فَيَرُدُّهَا هَذَا إِلَى هَذَا، وَهَذَا إِلَى هَذَا حَتَّى تَرْجِعَ إِلَى الْأَوَّلِ.
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: لَا عِلْمَ لِي، ثُمَّ قَالَ: وَابَرْدَهَا عَلَى الْكَبِدِ: سُئِلْتُ عَمَّا لَا أَعْلَمُ، فَقُلْتُ: لَا أَعْلَمُ([3]).
وَعَنْ مَرْوَانَ الْأَصْفَرِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ فَسُئِلَ عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ: لَا أَدْرِي، فَلَمَّا ذَهَبَ الرَّجُلُ، أَقْبَلَ عَلَى نَفْسِهِ، وَقَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ، فَقَالَ: لَا أَدْرِي، وَنِعْمَ مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ لَمَا لَا يَدْرِي: لَا أَدْرِي([4]).
وعن عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ: لَا أَدْرِي، ثُمَّ أَتْبَعَهَا، فَقَالَ: أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا ظُهُورَنَا لَكُمْ جُسُورًا فِي جَهَنَّمَ، أَنْ تَقُولُوا أَفْتَانًا ابْنُ عُمَرَ بِهَذَا([5]).
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: من أفتى الناس في كل ما يُسأل عنه فهو مجنون.
وعن مَالِكٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: «إِذَا أَخْطَأَ الْعَالِمُ أَنْ يَقُولَ لَا أَدْرِي، فَقَدْ أُصِيبَتْ مَقَاتِلُهُ([6]).
وعن مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ –أيضًا- أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ يَقُولُ: يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يُوَرِّثَ جُلَسَاءَهُ مِنْ بَعْدَهُ لَا أَدْرِي، حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ أَصْلًا فِي أَيْدِيهِمْ يَفْزَعُونَ إِلَيْهِ، إِذَا سُئِلَ أَحَدُهُمْ عَمَّا لَا يَدْرِي، قَالَ: لَا أَدْرِي([7]).
وعَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: (لَا أَدْرِي) نِصْفُ الْعِلْمِ([8]).
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ: كِتَابٌ نَاطِقٌ، وَسُنَّةٌ مَاضِيَةٌ، وَلَا أَدْرِي([9]).
وسئل القاسم بن محمد بن أبي بكر عن شيء فقال: لا أحسنه. فقال له السائل: إني جئت إليك لا أعرف غيرك. فقال القاسم –وهو أحد الفقهاء المشهورين([10])-: لا تنظر إلى طول لحيتي، وكثرة الناس حولي، والله ما أحسنه. فقال شيخ من قريش جالس إلى جنبه: يا ابن أخي الزمها، فوالله ما رأيتك في مجلس أنبل منك اليوم. فقال القاسم: والله لأنْ يُقطع لساني أحب إليَّ من أن أتكلم بما لا علم لي به.
وسئل مالك عن مسألة فقال: لا أدري. فقيل له: إنها مسألة خفيفة سهلة؛ فغضب وقال ليس في العلم خفيف، أما سمعت قول الله تعالى: (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا)(المزمل: 5)؟
فالعلم كله ثقيل؛ خاصة ما يسأل عنه يوم القيامة.
قال عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ: أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا إِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيُسْأَلُ عَنِ الشَّيْءِ، فَيَتَكَلَّمُ وَإِنَّهُ لِيَرْعَدُ([11]).
وقال سفيان ابن عيينة: أجسر الناس على الفتوى أقلهم علمًا.
وسئل الشعبي رحمه الله عن شيء؛ فقال: لا أدري. فقيل: ألا تستحي من قولك: لا أدري وأنت فقيه العراق؟ فقال: لكن الملائكة لم تستحِ حين قالت: (لا علم لنا إلا ما علمتنا)(البقرة: 32)([12]).
وقال ابن وهب: سمعت مالكًا يقول: العجلة في الفتوى نوع من الجهل.
وعن أَبِي مُصْعَبٍ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: مَا أَفْتَيْتُ حَتَّى شَهِدَ لِي سَبْعُونَ أَنِّي أَهْلٌ لِذَلِكَ([13]).
وَقَالَ الهَيْثَمُ بنُ جَمِيْلٍ: سَمِعْتُ مَالِكاً سُئِلَ عَنْ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِيْنَ مَسْأَلَةً، فَأَجَابَ فِي اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ مِنْهَا بِـ: لاَ أَدْرِي([14]).
وَعَنْ خَالِدِ بنِ خِدَاشٍ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى مَالِكٍ بِأَرْبَعِيْنَ مَسْأَلَةً، فَمَا أَجَابَنِي مِنْهَا إِلاَّ فِي خَمْسِ مَسَائِلَ([15]).
وعن يُونُس بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا جَمَعَ اللَّهُ فِيهِ مِنْ آلَةِ الْفُتْيَا مَا جَمَعَ فِي ابْنِ عُيَيْنَةَ أَسْكَتَ عَنِ الْفُتْيَا مِنْهُ([16]).
قال خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ أَيُّوبَ، فَسَأَلَهُ عُمَرُ بْنُ نَافِعٍ عَنْ شَيْءٍ، فَلَمْ يُجِبْهُ أَيُّوبُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَا أَرَاكَ فَهِمْتَ، قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَمَا لَكَ لَا تُجِيبُنِي؟ قَالَ: لَا أَعْلَمُ. قَالَ مَالِكٌ: وَنَحْنُ نَتَكَلَّمُ([17]).
قال خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ قَالَ: سُئِلَ أَيُّوبُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: لَا أَدْرِي، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: دُلَّنِي عَلَى مَنْ يَدْرِي، فَقَالَ أَيُّوبُ: لَا أَدْرِي، وَلَا أَدْرِي مَنْ يَدْرِي([18]).
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: سَأَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: لَا أَدْرِي، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: تَقُولُ لَا أَدْرِي؟ قَالَ: نَعَمْ، فَبَلِّغْ مَنْ وَرَاءَكَ أَنِّي لَا أَدْرِي([19]).
قال الْمُبَرِّدُ: قَالَ بَعْضُ الْأَوَائِلِ: لَقَدْ حَسُنَتْ عِنْدِي لَا أَدْرِي، حَتَّى أَرَدْتُ قَوْلَهَا فِيمَا أَدْرِي([20]).
قال أَبُو بَكْرٍ الْأَثْرَمُ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يُسْتَفْتَى، فَيُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: لَا أَدْرِي([21]).
قَالَ ابْنُ الْمُقَفَّعَ: مَنْ أَنِفَ مِنْ قَوْلِ لَا أَدْرِي تَكَلَّفَ الْكَذِبَ([22]).
قال أَبُو الصَّلْتِ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ بِقُرْبِ الْمَدِينَةِ قَالَ: وَاللَّهِ، إِنْ كَانَ مَالِكٌ إِذَا سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ كَأَنَّهُ وَاقِفٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ([23]).
قَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنَّكُمْ تَسْتَفْتُونَنَ ا اسْتِفْتَاءَ قَوْمٍ كَأَنَّا لَا نَسْأَلُ عَمَّا نُفْتِيكُمْ بِهِ([24]).
عَنْ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ: لَوْلَا الْفَرَقُ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَضِيعَ الْعِلْمُ مَا أَفْتَيْتُ أَحَدًا، يَكُونُ لَهُ الْمَهْنَأُ وَعَلَيَّ الْوِزْرُ([25]).
حَدَّثَ مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ هُرْمُزَ: أَنَّهُ كَانَ يَأْتِيهِ الرَّجُلُ فَيَسْأَلُهُ عَنِ الشَّيْءِ، فَيُخْبِرُهُ، ثُمَّ يَبْعَثُ فِي إِثْرِهِ مَنْ يَرُدُّهُ إِلَيْهِ، فَيَقُولُ لَهُ: إِنِّي قَدْ عَجِلْتُ فَلَا تَقْبَلْ شَيْئًا مِمَّا قُلْتُ لَكَ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيَّ، قَالَ: وَكَانَ قَلِيلًا مَنْ يُفْتِي مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. قَالَ مَالِكٌ: وَلَيْسَ مَنْ يَخْشَى اللَّهَ كَمَنْ لَا يَخْشَاهُ([26]).
قَالَ مَالِكٌ: كُنْتُ أُسْأَلُ وَأَنَا حَدَثُ السِّنِّ، فَمَرَرْتُ بِمَجْلِسِ الْأَنْصَارِ فِيهِ عُمَرُ بْنُ خَلْدَةَ الْأَنْصَارِيُّ ، فَقَالَ: تَعَالَ يَا مَالِكُ: إِذَا سُئِلْتَ عَنْ شَيْءٍ فَتَفَكَّرْ فِيهِ، فَإِنْ وَجَدْتَ لِنَفْسِكَ مَخْرَجًا فَتَكَلَّمْ، وَإِلَّا فَاسْكُتْ([27]).
وَعَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود جُلُوسًا وَهُوَ مُضْطَجِعٌ بَيْنَنَا، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّ قَاصًّا عِنْدَ أَبْوَابِ كِنْدَةَ يَقُصُّ وَيَزْعُمُ أَنَّ آيَةَ الدُّخَانِ تَجِيءُ فَتَأْخُذُ بِأَنْفَاسِ الْكُفَّارِ وَيَأْخُذُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ -وَجَلَسَ وَهُوَ غَضْبَانُ-: يَا أَيَّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللَّهَ، مَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ شَيْئًا فَلْيَقُلْ بِمَا يَعْلَمُ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلْ: اللَّهُ أَعْلَمُ؛ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ لِأَحَدِكُمْ أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا يَعْلَمُ: اللَّهُ أَعْلَمُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: (قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين) (ص: 86 )([28]).
عن حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: سُئِلَ الْقَاسِمُ يَوْمًا عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: لَا أَدْرِي. ثُمَّ قَالَ: مَا كُلُّ مَا تَسْأَلُونَا عَنْهُ نَعْلَمُ، وَلَوْ عَلِمْنَا مَا كَتَمْنَاكُمْ، وَلَا حَلَّ لَنَا أَنْ نَكْتُمَكُمْ([29]).
قال مَالِكٌ: أَتَى الْقَاسِمَ أَمِيرٌ مِنْ أُمَرَاءِ الْمَدِينَةِ فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ الْقَاسِمُ: إِنَّ مِنْ إِكْرَامِ الْمَرْءِ نَفْسَهُ أَنْ لَا يَقُولَ إِلَّا مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ([30]).
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: لَوْ شِئْتُ أَنْ أَمْلأَ أَلْوَاحِي مِنْ قَوْلِ مَالِكٍ: لاَ أَدْرِي، لَفَعلْتُ([31]).
([1]) ((تذكرة السامع)) ص130.
([2]) أخرجه الخطيب في ((الفقيه والمتفقه)) برقم (1076) 2/349 بسند صحيح.
([3]) ((الفقيه والمتفقه)) 2/362.
([4]) السابق: 2/365.
([5]) السابق.
([6]) السابق: 2/366، ((سير أعلام النبلاء)) 8/77.
([7]) ((الفقيه والمتفقه)) 2/267، ((السير)) 8/77.
([8]) ((الفقيه والمتفقه)) 2/369، ((السير)) 4/318.
([9]) ((الفقيه والمتفقه)) 2/366.
([10]) كان أحد فقهاء المدينة السبعة الذين يرجع إليهم الناس.
([11]) ((الفقيه والمتفقه)) 2/353.
([12]) السابق: 2/370.
([13]) السابق: 2/325، ((السير)) 8/96.
([14]) ((سير أعلام النبلاء)) 8/77.
([15]) السابق: 8/77.
([16]) ((الفقيه والمتفقه)) 2/350.
([17]) السابق: 2/369.
([18]) السابق: 2/369.
([19]) السابق: 2/370.
([20]) السابق: 2/371.
([21]) السابق.
([22]) السابق.
([23]) السابق: 2/354.
([24]) السابق: 2/356.
([25]) السابق.
([26]) السابق: 2/358.
([27]) السابق: 2/359.
([28]) (متفق عليه) رواه البخاري في ((صحيحه))كتاب تفسير القرآن، باب قوله: ربنا اكشف عنا العذاب، برقم (4822)، ومسلم في ((صحيحه)) كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب الدخان، برقم (2798) واللفظ له.
([29]) ((الفقيه والمتفقه)) 2/368.
([30]) السابق. و((سير أعلام النبلاء)) 5/57.
([31]) ((سير أعلام النبلاء)) 8/108.