تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: التعصب للآراء والأشخاص

  1. #1

    افتراضي التعصب للآراء والأشخاص

    السؤال
    جزاك الله خيراً يا شيخ! ما رأيك في الفتنة الموجودة بين بعض طلبة العلم والمشايخ بالنسبة للشباب، فبعضُهم يتعصب لقول، ويُنكر على الآخر، فما تقول في هذا؟

    الجواب
    الذي أرى أن هذا مما يلقيه الشيطان بين الناس بالتحريش بينهم؛ لأن الشيطان لما رأى الفتح في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، وقوة الإسلام، يَئِس من أن يُعْبَد في هذه الجزيرة؛ ولكن بالتحريش بينهم، وهذا هو الواقع.
    والذي نرى هو أن الواجب على الشباب وغير الشباب أن يتقوا الله سبحانه وتعالى ويصلحوا ذات بينهم، كما أمر الله بذلك: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الأنفال:1] وأن لا يكون همهم القيل والقال وكثرة السؤال، بل على كل إنسان أن يرى مصلحته الدينية والدنيوية ويقوم بها، وأما التعرُّض لأناس بأشخاصهم بالقَدْح فيهم وهم ليسوا محلاً للقدح، فهذا خطأ عظيم.
    وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الغيبة؟ فقال:
    (ذِكْرُك أخاك بما يَكْرَه، قال: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بَهَتَّه) .روى مسلم (2589)
    وغيبة العلماء والأمراء أشد من غيبة غيرهم؛ لأن غيبة العلماء يحصل بها انحطاط قدر العالِم بين الناس، وإذا انحط قدر العالِم بين الناس فلن يقبلوا ما يأتي به من شريعة الله، فتكون غيبة العالِم قدحاً فيه، ومنعاً لما ينتفع به الناس مِمَّا يُلْقِيه من شريعة الله عزَّ وجلَّ.
    وغيبة الأمراء -أيضاً- هي الأخرى مصيبتها عظيمة؛ لأن الناس إذا انحط قدر أمرائهم عندهم فإنهم لن ينصاعوا لأوامرهم، وسوف يحتقرونهم، فتحصل الفوضى، ويختل الأمن، ولهذا قال الله عزَّ وجلَّ
    : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء:59] وهذا يشمل العلماء والأمراء، فإذا كان هؤلاء قد أمرنا بطاعتهم في غير معصية الله فالواجب احترامهم واحترام أعراضهم، وإذا عَلِمنا عن أحد منهم خطئاً أو زللاً فالواجب النصيحة له حتى يزول الإشكال.
    المهم أنِّي أنصح الشباب من هذا التفرُّق، وأقول
    : إياكم والتعصُّب لأحد، بل تعصبوا للحق أينما كان، ولا تكرهوا هذا لأنه ليس على رأي هذا، بل الواجب محبة أهل الخير، وتجنُّب نشر المساوئ. لقاءالباب المفتوح العلامة ابن عثيمين رحمه الله
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  2. #2

    افتراضي رد: التعصب للآراء والأشخاص

    إن الإمام لمن التزم بتقليده كالنبي مع أمته لا تحل مخالفته !
    قلت : اي الامام الذهبي قوله لا تحل مخالفته مجرد دعوى واجتهاد بلا معرفة ، بل له مخالفة إمامه إلى إمام آخر حجته في تلك المسألة أقوى ، لا بل عليه اتباع الدليل فيما تبرهن له لا كمن تمذهب لإمام فإذا لاح له ما يوافق هواه عمل به من أي مذهب كان ، ومن تتبع رخص المذاهب وزلات المجتهدين : فقد رقَّ دينه ، كما قال الأوزاعي أو غيره : من أخذ بقول المكيين في المتعة والكوفيين في النبيذ ، والمدنيين في الغناء ، والشاميين في عصمة الخلفاء : فقد جمع الشر ! وكذا من أخذ في البيوع الربوية بمن يتحيل عليها ، وفي الطلاق ونكاح التحليل بمن توسع فيه وشبه ذلك : فقد تعرض للانحلال ! فنسأل الله العافية والتوفيق .

    ولكن شأن الطالب أن يدرس أولا مصنفا في الفقه ، فإذا حفظه : بحثه ، وطالع الشروح ، فإن كان ذكيا فقيه النفس ورأى حجج الأئمة : فليراقب الله ، وليحتط لدينه ، فإن خير الدين : الورع ، ومن ترك الشبهات فقد استبرأ لدينة وعرضه ، والمعصوم من عصمه الله .

    فالمقلَّدون : صحابة رسول الله بشرط ثبوت الإسناد إليهم ، ثم أئمة التابعين كعلقمة ومسروق وعبيدة السلماني وسعيد بن المسيب وأبي الشعثاء وسعيد بن جبير وعبيد الله بن عبد الله وعروة والقاسم والشعبي والحسن وابن سيرين وإبراهيم النخعي ، ثم كالزهري وأبي الزناد وأيوب السختياني وربيعة وطبقتهم ، ثم كأبي حنيفة ومالك والأوزاعي وابن جريج ومعمر وابن أبي عروبة وسفيان الثوري والحمَّادَيْن وشعبة والليث وابن الماجشون وابن ابي ذئب ، ثم كابن المبارك ومسلم الزنجي والقاضي أبي يوسف والهقل بن زياد ووكيع والوليد بن مسلم وطبقتهم ، ثم كالشافعي وأبي عبيد وأحمد وإسحاق وأبي ثور والبويطي وأبي بكر بن أبي شيبه ، ثم كالمزني وأبي بكر الاثرم والبخاري وداود بن علي ومحمد بن نصر المروزي وإبراهيم الحربي وإسماعيل القاضي ، ثم كمحمد بن جرير الطبري وأبي بكر بن خزيمة وأبي عباس بن سريج وأبي بكر بن المنذر وأبي جعفر الطحاوي وأبي بكر الخلال ، ثم من بعد هذا النمط تناقص الاجتهاد ووضعت المختصرات وأخلد الفقهاء إلى التقليد من غير نظر في الأعلم بل بحسب الاتفاق والتشهي والتعظيم والعادة والبلد ، فلو أراد الطالب اليوم أن يتمذهب في المغرب لأبي حنيفة لعسر عليه كما لو أراد أن يتمذهب لابن حنبل ببخاري وسمرقند لصعب عليه فلا يجئ منه حنبلي ولا من المغربي حنفي ولا من الهندي مالكي وبكل حال فالى فقه مالك المنتهى فعامة آرائه مسددة ولو لم يكن له إلا حسم مادة الحيل ومراعاة المقاصد : لكفاه ، ومذهبه قد ملأ المغرب والأندلس وكثيراً من بلاد مصر وبعض الشام واليمن والسودان وبالبصرة وبغداد والكوفة وبعض خراسان .
    " السير " ( 8 / 90 – 92 )
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •