تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: ***( ....الإبداع الدعوي.... )***

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    المشاركات
    515

    Lightbulb ***( ....الإبداع الدعوي.... )***



    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

    من علامات أن تكون مهموما بدعوتك أن تُبدِع في سبيلها كما أبدع أهل الباطل في سبيل باطلهم، ونحن أولى بالإبداع منهم، وقل لي بربك:

    لماذا نرى الإبداع اليوم وكأنه حِكر على الكفرة وخُدَّام الدنيا؟ ونبحث عن المبدعين من أجل الدين فنجدهم ندرة.

    إن الإبداع الدعوي اليوم صار فريضة لازمة لأن زمن الرتابة انتهى وبدأ زمن السرعة والتجديد، وناشئة القرن الحادي والعشرين تترعرع في ظل شهوات دنيوية تغيِّر ثيابها الزاهية كل يوم، وتتلون بألوان الطيف، وتتجدَّد على مدار الساعة لتخلب الأبصار وتُدخِل الناس النار فماذا فعلنا نحن لإنقاذهم؟!

    قلِّب الأنظار حولك: إبداع دنيوي يجيده أهل الباطل يتعالى كل يوم ويتطور كل لحظة، مما يجعل تقديم الهداية اليوم في ثوب قديم وأسلوب تقليدي لا يواكب العصر ويراعي المتغيِّرات صادٍّا للأجيال الجديدة لنبوء نحن بالإثم ونرجع بوزر الصد عن دعوة الله!!

    وتشتمل مجالات التفكير الإبداعي على:

    * إيجاد البديل لكل رذيل وِفْق الضوابط الشرعية.

    * ابتكار حلول للمشاكل التي تواجهها الدعوة على طريقة الماء الجاري!! وتأمل ماذا يفعل الماء إذا جرى ووجد أمامه عقبة؟!

    يمُرُّ من اليمين أو الشمال، فإن لم يكن هناك يمين أو شمال؟! علا الماء الصخرة رويدا رويدا حتى يغمرها ثم يجتازها ماضيا في طريقه، ومع مرور الوقت يحفر الماء عمق الصخرة ليُحطِّمها في النهاية، فكن ماء جاريا لا تستسلم لعقبة زرعوها أمامك ليُقعدوك.

    * فتح أبواب جديدة لم تطرقها الدعوة من قبل:

    عن طريق غزوات دعوية جديدة، وانتشارات في ميادين وساحات ظلت أبوابها زمنا مغلقة وأبوابها مؤصدة تنتظر الفاتح يا فاتح!!

    * عدم الرضا بالواقع الدعوي والتطلع دوما للأفضل في ظل تطوير مستمر للعمل حتى لا يكاد يُؤدى العمل نفسه بذات الطريقة مرتين.

    وأسألك في ضوء ما قرأت:

    الإبداع وليد المعاناة وحمل الهمِّ فماذا أبدعت من مشاريع لدينك وأفكار لدعوتك؟ حصيلة الهمِّ: إبداع، فأين حصيلتك؟!



    من كتاب( يا صاحب الرسالة د/خالد أبو شادى)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    المشاركات
    515

    افتراضي رد: ***( ....الإبداع الدعوي.... )***

    وقفة فوثبة!!

    والآن .. أخي .. ضع نفسك في غرفة المحاسبة وعلى كرسي الحقيقة .. وواجهها بقولك:

    أهل الباطل يبذلون في سبيل الباطل ليدخلوا النار، فماذا بذلتُ أنا في سبيل الحق لأدخل الجنة؟!

    هل وعيتُ حقا وصية الفاروق وأثبتَّ له بعملي أني خير وريث وهو الذي سنَّ قانون المحاسبة:

    «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا»؟!

    هل جلست مع نفسك يوما في لحظة صفاء وصدق تسألها:

    ما هو الأثر الذي سأتركه خلفي؟!

    ما هي القُربى التي أرجو أن يصلني ثوابها بعد موتي؟!

    واجه الحقيقة ولو كانت مُرَّة:

    كم مضى من عمرك، وماذا قدَّمت فيه لدينك؟!

    راجع النعم التي اختصَّك الله بها وانظر فيم سخَّرتها؟

    هل استحوذَت عليها دنياك أم ادَّخرت منها شيئا لدينك الجريح وقومك المغلوبين؟!

    اطرح عنك تلبيس إبليس وأعذار المفاليس .. واسأل نفسك الآن والله مطلع عليك:

    هل تعمل لدينك وتبذل لدعوتك ما دمت فارغا، فإذا عرفتك الأسواق وصفقات التجارات توارت الدعوة عندك إلى الأولوية العاشرة؟! هل تقدِّم لدعوتك هوامش أوقاتك وفضلة حياتك؟! هل تسعى لمد الدعوة بروافد جديدة كما تسعى لمد راتبك بموارد جديدة؟! هل يؤرِّقك نشر الهداية وتوسيع رقعة الصالحين كما يؤرِّقك السعي على الرزق وتأمين حياة أبنائك المقرَّبين؟!

    ألا ما أحلى هذه الجلسات التأملية المباركة التي يعقبها القرار الحاسم والقفزة الجريئة نحو البذل الفريد والتضحية الفذَّة.

  3. #3

    افتراضي رد: ***( ....الإبداع الدعوي.... )***

    ثم مسألة لا بد أن تقرر وأن تكون مستصحبة عند من يدعو إلى الله
    وهي أن الدعوة إلى الله عبادة وكل عبادة لا تصح إلا بشرطين الإخلاص والمتابعة
    فمن دعا إلى الله دون متابعة للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقد أتى ببدعة وكل بدعة ضلالة

  4. #4

    افتراضي رد: ***( ....الإبداع الدعوي.... )***

    ابدع لكن بميزان الشرع فان الغايات لا تبرر الوسائل وخير الهدى هدى محمد والخير في اتباع من سلف وانظر الى هذه المسألة فقد سئل الشيخ ناصر العقل عن وسائل الدعوة ومنها الابداع فاجاب

    السؤال
    ما حكم وسائل الدعوة هل هي توقيفية أو اجتهادية؟

    الجواب
    يمكن أن نشير إلى بعض القواعد العامة في هذا الموضوع، ثم إن شاء الله تفصل هذه المسألة في الدرس القادم؛ لأنها من المسائل التي تثار الآن.
    وسائل الدعوة في الحقيقة حسب ما يفهم من معناها اللغوي ومن استقراء لنهج السلف المقصود منها الأدوات التي تستخدم في تحقيق الدعوة، سواء كانت أدوات مادية، مثل: الأجهزة، أو أدوات معنوية، مثل: الأساليب الإدارية والتنظيمية وغيرها، مثل المؤسسات والجمعيات، وما يكون من الأجهزة الحكومية والدوائر الحكومية والدوائر المؤسسية التي تخدم الدعوة، فهذه تسمى وسائل، فكذلك قد يدخل في مفهوم الوسائل بعض الأساليب العلمية التي تتعلق بالدعوة، كتأليف الرسائل والكتب، والوسائل المتاحة: من أشرطة، وأجهزة منظورة ومسموعة وغيرها، هذه أيضاً تدخل في باب الوسائل.
    فإذاً المقصود بالوسائل: هي أدوات الدعوة، سواءً كانت علمية، أو كانت إدارية ومعنوية، أو كانت مادية كالأجهزة.
    والوسيلة: هي الطريق إلى الوصول إلى الهدف، ليست هي المناهج؛ لأن المناهج هي القواعد العامة كقواعد الحلال والحرام، ما يجوز وما لا يجوز، ما يسوغ وما لا يسوغ استخدامه في الدعوة، هذه تسمى مناهج، ففرق بين الوسائل والمناهج.
    وعلى هذا فالكتاب أداة للدعوة ولنشر العلم، والشريط أداة وهكذا، فالأدوات الأصل فيها الإباحة، والأصل فيها التجديد بحسب مقتضيات العصر، ولذلك كان السلف لا يفرطون في استخدام أي وسيلة مباحة في الدعوة إلى الله عز وجل، كان في عهد الصحابة يدعون إلى الله عز وجل بالكلمة، وبالوسائل العادية البسيطة المتاحة، ثم في عهد الخلفاء الراشدين تطورت بعض الوسائل العادية البسيطة المتاحة، من ذلك: الحسبة على أحوال الناس، لما نشأت مثلاً الكوفة والبصرة في عهد عمر رضي الله عنه وضع فيها الحسبة؛ لتدبير أمور الناس في دينهم ودنياهم، فكانت هذه من وسائل الدعوة، ثم اضطر عمر رضي الله عنه إلى استخدام ما يسمى بالدواوين، وهذه من وسائل الدعوة، ثم اضطر الصحابة في آخر عهدهم أيضاً لبعض أنواع من المناظرات لم تكن معهودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وبعض أنواع من الانتقادات والكتب والرسائل الصغيرة لم تكن معهودة في عهد أوائل الصحابة، ثم في عهد التابعين بدأ التأليف والتصنيف في خدمة الدعوة والدفاع عن العقيدة.
    ثم في القرن الثاني تجددت وسائل أخرى في التصنيف والتأليف، فبدأ التابعون يستخدمون وسائل الكتابة والمراسلات والردود، والردود على الردود، واستعمال المناظرات بشكل متوق، واستعمال المناظرات في مجالس الأمراء والوجهاء، وفي المساجد بشكل موسع، ثم أيضاً جدد التابعون وتابعوهم في الوسائل العلمية بنشر الدعوة، فبدءوا يؤلفون الكتب المعنصرة المبوبة، بدءوا يكتبون الآثار، بدءوا يكتبون رسائل مفردة في موضوعات، ورسائل عامة في السنة، بدءوا يكتبون الحديث، بدءوا يكتبون تفسير القرآن، بدءوا يكتبون بعض المقالات وغيرها، تجددت عندهم وسائل الدعوة بحسب أحوالهم.
    وفي عهد شيخ الإسلام ابن تيمية استحدث هو وغيره من أئمة المسلمين وسائل لم تكن معهودة في القرون الثلاثة الفاضلة في أسلوب التصنيف، وفي أسلوب الدعوة، وفي أسلوب التقاضي عند الأمراء وعند السلاطين والولاة وغير ذلك من الأساليب في الدعوة، حتى إن شيخ الإسلام ابن تيمية أحياناً كان يستخدم أساليب ما كانت معهودة حتى في عصره، جدد فيها.
    وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب أيضاً جدد وسائل في الدعوة، من ذلك: أسلوب الرسائل، وطريقة التعليم، وبعث الطلاب، واتخذت وسائل للدعوة في المسجد ما كانت معهودة في عهد السلف، من ذلك: تكليف أئمة المساجد بأن يلقنوا المسلمين في مساجدهم أصول الدين، وهذه الوسائل ما كانت معهودة بهذه الطريقة، لكنها وسيلة من الوسائل التي نفع الله بها.
    فإذاً: وسائل الدعوة إلى الله عز وجل من الوسائل الاجتهادية.
    أما الذين يقولون بأن الوسائل توقيفة، فيقصدون مناهج الدعوة، أي: ما يجوز وما لا يجوز في مناهج الدعوة إلى الله عز وجل، حتى القواعد الحديثية التي تحكم الأسانيد تدخل في المناهج وفي الأصول، وليست داخلة في الوسائل.
    فإذاً: الخلاف إنما هو عادة في الألفاظ، وهؤلاء يتنازعون على لا شيء، وإلا فلا أظن طالب علم يخالف في مسألة استخدام الوسائل التي ذكرناها في الدعوة، أو أن هذه الوسائل والأدوات محجورة لا تجوز، ما يخالف فيها إلا جاهل، وكذلك لا يمكن أن يقول أحد: إنه يجوز الابتداع في مناهج الدعوة إلى الله عز وجل بما يخالف مناهج السلف، فهذا لا شك أنه بدعة عند الجميع.
    وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.شرح الطحاوية لناصر العقل
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •