السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال صاحب (بدائع الصنائع): إمَّا إذَا كان الْغُزَاةُ قَادِرِينَ على عَمَلِ هَؤُلَاءِ وَإِخْرَاجِهِمْ إلَى دَارِ الْإِسْلَامِ ، وإمَّا إنْ لمْ يَقْدِرُوا عليه ، فَإِنْ قَدَرُوا علَى ذلك فَإِنْ كان الْمَتْرُوكُ مِمَّنْ يُولَدُ له وَلَدٌ ، لَا يَجُوزُ تَرْكُهُمْ في دَارِ الْحَرْبِ ، لِأَنَّ في تَرْكِهِمْ في دَارِ الْحَرْبِ عَوْنًا لهم على الْمُسْلِمِينَ بِاللِّقَاحِ ، وَإِنْ كان مِمَّنْ لَا يُولَدُ له وَلَدٌ كَالشَّيْخِ الْفَانِي الذي لَا قِتَالَ عِنْدَهُ وَلَا لِقَاحَ ، فَإِنْ كان ذَا رَأْيٍ وَمَشُورَةٍ ، فَلَا يُبَاحُ تَرْكُهُ في دَارِ الْحَرْبِ ؛ لِمَا فيه من الْمَضَرَّةِ بِالْمُسْلِمِين َ ؛ لِأَنَّهُمْ يَسْتَعِينُونَ على الْمُسْلِمِينَ بِرَأْيِهِ ، وَإِنْ لم يَكُنْ له رَأْيٌ فَإِنْ شاؤوا تَرَكُوهُ فإنه لَا مَضَرَّةَ عليهم في تَرْكِهِ، وَإِنْ شاؤوا أَخْرَجُوهُ لِفَائِدَةِ الْمُفَادَاةِ على قَوْلِ من يَرَى مُفَادَاةَ الْأَسِيرِ بِالْأَسِيرِ . وَعَلَى قَوْلِ مَنْ لَا يَرَى لَا يُخْرِجُونَهُمْ لِمَا أَنَّهُ لَا فَائِدَةَ في إخْرَاجِهِمْ، وَكَذَلِكَ الْعَجُوزُ التي لَا يُرْجَى وَلَدُهَا ، وَكَذَلِكَ الرُّهْبَانُ وَأَصْحَابُ الصَّوَامِعِ إذَا كَانُوا حُضُورًا لَا يلْحقُونَ. ماذا يَقصِد بقوله: إذَا كَانُوا حُضُورًا لَا يلْحقُونَ؟