تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: كيفَ ارتضاكِ زوجةً أبِي يا أُمِّي؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    لن ألبَثَ كثيرًا حتّى أكونَ تحتَ التُّراب.
    المشاركات
    603

    افتراضي كيفَ ارتضاكِ زوجةً أبِي يا أُمِّي؟

    بسمِ اللهِ، والحمدُ للهِ، والصّلاةُ والسّلامُ على رسولِ الله.
    السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
    كيفَ ارتضاكِ زوجةً أبِي؟!


    جلسَ إلى جوارٍ أُمِّهِ وأُختِهِ الغُلامُ، في يدِهِ صورةٌ مرَّت على التقاطِها أكثرُ مِن عشرينَ سنةً، كانَت لوالِدَتِهِ عروسًا في زهرةِ العُمرِ وعُنفُوانِ الشّبابِ، دقّقَ النّظرَ فيها، تأمّلَها جيّدًا، أطرقَ هُنيهَةً، ثُمَّ على مسمَعٍ مِن جليسَتَيهِ تساءَل: كيفَ قبلَ بكِ زوجةً أبِي يا أُمِّي...؟!

    لترُوحَا كِلتَاهُما في سكرةٍ، وتغرَقَا في نوبةِ ضحكٍ، لسانُ حالِهِما يقولُ: هل وصلَ بجيلِ اليومِ أن يُفكِّرَ الأطفالُ بهذا الشّكلِ العجيبِ؟!

    استَحيا الصّغيرُ، وعلَت وجْهَهُ ابتسامةُ خجلٍ وهُوَ يُتمُّ: نعَم؛ لم تكُونِي جميلةً، أمَّا الآنَ فأنتِ كذلِك!

    أفاقَتَا، واتّسَعتِ الحدَقَاتُ؛ تبادَلَتِ الثّنتانِ النّظراتِ ذاهِلَتَينِ، تنفّسَتا بعُمقٍ، ثُمَّ انفتَقَت شِفَاهَهُما عن ابتسامتَي سعادةٍ ورضًا.

    كانت لابنِها الأُمُّ معاييرُ مُختلفةٌ تمامًا عن تلكَ الّتي يقيسُ النّاسُ الجمالَ نسبةً إليها؛ هيَ والكُلُّ يرَونَ زهرةً ذبِلَت، وكِبَرًا شرعَ يحُطُّ رحالَهُ حتَّى يظهرَ في كُلِّ قسمةٍ منَ القسَماتِ، ورُكنٍ منَ الأركانِ، ووهنًا قد غزَا، وضعفًا قد عمَّ، ويُنشِدُونَ:

    ألا لَيتَ الشّبابَ يعُودُ يومًا
    فأُخبِرُهُ بما فعلَ المشيبُ!


    لكنَّهُ لمّا جاءَ إلى الدُّنيا بُنيُّها، هذهِ الزّهرةُ الذّابلةُ أوّلُ منِ احتَضَنَهُ، وسقتهُ مِن رحِيقِها...

    كانَت بسمةُ العروسِ سعادةً بزواجِها، وبريقُ عينَيها فرحٌ بتحقُّقِ حُلمِها وحُصولِ مُناهَا، وأملٌ في حياةٍ وعيشٍ طيّبٍ رغيدٍ.
    أمّا أُمُّهُ تبَسّمُ لأجلِهِ هُوَ، ولَمْعُ عينَيها هوَ الحنانُ تُهدِيهِ إيّاهُ، وهوَ رجاءُ الخيرِ لفَلَذاتِ الكَبِدِ.

    يدُ العروسِ الحريريّةُ النّاعمةُ أثرُ الرّاحةِ، وشُقوقِ كفِّ أُمّهِ أثرُ الإحسانِ والعطاءِ الدّائِمِ بلا ملَلٍ ولا شَكوَى!

    ومِقدارُ وهَنِ جسَدِها يُساوِي قوّةً فقَدَتْها لتَمنَحَهُ إيّاها.

    فليسَ جمالُ العروسِِ يا أبِي يُضاهِي جمالَ أُمّي... كَيفَ ارتَضَيتَ العروسَ ولَم تكُ بذا الجمالِ الّتي هيَ عليهِ اليومَ؟
    تساءَلَ الصّغيرُ وحُقَّ لهُ أن يفعَلَ...!
    همسَة:{الموقفُ وقعَ حقًّا، ولم يكُن مُبتَدَعًا!
    إن وعدْتُ بعودةٍ أو مُشاركةٍ ولم أعُد، أو كانَ لأختٍ حقٌّ عليّ فلتُحلّلني، أستودعُكُنّ الله .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    لن ألبَثَ كثيرًا حتّى أكونَ تحتَ التُّراب.
    المشاركات
    603

    افتراضي رد: كيفَ ارتضاكِ زوجةً أبِي يا أُمِّي؟

    لترُوحَا كِلتَاهُما في سكرةٍ، وتغرَقَا في نوبةِ ضحكٍ
    لتروحَ : $
    إن وعدْتُ بعودةٍ أو مُشاركةٍ ولم أعُد، أو كانَ لأختٍ حقٌّ عليّ فلتُحلّلني، أستودعُكُنّ الله .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    المشاركات
    360

    افتراضي رد: كيفَ ارتضاكِ زوجةً أبِي يا أُمِّي؟

    أمّا أُمُّهُ تبَسّمُ لأجلِهِ هُوَ، ولَمْعُ عينَيها هوَ الحنانُ تُهدِيهِ إيّاهُ، وهوَ رجاءُ الخيرِ لفَلَذاتِ الكَبِدِ.
    وشُقوقِ كفِّ أُمّهِ أثرُ الإحسانِ والعطاءِ الدّائِمِ بلا ملَلٍ ولا شَكوَى!
    ومِقدارُ وهَنِ جسَدِها يُساوِي قوّةً فقَدَتْها لتَمنَحَهُ إيّاها.
    **أختى الأمة الفقيرة الى الله،ماأصدق هذه العبارات وماأشد مالامست كبد الحقيقة،بل ماأعذبه من مقال يحكى حكاية كل أم عشقت كل لمحة فى صغارها ولم تبخل بأدنى جهد لاسعادهم ..وسأظل أسألك آلامن مزيد؟؟

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •