الموضوع: أول واجب

معرفة الله سبحانه وتعالي بأسمائه الحسني وصفاته العليا من اهم وأول الواجبات علي كل مسلم

في إحدى روايات حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عندما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قال: (فإذا هم عرفوا الله فأنبئهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات)

قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -

(لا حياة للقلوب ولا نعيم ولا طمأنينة إلا بأن تعرف ربها ومعبودها

نسأل الله تعالى أن يميتنا على التوحيد

رداً على من يقول : ضلال الأشعرية كثير ومن ضمن أصولهم الضالة أنهم يقولوا أن أول واجب على المسلم هو النظر أو القصد إلى النظر أو الشك أو ...
يقول الأشاعرة : أنه لا يمكن معرفة الله بالنقل ، لأن النقل يكون مقبول لدى الكافر بعد أن نقنعه بمن أرسل النقل ، ولا يمكن إقناع الكافر بمن أرسل النقل من خلال النقل ، فمعاذ رضي الله عنه عندما يعرف القوم الذين ذهب إليهم بالله وعبادته ، من المؤكد أنه سيشرح لهم الكثير ويمر معهم بخطوات كثيرة ، آخرها النقل .
وهذه الخطوات هي العلوم الكلامية المنطقية الفلسفية التي بها يتعرف العقل على الرب
لكن أن تعلم الكافر أن دليل وجود الله هو قول الله " هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً "
ودليل نبوة محمد " محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم "
فهذا نوع من الخبل
لأن الكافر لا يؤمن أصلاً بالله أو بنبوة محمد الذي آتى بالقرآن ، فلا يمكن إقناعه بالله وسيدنا محمد من خلال قال الله وقال الرسول
فمن المؤكد أن سيدنا معاذ رضي الله عنه مر مع أهل الكتاب الذين أرسلهم الرسول إليهم بخطوات كثيرة حتى يصل لمرحلة الاستدلال بالقرآن والسنة فما ردكم أيها السلفية ؟؟؟؟
مع العلم أن كلامهم منطقي ويتوافق مع العقل فما هو كلامكم المنطقي ؟؟
إذ أن العقل يرفض أن يتكلم أسباني مع إيطالي بالإسبانية ، بل يجب أن يتعلم الإيطالي الإسبانية أولاً ثم في مرحلة ثانية يتكلم الأسباني بالأسباني مع الإيطالي
كذلك العقل يرفض أن يتكلم المسلم مع الكافر بالقرآن والسنة ، بل يجب أن يتعلم الكافر أولاً دليل صحة القرآن والسنة أولاً وصحة نبوة محمد وألوهية الله أولاً ، ثم في مرحلة ثانية يتكلم المسلم مع الكافر بقال الله وقال رسوله
ولأن السلفية لا تُحسِن من الكلام إلا قال الله وقال رسوله ، فمنطقهم يتعارض مع العقل الصريح .
هذا ليس كلامي ولكن كلام المخالفين وأريد معرفة رد أهل العلم عليهم بشكل يرضى عنه العقل الذي هو مناط التكليف.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انورمهدي

معرفة الله سبحانه وتعالي بأسمائه الحسني وصفاته العليا من اهم وأول الواجبات علي كل مسلم

في إحدى روايات حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عندما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قال: (فإذا هم عرفوا الله فأنبئهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات)

قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -

(لا حياة للقلوب ولا نعيم ولا طمأنينة إلا بأن تعرف ربها ومعبودها )

و هذا تمام كلامه في مختصر الصواعق

لَا حَيَاةَ لِلْقُلُوبِ وَلَا سُرُورَ وَلَا لَذَّةَ وَلَا نَعِيمَ وَلَا أَمَانَ إِلَّا بِأَنْ تَعْرِفَ رَبَّهَا وَمَعْبُودَهَا وَفَاطِرَهَا بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ وَيَكُونَ ذَلِكَ أَحَبَّ إِلَيْهَا مِمَّا سِوَاهُ، وَيَكُونَ سَعْيُهَا فِيمَا يُقَرِّبُهَا إِلَيْهِ .

وَمِنَ الْمُحَالِ أَنْ تَسْتَقِلَّ الْعُقُولُ الْبَشَرِيَّةُ بِإِدْرَاكِ ذَلِكَ عَلَى التَّفْصِيلِ فَاقْتَضَتْ حِكْمَةُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ بِأَنْ بَعَثَ الرُّسُلَ بِهِ مُعَرِّفِينَ وَإِلَيْهِ دَاعِينَ وَلِمَنْ أَجَابَهُمْ مُبَشِّرِينَ وَلِمَنْ خَالَفَهُمْ مُنْذِرِينَ، وَجَعَلَ مِفْتَاحَ دَعَوْتِهِمْ وَزُبْدَةَ رِسَالَتِهِمْ مَعْرِفَةَ الْمَعْبُودِ سُبْحَانَهُ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ، وَعَلَى هَذِهِ الْمَعْرِفَةِ تَنْبَنِي مِطَالُب الرِّسَالَةِ جَمِيعِهَا، فَإِنَّ الْخَوْفَ وَالرَّجَاءَ وَالْمَحَبَّةَ وَالطَّاعَةَ وَالْعُبُودِيَّةَ تَابِعَةٌ لِمَعْرِفَةِ الْمَرْجُوِّ الْمَخُوفِ الْمَحْبُوبِ الْمُطَاعِ الْمَعْبُودِ.

وَلَمَّا كَانَ مِفْتَاحُ الدَّعْوَةِ الْإِلَهِيَّةِ مَعْرِفَةَ الرَّبِّ تَعَالَى قَالَ أَفْضَلُ الدَّاعِينَ إِلَيْهِ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَقَدْ أَرْسَلَهُ إِلَى الْيَمَنِ: " «إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ. . .» " الْحَدِيثَ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَاللَّفْظُ لِمُسْلِمٍ . انتهى المقصود

.............................. .......

بالمناسبة هناك من تكلم في لفظ المعرفة في الحديث بحجة ان القصة و مخرجها واحد . و النبي صلى الله عليه و سلم تكلم بلفظ واحد . و الذي ذكر المعرفة انما رواها بالمعنى . و الراوي للفظ بالمعنى ان زاد على الاصل شيء لم يثبت في الاصل لا يصح ان ينسب ذلك الى الرسول صلى الله عليه و سلم .

فهل يصح ان نقول ان مفتاح دعوة الرسل هي معرفة الله عز وجل ؟

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني

بالمناسبة هناك من تكلم في لفظ المعرفة في الحديث بحجة ان القصة و مخرجها واحد . و النبي صلى الله عليه و سلم تكلم بلفظ واحد . و الذي ذكر المعرفة انما رواها بالمعنى . و الراوي للفظ بالمعنى ان زاد على الاصل شيء لم يثبت في الاصل لا يصح ان ينسب ذلك الى الرسول صلى الله عليه و سلم .

فهل يصح ان نقول ان مفتاح دعوة الرسل هي معرفة الله عز وجل ؟

قال الشيخ صالح ال الشيخ فى شرح ثلاثة الاصول -- معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم) والمعرفة ترادف العلم في حق المخلوق في أكثر المواضع، أما في حق الله جل وعلا فإن الله جل وعلا يُوصف بالعلم، ولا يوصف بالمعرفة، وذلك لأن العلم قد لا يسبقه جهل، بينما المعرفة يسبقها جهل؛ عرف الشيء بعد أن كان جاهلا به، لكن العلم قد لا يسبقه جهل به، ولهذا يوصف الله جل وعلا بالعلم، ولا يوصف بالمعرفة. أيضا يقال إن التعبير بالعلم أوجه في المواضع التي يُحتاج فيها إلى التعبير بالمعرفة وذلك لأن المعرفة أكثر ما جاءت في القرآن مذمومة لأنه يتبع المعرفة الإنكار، أما العلم فأوتي به في القرآن ممدوحا، قال جل وعلا ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾[الأنعام:20]، فهنا وصفهم بالمعرفة ثم بين أن معرفتهم تلك لم تنفعهم، وقال جل وعلا ﴿يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا﴾[النحل:83]، لكن العلم أُثني عليه في القرآن، وأما المعرفة فربما بل أكثر المواضع فيها نوع ذم لها، لكن هذا ليس على إطلاقه، لأنه قد جاء في صحيح مسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى في بعض طرق حديث ابن عباس الذي فيه إرسال معاذ إلى اليمن، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:«فليكن أول ما تدعوهم إليه إلى أن يعرفوا الله فإن هم عرفوا الله فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات»إلى آخره، فصارت المعرفة هنا بمعنى العلم بالتوحيد كما في الروايات الأخر، لكن التعبير بالمعرفة كما استعمله الشيخ رحمه الله تعالى هنا صحيح، وذلك لأنه قد ورد الاستعمال به، وإن كان أكثر ما جاء استعمال لفظ المعرفة في كونه مذموما.------------------- اذا [فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ] اهل الكتاب مخالفون لما جاءت به الرسل من التوحيد لا يعرفون ما اوجب الله عليهم من توحيده فناسب المقام هنا دعوتهم الى معرفة الله