سبب صرف شيخ الإسلام ابن تيميه همته لأصول الدين
عندما سأل الحافظ أبو حفص البزار ( ت 749) شيخ الإسلام ابن تيمة عن السبب الذي من أجله صرف ابن تيمية همته إلى أصول الدين – العقيدة – ولم يولِ الفروع الفقهية هذا الاهتمام؛ أجابه الشيخ الإمام قائلًا:
" الفروع أمرها قريب، فإذا قلد المسلم فيها أحد العلماء المُقلَّدين جاز له العمل بقوله، ما لم يتيقن خطأه، وأما الأصول فإني رأيت أهل البدع والضلالات والأهواء كالمتفلسفة والباطنية والملاحدة....... وغيرهم من أهل البدع قد تجاذبوا فيها بأزِمّة الضلال، وبان لي أن كثيرًا منهم إنما قصد إبطال الشريعة المقدسة المحمدية الظاهرة على كل دين العلية، وأن جمهورهم أوقع الناسَ في التشكيك في أصول دينهم......فلما رأيت الأمر على ذلك بان لي أنه يجب على كل من يقدر على دفع شبههم وأباطيلهم وقطع حجتهم وأضاليلهم أن يبذل جهده ليكشف رذائلهم زيف دلائلهم؛ ذبًا عن الملة المحمدية ".
ملتقى اهل الحديث