بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما بعد :



فهذا الموضوع سيكون مخصص لتلاخيص الكتب وخلاصتها لمن يريد أن يأخذ فكرة سريعة عن بعض الكتب وأول كتاب في البداية هو كتاب ( السلفيون والأئمة الأربعة) للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق حفظه الله ، وهو كتاب صغير قمت بتلخيصه الى صفحتين على الورد وسأنقلهما هنا إن شاء الله قبل وضع رابط الكتاب وهذا ما سأحاول فعله مع كل ما اقرأ لاستفيد بمحتواه ويكون لدي تصور عنه ملخص إذا ما أحتجت اليه بإذن الله ، ونبه الى أن الكلام في الكتاب لمن كانت له الاهلية في البحث والاطلاع وفهم الدليل وهذا موضح في الكتاب والله الحمد .


التلخيص :


السلفيون والائمة الأربعة :




- يقسم العلماء العلم الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ثلاث أقسام :



1- قسم يتعلق بأمور الغيب ثابت في الرسالات جميعاً على لسان الانبياء جميعاً
2- قسم يتعلق بالتشريع خاضع للملابسات والزمان والمكان ولا يعني هذا الاختلاف من كل الوجوه بل الأصول متفقة :


• الأسباب التي أدت الى عزل الشريعة الاسلامية عن الحياة هي جمود الحركة الفقهية التشريعية والعزل السياسي كذلك
• يحتاج كل زمان الى علماء مجتهدون وحكام مجتهدون لاختيار الاحكام المناسبة وفق الحدث او الزمان والمكان المتغير وينزلون الدليل على الواقعة الخاصة به في القضاء والحكم والإفتاء الخ ...مثال اليوم هناك اعداء لنا فهل يمكن محاربتهم ؟ ام اقامة معاهدات معهم وما هي ضوابط هذه المعاهدات ؟ وكذلك في الأقتصاد يحتاج الأمر الى مجتهدون يكيفون الواقع والادلة المناسبة في التنزيل عليه ....



3- قسم يتعلق بالأخلاق والتزكية ثابتة الا ان الجانب العملي فيها متغير والمقصود بالجانب العملي هي المواقف المقتضية ذلك




- كيف نجتهد :
1- عرف العلماء الاجتهاد بأنه بذل الجهد للوصول الى ظن بحكم شرعي ، فالمجتهد يبذل جهده ليعرف مراد الله جل وعلا في قضية ما من نص قرآني أو من السنة أو الإجماع . أو بفهم للنصوص او استنباط وهذا يصيب ويخطىء ويحتاج لكي يفهم الأهلية لذلك = مثل العلم بالقرآن والسنة ولغة العرب وفهم الواقعة او الحادثة المراد انزال الحكم عليها ومعرفة النصوص الخاصة في مثل هذه الواقعة وبإذن الله هذا ميسر لأن الاسلام ليس ميسر في العمل فقط بل في الفهم أيضاً .وقد وجد على مدار العصور أهل الاجتهاد ولايشترط ان يصيبوا في كل شىء بل اصابوا وأخطأوا وردوا وتم الرد عليهم .
2- لايزال قائم لله بحجة فرداً كان أو جماعة واستدل الشيخ بحديث الطائفة التي على الحق ومن قبله استدل بنصوص تؤكد على وقع الاختلاف بين بعض الصحابة في مسائل اجتهادية وأن الدين محفوظ فهماً وتطبيقاً في الأمة .



- هل يوجد المجتهد المطلق :
1- الدين شامل لكل مناحي الحياة وشامل لادق مسائل حياة الناس ولكل زمان ومكان فلذلك لايوجد انسان يستطيع ان يلم بكل الحوادث والجوانب مهما كان حافظاً او عالماً فعلى سبيل المثال لو أن انساناً تعلم العقيدة الاسلامية فإنه يستطيع ذلك في فترة وجيزة ولكنه ما إذا اراد التطبيق وجد امامه مئات المشكلات في الناس والردود على الشبهات والرد على من يشوهون الدين في الاف المسائل والشبهات ! ولذلك لايسع الدين فرداً واحداً بل يحتاج الى جماعة .
2- وعند دراسة الاسلام نحتاج الى أمرين :
*المعرفة الاجمالية الكلية للدين
*المعرفة التخصصية الجزئية لابواب هذا الدين وفرعياته . كالتخصص في علوم القرآن مثلاً او علم أصول الحديث الخ .ولابد ان يكونوا مجتهدين يواكبون الحوادث في الأمة فاهمين لما يجري حولهم ليواجهوا المد الجاهلي المحارب لحضارة الأمة .


-الثابت والمتغير في الدين :
1-هناك من أوقف باب الاجتهاد التطبيقي وانزل عليه نصوص التحذير من البدع
2-وهناك من جعل أقوال الائمة بمنزلة الادلة واصبح كل اقوالهم صحيحة وأصبح في المسألة اربعة أقوال او ثلاثة كلها صحيحة ! . وقام بين الطائفتين حروب كلامية كثيرة ومازالت، ولم ينتبهوا لقواعد مهمة تفرق بين الثابت والمتغير في الدين منها :
* كلام ربنا جل وعلا حق في الأخبار والاحكام في كتابه الكريم من ظن غير ذلك كفر ! .
*لغة العرب ولسانهم له دلالات مختلفة وتفانين مختلفة تختلف أفهام الناس على مدار الزمان لها وليست أفهام الناس لها على درجة واحدة .
*هناك قسم ثابت من الدين لايقبل الاجتهاد كالعقيدة مثلاً ومنها الأمور الغيبية التي لا أجتهاد فيها والخلاف مع الصوفية يتركز على أنهم قد أدخلوا فيها خزعبلاتهم وخرافاتهم كأن يقول أحدهم رأيت الجنة أو التقيت بالملائكة الخ . ولا وحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
* لايجوز الاحداث في العبادات ما ليس منها كأن يضيف أحدهم ركعة على الصلوات المفروضة أو النوافل الخ . وكذلك الاخلاق . وإن كان ثم اجتهاد فهو فيما يقع مع الافراد من نسيان او ضرورة وهذا ما ينحصر فيه اجتهاد المجتهدين في هذه الابواب .

*الانسان يحب الاجتماع والتمدن مع اقرانه ولذلك فإن هناك قواعد عامة من الدين تحكم هذا الاجتماع واطر عامة تنظم سلوكه . مهما تغيرت حياته فهناك قواعد عامة تحكم هذا السلوك له وللجماعة المسلمة في المجتمع المسلم . منه باب المعاملات والسياسة والاقتصاد الخ الذي يحتاج الي اجتهاد في فهم احوال الناس ومشاكلهم المتجددة لرصد النازلة المعينة وانزال الحكم المناسب لها . وهذا المتغير يخضع للثابت الذي أنزله الله جل وعلا وتكلم به رسوله صلى الله عليه وسلم .


-مشكلات تعترض طريقنا :

-انهاء الخلافة والشبكات الاعلامية الهائلة والتغيرات السياسية في الأمم والصراع المادي على البقاء وانفصال السياسة عن الشريعة في الازمنة المتأخرة وهوان العلماء على الناس لتهميش السياسة لهم واستخدام بعض الحكام لعلماء السوء الذين أفسدوا على الناس أمر دينهم بالبدع والمحدثات ومحاربتهم لدعاة الحق ولاينكشف اهل السوء الا بشعوب واعية تطلب الدليل وتفهم الدليل .


-من الائمة الأربعة وما موقفنا منهم :

العلماء كانوا موجودين على مدار الأزمنة ولكن أنشهر الائمة الاربعة الذين عاشوا جميعاً في حقبة متقاربة لدى الناس ، ثم نقل الشيخ بعض المعلومات عنهم رحمهم الله .ثم نقل الشيخ كلامهم وتعاملهم مع بعصهم البعض وحبهم لبعضهم البعض وما هو موقف المسلم من تقليدهم واقوالهم هم في ذلك .


- بسبب طوفان الفتاوى الباطلة لبعض الفاسدين اراد بعض الناس ان يلزم الناس بأقوال الائمة الاربعة وحدهم لاغلاق هذا الطوفان من التضليل ! . ومن اضرار لازم قولهم :
• القول بالتقليد وترك البحث عن الدليل وعدم النظر في الادلة التي استدل بها الائمة .
• التعصب ونشر الفرقة وقد ادى ذلك في بعض الازمنة الى ترك بعض الطلاب الصلاة خلف بعضهم البعض !.
• القول بأن الاراء المتناقضة في المسألة الواحدة صحيحة رغم ان القولين متناقضين وهذا محال ! .
• حرمان الامة من كثير من كثير من الاقوال الصحيحة التي خالفت الائمة الاربعة كرأي الامام ابن تيمية في طلاق الثلاث هل يقع ثلاثة ام واحدة وهذا ما خالف فيه الائمة الاربعة وكان سبباً في اتهامه بالكفر والردة لأنه خالف الائمة الأربعة وأنه ليس هناك دين وراء ذلك ! .
• حرمان الناس من الفهم والاستنباط في احكام الوقائع المستجدة كما ذكر في اول الرسالة . ويؤدي ذلك الى عدم فهم الكتاب والسنة وسيؤدي الى عزل الشريعة من حياة الناس والتقنين لها .
• سيؤدي ذلك الى تشديد النكير على من يخالف الائمة وسيتهم بأنه خارج على الجماعة ! .
• ظن الناس بأنه لابد من الاخذ بأقوال احد الائمة او بعضهم ولو كان بخلاف النص وسيؤدي ذلك الى وقوع مخالفات كثيرة
• تعظيم قدر الائمة على حساب الدليل الشرعي كمن ينتظر الحكم من الامام ويرده اذا ما جاءه من القرآن والسنة ! .
• نشأة اتجاه جمع الرخص والتلفيق والأخذ بالشواذ من المسائل لان هناك من قال بها من الائمة ! . ويؤدي ذلك الى الأخذ بالهوى والانتقاء بما يناسب الذوق والمزاح !.
• تعظيم الائمة الى درجة العصمة وهي ذريعة الى الشرك بتقديم كلامهم على كلام الله ورسوله .والخوف من تخطئة الائمة اذا ما كانت اقوالهم تخالف النصوص الشرعية الصحيحة .


ومن هنا يتبين ان علاقة من ينتسبون الى المنهج السلفي بالائمة الاربعة فهم اسلافنا وهم أفاضلنا وعلماؤنا ، لانقلدهم في الخطأ ونحفظ لهم قدرهم والتأدب معهم فهم كبار علماء هذه الامة ومنهم نتعلم ...
- ومن مميزات هذه الدعوة وحدة المسلمين ونبذ التعصب وتعظيم كلام الله ورسوله فشتان بين تعظيم كلام الله ورسوله وبين تعظيم كلام بشر ، وبناء المسلم بناءً صحيحاً يبحث به عن الحق ويعمل عقله في فهم الدليل وقلبه ويكون في كل أموره باحثاً عن الحق . فهل يستوي من يتبع المعصوم ومن يقلد غير المعصوم ؟! . فهذه دعوتنا ومنهجنا وهي دعوة الائمة الاربعة وسائر ائمة المسلمين وعلمائهم والله يهدينا الى ما يحب ويرضى ...اللهم آمين ...




رابط الكتاب :

http://www.salafi.net/zip/book37.zip