تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: شئون وشجون (1)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الدولة
    جمهورية مصر العربية
    المشاركات
    377

    افتراضي شئون وشجون (1)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    شئون وشجون (1)

    أحداث تموج بالعالم، نظريات تسقط وأخرى تولد، وهذا يقيم التاريخ وذاك يفلسف الأحداث، تجد الحكمة أحيانا والتهور أحايين أخرى.. ومن بين هذا الحراك الضخم تبرز تحليلات راقية وأفكار جوهرية آثرت أن أجمعها في عقد فريد، حباته أشبه بمحطات نحتاج أن نقف عندها كثيرا لنستقي منها العبرة ويتولد عندها الهدف .. إنه العالم الغريب الذي أتعب البشر وأتعبوه معهم، فهل من معتبر، وهل من مستفيد.

    نصر المؤمنين
    والنصر للمؤمنين لا يتخذ صورة واحدة هي صورة النصر بالغلبة المباشرة ودحر العدو كما يظن البعض، بل قد تكون له صور متعددة ومتكاثرة، فثبات المؤمنين على مبادئهم وقيمهم رغم الزلازل هو نوع من النصر وانتشار فكرتهم نوع من النصر بل إن نيل الشهادة هو أيضا نصر بذاته.
    ولو كان الأمر كما يظن هؤلاء بأن النصر ماله غير تلك الصورة في النصر المباشر بالغلبة ودحر عدوهم لكان كثير من أنبياء الله ـ صلوات الله عليهم ـ محكوما عليه بالإخفاق ، وحاشا لأنبياء الله الكرام أن يوصفوا بهذا، رغم قلة المؤمنين بدعوتهم، فهذا نوح عليه السلام يدعو قومه ويمكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ورغم هذا المكث الطويل فإنه لم يؤمن من قومه إلا قليل ، قال تعالى: " حتى إذا جاء أمرنا وفارالتنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل "، وهذا النبي يحيى عليه السلام قد قتلته يهود، وهذا النبي عيسى عليه السلام قد رفعه الله إليه ..وغيرهم كثير وكثير.
    وكذلك كان أمر كثير من الأنبياء فإنهم يحشرون يوم القيامة، ومع بعضهم الواحد والاثنان والثلاثة، وبعضهم لا يكون معه أحد من المؤمنين. أخرج الترمذي من طريق ابن عباس رضي الله عنهما قال: " ولما أسرى النبي صلى الله عليه وسلم جعل يمر بالنبي والنبيين ومعهم القوم، والنبي والنبيين ومعهم الرهط، والنبي والنبيين وليس معهم أحد " . [إلى المنتصرين دائما ... رغم الجراح، خالد رُوشه]
    سقوط الرأسمالية
    ورد على لسان رئيس تحرير مجلة «تحديات» الفرنسية تحت عنوان (البابا أو القرآن) تساءل فيها عن لا أخلاقية الرأسمالية، وهل الرأسمالية نظام أخلاقي؟ وركز في ذلك على دور المسيحية كديانة وتبريرها للفائدة، وتساءل الكاتب بأسلوب يقترب من التهكم ومستسمحا البابا بندكت السادس عشر، قائلا: أطن أننا بحاجة أكثر في هذه الأزمة إلى قراءة القرآن بدلا من الإنجيل لفهم ما يحدث لنا وبمصارفنا، لأنه لو حاول القائمون على مصارفنا احترام ما ورد في القرآن من تعاليم وأحكام وطبقوها ما حل بنا ما حل من كوارث وأزمات، وما وصل بنا الحال إلى هذا الوضع المزري! لأن النقود لا تلد النقود.
    الشريف حسين
    تعتبر كتب التاريخ أن التحركات التي قادها الشريف حسين من الحجاز ضد الإمبراطورية العثمانية هي "الثورة العربية الكبرى"، وبرأيي لم تكن تلك الحركة السياسية العسكرية سوى تعبير عن آمال لعائلة متكلسة تطلعت لبناء مجدها الخاص من خلال التعاون مع كل جهة قد تؤهلها لذلك.
    فبريطانيا رأت في تطلعات شريف مكة مناسبة لزيادة الطعن بشرعية الإمبراطورية العثمانية المتحالفة ضدها مع ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى. صحيح أن بعض رواد القومية العربية دعموا تحرك الشريف حسين، لكنهم كانوا لاعبين ثانويين في تحرك تشد حباله بريطانيا وعملاؤها في المنطقة العربية ولم يكن التحرك نابعا عن إرادة قومية كما يحلو للبعض وصفه.[أسعد غانم عن مقال: زلزال القاهرة يبشر بفجر طال انتظاره]
    كيف ضاعت فلسطين
    ظهر الدور الرسمي العربي على حقيقته في حرب عام 1948 عندما تآمرت الأنظمة على جيوشها وخرجت من الحرب مهزومة. لقد حققت جيوش مصر والعراق والأردن إنجازات كبيرة في الجولة الأولى من الحرب، وسيطرت على أجزاء لا بأس بها من الأرض التي خصصتها الأمم المتحدة لدولة اليهود وفق تقسيم عام 1948.
    لكن الحرب توقفت فجأة، وقبلت الأنظمة الهدنة المؤقتة التي أتاحت لها تغيير القيادات العسكرية العربية الميدانية واستبدالها بضباط يحملون أوامر عسكرية جديدة، وأتاحت للدول الغربية تقديم المزيد من الدعم العسكري لإسرائيل.
    وحين نشبت الحرب من جديد، وجدنا الجيش العراقي يخلي أماكنه العسكرية في منطقتي حيفا وطولكرم ليأخذ مواقع جديدة له في منطقة جنين، والجيش الأردني يخلي منطقتي اللد والرملة والقدس غرب، والجيش المصري يقع تحت الحصار بسبب الأسلحة الفاسدة التي أرسلها له ملك مصر. ضاعت فلسطين وقامت إسرائيل بفضل خيانة الأنظمة العربية. [عبد الستار قاسم، الجزيرة نت]
    الغرب هو الغرب
    أميركا أزاحت الحبيب بورقيبة عندما انتهى دوره، وأتت بزين العابدين، وقتلت الملك فيصل بن عبد العزيز. أما بريطانيا فأزاحت الملك طلال ملك الأردن بحجة الجنون وأتت بابنه حسين ليجلس على إقطاعية الأردن عشرات السنين.
    لا مانع لدى الاستعمار الغربي أن تتحدث هذه الأنظمة بالوطنية، وأن تخطب ضد إسرائيل، وأن تقدم معونات مالية واقتصادية للأشقاء الفلسطينيين، إنما إلى الدرجة التي لا تلحق أذى بإسرائيل، ولا تؤثر سلبا على نشاطات إسرائيل الاستخبارية والأمنية في البلدان العربية.
    لا مانع من مؤتمرات قمة تدين إسرائيل ما دامت أنظمة العرب تقوم بوظيفة المدافع عن الأمن الإسرائيلي. وقد سبق للمخابرات الإسرائيلية أن مررت معلومات للأنظمة عن انقلابات عسكرية محتملة، وأنقذت أنظمة من الزوال. وسبق أيضا أن دافعت إسرائيل عسكريا عن الأردن عندما قام الجيش السوري بدخول شمال الأردن إبان حرب أيلول عام 1970.[عبد الستار قاسم، الجزيرة نت]
    أمن النظام أم أمن الأمة؟
    بما أن أغلب أنظمة العرب موجودة بفضل الأجنبي المعادي أصلا للأمة العربية وحارس تمزقها وناهب ثرواتها، فإن هناك فصلا حادا بين أمن النظام وأمن الأمة. يكمن أمن نظام الحكم العربي في تعريض أمن الأمة للخطر، وهو يدرك أنه سيطرد إن لم يفعل ذلك.
    هو محروس ليس من قبل شعبه، وإنما من قبل إسرائيل والاستعمار الغربي، وأمنه ومصالحه مرتبطة بهؤلاء الأعداء. أمنه يتعرض للخطر إن هو عادى إسرائيل فعلا، أو إن شعر بغيرة على الثروات العربية، أو إن دفع بجد نحو الوحدة العربية، أو إن خاض حربا لا تخدم مصالح إسرائيل وأميركا.
    هناك تناقض بين أمن النظام وأمن الأمة لأن أمن الأمة يتطلب الاستعداد العسكري والأمني، وتوظيف الأموال لعملية البناء الاقتصادي الحقيقي والبناء العلمي، والاعتماد على الذات غذائيا وتقنيا... إلخ. كل هذه العوامل التي تعتبر من أركان أمن الأمة غير مسموح بها لا إسرائيليا ولا غربيا، وعلى الحاكم العربي أن يصر على ضعف شعبه وأمته، ويطمئن إلى أن أحذية أعدائها فوق رقابها.
    ولهذا يجند الحاكم العربي أجهزة أمنه وأدوات قمعه ضد شعبه وليس ضد أعداء شعبه. العربي لا يستطيع النوم ذعرا من أجهزة الشرطة الفاسدة والمخابرات التي من المفروض أن توفر له الأمن والحماية. [عبد الستار قاسم، الجزيرة نت]

    جمع وترتيب

    د/ خالد سعد النجار

    alnaggar66@hotmail.com
    الصدق بريق الرسالة الإعلامية الهادفة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الدولة
    جمهورية مصر العربية
    المشاركات
    377

    افتراضي شئون وشجون (2)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    شئون وشجون (2)

    أحداث تموج بالعالم، نظريات تسقط وأخرى تولد، وهذا يقيم التاريخ وذاك يفلسف الأحداث، تجد الحكمة أحيانا والتهور أحايين أخرى.. ومن بين هذا الحراك الضخم تبرز تحليلات راقية وأفكار جوهرية آثرت أن أجمعها في عقد فريد، حباته أشبه بمحطات نحتاج أن نقف عندها كثيرا لنستقي منها العبرة ويتولد عندها الهدف .. إنه العالم الغريب الذي أتعب البشر وأتعبوه معهم، فهل من معتبر، وهل من مستفيد.

    العقل السلفي
    أن العقل السلفي يعجز عن تشخيص الواقع المعقد لافتقاده للأدوات المنهجية لتحقيق ذلك؛ مما يلجئه إلى أن يلوذ بمنطقة النص الديني والعيش فكريًّا ووجدانيًّا داخل أبنيته «الواضحة»، وكأن ذلك المسلك يوقف عجلة الواقع المتجه إلى مزيد من التعقيد والتشابك، وتحدث هنا مفارقة عجيبة: فالواقع يتجه نحو مزيد من التعقيد «الإشكالي» والسلفية تتجه نحو مزيد من البساطة «السطحية». [عبد الله البريدي، الجزيرة نت]
    سقوط الوهم
    ما كان يبشّر به فوكوياما من أنّ التاريخ بلغ منتهاه، وما كان يردده هنتغتون من أن صدام الحضارات واقع لا محالة، تبيّن أنه صدام داخل الحضارة الواحدة، وأن تصريحات تماسك الدولة في الغرب ليس أكثر من خرافة، شأنها شأن السوبرمان. [عز الدين ميهوبي، شاعر جزائري]
    لمس الجرح
    الأمة الإسلامية اليوم رأس مصدوع يعالج الدوار، وذهن مشتت الرؤى والأفكار، وقلب متقلب لا ينتظم له نبض أو يقر له قرار، وجسم متفسخ، كلما عن له الوقوف أصابه الضعف والخور فانهار، تطفح على بشرته البثور والدمامل، وتغور في مواضع كثيرة منه الأخاديد والشروخ، يتلبس الشلل عضوا من أعضائه، فيتوقف عن العمل، ويسري الخدر في عضو آخر فيتطوح ويترنح ثم يسقط، ويصير من العسير على بعضه أن يشعر بما يعاني بعضه الآخر من جوع ومرض أو موت بطئ.
    وحين يظن الدم المسلم أن من حقه التجول بحرية داخل عروق الجسد الواحد، يفاجأ –عند بعض المعابر- بنظم وقوانين، تمنعه من المضي في طريقه إلا بجواز سفر وتأشيرة مرور، محدد معها زمن الإقامة، والغرض من الزيارة، وكأنما بات المسلم المسافر من موضع إلى آخر، داخل حدود الدولة الإسلامية الواحدة مستأمنا بعقد مؤقت، لا ترقى صيغته إلى مستوى عقد الأمان الذي يمنح للقادم من دار الحرب –سواء كتابيا أو وثنيا- إن رغب في زيارة أو استيطان دار الإسلام. [كلام في التكافل بين هز الرؤوس ومصمصة الشفاة، أحمد المزاري، مجلة الوعي الإسلامي الكويتية، العدد 482]
    الوحدة والتكتلات
    تبحث أمم الغرب اليوم –بجد واجتهاد- عن صيغة حتمية موضوعية للتجمع والاتحاد، تمليها ظروف التقارب أو التشابه في الرؤية الواقعية لما هو متاح اليوم، وما هو ممكن للغد، وتؤيدها في ذلك، وحدة المصالح وضرورة التصالح، كما تدفعها إليه نية خالصة –أو هكذا تبدو- لتحقيق أعلى مستوى ممكن من الرفاة والإشباع، بأدنى أو أنسب جهد مستطاع، من دون التغاضي عن أصول الإتقان والإبداع، وتستفتي في ذلك الشعوب والجماهير، قبل الحكومات أو الدساتير.
    لقد أدركت أمم الغرب أن الطريق إلى الغد لا يستقيم من دون الاسترشاد بمعالم واضحة، من التكاتف والتضامن، والتحالف والتعاون، والاتحاد –إن أمكن- بين الأحلاف أو الائتلاف –رغم الاختلاف- بين العقائد والحضارات، ونظم الحكم والتوجيهات والحظوظ والمقدرات، ولا يزيدها ما تسفر عنه اجتماعات ممثليها من تباين عميق إلا ثباتا على الطريق، وإيمانا بلزوم المضي فيه من دون إبطاء، لقطع السبيل أمام الخطر المقبل من بلاد مازال فيها أناس يركبون الحمير، ويرعون الضأن، ويستغيثون لحم الجزور.
    وتبحث الأمة الإسلامية المفككة اليوم عن وشيجة تضم أجزاءها، أو حلقة تلملم ما انفرط من حبات عقدها فلا تجد، رغم اتفاقها في الكثير الكثير، مما تختلف عليه أمم الغرب، واتحادها في الكثير الكثير، من أواصر القرب ولحم النسب.[كلام في التكافل بين هز الرؤوس ومصمصة الشفاة، أحمد المزاري، مجلة الوعي الإسلامي الكويتية، العدد 482]
    النصر الأفغاني
    يصف عبد أنس في صحيفة الحياة اللندنية (5/11/2001) قصة الخروج الروسي من أفغانستان فيقول:
    كان عام 1989م عام الأحداث الضخمة في أفغانستان. ففي مطلعه تحقق الانتصار. هزم الجيش الأحمر وخرج ذليلا يجر أذيال الخيبة من المستنقع الأفغاني. خرج منبئا ببدء انهيار الإمبراطورية السوفيتية ومحققا ما يقوله الأفغان عن بلادهم إنها مقبرة الإمبراطوريات. وهكذا ما كادت سنوات طويلة أن تمر حتى تغير الطاقم الحاكم في الكرملين وجاء زعماء جدد بدءوا بتصفية تركة أسلافهم.
    ويوم 14 شباط (فبراير) 1989م كان يوما للتاريخ. فيه أكمل الجيش الأحمر سحب قواته من أفغانستان بعدما غرق في رمالها المتحركة طوال عشر سنوات. وكنت شاهدا على هذا الحدث. يومها كنت أقف على مرتفع بسيط في منطقة تقع بين بانشير وباروان. حملت منظارا أراقب من خلاله آخر الدبابات والعسكريين الروس يودعون الأراضي الأفغانية عائدين إلى بلادهم. كانت فرحتي لا توصف. فهذا الجهاد الذي بدأ بالعصي والخناجر والحجارة وصل إلى الحد الذي هزم فيه أقوى قوى الأرض تسليحا. وها أنت تراها بعينيك تجر أذيال الخيبة راجعة إلى الاتحاد السوفيتي. ولا أزال أذكر أن الروس ودعوا منطقة بانشير وهم منسحبون بقصف جوي نفذته أسراب من طائراتهم. قصفوها حقدا. تجولت في المنطقة بعد انسحاب الروس. كنت أينما تطلعت أرى دبابات وشاحنات عسكرية مدمرة أو محروقة. صرت أعدها. ظللت طوال يوم كامل. دبابة اثنان ثلاث.. حتى وصل العدد إلى ألف دبابة وشاحنة مدمرة في بانشير. وزار الشيخ عبد الله عزام المنطقة بعدها. تجولت وإياه من أولها إلى آخرها.

    د/ خالد سعد النجار

    alnaggar66@hotmail.com
    الصدق بريق الرسالة الإعلامية الهادفة

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الدولة
    جمهورية مصر العربية
    المشاركات
    377

    افتراضي شئون وشجون (3)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    شئون وشجون (3)

    أحداث تموج بالعالم، نظريات تسقط وأخرى تولد، وهذا يقيم التاريخ وذاك يفلسف الأحداث، تجد الحكمة أحيانا والتهور أحايين أخرى.. ومن بين هذا الحراك الضخم تبرز تحليلات راقية وأفكار جوهرية آثرت أن أجمعها في عقد فريد، حباته أشبه بمحطات نحتاج أن نقف عندها كثيرا لنستقي منها العبرة ويتولد عندها الهدف .. إنه العالم الغريب الذي أتعب البشر وأتعبوه معهم، فهل من معتبر، وهل من مستفيد.

    صراع الحضارات أم نهاية التاريخ
    في مطلع عقد التسعينات امتزجت نظريتان مصدرهما الأساسي أمريكا:
    الأولى: رائدها هو (صمويل هينتنغتون) وعنوانها «صراع الحضارات» وبذلك تخللت مقولةالصراع الحضاري القادم بين الغرب والإسلام بعد أن سقط العدو التقليدي للغرب «الشيوعية».
    الثانية: رائدها (فوكوياما) وعنوانها «نهاية التاريخ» والتي وصلت إلى خلاصة مفادها أن الحضارة الغربية قد انتصرت على غيرها، وهي الحضارة القائمة الآن.
    ويبدو أن النظريتين تكملان بعضهما البعض، وتستهدفان العالم كله، وليس فقط الإسلام والمسلمين تحديدا. وذلك من خلال دفع كل نظرية في العالم باتجاه القبول بإحداها.
    فالذين يرفضون أطروحة «صراع الحضارات» عليهم القبول بأطروحة «نهاية التاريخ» وأن العالم تحكمه حضارة واحدة تحت مظلة العولمة، أو في إطار (القرية الكونية الصغيرة) أو (الحضارة الإنسانية الواحدة) وهي القائمة الآن، الغربية الملامح والسمات، الأمريكية في قيادتها وفي توظيفها.
    ولابد من القول: أن الصراع لن يكون بين العولمة والإسلام فقط، وإنما بين أوروبا وأمريكا أي في الدائرة الغربية نفسها، وإن كان على المصالح في المنطقة الإسلامية والعالم العربي.
    العولمة في الرؤية القرآنية، الشيخ ماجد الماجد، مجلة الهداية البحرينية، العدد 231
    أفغانستان العظيمة
    وعندما ننظر في كتب الدين نفاجأ أن أفغانستان قد أعطت الأمة الإسلامية بعضا من أعظم كنوزها الفكرية. فهي بلاد أبي حنيفة والبيهقي والبلخي والهروي وابن حبان البستي، وعلى حدودها بلد الترمذي والنسائي والبخاري، وهي بلاد قطز قاهر التتار ومحود الغزنوي فاتح الهند، وهي بلاد الفخر الرازي وابن قتيبة وإمام الحرمين الجويني والبيروني والبدخشي والفارابي وابن سينا والجورجاني.
    نعم.. أنجبت أفغانستان إمامين جليلين من أئمة الفقه هما أبو حنيفة الذي ينتسب عن طريق جده إلى كابل، وأحمد بن حنبل الذي ولد بمدينة مرو.
    كما برز فيها من المحدثين أبو داود السجستاني صاحب السنن إلى جانب كثير غيرهم من المفسرين والمحدثين، وأبو حامد الغزالي والسرخسي والبيهقي والنيسابوري.
    هل تندهش أيها القارئ لأن معظم المسلمين لا يعلمون شيئا من ذلك
    حق لك أن تندهش.. فكل دهشة هي وصمة عار في جبين التغريب في بلادنا وعمليات نشر الجهل والتفاهة لا العلم والثقافة. [ بل هي حرب على الإسلام، د. محمد عباس، نشر مكتبة مدبولي بالقاهرة ص 185]
    المشكلة
    المشكلة ليست أننا ضدهم.
    بل المشكلة أنهم ضدنا.
    والمشكلة ليست أننا نريد فرض قيمنا المتخلفة عليهم.
    بل المشكلة أنهم يريدون فرض الكفر والفجر علينا.. فإن لم نكفر كنا أعداء الحداثة التي هي أساس الحضارة الغربية ووجب عليهم أن يشنوا علينا حربا صليبية.
    "حرب صليبية"
    أنذرنا القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف بها وحذرنا منها.
    أعترف بها قادتهم قائدا بعد قائد – وآخرهم بوش وبيرلسكوني- وبابواتهم بابا بعد بابا، وفلاسفتهم وكتابهم ومفكريهم.
    وحذرنا منها علماؤنا عالما بعد عالم، وكاتبا بعد كاتب، ومفكرا بعد مفكر، من الذين طهرهم الله من دنس السلطة.
    لم يطمئنا إلا ولاة أمورنا والنخبة المستغربة من علمانيين وحداثيين وبقايا شيوعيين وانتهازيين ولصوص.. هم الذين قالوا أنها ليست حربا على الإسلام!!.
    بل هي حرب على الإسلام
    د. محمد عباس، نشر مكتبة مدبولي بالقاهرة ص 175-176
    هذه حقيقتهم
    يقول (يوجين روستو) مستشار (جونسون) ورئيس قسم التخطيط بالخارجية الأمريكية: لا تستطيع أمريكا إلا أن ثقف في الصف المعادي للإسلام، أي إلى جانب العالم الغربي والدولة الصهيونية، إن هدف العالم الغربي في الشرق الأوسط هو تدمير الحضارة الإسلامية، وإن قيام إسرائيل جزء من هذا المخطط، وليس إلا استمرارا للحرب الصليبية.
    ويقول (جارنر): إن الحروب الصليبية لم تكن لإنقاذ القدس.. إنها كانت لتدمير الإسلام.
    ويقول (راندولف تشرشل): لقد كان إخراج القدس من سيطرة الإسلام حلم المسيحيين واليهود على السواء، إن سرور المسيحيين لا يقل عن سرور اليهود، إن القدس قد خرجت من أيدي المسلمين، ولن تعود إليهم في أي مفاوضات مقبلة.
    بل هي حرب على الإسلام
    د. محمد عباس، نشر مكتبة مدبولي بالقاهرة ص 168-169
    جمع وترتيب

    د/ خالد سعد النجار

    alnaggar66@hotmail.com
    الصدق بريق الرسالة الإعلامية الهادفة

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الدولة
    جمهورية مصر العربية
    المشاركات
    377

    افتراضي شئون وشجون (3)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    شئون وشجون (3)

    أحداث تموج بالعالم، نظريات تسقط وأخرى تولد، وهذا يقيم التاريخ وذاك يفلسف الأحداث، تجد الحكمة أحيانا والتهور أحايين أخرى.. ومن بين هذا الحراك الضخم تبرز تحليلات راقية وأفكار جوهرية آثرت أن أجمعها في عقد فريد، حباته أشبه بمحطات نحتاج أن نقف عندها كثيرا لنستقي منها العبرة ويتولد عندها الهدف .. إنه العالم الغريب الذي أتعب البشر وأتعبوه معهم، فهل من معتبر، وهل من مستفيد.

    صراع الحضارات أم نهاية التاريخ
    في مطلع عقد التسعينات امتزجت نظريتان مصدرهما الأساسي أمريكا:
    الأولى: رائدها هو (صمويل هينتنغتون) وعنوانها «صراع الحضارات» وبذلك تخللت مقولةالصراع الحضاري القادم بين الغرب والإسلام بعد أن سقط العدو التقليدي للغرب «الشيوعية».
    الثانية: رائدها (فوكوياما) وعنوانها «نهاية التاريخ» والتي وصلت إلى خلاصة مفادها أن الحضارة الغربية قد انتصرت على غيرها، وهي الحضارة القائمة الآن.
    ويبدو أن النظريتين تكملان بعضهما البعض، وتستهدفان العالم كله، وليس فقط الإسلام والمسلمين تحديدا. وذلك من خلال دفع كل نظرية في العالم باتجاه القبول بإحداها.
    فالذين يرفضون أطروحة «صراع الحضارات» عليهم القبول بأطروحة «نهاية التاريخ» وأن العالم تحكمه حضارة واحدة تحت مظلة العولمة، أو في إطار (القرية الكونية الصغيرة) أو (الحضارة الإنسانية الواحدة) وهي القائمة الآن، الغربية الملامح والسمات، الأمريكية في قيادتها وفي توظيفها.
    ولابد من القول: أن الصراع لن يكون بين العولمة والإسلام فقط، وإنما بين أوروبا وأمريكا أي في الدائرة الغربية نفسها، وإن كان على المصالح في المنطقة الإسلامية والعالم العربي.
    العولمة في الرؤية القرآنية، الشيخ ماجد الماجد، مجلة الهداية البحرينية، العدد 231
    أفغانستان العظيمة
    وعندما ننظر في كتب الدين نفاجأ أن أفغانستان قد أعطت الأمة الإسلامية بعضا من أعظم كنوزها الفكرية. فهي بلاد أبي حنيفة والبيهقي والبلخي والهروي وابن حبان البستي، وعلى حدودها بلد الترمذي والنسائي والبخاري، وهي بلاد قطز قاهر التتار ومحود الغزنوي فاتح الهند، وهي بلاد الفخر الرازي وابن قتيبة وإمام الحرمين الجويني والبيروني والبدخشي والفارابي وابن سينا والجورجاني.
    نعم.. أنجبت أفغانستان إمامين جليلين من أئمة الفقه هما أبو حنيفة الذي ينتسب عن طريق جده إلى كابل، وأحمد بن حنبل الذي ولد بمدينة مرو.
    كما برز فيها من المحدثين أبو داود السجستاني صاحب السنن إلى جانب كثير غيرهم من المفسرين والمحدثين، وأبو حامد الغزالي والسرخسي والبيهقي والنيسابوري.
    هل تندهش أيها القارئ لأن معظم المسلمين لا يعلمون شيئا من ذلك
    حق لك أن تندهش.. فكل دهشة هي وصمة عار في جبين التغريب في بلادنا وعمليات نشر الجهل والتفاهة لا العلم والثقافة. [ بل هي حرب على الإسلام، د. محمد عباس، نشر مكتبة مدبولي بالقاهرة ص 185]
    المشكلة
    المشكلة ليست أننا ضدهم.
    بل المشكلة أنهم ضدنا.
    والمشكلة ليست أننا نريد فرض قيمنا المتخلفة عليهم.
    بل المشكلة أنهم يريدون فرض الكفر والفجر علينا.. فإن لم نكفر كنا أعداء الحداثة التي هي أساس الحضارة الغربية ووجب عليهم أن يشنوا علينا حربا صليبية.
    "حرب صليبية"
    أنذرنا القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف بها وحذرنا منها.
    أعترف بها قادتهم قائدا بعد قائد – وآخرهم بوش وبيرلسكوني- وبابواتهم بابا بعد بابا، وفلاسفتهم وكتابهم ومفكريهم.
    وحذرنا منها علماؤنا عالما بعد عالم، وكاتبا بعد كاتب، ومفكرا بعد مفكر، من الذين طهرهم الله من دنس السلطة.
    لم يطمئنا إلا ولاة أمورنا والنخبة المستغربة من علمانيين وحداثيين وبقايا شيوعيين وانتهازيين ولصوص.. هم الذين قالوا أنها ليست حربا على الإسلام!!.
    بل هي حرب على الإسلام
    د. محمد عباس، نشر مكتبة مدبولي بالقاهرة ص 175-176
    هذه حقيقتهم
    يقول (يوجين روستو) مستشار (جونسون) ورئيس قسم التخطيط بالخارجية الأمريكية: لا تستطيع أمريكا إلا أن ثقف في الصف المعادي للإسلام، أي إلى جانب العالم الغربي والدولة الصهيونية، إن هدف العالم الغربي في الشرق الأوسط هو تدمير الحضارة الإسلامية، وإن قيام إسرائيل جزء من هذا المخطط، وليس إلا استمرارا للحرب الصليبية.
    ويقول (جارنر): إن الحروب الصليبية لم تكن لإنقاذ القدس.. إنها كانت لتدمير الإسلام.
    ويقول (راندولف تشرشل): لقد كان إخراج القدس من سيطرة الإسلام حلم المسيحيين واليهود على السواء، إن سرور المسيحيين لا يقل عن سرور اليهود، إن القدس قد خرجت من أيدي المسلمين، ولن تعود إليهم في أي مفاوضات مقبلة.
    بل هي حرب على الإسلام
    د. محمد عباس، نشر مكتبة مدبولي بالقاهرة ص 168-169
    جمع وترتيب

    د/ خالد سعد النجار

    alnaggar66@hotmail.com
    الصدق بريق الرسالة الإعلامية الهادفة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •