قال الإمام الغزاليّ - رحمه الله -: "يجبُ أن تَعلَم ما يلزمُك فعلُه من الواجبات الشرعية، على ما أُمرِت به؛ لتفعلَ ذلك، وما يلزمُك ترْكه من المنهي؛ لتتركَ ذلك، وإلا فكيف تقوم بطاعاتٍ لا تعرف ما هي؟ وكيف هي؟ وكيف يجب أن تفعل؟ أم كيف تجتنب معاصيَ لا تعلم أنها معاصٍ، حتى لا تُوقِع نفسك فيها، فالعباداتُ الشرعيّةُ؛ كالطّهارة، والصّلاة، والصّوم، وغيرِها يجب أن تعلَمَها بأحكامِها وشرائِطها؛ حتى تقيمَها، فربما أنتَ مقيمٌ على شيءٍ سنينَ وأزمانَ مما يُفسِد عليك طهارتِك، وصلواتِك، أو تخرجاهما عن كونِها واقعتين على وفاقِ السّنة، وأنتَ لا تشعُر بذلك، وربما يتعرَّضُ لك مشكلٌ، ولا تجد مَن تسأله عن ذلك، وأنت ما تعلمته.. - إلى أن قال- فإذا تبين لك بهذه الجُمْلة أنّ الطاعة لا تحصل للعبد، ولا تَسلَم له إلا بالعلم؛ فيلزم إذًا تقديمُه في شأنِ العبادة".