هواء مفتوح
وأنا أٌقلبُ القنوات الفضائية الرافضية التي تبث من مدنا وبين شوارعنا , ومن خلال أقمارنا , وبسكوت عجيب منا , رغم أنهم يتناولون أقدس مقدساتنا بالتكفير والتحقير والتخذيل .
حاولت أن أحلل الخطاب التي تبثه هذه القنوات مستخلصا منه ما يتيح لنا فهم تصرفاتهم وأفعالهم , فوصلت إلى نتيجة حتمية جامعة لكل ما تبثه هذه القنوات .
وبعد أن قلبت النظر في مراقبة الخطاب المبثوث في عاشوراء , أرجعت التقليب مرة أخرى في حال المخاطبين , فوجدت فيهم الكبير والصغير , الذكر والأنثى , الثيب والمتمتعة .
وبين هذا وذاك لفت انتباهي أمر , وهو نوعية الخطاب الذي تشحن به القلوب والعقول , فهو خطاب تحريضي إلغائي , يظهر الخصم وكأنه أخذ من جهنم نصيبا , فليس أمام من يسمع هذا الخطاب إلا أن يخرج من الحسينيات شاهرا سيفه , وبمجرد أن يرى بكريا أو عمريا يرديه أرضا فاصلا رأسه عن جسده , فهو ليس بأكرم من الحسين الشهيد .
وكل ذلك تحت مرأى ومسمع من مراجعهم بل وبتحريض منهم قبل ذلك .
تناقض أم نفاق
فإذا كان الوضع على ما ذكر من الخطورة , فبأي وجهة نفهم خطاب التقارب والوحدة التي تقدمه ثورة الخوميني , فكيف يمكن لنا أن نأمن قوما , أقدس يوم عندهم , يوم أن يأخذوا بثارات الحسين , وممن ؟ ممن هو معهم على طاولة التقارب والوحدة .
وتخيلوا كم ندوة أو اجتماع عقد في بلد الخميني الواسع الأرجاء إلا على أهل السنة لبحث مسألة التقارب والوحدة , ربما العشرات منذ أوائل الثورة , ولكن تخيلوا في الوقت نفسه , كم عدد الحسينيات التي تبث الثقافة العاشورائية القائمة على ثارات الحسين , ربما آلاف بل أكثر , وإذا كان المنطق الرياضي يقضي بغلبة الآلاف على العشرات , فمعنى ذلك أنهم يقدمون لنا التقارب بابتساماتهم الأنيقة , في الوقت الذي يعدون فيه أجيالا تعقد على نواصيها , يا لثارات الحسين .
إنها عاشوراء : إبادة عرقية
ترى هل وصلتم معي إلى ما ذكرت أعلاه من النتيجة الحتمية لهذا الخطاب , حسن جدا , تعالوا لنحلل الأسباب التي تجعل أصحاب ثارات الحسين , يهدمون المساجد ويحرقون المصاحف , ويفعلون بإخواننا أهل العراق , ما لم يفعله اليهود في صبرا وشاتيلا .
أليس أمرا ملفتا للنظر , أن يُدخلوا طفلا إلى فرن يشتعل نارا وهو حي , ثم يعيدوه إلى أمه مشويا مع كل المقبلات من عظام ولحم وأسنان , وذلك لذنب لم يقترفه هو , ولكن الجاني أبوه , فهو الذي سماه عمر , وحينها لم يكن يعقل .
آن الآوان لنقولها لكم يا إخواننا في أرض الرافدين , لا تستمعوا لنشرات الأخبار , ولا لكثرة التحليلات , فإذا راودكم السؤال عن سبب هذه الإبادة العرقية التي يمارسها أحفاد الخميني صاحب طاولات التقارب والوحدة :
سيكون الجواب واضحا :
إنها عاشوراء , هي التي تقتلكم .
جعفر