إلى الصديق الذي هو لي في المحبة صادق، ورفيق لي فيما أروم موافق، قد ملك كل حسن ولطافة، وجمع كل حذق وظرافة، ينتصب لخدمتي لا يمل ولا يسأم، ويتعب في مرضاتي لا يكل ولا يندم، ويجتهد في موافقتي لا يمن ولا ينم، ويحسن في مرافقتي فلا يذم ولا أذم، قد اتخذته جهينة أخباري، وكنزاً لخزائن أسراري، لا أستطيع مفارقة وجهه الجميل، وهو عندي كما قيل:
برُوحي مَنْ لا أستطيع فراقَهُ ... ومَنْ هُو أوفى من أخي وشقيقي
إذا غاب عنِّي لم أزل مُتلفِّتاً ... أدور بعيني نحو كُلِّ طريقِ
أسال الله باسمه الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب بأنه الحي القيوم أن يرزقنا الصحبة الصالحة، ومرافقة الأنبياء والصالحين ولاسيما حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.