السلام عليكم
هل صحيح أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد ولى الشفاء رضي الله عنها على بيت المال في عهده
السلام عليكم
هل صحيح أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد ولى الشفاء رضي الله عنها على بيت المال في عهده
هذا الأثر غير صحيح ، وإنما أورده مؤلفو مسلسل عمر رغبة في إعلام الغرب أن المرأة كانت لها مناصب قيادية في عهد الخليفة العادل عمر رضي الله عنه ، وعدل الإسلام لا يحتاج إلى مثل ذلك ، والله أعلم
خبر أن عمر رضي الله عنه ولى الشفاء على حسبة السوق= باطلة.
الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله، أما بعد:
فهذه القصة أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" قال: حدثنا دحيم , عن رجل , سماه عن ابن لهيعة , عن يزيد بن أبي حبيب , أن عمر , رضي الله عنه "استعمل الشفاء على السوق، قال: ولا نعلم امرأة استعملها غير هذه".اهـ
وهذا الإسناد ضعيف جدا، فيه عدة علل: الرجل الذي لم يسم، وابن لهيعة ضعيف، ويزيد لم يسمع من عمر.
وذكر ابن سعد "الطبقات الكبرى": 1/250:
"كانت الشفاء بنت عبد الله أم سليمان بن أبي حثمة من المبايعات، ولها دار بالمدينة في الحكاكين، ويقال: إن عمر بن الخطاب استعملها على السوق، وولدها ينكرون ذلك ويغضبون منه".
فذكره بصيغة "يقال" وهي صيغة تمريض (تستعمل لما لم يصح) كما هو معروف في علم المصطلح، كما أنه لم يذكر لها سندا، بل أردفه بقوله جازما : " وولدها ينكرون ذلك ويغضبون منه " وولدها أعلم الناس بذلك.
ومما يؤكد غلط هذه الرواية أيضا:
أنه جاء في كتاب "جمهرة أنساب العرب" لابن الكلبي ص33:
"سليمان بن أبي حثمة بن حذيفة بن غانم وأمه الشفاء بنت عبد الله، وكان سليمان بن أبي حثمة شريفا، ومن صالحي المسلمين، واستعمله عمر بن الخطاب على سوق المدينة".
وكذلك ذكره مصعب الزبيري في "نسب قريش" 10/374، وابن أبي خيثمة في "تاريخه" 2/786، وأبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى" 4/61، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 22/215، وابن الأثير في "أسد الغابة في معرفة الصحابة" 1/476، وغيرهم.
فهؤلاء العلماء تواردوا على أن الذي استعمل على السوق هو ابنها سليمان لا هي، وجزموا بذلك.
وقال ابن العربي المالكي في "أحكام القرآن" 3/482: "وقد روي أن عمر قدم امرأة على حسبة السوق، ولم يصح، فلا تلتفتوا إليه؛ فإنما هو من دسائس المبتدعة في الأحاديث".
قاله وكتبه الشيخ . عبد الرحمن السديس