تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: خط المصاحف لتاج القراء الكرماني ، والهجاء في رسم المصحف لمجهول

  1. #1

    Lightbulb خط المصاحف لتاج القراء الكرماني ، والهجاء في رسم المصحف لمجهول


    وصلتني منذ أسبوعين تقريباً نسخة من كتاب خط المصاحف لتاج القراء الكرماني بتحقيق الدكتور/ غانم قدوري الحمد - سلمه الله - ، الذي أعلن الدكتور/ إياد السامرائي عن صدوره هنا :
    http://www.tafsir.net/vb/tafsir34162/
    أهداني إياها الدكتور/ السالم الجكني - حفظه الله - ، وذلك بطلب وإلحاح مني ، وكنت في وقت سابق قد وقفت على دراسة المحقق قبل طبع الكتاب ، وبعد أن وقفت على نص الكتاب المحقق هالني بعض ما جاء فيه من نقص وتشويه ، فضلاً عن قصور في ترجمة المؤلف ، فتحرجت كثيراً من الكتابة حول هذا الأمر ، وذلك لما للمحقق الفاضل من مكانتين علمية كبيرة ، ولكن الحق أحق أن يتبع ، ومن الذي ما ساء قط ؟
    لن أقف عند القصور في ترجمة المؤلف ؛ حيث إن فضيلته لم يأت بجديد يذكر ، فما زال محققو كتب تاج القراء الكرماني ودارسو كتبه يدعون أن ياقوت الحموي هو أقدم من ترجم له ، ويقتصرون على ذكر بعض تلاميذه ، وقد أوصلتهم إلى ستة ، على رأسهم جار الله الزمخشري ، وما زالوا – تبعاً للحافظ ابن الجزري - يشككون في رواية ابن أبي مريم الشيرازي الذي كان حياً سنة ( 572 هـ ) ، وذكر البعض أن وفاته كانت بعد الستمائة ، وقد أثبتُّ من خلال كتب التراجم وغيرها أن ابن أبي مريم الشيرازي قد رحل إليه ، وقرأ عليه ، وروى عنه ثلاثة من كتبه ، هي : البرهان ، واللباب ، والتيسير في التفسير ، الذي لم أقف على من نسبه إليه غير صاحب هذا المصدر ، وقد ذكر فضيلة الدكتور واحداً منها هو كتاب البرهان فقط ، ثم أحال في هامش صـ 18 على البرهان صـ 108 ، وقد رجعت إلى الطبعتين اللتين اعتمد عليهما - بتحقيق الجميلي وعطا - فلم أقف على شيء مما ذكره !

    أما عن مصنفات الكرماني فما زال اضطراب المحققين والدراسين سيد الموقف ، خاصة إذا ما علمنا أن هذا هو الكتاب الخامس من تراث تاج القراء الكرماني الذي يخرج إلينا محققاً بعد : البرهان في متشابه القرآن - بتحقيقاته العديدة - ، ولباب التفاسير ، وغرائب التفسير ، والنهاية في شرح الغاية لابن مهران ، الذي حقق في أطروحة دكتوراه مؤخراً بقسم اللغة العربية في كلية التربية بجامعة تكريت ، تحت إشراف الدكتور/ غانم قدوري - حفظه الله - ، ومناقشة أحد محققي كتاب العنوان للكرماني ، كما سيأتي.


    أما كتاب " العنوان في النحو " فقد عده فضيلته ضمن مصنفاته ، وقال في هامش صـ 24 - بعد أن ذكر بيانات طبعه بتحقيق الدكتورين حازم البياتي ، ومنال صلاح الدين الموصليان - : ولم يرد في مقدمته ذكر لاسم تاج القراء الكرماني.
    وقد قام الدكتوران / حازم سعيد يونس البياتي ، ومنال صلاح الدين عزيز الموصليان ، بتحقيق ونشر كتاب بعنوان : " العنوان في النحو " ، ونسباه لتاج القراء الكرماني ، وطبعتهدار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث بدبي ، وصدرت الطبعة الأولىسنة 1426 هـ/ 2005 م ، وهو هدية مجلة الأحمدية العدد (21) ، معتمدين على نسخة خطية وحيدة ، وهي مصورة مركز جمعة الماجد للقافة والتراث بدبي ، رقم : ( 1473 ) ، عن نسخة دار الكتب الظاهرية ، رقم : ( 8177 ) ، المكتوبة سنة 1260 هـ ، زاعمين عدم العثور على نسخة أخرى ، برغم بحثهما ، ومراجعتهما فهارس المخطوطات ، وقد اعتمدا في توثيق اسم الكتاب واسم مؤلفه ما كتبا على صفحة الغلاف ، في سطرين ، بخط مخالف لخط الناسخ : (( العنوان في النحو لأبي الثناء محمود بن حمزة الكرماني )).
    وقد سبقهما إلى تحقيق الكتاب الدكتور سعد بن حمدان الغامدي بثنتي عشرة سنة ؛ حيث نشره في القاهرة سنة ( 1993 م ) ، كما ذكر في مدونته الخاصة ، وعلى صفحته في جامعة أم القرى ، وقد وقفت على بيانات الكتاب في الفهرس الإلكتروني لدار الكتب والوثائق المصرية ؛ حيث أودع فيها نسختين ، ولم يتيسر لي الوقوف عليها حتى الآن.
    وهذا خطأ فادح من المحققين الأفاضل ؛ حيث إن أسلوب هذا الكتاب يختلف جملة وتفصيلاً مع أسلوب تاج القراء الكرماني الذي عرفناه من خلال مصنفاته التي وقفنا عليها ، ولو دقق مدقق لوجده يشبه أسلوب المقدمة الآجرومية ، ولم أقف - حتى الآن - على من تصدى لتحرير نسبة هذا الكتاب إلى مؤلفه ، وما أستطيع قوله في الوقت الراهن هو : إن مؤلف هذا الكتاب المطبوع بعنوان " العنوان في النحو " والمنسوب لتاج القراء الكرماني هو أحد أعيان مدينة حلب في القرن الثالث عشر ، وقد أحصيت لهذا الكتاب أو تلك الرسالة خمس نسخ خطية ، بخلاف النسخة التي اعتمد عليها المحققون الثلاثة ، وأحتفظ باسم المؤلف وبيانات باقي النسخ إلى وقت قريب - إن شاء الله - ، وسأرفق صورة من أول إحدى هذه النسخ.

    ومن غرائب المحققين الموصليين نسبتهما للكرماني " رسالة البسملة " ، ثم ادعاؤهما أن ذلك مذكور في فهرس دار الكتب الظاهرية ( علوم القرآن ) 2/ 141.
    وهو خطأ ؛ حيث إن المذكور في الفهرس – عند ذكر اسم المؤلف - : (( الكرماني ؟ )).
    وكذا الحال في خزانة جمعة الماجد ، فالقائمون عبى وضع الفهرس لم يجرؤوا على نسبة الرسالة لتاج القراء الكرماني ، أما المحققان الفاضلان ، فقد صرفاه لتاج القراء.
    والكرماني المذكور هو : شمس الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف بن علي بن محمد بن سعيد الكرماني البغدادي الشافعي ( ت 786 هـ ).
    وقد وقفت على نسختين أخريين لهذه الرسالة.

    وفي هامش صـ 22 ذكر فضيلته ما ذكره الدكتور شمران سركال العجلي في دراسته حول كتاب غرائب التفسير أن من بين مصنفات تاج القراء الكرماني : كتاب " غنية الطالب في شرح رسالة الصديق لعلي بن أبي طالب " ، يوجد منه نسختان في مكتبة طلعت الملحقة بدار الكتب المصرية بالقاهرة ، ثم قال فضيلته : (( ولم يرد له ذكر في ترجمة الكرماني ، وقد يساعد الاطلاع على مخطوطات الكتاب في التحقق من هذه النسبة )).
    وأقول : إن بحثاً بسيطاً يغنينا عن النظر في فهارس دار الكتب المصرية التي ذكرت اسم مؤلف الكتاب الحقيقي ، بخلاف ما ذكره الدكتور/ شمران ، كما يغنينا هذا البحث عن الاطلاع على النسختين في دار الكتب المصرية ؛ ففي الأعلام للزركلي 7/ 185
    (( ... و(غنية الطالب ، شرح رسالة أبي بكر الصديق لعلي بن أبي طالب – خ ) بخطه ، في خزانة الرباط ( 355 كتاني ) )).
    وهذه هي النسخة الثالثة للكتاب التي وقفت عليها ، وتدور مادة الكتاب حول حل ألفاظ ما وقع من غريب اللغة في الرسالة الصادرة من أبي بكر الصديق – - إلى علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه -.
    لم يذكر الزركلي ذلك في ترجمة محمود بن حمزة الكرماني ، وإنما ذكره في ترجمة مفتي الديار الشامية محمود حمزة بن محمد نسيب بن حسين الحمزاوي الحنفي ( 1236 – 1305 هـ ).
    ويبدو أن الدكتور شمران قد ظن أن محمود حمزة ( هذا الاسم المركب ) هو محمود بن حمزة ، وأنه تاج القراء الكرماني ، وتبعه الدكتور/ غانم قدوري ، حاثاً غيره على الاطلاع على مخطوطات الكتاب ، دون أن يكلف نفسه عناء البحث والتحري.
    أما مصادر المؤلف في كتابه ، فيأتي على رأسها : كتاب محمد بن عيسى الأصفهاني في رسم المصحف ، وقد ذكر البعض وجود نسخة خطية منه في إحدى مكتبات مشهد ، وما زلت أسعى جاهداً للحصول عليها.

    أما كتاب ابن مهران الأصفهاني فقد وصلتنا ترجمة فارسية ، يقال : إنها له ، والأمر يحتاج إلى مزيد بحث في ضوء النقول التي وصلتنا عنه.
    أما الأمر المحقق فهو أننا قد وصلتنا نسختان من كتيب في رسم المصحف ، جمعه مؤلفه من كتاب ابن مهران ، وأورد فيه بعض الحروف من كتاب تلميذه إسماعيل بن القراب في الهجاء ؛ إذ لم توجد في أصل ابن مهران ، وقد رتبه مؤلفه على حروف الهجاء ؛ ليكون أسهل في الحفظ ، وأيسر في الضبط.
    وقد راجعت النقول عن ابن مهران على هذا الكتاب فوجدتها فيه بنصها.

    أما أبو الحسين الدهان الذي وقفت على نقول عنه في العديد من كتب المشارقة ؛ مثل : المغني في القراءات الشواذ ، والشفاء في علل القراءات ، وكتاب رشيد الأئمة القيدي – كما سيأتي - ، وبحر الجوامع ... وغيرها فجميعهم ينقلون عن كتابيه : معرفة ما يتفاضل به القراء ، وشرح معرفة ما يتفاضل به القراء.

    أما أبو عبد الله الزعفراني فإن من ينقلون عنه إنما ينقلون عن كتابه " الاستغناء في القراءات " ، وهذا ما أثبته بأدلة قاطعة ، كما ترجمت لمؤلفه ترجمة موسعة ، بلغت خمس صفحات من القطع الكبير.
    وبسبب كثرة هذه النقول عن كتاب الزعفراني وكتابي الدهان تتعاظم أهميتها ، أسأل الله أن ييسر الحصول عليها في القريب العاجل.

    ثم نجد المحقق يخالف المؤلف في اسم كتابه ؛ حيث سماه في موضعين من كتابه النهاية في شرح الغاية : كتاب المصاحف ، وفي بعض طبعات البرهان : كتابة المصاحف ، وفي بعض نسخه الخطية : كتاب المصاحف ، وهو العنوان الوارد في آخر نسخة الأصل ؛ حيث جاء في آخرها :
    (( نجز كتاب المصاحف بتوفيق الله وجميل صنعه في الرابع والعشرين من شهر الله الأصم رجب من سنة تسع وستين وستمائة – غفر الله لكاتبه ولصاحبه ولقارئه ولجميع المسلمين والمسلمات إنه هو الرحمن الرحيم الجواد الشكور الكريم ... )).
    ولكن المحقق عدل عن هذا العنوان إلى ( خط المصاحف ) الذي ذكره الحافظ ابن الجزري ومن تبعه ، معللاً ذلك بأنها الأكثر دلالة على موضوع الكتاب في زماننا ... إلخ ما تفضل به.
    وهو مردود عليه من عدة جهات ، ليس هذا محلها ، ويكفينا كتاب المصاحف – المطبوع - لابن أبي داود السجستاني ، وكتاب المصاحف – المفقود – لابن الأنباري ، وغيرهما ، كما أن الكرماني قد سمى كتابه في شرح غاية ابن مهران : النهاية ، بينما سماه ابن الجزري ومن تبعه : الهداية ، وقد حققه الطالب الذي أشرف عليه فضيلته بعنوان : النهاية ، وقد يقال : إن الهداية أكثر من حيث كذا وكذا.
    ( وللحديث بقية - إن شاء الله ).
    محمد توفيق حديد
    جامعة الأزهر - كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بدسوق.

  2. #2

    افتراضي رد: خط المصاحف لتاج القراء الكرماني ، والهجاء في رسم المصحف لمجهول

    فإذا ما انتقلنا إلى نص الكتاب المحقق فإن ثاني ما يقابلنا فيه هو : قاضي القضاة أبو القاسم محمود بن شيخ الإسلام ، الذي صنف تاج القراء الكرماني كتابه امتثالاً لمرسومه ، واحتساباً للأجر والمثوبة عند الله تعالى.
    فقد ذكر فضيلته أنه لم يقف على ترجمته في المصادر التي رجع إليها ، ولو أن فضيلته بذل القليل من الجهد في البحث عن ترجمته لتوصل إليها ، وهذا ما حدث معي ، وكشفت لي هذه الترجمة بعض الأمور التي تتعلق بحياة تاج القراء الكرماني.

    أخيراً اعتمد فضيلة الدكتور غانم قدوري – حفظه الله – في تحقيق الكتاب على نسخة خطية وحيدة محفوظة ضمن مجاميع المكتبة المحمودية بمكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة ، ولأهمية الكتاب حرصت على اقتناء المجموع كاملاً ، وبمقابلة المخطوط بنص الكتاب المطبوع وجدت أن فضيلته قد أفسد نص المؤلف ، وسقطت منه بعض عباراته ، في مواضع عدة ، أقتصر على ذكر بعضها :
    ففي صـ 61 سقطت من المحقق كلمة ( متواتراً ) ، وهذا نص مقدمة المحقق كما وردت في نسخة المحمودية : (( ... قال الشيخ الإمام تاج القراء محمود بن حمزة بن نصر الكرماني – رحمة الله عليه - : أما بعد :
    فاعلم أن القرآن نقل إلينا بين دفـَّتي المصحف مكتوباً ، خلف عن سلف نقلاً متواتراً مستفيضاً منتشراً ، بالخطالواحد ، على الأحرف السبعة ، على الوجه الذي كتب في المصاحف ، وأن كتابته تنقسم قسمين :
    أحدهما : ما يوافقه النظر ، ويوجبه القياس ، وهو الذي عليه جمهور الناس ، وقد صُنِّف في ذلك كتب ، أحسنها وأجمعها " كتاب الكُتًّاب [ في النسخة : اللباب ] " الذي لعبد الله بن جعفر بن دُرُسْتُوَيْهِ.
    والثاني : ما لا يُقاس هجاؤه ولا يخالف ، بل يُتلقى بالقبول على ما أودع المصاحف ، وقد جمع هذا أيضاً من المتقدمين جماعة ؛ منهم : محمد بن عيسى ، وأبو بكر بن مهران ، وابن مقسم ، وأبو الحسين الدهان ، والشيخ الإمام أبو الفضل الرازي ، وغيرهم من الأئمة.
    غير أن كل واحد منهم ذكر شيئاً وترك أشياء ، والناظر فيها [ في النسخة : منهم ] لا يرجع بكثير الطائل ، فعنيت بجمع ذلك كله ، والتقاط ما أهملوه من الكتب على رسم يكثر الانتفاع به ، وهو أن أذكر كل كلمة في سورتها في موضعها على النسق ، وأذكر أيضاً خلاف ما بين المصاحف الخمسة ؛ إذ بذكر ذلك تتمُّ الفائدة ، ممتثلاً بذلك مرسوم الأجلّ قاضي القضاة أبي القاسم محمود بن شيخ الإسلام - حيّى الله بأيامه رسوم العلم ، وأنار بدوام عزه سبل الأدب - ، ومحتسباً به الأجر والمثوبة عند الله العلي ، وذلك خير وأبقى )).
    وفي صـ 69 : (( وكل فعل لام فعله منقلبة عن الواو كتب كذلك بالألف ... وفي بعض المصاحف : " دنى فتدلى " في النجم )).
    وعبارة المؤلف ل 66 ب : (( وكل فعل لام فعله منقلبة عن الواو كتب بالألف ... وفي بعض المصاحف : " دنى فتدلى " في النجم ، فإنها بالياء )).

    وفي صـ 73 – 74 : (( وكتب " وعتو ". وزاد الشيخ أبو الفضل الرازي : " تبوءو الدار " بواوين من غير ألف. وزاد الدهان : " سعوا ". وقال أبو عبد الله الزعفرني ... )).

    وعبارة المؤلف – كما جاء في نسخة المحمودية ل 65 ب ، السطرين 19 ، 20 - : (( وكتب " وعتو " بغير ألف. وزاد الدهان : " سعو " [ في النسخة : وسُتُو ].
    وذكر الشيخ أبو الفضل الرازي : " تبوءو الدار " بواوين من غير ألف. قال أبو عبد الله الزعفرني ... )).

    وفي صـ 97 علق المحقق على قول المصنف : (( " وسارعوا " : بغير واو في مصحف المدينة والشام )).

    فقال : (( رسمت الواو في الأصل المخطوط بالحمرة ؛ إشارة إلى اختلاف المصاحف فيها )).
    ولم تكتب الواو في النسخة الخطية ، وإنما الموجود فاصلة أو نقطة مكتوبة بالحمرة للفصل بين المواضع المختلف فيها.
    والأمثلة على ذلك كثيرة جداً ، اكتفيت بإيراد بعضها.

    وسأقتصر على إيراد بعض الأمثلة للتدليل على أن الاعتماد في تحقيق الكتاب على هذه النسخة وحدها غير كاف :
    ففي صـ 107 – 108 : (( " قيما " بغير ألف. وقيل : في مصحف الشام كذلك.
    " الأولين " : بغير ألف )).
    والنص في نسخة الأصل : (( " قيما للناس " بغير ألف. وقيل : في مصحف الشام بغير ألف.
    " في ما كنتم فيه " : مفصول.
    " الأولين " : بغير ألف )).

    وفي صـ 112 – 113 : (( " أن لم يكن " بإثبات النون ، وكذلك في البلد " أن لم يره أحد " ، وفي سائر القرآن ( إلم ) بغير نون. " إن ما توعدون لأت " ... " قتل أولادهم شركائهم " : في مصحف الشام جر بإضافة القتل إلى شركائهم ، والإحالة بين المضاف والمضاف إليه بـ ( أولادهم ) )).
    والنص في نسخة الأصل : (( " أن لم يكن " بإثبات النون ، وكذلك في البلد " أن لم يره أحد " ، وفي سائر القرآن ( إلم ) بغير نون. هذه عبارة الشيخ أبي الفضل الرازي ، وأرى أنه ليس في القرآن غير هذين. " إن ما توعدون لأت " ... " قتل أولادهم شركائهم " : في مصحف الشام : " شركائهم " بالياء ، وكذلك قرأ ابن عامر . " زين " بضم الزاي. " قتل " : رفع. " أولادهم " : نصب. " شركائهم " : جر بإضافة القتل إلى شركائهم ، والإحالة بين المضاف والمضاف إليه بـ ( أولادهم ) )).

    وتحضرني هنا بعض النصوص التي أوردها صاحب الشفاء في علل القراءات ، من بينها :

    (( ... وقال الإمام أبو الحسين الفارسي : هو مقدَّمٌ ومؤخَّرٌ ، معناه : وكذلك زُيِّن لكثير من المشركين قتلُ شركائهم أولادَهم.
    قال : وقال الإمام أبو بكر : هذا كقولك : هو غلامُ إن شاء الله أخيك ، وهو صاحبُ اليومَ ألفِ دينار.
    وقال الإمام أبو الحسين المروزي صاحب هذه الصنعة – – : الفصل بين المضاف والمضاف إليه في الكلام ممتنع عند أكثر النحويين ، وقالوا : لأنه إذا ضعف الفصل بينهما بالظرف حتى لم يجز إلا في ضرورة الشعر ، لم يكن بعد الضعف إلا الامتناع ، ولا ضرورة في القرآن.
    والذي حمل أهلَ الشام على هذه القراءة ، مع شذوذها في العربية : أن " شركائهم " مكتوب في مصاحفهم بالياء بعد الألف ، وهذا يدل على خفضها ، فاتبعوا في ذلك مصاحفهم وسلفهم.
    وقد كان لهم في العربية وجه هو أجود مما قرؤوه عند النحويين ، غير مخالف لمصحفهم ، وهو : ( قتلُ أولادِهم ) بخفض الدال ( شركائهم ) بخفض الهمزة ، على اتِّباع الشركاءِ الأولادَ ؛ لأنهم شركاؤهم في النعم والنسب ، ولكنهم لم يقرؤوه ؛ لأنه لم يكن فيه أثر. ا هـ )).

    وفي صـ 122 : (( " يسيركم " و ( ينشركم ) في الخط واحد )).
    وفي نسخة الأصل : (( " يسيركم في البر والبحر " ذكره ابن مهران في مصحف الشام بنون وشين.
    وهذا لا حاجة إلى ذكره ؛ لأن صورة " يسيركم " و" ينشركم " في الخط واحدة )).

    أكتفي بإيراد هذه النماذج ، وأقول : إن الاستعجال في إخراج الكتاب ، والاعتماد على هذه النسخة الخطية الوحيدة أدى إلى خروج الكتاب ناقصاً مشوهاً ، أسأل الله أن يعجل بخروجه كما أراده مؤلفه.

    وفضلاً عن هاتين النسختين الخطيتين وصلتنا رسالة لبعض متأخري الشيعة ، اعتمد فيها كتاب تاج القراء الكرماني اعتماداً كبيراً ، بل إنه نقل افتتاحيته ، كما نجد بعض التشابه بين ما جاء في كتاب الكرماني ، وما ورد في كتاب " التجريد في التجويد " لسهل بن محمد الحاجي الأصبهاني ( ت 543 هـ ).


    ( وللحديث بقية – إن شاء الله – حول كتاب الهجاء في رسم المصحف المنسوب لمؤلف مجهول ).
    محمد توفيق حديد
    جامعة الأزهر - كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بدسوق.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    82

    افتراضي رد: خط المصاحف لتاج القراء الكرماني ، والهجاء في رسم المصحف لمجهول

    راجع الموضوع هنا
    http://www.tafsir.net/vb/tafsir34848/

  4. #4

    افتراضي رد: خط المصاحف لتاج القراء الكرماني ، والهجاء في رسم المصحف لمجهول

    على هذا الرابط :
    http://www.tafsir.net/vb/tafsir34848/
    تعقيب الدكتور غانم قدوري الحمد ، وردي المفصل عليه موثقاً بالأدلة.

    وقد كان من الأثر الطيب لهذا المقال الخبر الذي تم الإعلان عنه هنا :
    http://www.tafsir.net/vb/tafsir34910
    محمد توفيق حديد
    جامعة الأزهر - كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بدسوق.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •