مِحْبرَةُ الأحزانِ السُّوريَّة

غَمَسْتُ بِمحْبَرة الحزنِ السُّوريَّة ريشةَ قَلمي فامتصّتْ صُورَ أطفالٍ حُطِّمَتْ قُيودُ حُرْمَتِهم، وأمهاتٍ مزَّقَتْ صرخاتُهنَّ أُفُقَ أحزانِ الزَّمان ماضيًا وحاضرًا وربما مستقبلاً، وآباءٍ بِدُموعِهم تغرَقُ سُفُنُ أحزانِ أجيالٍ وأجيال.
أَتُراهُ كابوسًا تملَّك قلوبَنا..؟ آه ما أجملَهُ لو كان كابوسًا لكن آهٍ وألف آهٍ إنَّه صوتُ واقعِنا السُّوري الذي عَجِزَ الخيال عن تخيُّلِه، وغابتْ قصصُ الأساطير بعيدًا عن ساحتِهِ آهٍ يا حُزنَنا في سوريا كيف نُصَوِّركَ وما هي الكلماتُ التي تحملُك.
ياحُزنَنا عَجِزْنا عن دَفْعِكَ فخيَّمْتَ في كلِّ بيتٍ وفي كلِّ زاويةٍ وفي كلِّ حنايا أضلاعنا تُمزِّق بقسوتِك آمالَنا وتحرِمُنا من تذكُّر أحلامنا... فيالَك من حزنٍ طالَ مكوثُه في أرضِنا أما آنَ رحيلُك...