مناظرة أبي الهذيل العلاف ليهودي في نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية" (4/101/ط مجمع الملك فهد): يذكر عن أبي الهذيل العلاف أنه قال: دخلت دار النظر وفيها يهودي قد ناظر قوماً من المتكلمين في نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لهم: ألستم توافقوني على أن موسى رسول الله،
فقالوا بلى،
قال: وأنا أخالفكم على أن محمداً رسول الله، والمتفق على نبوته خير من المختلف في نبوته أو نحو هذا الكلام،
قال فقلت: تعالَ ناظرني،
قال: قد انقطع شيوخك معي،
فقلت: ناظرني
فأعاد حجته،
فقلت له: من موسى الذي وافقتك على نبوته؟ أموسى بن عمران الذي أنزل الله عليه التوراة التي فيها خبر محمد صلى الله عليه وسلم، وموسى الذي بشر بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأخذ الله عليه الميثاق ليؤمنن به ولينصرنه، وأخذ الميثاق على قومه ليؤمنن به ولينصرنه، أم موسى الذي قال تمسكوا بالسبت ما دامت السموات والأرض، وذكر أن شريعته لا تنسخ أبداً، أما الأول فإني أوافقك على نبوته ونبوته مستلزمة لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وأما الثاني فلا أؤمن به، ولا أوافقك على نبوته.