إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُه ُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، فَمَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وبعد،، فإن القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل، المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم، وشرف لأي مسلم أن يقوم بخدمة كتاب الله ولو بجهد قليل كهذه الكلمات الصغيرة الحجم الكبيرة المنفعة –إن شاء الله تعالى- التي تحمل بين طيَّاتها كل ما ورد بالنقل الصحيح عن النبي في فضائل سور القرآن الكريم، والذي حملني على هذا الأمر أنني قد رأيت بعض من تصدر للتفسير من غير مشايخنا المحققين –فضلًا عن بعض العوام- رأيتهم يذكرون بعض الأحاديث الضعيفة، بل الموضوعة والباطلة التي وضعها الكذَّابون في فضائل سور القرآن الكريم؛ مثل نوح بن أبي مريم الذي وضع حديثًا طويلًا في فضائل القرآن سورة سورة، فلما قيل له: من أين ذلك عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة وليس عند أحد من أصحاب عكرمة هذا؟! قال: إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي ابن إسحاق؛ فوضعت هذا الحديث حِسبة!! أي أنه يحتسب الأجر والثواب عند الله. ومثل ميسرة بن عبد ربه. قال الذهبي: قال محمد بن عيسى الطباع: قلت لميسرة بن عبد ربه: من أين جئت بهذه الأحاديث: من قرأ كذا كان له كذا؟ قال: وضعته أُرغِّبُ الناسَ!!قال ابن حبان: وكان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات ويضع الحديث، وهو صاحب حديث فضائل القرآن الطويل[1] وكان هؤلاء الوضَّاعون إذا قيل لهم: كيف تكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد توعِّد من يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه يتبوَّأُ مقعده من النار؟! يقولون: نحن نكذب له لا عليه!!
1ميزان الاعتدال للذهبي 4/230.