تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: لماذا قيلت هذه الكلمة : " الأزهـر تسـاقط زهـره " ؟ .

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2011
    المشاركات
    7,011

    افتراضي لماذا قيلت هذه الكلمة : " الأزهـر تسـاقط زهـره " ؟ .

    قال الشيخ شمس الدين محمد الأشموني الأزهرى الشافعى رحمه الله ( 1218 – 1321هـ ) :

    " الأزهـر تسـاقط زهـره " .

    لماذا قيلت هذه الكلمة : " الأزهـر تسـاقط زهـره " في ذلك الوقت ؟ .
    رقمي على الواتس أب
    00962799096268



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2011
    المشاركات
    7,011

    افتراضي رد: لماذا قيلت هذه الكلمة : " الأزهـر تسـاقط زهـره " ؟ .

    ثم وجدت مقالة بعنوان : الشيخ عبد القادر القصاب شيخ القلمون و (الرحلة الأزهرية) لعبد الكريم الأشتر

    1 ـ وقع في يدي كتاب يجمع آثار الشيخ عبد القادر القصاب (1848 ـ 1941) شيخ منطقة القلمون(1)، وصاحب مدرستها التي بناها في بلدته (دير عطية) ودرس فيها فريق من شباب القلمون، عرفت منهم شيخاً جليلاً من شيوخ قارة، تخطّى المئة، فحدثني عن الشيخ القصاب حديثاً لطيفاً تمنيت معه لو كنت رأيت الشيخ وجلست إليه، فهو يمثل لطبقة من شيوخ الشام في القرن التاسع عشر وفي أوائل القرن العشرين، كانت تختزل الصورة الأخيرة لثقافتنا وقيمها وأسلوب بنائها.

    وليس في حياة الشيخ مايثير، إذ استثنينا ما بذل في تكوين نفسه وبناء مدرسته من الجهد والصبر وصدق العزيمة، وما عانى في القاهرة، حين رحل إليها ودخل الأزهر، من احتمال للفاقة يبلغ حد الإعجاز، «فكان أكثر قُوته ـ كما يقول هو عن نفسه ـ ما يلقيه المجاورون عند البحرة المعدة للوضوء من ورق الفجل والكُرّاث (بقل خبيث الرائحة) وقشر البطيخ، وممايتساقط من فتات الخبز اليابس. وكنت أفعل ذلك في جنح الظلام حتى لايشعر بي أحد. وكنت أكتم حالي جداً، وأرى إظهاره كفراً أو كالكفر. وكنت أرقد بلا غطاء ولا وطاء. ولم أزل على تلك الحال الى أن أصبت من جراية الأزهر (ما تجريه إدارته على المجاورين فيه) رغيفين، بعد مضي سنتين. وتمام الجراية، بالتدريج، ستة أرغفة. فكنت آكل ثلاثة وأبيع ثلاثة، الى أن فتح الله عليّ ووسّع، فكنت أتصدق بها كلها»! ‏
    وقد أمضى، في الأزهر، سبعة وعشرين عاماً، انتقل فيها من التعلم الى التعليم، وأصبح صاحب عمود من أعمدة الجامع. وسأله أحد تلامذته يوماً، بعد أن عاد الى الشام، أن يحدثه عن حياته الطويلة في الأزهر، فأملى رسالته التي سماها «الرحلة الأزهرية» ونقلنا منها كلامه السابق على نفسه. ولولاها لم نجد في آثار الشيخ مايستأهل هذا الحديث، فهي وحدها التي تستأهل، في رأيي، البقاء. ولو كان ولده، الذي جمع آثار أبيه في هذا الكتاب، عدل عن نشر أكثره وضم إليه هذه الرسالة وحدها لأحسن الى أبيه وإلينا كثيراً.. ففي الرسالة حرارة المعاناة الإنسانية، والتزام الأمانة في حكاية الوقائع التي وقعت له في الأزهر، وفيها صورة دقيقة لأسلوب الحياة والتحصيل في هذا المعهد الذي كان أكبر معاهد التعليم في الوطن العربي، في القرن التاسع عشر، تذكر بالصورة الحية التي نعرفها في الجزء الثاني من كتاب «الأيام» للدكتور طه حسين، ولعلها ـ أعني رحلة الشيخ القصاب ـ كتبت قبلها، فحفظت لنا من حقائق التاريخ الثقافي للقطر، وتاريخ رجاله، وما بذلوا في تكوين أنفسهم و ما حفظوا لها من معاني الكرامة الحقيقية، وما خلّفوا في حياتنا وحياة آبائنا من التسامي بمكانة المعرفة منها، ما نحن اليوم في حاجة إليه. ‏

    وأكتفي الآن بنقل صور قليلة من صور هذه الرحلة: واحدة في الطريق الى الأزهر، فقد قطع الطريق الى بيروت ماشياً! وكان صاحبه في الطريق يركب الحمار وحده، والشيخ القصاب يمشي الى جانبه. وكان صاحبه يخشى ان ينزل عن الحمار فيركبه الشيخ! ثم ركب الباخرة الى الإسكندرية فدفع ما معه ثمن التذكرة، ولم يبق معه شيء يأكل به يقول: «فلطف الله بي ورحمني إذ أخذ عليّ دوار البحر فاعترتني صفرة شديدة، فأكببت في المركب ثلاثة أيام حتى طلعنا الى ثغر الاسكندرية». ‏
    ثم اضطر أن يبيع في الاسكندرية ماحمل من الثياب ليدفع أجر انتقاله الى القاهرة بالوابور (القطار: Vapeur ـ البخار) ووصل محطة مصر جائعاً لم يأكل منذ غادر بيروت. فمشى على رجليه ساعة الى الأزهر، فوصله الساعة الثالثة ليلاً. فانظروا بعد هذا كله، وهو على هذه الحال، مايقول: «فلما دخلنا سمعت دوياً كدويّ النحل في المطالعة، فانشرح لذلك صدري، وحمدت الله وشكرته وقلت في نفسي: لا أخرج من الأزهر ولو تخللت بالعباءة (دخل بين فُرَجِها)»! ‏
    ثم يقول: «ثم إن صاحبي ذهب الى السوق يتعشى، وأنا جالس مطرق الرأس ذليلاً من شدة الجوع. فقام رجل من الحاضرين وذهب، ثم عاد ومعه رغيفان وشيء من الإدام، وقال لي: إني رأيت صاحبك قام الى السوق، وأنت لم تقم، فتوسمت فيك الفقر، فأكلت وحمدت الله وشكرته. ونمت مع المجاورين في صحن الرواق بلا غطاء ولا وطاء. فلما اصبحت جاءني ذلك الرجل برغيفين وصحن مدمّس. واستمر على ذلك ثلاثة أيام غداء وعشاء، ثم قطع». ‏
    صورة ممتازة للتكافل الاجتماعي، تقابلها صورة أخرى، ممتازة أيضاً، للؤم الإنسان وشحه وأثرته المفرطة. والصورتان يجمعهما إطار إنساني واحد تشده عزيمة لا يوهنها الجرح ولا يوئسها النكران. فهذا رجل من هؤلاء الرجال الذين أضاؤوا حياتنا، على ما لقوا من عنت الزمان والناس، بالمعرفة والمحبة. ‏

    2 ـ ‏وتصور الرسالة، فوق الذي قلناه، الحياة في الأزهر، في القرن التاسع عشر، وأسلوب التحصيل فيه. فقد كان للأزهر شيخ يديره، وكانت فيه أروقة تنتسب إلى المجاورين فيها. فرواق الشام مثلاً جلس فيه الشيخ القصاب والشاميون الذين يدرسون في الأزهر، على أساس الحدود الطبيعية للشام، ورواق المغاربة جلس فيه القادمون من المغرب، ابتداءً مما يلي مصر إلى آخر المغرب، وكان للرواق شيخ آخر يديره ويعود في أموره الكبيرة إلى شيخ الأزهر العام. وكان شيوخ الأزهر الذين يتولون التعليم فيه، يختار كل منهم لنفسه عموداً «سارية» يجلس إليه، ويتحلق الطلبة من حوله، وفي أيديهم كراريس الكتب، يشرح لهم غوامض الكتاب الذي اختاره لموضوعه، بما يمكن أن يكون لهذا الكتاب، في آخر الأمر، حاشية تطبع معه، أو تطبع مستقلة،وتنتسب إلى صاحبها الشيخ، في فنون العلم المختلفة. ‏
    وكانت إدارة الأزهر توزع الجراية على المجاورين في الأروقة، وقدرها كل يوم رغيف في السنة الأولى، تزداد رغيفاً في كل عام، كما يخبرنا الشيخ القصاب، حتى تبلغ ستة أرغفة في العام السادس، ثم لا تزيد بعد ذلك. ‏
    إن لهذه الرسالة، كما قلت، قيمة تاريخية، ولها قيمة اجتماعية من حيث تصور حياة الطلبة في الأزهر، وحياة شيوخهم، ولها قيمة تربوية من حيث هي صورة حية لأسلوب التعليم التقليدي في تاريخنا الحضاري كله. ‏
    وقد نقلت هنا صوراً من معاناة الشيخ إلى أن وصل، من تحصيل العلم، إلى درجة الأستاذية، وأصبح له في الأزهر عمود يجلس إليه، وأصبح أستاذه الشيخ الأشموني، صاحب الحاشية المعروفة في النحو، يقول فيه: «من قرأ على الشيخ القصاب فقد أصاب!» ‏
    فأما شيوخه في الأزهر، أيام التحصيل، فهم شيوخ الدكتور طه حسين، وقد ذكر بعضهم في كتاب «الأيام». وفي الرحلة الأزهرية كلام عليهم ينفع في فهمهم وتقويمهم، فشيخ الأزهر يومذاك محمد الأنبابي «لم يكن تحت أديم السماء أفصح منه تقريراً للعبارة». والشيخ الأشموني «طلق اللسان، جريء الجنان، لا يبالي بوزير ولا سلطان، وله أكلة واحدة في اليوم والليلة»! وهو الذي نصح للشيخ القصاب بالعودة إلى وطنه في الشام، وقال له: «إن الأزهر تساقط زهره، وقصم ظهره، ولا يُرجى منه خير بعد اليوم»! والشيخ محمد عليش «مالكي المذهب، مغربي الأصل، ولد في مصر، قاربت سنّه التسعين وهو يمصِّ قصب المص «قصب السكر»، ويكسر الجوز بأسنانه، ولم يختل عضو من أعضائه». والشيخ أحمد الأجهوري «كان أعمى، وكان يلقي الدرس بهمة قوية وعزم شديد، حتى يحسر عن ذراعه، ويحل زُناره، ويقلع عمامته، ويضرب الأرض بيده كأنه في ساحة حرب»! ‏
    هذه الرحلة، في رأيي، تستأهل أن تقرأ، وأن تنشر، ففيها شيء يضيء المرحلة الأخيرة من مراحل تاريخنا الثقافي، قبل أن تصبح صلتنا بثقافة الغرب وحضارته هي الحقيقة التي تحكم واقعنا الثقافي كله وتوجهه، وفيها صورة إنسانية بالغة الروعة لجهاد الإنسان في سبيل المعرفة وفي سبيل نشرها، قلّ أن نقع على مثلها في تاريخ الرجال. ‏

    الرابط :

    http://tishreen.news.sy/tishreen/public/print/62887
    رقمي على الواتس أب
    00962799096268



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2011
    المشاركات
    7,011

    افتراضي رد: لماذا قيلت هذه الكلمة : " الأزهـر تسـاقط زهـره " ؟ .

    صدق من قال :

    الأزهـر تسـاقط زهـره .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2011
    المشاركات
    7,011

    افتراضي رد: لماذا قيلت هذه الكلمة : " الأزهـر تسـاقط زهـره " ؟ .

    { وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا }

    قال الشيخ عبد الحميد كشك : و من يوم أن تدكتر الأزهريون والإسلام في تعب .

    < خطبة له بعنوان تدبر القرآن الكريم بتاريخ 20 /6 / 1975 م >

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •