الجواهرُ والدُّررُ من تراجمِ أهل الآثرِ
الحمدُّ لله ، والصلاة والسَّلام على رسول الله_صلواتُ الله وسلامه عليه_ أما بعدُ :
فكثيراً وأنا أقرأُ في تراجم العُلماء الأجلاء الأفاضل ، والأعلام النُّبلاء الأكابر ، أقفُ على فوائد عظيمةٍ ، نافعةٍ في باب الدنيا والآخرة ، فأردتُ أن أسجل ما وقفتُ عليه هاهنا ، حتى تعم الفائدة ، فالله أساله التوفيق والسَّداد ، وأن يكون ذلك ذخراً لي , أحصده يوم الميعاد .
قال أبو زيد المروزي : رأيت النبي _صلى الله عليه وسلم_ فقال لي : " إلى متى تدرس الفقه ، ولا تدرس كتابي ؟ " . قلت : وما كتابك يا رسول الله ؟. قال : "جامع محمد بن إسماعيل البخاري" أو كما قال " .
قال البخاري _رحمه الله_ "أقمتُ بالبصرة خمس سنين ، معي كتبي ، أصنف وأحج في كل سنة ، وأرجع من مكة إلى البصرة . قال : وأنا أرجو أن الله تعالى يبارك للمسلمين في هذه المصنفات " ...فلقد بارك الله فيها أيها الإمام .
" وبعث الأمير خالد بن أحمد الذهلي والي بخاري إليه : إن احمل إلىَّ كتاب" الجامع" و"التاريخ" ، وغيرهما ؛ لأسمع منك . فبعث إليه : أنا لا أذِلُّ العلم ، ولا أحمله إلى أبواب الناس ؛ فإن كان لك إلى شيءٍ منه حاجةً ؛ فاحضرني في مسجدي ، أو في داري " .
قال الزهري :"ما استودعتُ حفظي شيئاً فخانني " .
"قال يحيى بن بكير : " ما رأيت أحداً أكمل من الليث بْن سعد ، كان فقيه البدن ، عربي اللسان ، يحسن الْقَرْآن ، والنحو ، ويحفظ الشعر والحديث ، حسن المذاكرة ، وما زال يذكر خصالا جميلة ، ويعقد بيده حتى عقد عشرة ، لم أر مثله ". "تاريخ بغداد"(14/ 524) .