المطر لا يتكون إلا من قطرات إذ لا يمكن أن تسمى القطرة الواحدة مطرا ، و الجبل لا يحصل له اسمه إلا باجتماع الحصى والحجارة ، و أنى لإصبع واحد أن يُكَون قبضه ، و النحلة الواحدة لا تُكَون خلية بمفردها ، و قل مثل ذالك في النملة ، و لا يتأتى لطير واحد أن يكون سربا ، و لا الواحة بواحدة من النخيل ، ولا الحديقة بيعسوب من الزهر ، ولا القطيع بيتيم من البهيم ، وهل الخطاب إلا بتناسق الألفاظ ، والقصيدة إلا بتتابع الأبيات ، و المكتبة إلا بتلاصق الكتب وتجاورها ، فكيف للجندي الواحد أن يسمى جيشا ، أو المواطن أن يتسمى شعبا ، وهل الأسرة إلا تعدد أفراد ، والمجتمع إلا بمجموع مكونات أشخاص ، فالواحد لا يكون ركبا ، والمركب المنفرد لا يسمى موكبا .