شكرا لك وبارك الله فيك
شكرا لك وبارك الله فيك
قَلِقٌ أنت فمن ذا أفزعكْ
بُحْ بما تشكو وقل مَن روّعكْ
ليس في الدنيا نعيمٌ دائمٌ
فاطرحِ الحُزنَ وكَفْكِفْ أدمُعَكْ
و ابتسمْ جذلانَ ما جدوى الأسى
رُبَّما إن زاد يوماً صَرَعَكْ
أنت إن تضحكْ تشاطرْكَ الدُّنى
وإذا تبكي فمن يبكي معك
شاهد بعضُ المجوس
صوفية يتعبدون
–كما زعموا-
بالغناء والنظر إلى المردان..
فقال لشيخهم:
إن كان هذا هو طريق الجنة
فأين طريق النار ؟!
[ ابن تيمية ]
zad
وقال الشيخ الحصني الشافعي أيضاً
في كفاية الأخيار 2/225
كتاب الأقضية
عند ذكر من لا تُقبَل شهادتهم :
" ... فلا تُقبل شهادة القمّام،
وهو الذي يجمع القمامة أي الكناسة ويحملها ،
وكذا القيّم في الحمّام ،
ومَنْ يلْعب بالحمام
يعني يُطيّرها لينظر تقلّبها في الجو ،
وكذا المغنّي سواء أتى الناس أو أتوه ،
وكذا الرّقاص كهذه الصوفيّة
الذين يسعون إلى ولائم الظلمة والمكسة ،
ويُظهرون التواجد عند رقصهم ،
وتحريك رؤوسهم ،
وتلويح لحاهم الخسيسة
كصنع المجانين،
وإذا قُرئ القرآن لا يستمعون له ، ولا يُنصتون ،
وإذا نعق مزمار الشيطان
صاح بعضهم على بعض بالوسواس
قاتلهم الله ما أفسقهم
وأزهدهم في كتاب الله ،
وأرغبَهم في مزمار الشيطان وقرن الشيطان ،
عافانا الله من ذلك " .
قال الحق عز وجل :
{ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ
وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ
مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ *
إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ
وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ
وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ }
فلما بين تعالى ما بيَّن من هذه المخلوقات العظيمة،
وما فيها من العبر الدالة على كماله وإحسانه،
قال:
{ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ } أي:
الذي انفرد بخلق هذه المذكورات وتسخيرها،
هو الرب المألوه المعبود، الذي له الملك كله.
{ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ } من الأوثان والأصنام
{ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ } أي:
لا يملكون شيئا، لا قليلا ولا كثيرا،
حتى ولا القطمير الذي هو أحقر الأشياء،
وهذا من تنصيص النفي وعمومه،
فكيف يُدْعَوْنَ، وهم غير مالكين لشيء
من ملك السماوات والأرض؟
ومع هذا { إِنْ تَدْعُوهُمْ }
لا يسمعوكم لأنهم ما بين جماد وأموات وملائكة مشغولين بطاعة ربهم.
{ وَلَوْ سَمِعُوا } على وجه الفرض والتقدير
{ مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ } لأنهم لا يملكون شيئا، ولا يرضى أكثرهم بعبادة من عبده،
ولهذا قال: { وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ } أي: يتبرأون منكم،
ويقولون: { سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ }
{ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ }
أي: لا أحد ينبئك، أصدق من الله العليم الخبير،
فاجزم بأن هذا الأمر، الذي نبأ به كأنه رَأْيُ عين،
فلا تشك فيه ولا تمتر.
فتضمنت هذه الآيات، الأدلة والبراهين الساطعة،
الدالة على أنه تعالى المألوه المعبود،
الذي لا يستحق شيئا من العبادة سواه،
وأن عبادة ما سواه باطلة متعلقة بباطل،
لا تفيد عابده شيئا.
من تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي
رحمه الله تعالى
واعظ لا ينقطع
ظواهر القبور تراب
وبواطنها حسرات وعذاب
وعظت فما تركت لواعظ مقالا
ونادت ياعُمَّار الدنيا
لقد عمرتم داراً موشكة بكم زوالا
ابن القيم
معارج التفكر ودقائق التدبر
تفسير تدبري للقرآن الكريم بحسب ترتيب النزول
للشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني
رحمه الله تعالى
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( ليس شيء أكرم على الله من الدعاء )
إذ فيه إظهار الذل والافتقار من السائل،
وفيه الاعتراف بقدرة المسئول،
ولا يصلح الذل إلا لله وحده
[ ابن رجب رحمه الله ]
لعمرك ما الإنسانُ إلا ابن دينِهِ
فلا تترك التقوى اتكالًا على النسبْ
فقد رفعَ الإسلامُ سلمانَ فارسٍ
وقد وضعَ الشركُ الحسيبَ أبا لهبْ
zad
يا رب صل على الهادي البشير لنا
وآله وانتصر يا خير منتصرِ
ما هب نشرُ صبا واهتز نبتُ رُبا
وفاح طيبُ شذا في نسمة السَحرِ
قال الله تعالى :
” ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها
ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون ”
[الجاثية : 18]
****************************** ***
أي ثم جعلناك -أيها الرسول- على منهاج واضح من أمر الدين,
فاتبع الشريعة التي جعلناك عليها,
ولا تتبع أهواء الجاهلين بشرع الله
الذين لا يعلمون الحق.
وفي الآية دلالة عظيمة على كمال هذا الدين وشرفه,
ووجوب الانقياد لحكمه,
وعدم الميل إلى أهواء الكفرة والملحدين.
( التفسير الميسر )