يقول ابن تيمية رحمه الله:
فكل ما خلق فهو نعمة،
ودليل على قدرته وعلى حكمته.
لكن نعمة الرزق،
والانتفاع بالمآكل والمشارب
والمساكن والملابس ظاهرة لكل أحد،
فلهذا يستدل بها،
كما في سورة النحل،
وتسمى سورة النعم،
كما قال قتادة وغيره ([1]).
===========
([1]) الحسنة والسيئة ـ ابن تيمية ـ (73).
ومما لاشك فيه أن الإنسان إذا أمعن النظر
رأى من نعم الله نعما كثيرة
لا يشاركه فيها عموم الناس،
ومنها ما يشاركه في ذلك كثير منها،
من ذلك: العقل،
فما من عبد إلا وهو راض عن الله سبحانه في عقله،
يعتقد أنه أعقل الناس،
وإن كان ذلك اعتقاده فحسب،
فيجب عليه أن يشكر الله.
ومن ذلك الخلق الحسن،
فإنه ما من عبد إلا ويرى في غيره عيوبا يكرهها،
وأخلاقا يذمها،
ويرى نفسه بريئا منها،
فينبغي أن يشكر الله،
حيث أحسن خلقه وابتلى غيره،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«من رأى رجلا به بلاء،
فقال: الحمد لله
الذي عافاني مما ابتلاك به،
وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا،
إلا كان شكر تلك النعمة»([1])،
=============
([1])فضيلة الشكر على نعمته ـ الخرائطي ـ (34)
والحديث أخرجه الترمذي (3432)،
وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6248).
وقال عليه الصلاة والسلام :
« انظروا إلى من هو أسفل منكم،
ولا تنظروا إلى من فوقكم،
فإنك أجدر ألا تزدروا
نعمة الله عليكم »([1])،
وفي حديث آخر:
« من أصبح آمنا في سربه،
معافى في بدنه،
عنده قوت يومه،
فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها »([2]).
===========
([1]) تقدم تخريجه في الصفحة 15.
([2]) أخرجه الترمذي (3247)، وابن ماجة (3349)، والحميدي (439)،
والبخاري في الأدب المفرد (300) من حديث عبيد الله بن محصن الأنصاري.
الحمد على الضراء
يوجبه مشهدان :
أحدهما :
علم العبد بأن الله سبحانه مستوجب لذلك ،
مستحق له لنفسه ،
فإنه أحسن كل شيء خلقه ،
وأتقن كل شيء ،
وهو العليم الحكيم الخبير الرحيم .
والثاني :
علمه بأن اختيار الله لعبده المؤمن
خير من اختياره لنفسه . ( 1 )
===========
( 1 ) مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية
10 / 43 .