وإياك أن تستخدم نعمة السمع فيما حرم الله
من سماع غيبة أو نميمة أو غناء محرم،
ولنحفظ هذه النعمة،
قال تعالى:
{ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ
كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا }
[الإسراء: 36].
وإياك أن تستخدم نعمة السمع فيما حرم الله
من سماع غيبة أو نميمة أو غناء محرم،
ولنحفظ هذه النعمة،
قال تعالى:
{ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ
كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا }
[الإسراء: 36].
نعمة اليدين:
بهما نأكل،
وبهما نشرب،
وبهما نكتب
وبهما نميط الأذى،
وبهما نحمل فلذات أكبادنا،
وبهما نتصدق من أموالنا.
واحذروا من استعمالها في الشر،
فإنهما سيشهدان عليكم يوم القيامة،
قال تعالى:
{ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ
أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ
بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
[النور: 24].
نعمة العقل:
لقد فضلنا الله على جميع مخلوقاته بهذا العقل،
فلولاه لأصبح الإنسان كالأنعام:
إن زيارة واحدة لأحد مستشفيات الأمراض العقلية
يمكن أن تذكرك بفضلك على من سواك.
نعمة اللسان:
هل وقفت يوما تخاطب إنسانا حرم نعمة الكلام؟
إنها إشارات يومئ بها،
كيف سيكون تعامل هذا المسكين.
تصور نفسك لو صمت عن الكلام يوما كاملا
لا تتكلم فيه ولا كلمة واحدة!!
هل يكون ذلك في استطاعتك؟
فكيف بمن كان عمره كله يقضيه بلا كلام؟!
الحمد لله الذي فضلنا
على كثير ممن خلق تفضيلا.
نعمة الرجلين:
تذكر ـ أيها المسلم ـ
أن الله وهب لك رجلين لتسير بهما إلى المسجد،
ولتطوف بهما حول الكعبة.
ولو فكرت يوما بمن حرموا هذه النعمة؟
لقلت:
هنيئا لمن انطلقت رجلاه إلى المساجد
وشهدتا له يوم القيامة.
وهنيئا لمن انطلقت رجلاه لكي يدعو إلى الله،
ويا تعاسة من زلت قدماه وسارت به إلى ما حرم الله.
ويا ترى هل ستسير على الصراط يوم القيامة
فتجتازه بسرعة وسلامة؟!
نعمة الصحة:
في الحديث:
«اغتنم خمسا قبل خمس»،
وذكر منها:
«صحتك قبل سقمك،
وفراغك قبل شغلك»([1]).
كم هم الذين ينامون على الأسرة البيضاء،
فكن ممن يصرفون نعمة الصحة في الطاعة
قبل أن يفاجئك المرض،
ثم تريد أن تنشط للعبادة،
فلا تستطيع،
============
([1]) أخرجه ابن المبارك في الزهد (2)،
والحاكم 4/306، والمنذري في الترغيب 4/251.
قال صلى الله عليه وسلم :
« تعرَّف إلى الله في الرخاء
يعرفك في الشدة »([1]).
المعنى:
إن العبد إذا اتقى الله في حال رخائه وصحته
فقد تعرف بذلك إلى الله،
فعرف ربه في الشدة،
فنجاه من الشدائد بتلك المعرفة.
وهذه معرفة خاصة تقتضي القرب من الله عز وجل
ومحبته لعبده وإجابته لدعائه،
وليس المراد المعرفة العامة،
فإن الله لا يخفى عليه حال أحد من خلقه.
==============
([1]) أخرجه أحمد (2803)، والترمذي (2516)،
والبيهقي في شعب الإيمان (1074)، وفي الأسماء والصفات 75 – 76،
والطبراني في الكبير (12989).
قال الضحاك بن قيس:
اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة،
فيونس عليه السلام كان يذكر الله
فلما وقع في بطن الحوت نجاه الله،
قال تعالى:
{ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ *
لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }
[الصافات: 143 - 144].
وإن فرعون كان طاغيا ناسيا لذكر الله،
فلما أدركه الغرق،
قال: آمنت،
فقال تعالى:
{ آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ
وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ }
[يونس: 91 - 92].
وحديث الثلاثة الذين دخلوا الغار وانطبقت عليهم الصخرة ([1])
يشهد لهذا أيضا،
فإنهم فُرِّج عنهم بدعائهم لله
بما كان سبق منهم من
الأعمال الخالصة في حال الرخاء
من بر الوالدين،
وترك الفجور،
والأمانة الخفية.
===========
([1]) أخرجه ابن أبي الدنيا في مجابي الدعوة (8)، وأحمد (18417)،
والطبراني في الدعاء (190)، وفي المعجم الأوسط (2328)،
وأبو نعيم في الحلية 4/79، والبزار (3178) من حديث النعمان بن بشير.
فإذا علم أن التعرف إلى الله في الرخاء=============
طريق لمعرفة الله لعبده في الشدة،
فلا شدة يلقاها العبد في الدنيا
أعظم من شدة الموت،
(حيث تتكاثف الشياطين
الذين يريدون أن يحولوا بين العبد وبين ختم حياته بالخير
فإن الله يعينه ويؤيده) ([1])،
وهي أهون مما بعدها
إن لم يكن مصير العبد إلى الخير،
وإن كان مصيره إلى خير
فهي آخر شدة يلقاها.
فمن أطاع الله واتقاه وحفظ حدوده في حياته،
تولاه الله عند وفاته
وتوفاه على الإيمان
وثبته بالقول الثابت في القبر عند سؤال الملكين،
ودفع عنه عذاب القبر،
وآنس وحشته في تلك الوحدة والظلمة.
([1]) التوضيح والبيان لشجرة الإيمان ـ السعدي ـ (46) بتصرف.
وكذلك أهوال القيامة وأفزاعها وشدائدها،
إذا تولى الله عبده المطيع له في الدنيا،
أنجاه من ذلك كله.
وأما من لم يتعرف إلى الله في الرخاء،
فليس من يعرفه في الشدة
لا في الدنيا ولا في الآخرة ([1]).
===========
([1]) نور الاقتباس في مشكاة وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس
ـ ابن رجب ـ (54 – 60).