تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 84

الموضوع: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    القاعدة الثالثة والعشرون:
    أسماء الله تعالى وصفاته محكمة المعاني متشابهة الكيفية

    الشرح:
    في هذه القاعدة رد على طائفتين:
    الطائفة الأولى: المكيفة الذين يقولون بأن صفات الله سبحانه وتعالى معلومة الكيفية.
    فيقال لهم: لا يمكن أن تكون كيفية صفات الله تعالى معلومة لنا؛ لأدلة سمعية وعقلية.
    فمن الأدلة السمعية أن الله تعالى قال:{ليس كمثله شيء}(الشورى: ١١)، فكيف تدعي معرفة كيفية الصفات، وأنت لم تر الله ولم ترَ له مثيلًا.وقال تعالى:{لا تدركه الأبصار}(الأنعام: ١٠٣)؛ فكيف نعرف كيفية صفاته سبحانه وتعالى، ونحن لا ندركه؟
    وقال تعالى:{ولا يحيطون به علما}(طه: ١١٠)،فمن ادعى معرفته لكيفية صفات الله، فهو يدعي إحاطته بعلم الله.
    وأما الدليل العقلي؛ فلأنا لم نر الله، ولم نرَ له مثيلا، ومن المعلوم أنك إذا أردت أن تعرف حقيقة شيء فلابد أن تكون قد رأيت هذا الشيء أو رأيت مثيلا له، فكيف تدعي بعد ذلك معرفة الكيفية.
    قال الإمام أحمد رحمه الله: ينزل كيف شاء بعلمه وقدرته، أحاط بكل شيء علما([1])
    فبين الإمام أحمد رحمه الله أن الكيفية غير معلومة لنا.
    وقال الإمام أبو عمر الطلمنكي رحمه الله: أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله:{وهو معكم أينما كنتم}(الحديد: ٤)، ونحو ذلك من القرآن أنه علمه، وأن الله تعالى فوق السموات بذاته، مستوٍ على عرشه كيف شاء([2]).
    الطائفة الثانية: طائفة المفوضين الذين يفوضون معاني الصفات ويقولون: لا نعلم معناها!!
    فيزعمون بذلك أن في نصوص الكتاب والسنة ما لا يُعلم معناه.
    وهذا باطل غاية البطلان؛ لأن الله تعالى أمرنا بتدبر القرآن وفهم معناه؛ فكيف يجوز بعد ذلك أن يراد منا الإعراض عن تفهم معناه، وحينئذٍ يكون ما وصف الله به نفسه في القرآن أو كثير مما وصف به نفسه لا يعلم الأنبياء معناه، بل يقولون كلاما لا يعقلون معناه؟
    وكيف لا يفرق عاقل بين معنى الغضب والرضا، أو الرحمة والانتقام، أو النزول والاستواء، لا شك أن كل ذي عقل يستطيع أن يعلم معاني هذه الصفات ويفرق بينها.


    ([1]) ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة)) للالكائي 3/502.
    ([2]) ((العلو)) للذهبي 2/1315.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    القاعدة الرابعة والعشرون
    التأويل بدليل جائز والتأويل بغير دليل لا يجوز
    الشرح:
    التأويل عند المتأخرين معناه: اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح.
    والتأويل بهذا المعنى إن كان بدليل فهو تأويل جائز، وإن كان بغير دليل فهو تأويل مذموم وباطل، بل هو تحريف.
    والتأويل إنما يكون لظاهر قد ورد شاذا مخالفا لغيره من السمعيات فيحتاج إلى تأويله ليوافقها، و أما إذا اطردت كلها على وتيرة واحدة فقد صارت بمنزلة النص وأقوى، وتأويلها حيئذٍ ممتنع.
    وهذا هو الحال في باب الأسماء والصفات، فما من صفة إلا وتكاثرت الأدلة على بيانها وإثباتها ونفي ضدها؛ مما يدل على وجوب المصير إلى اعتقاد ما تدل عليه.
    ومن أمثلة تأويل المتأخرين لآيات الصفات بغير دليل:
    1- تأويلهم الاستواء بالاستيلاء.
    2- تأويلهم صفة الإتيان بإتيان بعض آيات الله.
    3- تأويلهم اليد بالقوة أو النعمة.
    وهذا التأويل باطل لسببين:
    الأول: أنه تأويل بغير دليل، فليس هناك دليل يدل على ما ذهبوا إليه.
    ثانيا: أنه تأويل لآيات الصفات التي تواترت، فأصبحت كالنص الذي لا يجوز تأويله كما تقدم.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    القاعدة الخامسة عشر
    الألفاظ لها ثلاث اعتبارات:


    اعتبارها مطلقة واعتبارها مضافة إلى الرب واعتبارها مضافة إلى العبد
    ولا يجوز التخليط بينها

    الشرح:
    الألفاظ في اللغة لها ثلاث اعتبارات:
    أولا: أن يكون اللفظ مطالقًا؛ ليس مضافا إلى شيء؛ مثاله: أن تقول: (سمع، بصر، علم، حكمة، رحمة)؛ فهذه ألفاظ مطلقة تشترك فيها الموجودات، ولا تكون إلا في الأذهان فقط، فإن العقلاء لا يستعملون هذه الألفاظ المطلقة التي لا تدل على معين، إلا إذا أضيفت؛ فإذا أضيفت دلت على ما أضيفت إليه.
    ثانيا: أن يكون اللفظ مضافًا إلى الرب تبارك وتعالى؛ مثاله: أن تقول: (سمع الله)، (بصر الله)، (علم الله)، (حكمة الله)، (رحمة الله)، فهذه الألفاظ مضافة إلى الخالق جل وعلا، فتدل على الخالق لا تدل على غيره.
    ثالثًا: أن يكون اللفظ مضافًا إلى المخلوق؛ مثاله: أن تقول: (سمع محمد)، (بصر أحمد)، (علم زيد)، (حكمة عمرو)؛ فهذه ألفاظ مضافة إلى المخلوقين، فتدل على ما أضيفت إليه.
    فهذه حالات الألفاظ في اللغة: إما تأتي مطلقة ليست مضافة إلى شيء؛ وهذه الألفاظ المطلقة لا تكون إلا في الأذهان، لا تُستعمل في الخارج إلا إذا قُيِّدت كما تقدم.
    وإما أن تضاف إلى الخالق، وإما أن تضاف إلى مخلوق.
    والمطلوب أن يُفهم اللفظ بحسب من أضيف إليه، فإن أضيف اللفظ إلى المخلوق فينزله على مخلوق، وإن أضيف إلى الخالق جل وعلا فليفهمه بما يليق به سبحانه وتعالى.
    وأما من جاءه لفظ مقيد بالمخلوق ففهم منه خالقًا، أو جاءه لفظ مقيد بالخالق سبحانه وتعالى ففهم منه مخلوقًا، فهذا قد خالف نصوص الشريعة، كما أنه خالف الفطر السليمة، والعقول المستقيمة، التي تقضي بأن اللفظ يفهم بحسب ما أضيف إليه.

    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    القاعدة السادسة والعشرون:
    المضاف إلى الله سبحانه وتعالى إما أعيان تقوم بنفسها وإما معانٍ لا تقوم بنفسها
    فإضافة الأعيان إضافة مخلوق إلى خالق
    وإضافة المعاني إضافة صفة إلى موصوف

    الشرح:

    ما أضيف إلى الله سبحانه وتعالى إما: أعيان تقوم بنفسها؛ كبيت الله، وناقة الله، وعبد الله، ونحوه، فهذه إضافة مخلوق إلى خالق، وهي إضافة تشريف.
    وإما: أوصاف ومعانٍ لا تقوم بنفسها، كعلم الله، ورحمة الله، وسمع الله، وبصر الله، وحكمة الله، ونحوه...؛ فهذه معانٍ لا تقوم بنفسها، فإضافتها إلى الله تعالى من باب إضافة الصفة إلى الموصوف؛ إذ لو لم يعتبر ذلك للزم منه وجود الصفة بلا موصوف، وهو محال، وما لزم منه المحال فهو باطل.
    قال الإمام أحمد رحمه الله: وتفسير{إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون}(يوسف: ٨٧): إنما معناها أنها روح بكلمة الله، خلقها الله، كما يقال: عبد الله وسماء الله وأرض الله([1]).
    وقال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله: لا يقاس روح الله، وبيت الله، وعبد الله؛ المجسمات المخلوقات القائمات المستقلات بأنفسهن اللاتي كنَّ بكلام الله وأمره، لم يخرج شيء منها من الله، ككلامه الذي خرج منه؛ لأنَّ هذا المخلوق قائم بنفسه وعينه، وحليته وجسمه، لا يشك أحد في شيء منها أنه غير الله، وأنه ليس شيء منها لله صفة، والقرآن كلامه الذي منه خرج، وبه تكلم([2]).


    ([1]) ((الرد على الزنادقة والجهمية)) ص252.
    ([2]) ((الرد على المريسي)) ص318.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  5. #45
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    القاعدة السابعة والعشرون:
    أسماء الله تعالى وصفاته يفضل بعضها بعضا
    ولا يقتضي تفاضلهما نقصًا

    الشرح:
    أسماء الله تعالى وصفاته تتفاضل؛ فبعضها أفضل من الآخر، ويرجع هذا التفاضل إلى ما تحمله من معانٍ؛ فاسم الجلالة (الله) أفضل مما سواه؛ لدلالته على أخص صفاته سبحانه وهي الألوهية، وصفة (الرحمة) أفضل من صفة (الغضب)، وصفة (الرضى) أفضل من صفة (السخط)؛ ويدلك على ذلك قوله في الحديث القدسي: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي. فَهُوَ مَكْتُوبٌ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ»
    وقوله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِك َ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ».([2
    فجعل الرحمة تسبق الغضب، والسابق أفضل، وجعل الرضا مستعاذ به من السخط، والمستعاذ به أفضل من المستعاذ منه.([3])
    ومما تدل عليه هذه القاعدة:
    1- أن أسماء الله تعالى تتضمن الدلالة على الصفة.
    2- أن أسماء الله تعالى متعددة؛ إذ لا تفاضل إلا بين متعدد.([4])
    3- أن كل اسم من أسمائه وصفة من صفاته مستقل بذاته ليس كل واحد منها هو الآخر.

    ([1]) رواه البخاري في ((صحيحه)) كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {بل هو قرآن مجيد}، برقم (7554)، ومسلم في ((صحيحه)) كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه، برقم (2751).
    ([2]) رواه مسلم في ((صحيحه)) كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، برقم (486).
    ([3]) ((منهج شيخ الإسلام ابن تيمية في تقرير عقيدة التوحيد)) للبريكان، ص717.
    ([4]) انظر: السابق.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  6. #46
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    القاعدة الثامنة والعشرون:
    إذا أُخبر عن الله تعالى بالفعل مقيدًا
    فلا يُشتق منه له اسم مطلق

    الشرح:
    إذا أخبر عن الله سبحانه وتعالى بالفعل مقيدا فلا يشتق له منه اسم مطلق؛ لأن في ذلك وقوعًا في محذورين:
    الأول: مخالفة الكتاب والسنة بإطلاق ما قيداه.
    الثاني: أن ما قُيِّد بسياق المدح والثواب أو بسياق الذم والعقاب إذا أطلق فإنه يحتمل الكمال أو النقص، والله تعالى منزه أن يوصف بما فيه احتمال.
    مثال ذلك:
    قول الله تعالى:{والله خير الماكرين}(الأنفال: ٣٠).
    وقوله تعالى:{يخادعون الله وهو خادعهم}(النساء: ١٤٢).
    وقوله تعالى:{نسوا الله فنسيهم}(التوبة: ٦٧).
    وقوله تعالى:{قالوا إنما نحن مستهزءون
    الله يستهزئ بهم}(البقرة: 14-١٥).
    فهذه الأفعال التي وردت مقيدة؛ لا يجوز أن تطلق على الله تعالى إلا مقيدة كما وردت؛ فيقال: (الماكر بالماكرين)، أو: (خير الماكرين)، (المستهزئ بالمستهزئين)، (المخادع للمخادعين).
    ولا تطلق فيقال: (الماكر)، (المخادع)، (المستهزئ)، ونحو ذلك.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  7. #47
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    Exclamation رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    القاعدة التاسعة والعشرون:
    يجوز في حق الله سبحانه وتعالى قياس الأولى ولا يجوز قياس التمثيل والشمول

    الشرح:
    يجوز في حق الله تعالى قياس الأولى، وهو: كل كمال وُصف به المخلوق؛ فالخالق أولى به بشرط أن يكون أثبته لنفسه؛ فالمخلوق يوصف بالعلم والحكمة والقوة، وهذه الأوصاف الله عز وجل أولى بها.
    ودليل قياس الأولى قوله تعالى:{وله المثل الأعلى}(النحل: ٦٠).
    وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قَدِمَ عليه سَبْيٌ فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنْ السَّبْيِ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي، إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ؟ قُلْنَا: لَا وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ. فَقَالَ: «لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا».
    ولا يجوز في حق الله تعالى قياس التمثيل، وهو: إلحاق فرع بأصل لعلة جامعة بينهما.
    فهو مبني على التسوية بين الفرع والأصل، فلا تقاس صفات الله على صفات المخلوقين، فلا يقال: يد الله كأيدينا، وسمع الله كأسماعنا، وبصر الله كأبصارنا، فهذا قياس ممنوع، ولا يجوز في حق الله تعالى.
    ودليل منعه قوله تعالى:يس كمثله شيء}(الشورى: ١١).
    ولا يجوز أيضا قياس الشمول: وهو الاستدلال بكلي على جزئي.
    فهو مبني على اندراج هذا الجزئي تحت هذا الكلي، والله عز وجل لا يقاس بقياس شمولي تستوي أفراده؛ لأن الخالق لا يستوي بالمخلوقين، كمن يقول: لو كان الله متكلما لكان له فم ولسان، ولو كان مستويا على العرش لكا محمولا، حيث جعل قانون الجاذبية الذي يندرج تحته المخلوقون يندرج تحته الخالق أيضا، وهذا قياس باطل؛ لأن الله تعالى لا يوجز أن يقاس بقياس شمولي تستوي أفراده.
    ودليل منع هذا القياس في حق الله قوله تعالى أيضا:{ليس كمثله شيء}(الشورى: ١١).
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  8. #48
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    القاعدة الثلاثون
    الألفاظ المستحدثة التي لم ترد في الكتاب والسنة، لا ترد مطلقًا ولا تقبل مطلقًا
    بل يُستفصل عنها ويسأل عن معناها

    الشرح:
    استعمل أهل الكلام ألفاظًا مستحدثة يستخدمونها في حق الله تعالى؛ كالجهة، والمكان، والحد، وغير ذلك، فهذه ألفاظ استحدثها أهل الكلام، لم ترد في الكتاب والسنة.
    فما هو الواجب نحو هذه الألفاظ؟
    الواجب نحو هذه الألفاظ أن يُستفصل عنها، ويُسأل قائلها عن تفسيرها وقصده من إطلاقها، فإن أراد حقًّا قُبل، وإن أراد باطلًا رُدَّ.
    فمن استعمل لفظ (الجهة) يقال له: ماذا تعني بقولك: (الله في جهة)؟ فإن قال: أعني أن الله في جهة مخلوقة يحوطه شيء من مخلوقاته ردَّ عليه اللفظ والمعنى؛ لأنه معنى باطل لا يجوز في حق الله.
    وإن قال: أعني أن الله تعالى عالٍ فوق خلقه مستوٍ على عرشه، قُبل منه هذا المعنى ورُدَّ اللفظ؛ لأنه لم يرد في الكتاب والسنة.
    ومن استعمل لفظ (الحد) يقال له: ماذا تعني بالحد؟ فإن قال: أعني أن الله محدود بشيء من مخلوقاته رُدَّ عليه اللفظ والمعنى؛ لأنه معنى باطل.
    وإن قال: أعني أن الله تعالى بائن عن خلقه، لا يدخل فيه شيء من مخلوقاته؛ قُبل هذا المعنى ورُدَّ عليه اللفظ؛ لأنه لم يرد في الكتاب والسنة.
    وهكذا في جميع الألفاظ المستحدثة.
    والسلف عليهم رحمة الله تبارك وتعالى كانوا يراعون لفظ القرآن الكريم والحديث الشريف فيما يثبتونه أو ينفونه عن الله تعالى، وأسمائه وصفاته وأفعاله، ولا يأتون بلفظ مبتدع في النفي والإثبات، بل كل معنى صحيح فهو موجود فيما أخبر الله تعالى به عن نفسه سبحانه وتعالى، أو أخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم.
    وبعد،،، فهذا آخر ما تيسر جمعه في هذا الكتاب المبارك؛ فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعله في ميزان حسناتي، ووالديَّ، وجميع أهلي، كما أسال كل من قرأ هذا الكتاب وانتفع منه بمعلومة أو فائدة أو تذكرة ألا ينساني ووالديَّ وأهلي جميعًا من صالح دعائه.

    وصلّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    والحمد لله أولا وآخرًا
    سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت،
    أستغفرك وأتوب إليك

    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  9. #49
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    3,673

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    حبذ لو جعلتها في ملف pdf مع ذكر المراجع

    القواعد مجموعة كما طلبها أحد الإخوة في ملف (PDF)
    (قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات)

    ((إنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاةً))

  10. #50
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    80

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    شكر الله لك... وجزاك الله كل خير.. ولكن عندي سؤال لو تفضلت.
    بعض العجائز يدعون الله بقولهم : يا ساتر أو ستار ، ويا منجي نجي .. الخ ممن لا يوجد فيهم دليل.. فما الحكم

  11. #51
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    بارك الله فيك أخي أبا هناء؛ قول بعضهم في دعائه: يا ساتر، أو يا منجي، أو يا مغيث، ونحو ذلك مما لم يثبت في حق الله تعالى كأسماء، هو جائز من باب الإخبار؛ لأنه يجوز الإخبار عن الله تعالى بما لم يثبت في نصوص الكتاب والسنة، بشرط أن يكون مما يليق في حقه سبحانه وتعالى.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  12. #52
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    14

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    بارك الله فيك هلا ذكرت لنا مرجع القواعد أحسن الله إليك فقد أشكل عليا بعض الكلام
    فالمطلوب الإسناد كي نستفيد
    حسابي على الفيس بوك:
    http://www.facebook.com/abdalhakim21

  13. #53
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الحكيم علي مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك هلا ذكرت لنا مرجع القواعد أحسن الله إليك فقد أشكل عليا بعض الكلام
    فالمطلوب الإسناد كي نستفيد
    بارك الله فيك أخي عبد الحكيم، ليس جميع الشرح من كلام العلماء بنصه، وإنما أغلبه بالمعنى، وأرجو ذكر ما أشكل عليكم حتى نوضحه من كلام أهل العلم؛ فنستفيد جميعا، وجزاكم الله خيرا.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  14. #54
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    من هم أهل السنة والجماعة ؟
    الحمد لله
    أهل السنة والجماعة هم الذين تمسكوا بالسنة , واجتمعوا عليها , ولم يلتفتوا إلى سواهما , لا في الأمور العلمية العقدية , ولا في الأمور العملية الحكمية , ولهذا سموا أهل السنة , لأنهم متمسكون بها , وسموا أهل الجماعة لأنهم مجتمعون عليها
    وإذ تأملت أحوال أهل البدعة وجدتهم مختلفين فيما هم عليه من المنهاج العقدي أو العملي , مما يدل على أنهم بعيدون عن السنة بقدر ما أحدثوا من البدعة .
    مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ج/1 ص 37 .
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  15. #55
    تاريخ التسجيل
    Apr 2013
    المشاركات
    24

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    بحث رائع ، إستفدنا منه ، شكرا لك يا أخ محمد ، لكن ربما يحتاج البحث إلى إيراد أدلة المخالفين ، حتى يكون مكتملا ، و تحصل الإستفادة أكثر .

  16. #56
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر عدناني مشاهدة المشاركة
    بحث رائع ، إستفدنا منه ، شكرا لك يا أخ محمد ، لكن ربما يحتاج البحث إلى إيراد أدلة المخالفين ، حتى يكون مكتملا ، و تحصل الإستفادة أكثر .
    بارك الله فيك؛ ربما نفعل ذلك إن شاء الله تعالى
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  17. #57
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  18. #58

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    بورك فيكم
    الحمد لله رب العالمين

  19. #59
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    جزاكم الله خيرا

  20. #60
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    418

    افتراضي رد: قواعد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    القاعدة الخامسة عشرة
    طريقة الكتاب والسنة
    التفصيل في الإثبات والإجمال في النفي

    الشرح:
    طريقة الكتاب والسنة التفصيل في الإثبات.
    مثال ذلك وهو كثير في الكتاب والسنة:
    قوله تعالى:{هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم}(الحشر: 22 – 24).
    وقوله تعالى:{وهو العليم الحكيم}(التحريم: 2)، {وهو السميع البصير}(الشورى: 11)، {وهو الغفور الرحيم}(يونس: 107، )، {إن الله على كل شيء قدير}(البقرة: 20، )، {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}(الحديد: 3)، إلى آخر هذا التفصيل في الإثبات، وهو كثير في الكتاب والسنة.
    وأما النفي فطريقة الكتاب والسنة الإجمال فيه؛ فالله تعالى نفى عن نفسه مشابهة المخلوقين فقال:{ليس كمثله شيء}(الشورى: 11)، ونفى الكفء والند له سبحانه فقال:{ولم يكن له كفوا أحد}(الإخلاص: 4)، من غير تفصيل في ذلك.
    أما أهل الكلام فعلى عكس هذه الطريقة؛ يجملون في الإثبات ويفصلون في النفي، ففي الإثبات يجملون فلا يثبتون لله تعالى إلا وجودًا مطلقًا بلا أوصاف، وفي النفي يفصلون فيقولون: ليس بجسم، ولا عرض، ولا عن يمين ولا شمال، ولا فوق ولا تحت، ولا أبيض ولا أسود، ولا أحمر ولا أصفر... إلى آخره.
    وهي طريقة باطلة؛ فهي مع مخالفتها للقرآن، هي أيضا مناقضة للعقول؛ فإن العقول السليمة تستصيغ وتقبل التفصيل في الإثبات ولا تقبل التفصيل في النفي؛ فإنك إذا دخلت على ملك من الملوك أو أمير من الأمراء وأردت أن تمدحه فقلت:(أنت لست بلص ولا سارق، ولست بزبال ولا كناس، ولست بزانٍ ولا فاجر) وأخذت تفصل له في النفي لغضب منك وربما عاقبك.
    وأما إذا فصلت له في الإثبات فقلت له: (أنت شريف جواد كريم قوي شجاع)، وأخذت تفصل له في الإثبات لرضي ذلك منك وكافأك.
    جزاك الله خيرا
    هذا كلام لشيخنا العلامه ابن عثيمين (رحمه الله )
    الإثبات المفصل والنفي المجمل في الأسماء والصفات:

    أسماء الله وصفاته إذا جاءت في الإثبات فالأكثر فيها التفصيل، وشاهد هذا واضح في القرآن والسنة، تجد مثلاً قول الله تعالى: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [الحشر:22] إلى آخر السورة .. فيها أربعة عشر اسماً من أسماء الله، كل اسم يتضمن صفة أو صفتين؛ وذلك لأن صفات الإثبات كلها صفات كمال، فكلما تعددت وكثر الإخبار عنها ظهر من كمال الموصوف ما لم يكن معلوماً من قبل. أما صفات النفي فإنها صفات نقص، نفاها الله تعالى عن نفسه، وإذا وقعت على سبيل الإجمال كانت أعظم في التعظيم، ولو جاءت على سبيل التفصيل لكان فيها شيء من الاستهزاء والسخرية.
    وأضرب لكم مثلاً بما يكون في بني آدم: لو أن رجلاً قال لملك من الملوك: أنت رجل ذو سلطان قائم، أنت رجل حازم، أنت رجل قوي، أنت رجل تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، أنت رجل شديد على الكفار رحيم بالمؤمنين، أنت رجل ذو سلطة قوية، أنت رجل يخافك الأعداء. لكانت هذه الصفات كلها مدحاً يفخر بها الملك. لكن لو قال له: أنت ملك لست بزبال، ولا كناس، ولا منظف حشوش، ولا حلاق، ولا حجام. وجعل يذكر صفات النقص وينفيها عن الملك؛ لكان هذا قدحاً يغضب منه الملك، فلهذا جاءت الصفات المنفية عن الله جل وعلا مجملة، مثل قوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى:11] وقوله: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً [مريم:65] وقوله: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ [الإسراء:111] وما أشبه ذلك، إلا أنها تذكر أحياناً بالتفصيل؛ وذلك لدفع توهم يقع من بني آدم، أو لرد فرية قالها المفترون. فمثلاً قال الله تعالى: مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ [المؤمنون:91] هذه صفة نفي خاصة؛ لكن قالها عز وجل ونفاها عن نفسه رداً على المفترين الذين قالوا: إن الله تعالى اتخذ ولداً، فالنصارى قالوا: المسيح ابن الله، واليهود قالوا: عزير ابن الله، والمشركون قالوا: الملائكة بنات الله. أو جاءت لدفع توهم وبيان كمال، مثل قوله تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ [ق:38] اللغوب: الإعياء والتعب، وهو صفة خاصة، لكن نفاها الله عن نفسه لئلا يتوهم متوهم بأن الله تعب لما خلق هذه المخلوقات العظيمة في هذه المدة الوجيزة، فنفاها عن نفسه، فصار الغالب في صفات الإثبات التفصيل، وفي صفات النفي الإجمال. وقد يأتي التفصيل في باب النفي، كما يأتي الإجمال في باب الإثبات، كقوله تعالى: لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [النحل:60] المثل الأعلى، أي: الوصف الأكمل، وهذه عامة ليس فيها تفصيل.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •