أم السعد .. قصة كفاح مع كتاب الله
المرأة الضريرة التي تعد أشهـــر امــرأة معـاصرة في عـالم قراءات القرآن الكريم .. فهي السيدة الوحيدة التي تخصصت في القراءات العشر، ظلت أكثر من نص قرن تمنح إجازاتها في القراءات العشر.
ولدت في قرية البندارية شمال القاهرة عام 1925
داهــم المـــرض عينيهـــا ولم تتجـــاوز عامها الأول من عمـــرها، واتجــه أهلها للعـلاج الشعبي بالكحل والزيوت التي كانت سبــبًا في فقدان بصرها بالكلية .
أتمت أم السعد حفظ القـــرآن الكريم وهي في الخامسة عشرة من عمرها،وحصلت على إجازات في القراءات العشر، وهي في الثالثة والعشرين من عمرها.
تردد عليها لحفظ القرآن ونيل إجـازات القراءات صنـوف شتـى من جميع الأعمار، والتخصصات، والمستويــات الاجتــماعية والعلميـة
تقول الشيخة أم السعد :
"أشعر أنني أحفظ القرآن كاسمي تمامًا ..لا أتخيل أن أنسى منه حرفًا أو أخطئ فيه .. فأنا لا أعرف أي شيء آخر
غير القرآن والقراءات .. لــم أدرس علـمًا أو أسمع درسًا أو أحفظ شيئًا غير القرآن الكريم ومتونه في علوم القراءات والتجويدوغيــر ذلك لا أعرف شيئًا آخر"
تزوجت من أحد تلاميذها واستمر زواجهما أربعين سنة كاملة لم تنجب فيها أولادًا ..
لم تنجب أولاداً، ولكنها أنجبت تلاميــذ حفاظاً وقـــراء فالحمـد لله وتعلق قائلة:
"الحمد لله.. أشعر بأن الله تعالى يختار لي الخير دائمًا .. ربما لو أنجبت لانشغلت بالأولاد عن القرآن وربما نسيته".
كانت "الشيخة أم السعد " نهرًا من العطاء يتدفق بلا توقف بالقرآن ونحوه.. "
توفيت أم السعد في فجـــر يـــوم الســادس عشر من رمضان من العام 1427هـ الموافق 9/10/2006م عن عمـر يناهز واحد وثمانين عامًا، وقد شيعت جنازتها من مسجــد ابن خـلدون بمنطقة بحري بالإسكندرية.