تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 31

الموضوع: أميــر المؤمنين يزيــد بن معــاوية ابن ابي سفيان رحمــه الله المفترى عليه

  1. افتراضي أميــر المؤمنين يزيــد بن معــاوية ابن ابي سفيان رحمــه الله المفترى عليه

    أميــر المؤمنين يزيــد بن معــاوية ابن ابي سفيان رحمــه الله
    المفترى عليه

    أميــر المؤمنين يزيــد بن معــاوية ابن ابي سفيان رحمــه الله
    المفترى عليه


    بسم الله الرحمن الرحيم

    لم تتعرض شخصية من الشخصيات البارزة في تاريخ الامة الاسلامية لما تعرَّضت له شخصية أمير المؤمنين يزيد بن معاوية ـ رحمه الله تعالى ـ من طعن وتشويه على يد أعداء الامة الحاقدين ، وفي مقدمتهم الشيعة الإثني عشرية وأغلبهم من زنادقة المجوس الذين تظاهروا بالاسلام وأبطنوا الكفر وانتحلوا حبّ عليّ وبعض أبنائه، وسعَوا إلى هدم الاسلام من داخله بوسائل شتى ، كان منها إثارة الفتن ،
    وترويج الاشاعات الكاذبة ، والطعن في الشخصيات الاسلامية التي لعبت دورا بارزا في تاريخ الامة ، ليطعنوا من وراء ذلك بالاسلام ذاته ، ويشوهوا صورته ، ويوحوا بأنّ أمة الإسلام لم تنضبط بتعاليمه وأخلاقه في جيل من الأجيال أو في عصر من العصور ، ليصلوا بعدها إلى القول بأنَّ الاسلام كان مشروعا بشريا فاشلا للإصلاح أو أنه في أحسن الأحوال ، دين مثاليٌّ غير قابل للتطبيق ، وعندها يقدِّمون الشيعة تهم المجوسية التي تلبَس لَبوس "الاسلام" وتتمسَّح بـ " آل البيت" باعتبارها البديل العملي عن الإسلام المثالي ، إسلام الكتاب والسنة ونهج السلف الصالح !!
    وقد اختلق هؤلاء المجرمون سيلا من الروايات الساقطة والقصص السخيفة والحكايات المنحطة التي نَسَبت كذبا وافتراءً إلى سلف الامة ما نسبت ، وقد طالت حملة التشويه والإفتراء المجوسية هذه جميعَ الشخصيات البارزة في تاريخ الامة ، وكان يزيد بن معاوية رحمه الله ، من أكبر ضحايا تلك الحَملة المسعورة .

    وتسرّب كثير من روايات الدسِّ والطعن في يزيد مع ما تسرَّب من روايات ٍ ساقطة وقصص وحكايات إلى امهات كتب التاريخ والتفسير .
    ومن المعروف أنَّ تاريخ بني أمية إنما كُتِب في عهد بني العباس ، وقد استغل الشعوبيون والزنادقة المجوس خصومة بني العباس السياسية لبني أمية أيما استغلال ، إذ وجدوا في عهدهم تربة مناسبة لترويج كذبهم وافتراءاتهم على بني أمية وعلى يزيد منهم بصورة خاصة ، وذلك لأسباب لا تخفى على اللبيب الأريب ، وكانوا إلى هذا يتحركون بحرية تامة دون أن يخافوا من بطش السلطة الحاكمة، ومن العقاب !
    ولعلَّ أشدَّ ما يأسف له المسلم الغيور على دينه أن يجد بعضَ المؤرخين من أهل السنة قد أخذوا من هذه الروايات الباطلة وأدرجوها في كتبهم دون تمحيص دقيق ولا تحقيق ، كما فعل ابن كثير في البداية و النهاية ، وابن الأثير في الكامل ، وابن خلدون في العبر ، والذهبي في تاريخ الإسلام ، وغيرهم ... ولا نريد هنا أن نخوض في الاسباب التي جعلتهم يروون هذا الطعن عن بعض غلاة الشيعة الحاقدين من أمثال أبي مخنف والواقدي وابن الكلبي وغيرهم من الفسّاق ، ويتساهلون في قبول تلك الروايات الخبيثة التي أحدثت فجوة كبيرة بين الخلف والسلف ، وكان لها لاريب اثر خطير على بناء أجيال تخجَل من تاريخها ، وترتاب في صلاحية دينها دين الاسلام ، وشكَّـل ذلك فيما بعد ثغرة ًعظيمة نفذ منها إلى قلب الامة أعداءُ الاسلام !! فهل يتنبه أهل العلم من غفلتهم ، ويصحون من سُباتهم ، ويعملون على تنقيح التراث وتطهيره مما تسرَّب إليه من سموم الأعداء ؟!

    ولست أنكر أنّ هناك بداية صحوة ، وأنَّ هناك محاولات في هذا الإتجاه... ولكنها لا زالت محاولات فردية ، ولا زالت الجهود المبذولة دون المستوى المطلوب ! ولعلّ هذه المشاركة التي تُسقِط روايات المبطلين من المنافقين ، وتدحض حجج المغرِضين من أعداء الدين ، لعلّ هذه المشاركة تُنصِف أمير المؤمنين يزيد ، وتردُّ إليه اعتباره في عيون المضَلَّلين ، وتساهم بقدر ولو بسيط ، في عملية التنقيح والتطهير والتصحيح .
    لم يكن يزيد بن معاوية – رحمه الله – بذلك الشاب المدلَّل ، العابث اللاهي ، كما تصوره لنا الروايات التاريخية الساقطة بل كان على خلاف ذلك تماما!
    و لنقف قليلاً ، على بعض سيرته قبل أن يرشحه والده معاوية رضي الله عنه لولاية العهد ، لنعلم ما هي الحال التي كان عليها قبل توليه الخلافة ، و مدى صدق الروايات التي جاءت تذم يزيد وتصفه بأبشع الأوصاف .

    أم يزيد بن معاوية هي ميسون بنت بحدل الكلبية ، كانت من الأعراب ، و كانت من نسب حسيب ، و منها رزق معاوية بابنه يزيد . و كان رحمه الله وحيد أبيه ، فأحب معاوية رضي الله عنه أن يشب يزيد على حياة الشدة والفصاحة فألحقه بأهل أمه ليتربى على فنون الفروسية ، و يتحلى بشمائل النخوة و الشهامة والكرم و المروءة ، إذ كان البدو أشدَّ تعلقاً بهذه التقاليد .

    كما أجبر معاوية رضي الله عنه ولدَه يزيد على الإقامة في البادية ، و ذلك لكي يكتسب قدراً كبيراً من الفصاحة في اللغة ، كما هو حال العرب في ذلك الوقت .

    وعندما رجع يزيد من البادية ، نشأ و تربى تحت إشراف والده ، و نحن نعلم أن معاوية رضي الله عنه كان من رواة الحديث فروى يزيد بعد ذلك عن والده هذه الأحاديث و بعض أخبار أهل العلم . مثل حديث : " من يرد الله به خيراً يفقه في الدين" ، و حديث آخر في الوضوء ، و روى عنه ابنه خالد وعبد الملك بن مروان ، وقد عده أبوزرعة الدمشقي في الطبقة التي تلي الصحابة ، و هي الطبقة العليا .

    و قد اختار معاوية دَغْفَل بن حنظلة السدوسي الشيباني (ت65هـ) ، مؤدباً لولده يزيد ، و كان دغفل علامة بأنساب العرب ، و خاصة نسب قريش ، و كذلك عارفاً بآداب اللغة العربية .

    هذه بعض الجوانب من سيرة يزيد رحمه الله ، وغفر له ، قبل توليه منصب الخلافة ، و قبل أن يوليه والده ولاية العهد من بعده . يظهر منها جليّا واضحا ً حرصُ سيدنا معاوية رضي الله عنه منذ البداية على إعداد ولده يزيد ، و تنشئته التنشئة الصحيحة ، ليشبَّ عليها عندما يكبر.
    المصادر:
    - تاريخ دمشق لابن عساكر - تراجم النساء ؛ (ص397-401) -
    - تهذيب التهذيب لابن حجر (10/207).
    ـ تهذيب التهذيب لابن حجر (3/210) .
    ـ البداية و النهاية لابن كثير (8/226-227) .

    يتبع

  2. Lightbulb الروايات التي اختلقها أعداء بني أمية

    الروايات التي اختلقها أعداء بني أمية

    وبالإضافة إلى ما سبق أن أوردناه عن الجهود التي بذلها معاوية في تنشئة وتأديب يزيد ، نجد روايات في مصادرنا التاريخية تساعدنا على دحض الروايات الساقطة التي نَسَبت كذبا وافتراءً إلى يزيد ما نسبت ، زاعمة ً أن يزيد بن معاوية كان شاباً لاهياً عابثاً ، مغرماً بالصيد و شرب الخمر ، و تربية الفهود والقرود ، و الكلاب … الخ !!
    تلك الروايات التي اختلقها أعداء بني أمية وخاصة منهم الشيعة الإثني عشرية ( الصفوية ) ، وتسرّب كثير منها مع ما تسرَّب من روايات ساقطة وقصص منحطة وحكايات تافهة إلى كتب التاريخ والتفسير مثل :[نسب قريش لمصعب الزبيري ؛ (ص127)][كتاب الإمامة والسياسة المنحول! لابن قتيبة ؛ (1/163)][ تاريخ اليعقوبي ؛ (2/220)][ كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي ؛ (5/17)] [ مروج الذهب للمسعودي ؛ (3/77)]ومن أراد أن يطلع على المزيد من تلك الافتراءات الخبيثة ، فليرجع إلى كتاب:[ صورة يزيد بن معاوية في الروايات الأدبية ـ فريال بنت عبد الله ؛ (ص 86- 122 )]1- شهادة محمد بن علي بن أبي طالب - المعروف بابن الحنفية ـفيروي البلاذري أن محمد بن علي بن أبي طالب - المعروف بابن الحنفية - دخل يوماً على يزيد بن معاوية بدمشق ليودعه بعد أن قضى عنده فترة من الوقت ، فقال له يزيد ، و كان له مُكرماً : ’’ يا أبا القاسم ، إن كنتَ رأيتَ مني خُلُقاً تنكره نَزَعت عنه ، و أتيت الذي تُشير به علي ؟ فقال : والله لو رأيت منكراً ما وسعني إلاّ أن أنهاك عنه ، وأخبرك بالحق لله فيه ، لِما أخذ الله على أهل العلم عن أن يبينوه للناس ولا يكتموه ، وما رأيت منك إلاّ خيراً ’’[أنساب الأشراف للبلاذري ؛ (5/17)] .و يروي ابن كثير أن عبد الله بن مطيع - كان داعية لابن الزبير - مشى من المدينة هو وأصحابه إلى محمد ابن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم ، فقال ابن مطيع : ’’ إنَّ يزيد يشرب الخمر و يترك الصلاة و يتعدى حكم الكتاب ، فقال محمد: ما رأيتُ منه ما تذكرون ، قد حضرته وأقمت عنده ، فرأيته مواظباً على الصلاة ، متحرياً للخير ، يسأل عن الفقه ، ملازماً للسنة ، قالوا: ذلك كان منه تصنعاً لك ، قال: وما الذي خاف مني أو رجا حتى يُظهر لي الخشوع ؟! ثم أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر ؟ فلئن كان أطلعكم على ذلك فإنكم لشركاؤه ، و إن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا ، قالوا : إنه عندنا لحق وإن لم نكن رأيناه! فقال لهم : أبى الله ذلك على أهل الشهادة ، و لست من أمركم في شيء ’’[البداية و النهاية ؛ (8/233) ] و [ تاريخ الإسلام – حوادث سنة 61-80هـ – (ص274) ]و قد حسّن الأخ محمد الشيباني إسناده ، انظر: [مواقف المعارضة من خلافة يزيد بن معاوية (ص384)]

  3. افتراضي شهادات من كبار التابعين والاقربين

    شهادات من كبار التابعين والاقربين

    ما قيمة شهادة محمد بن علي ابن أبي طالب ؟
    وقيمة شهادة ابن الحنفية هذه لا تكمن فقط في أنها شهادة عدل صدرت عن تابعي جليل ، بل تنبع كذلك من كونها صدرت ممن قاتل معاوية َ مع أبيه أي مع علي رضي الله عن الجميع ، فأحرى به أن يكون عدواً له كارهاً لملكه وولده . ولا يتهمه بالتحيّز في هذا إلى يزيد ومحاباتِه إلا ّ جاهل ضالّ ، أو زنديق لئيم حاقد .فشهادة ابن الحنفية هي لاريب شهادة عدل قوية تكذّب ما افترَوهوا على يزيد من تناول للمسكر ، ومباشرة للمنكرات ، وغير ذلك مما يقدح بمروءة الإنسان مما رواه أبو مخنف وأمثاله من الرواة الكذابين الغالين ممن ينطبق عليهم لفظ الفاسق ، فهذا وأمثاله من الفسّاق لا ُيقبَل لهم قول خاصة إذا كان فيه طعن في أحد من المسلمين ، فما بالك إذا كان هذا المطعون فيه وفي دينه هو خليفة المسلمين وإمامهم ؟!
    وقد رأينا فيما مضى نماذج من هذا الطعن والإفتراء ! 2ـ شهادة ابن العباس في يزيد
    وهناك قول مشابه لابن عباس رضي الله عنه ، يثبت فيه أن يزيد براء مما افترى ولا يزال يفتري عليه المفترون ، وهو أنه لما قدم ابن عباس وافداً على معاوية رضي الله عنه ، أمر معاوية ابنه يزيد أن يأتيه – أي أن يأتي ابن عباس - ، فأتاه في منزله ، فرحب به ابن عباس وحدثه ، فلما خرج ، قال ابن عباس :
    ’’ إذا ذهب بنو حرب ذهب علماء الناس ’’
    [البداية والنهاية ؛ (8/228-229) ] و [ تاريخ دمشق ؛ (65/403-404) ]
    3ـ شهادة الليث بن سعد في يزيد
    ثم إنّ نسبة ما نُسِبَ من منكر إلى يزيد لا يحل إلا بشاهدين ، فمن شهد بذلك ؟ وقد شهد العدل بعدالته ، روى يحيى بن بكير عن الليث بن سعد ( توفي 147هـ ) قال ، قال الليث :
    ’’ توفي أمير المؤمنين يزيد في تاريخ كذا ’’
    فسماه الليثُ أمير المؤمنين بعد ذهاب ملك بني أمية وانقراض دولتهم ، ولولا كونه عنده كذلك لما قال إلا : " توفي يزيد " .
    [العواصم من القواصم (ص232-234) ] 4ـ شاهد آخر قوي على عدالة يزيد
    كما إنّ مجرد موافقة عدد من كبار الشخصيات الإسلامية ، من أمثال عبد الله بن الزبير ، وعبد الله ابن عباس ، وابن عمر ، وأبو أيوب الأنصاري ، على مصاحبة جيش يزيد في سيره نحو القسطنطينية ، فيها خير دليل على أنَّ يزيد كان يتميز بالاستقامة ، و تتوفر فيه كثير من الصفات الحميدة ، ويتمتع بالكفاءة والمقدرة لتأدية ما يوكل إليه من مهمات ؛ وإلا لما وافق أمثال هؤلاء الأفاضل من الصحابة أن يتولى قيادتهم شخص مثل يزيد .
    ـ منقَبة ليزيد بن معاوية :
    أخرج البخاري عن خالد بن مَعْدان أن عُمَير بن الأسود العَـنَسي حدثه أنه أتى عُبادة بن الصامت و هو نازل في ساحة حِمص وهو في بناء له ومعه أم حَرام ، قال عُمير : فحدثتنا أم حَرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
    ’’ أول جيش من أمتي يغزُونَ البحرَ قد أَوجَبوا ’’
    فقالت أمُّ حرام : قلت يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : أنت فيهم . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم
    ’’ أول جيش من أمتي يغزُون مدينة قَيْصرَ مغفورٌ لهم ’’
    فقلت : أنا فيهم قال : لا . وَقَدْ حَدَّثَ عن أمِّ حرام أَنَس رضي الله عنهما هَذَا الْحَدِيث أَتَمَّ مِنْ هَذَا السِّيَاقِ ، وَأَخْرَجَ الْحَسَنُ بْن سُفْيَان هَذَا الْحَدِيثَ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ هِشَام بْن عَمَّار عَنْ يَحْيَى بْن حَمْزَة بِسَنَدِ الْبُخَارِيّ وَزَادَ فِي آخِرِهِ
    " قَالَ هِشَام رَأَيْت قَبْرَهَا بِالسَّاحِلِ " .و‏قَوْله : ( يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَر ) ‏‏ يَعْنِي الْقُسْطَنْطِين ِيَّة .
    ‏وَقَوْله : ( قَدْ أَوْجَبُوا) ‏أَيْ فَعَلُوا فِعْلًا وَجَبَتْ لَهُمْ بِهِ الْجَنَّة .قَالَ الْمُهَلَّب : فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَنْقَبَة لِمُعَاوِيَة لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ غَزَا الْبَحْرَ ، وَمَنْقَبَةٌ لِوَلَدِهِ يَزِيد لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ غَزَا مَدِينَةَ قَيْصَرَ
    . [البخاري مع الفتح ] .فتحرك الجيش نحو القسطنطينية بقيادة بسر بن أرطأ رضي الله عنه عام خمسين من الهجرة ، فاشتد الأمر على المسلمين فأرسل بسر يطلب المَدد من معاوية فجهز معاوية جيشاً بقيادة ولده يزيد ، فكان في هذا الجيش كلٌ من أبو أيوب الأنصاري ، وعبد الله بن عمر ، وابن الزبير ، وابن عباس ، وجمعٌ غفير من الصحابة ، رضي الله عنهم أجمعين .وقد علّق على هذا الحديث ِ الشيخُ ابو اليسر عابدين رحمه الله ، مفتي سوريا السابق ، عام 1954 في كتابه (أغاليط المؤرخين) فقال:
    اما يكفيه ( أي يزيد ) فخرا ما ذكره في الجامع الصغير برمز البخاري عن ام حرام بنت ملحان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اول جيش من امتي يركبون البحر فقد اوجبوا وأول جيش يغزون مدينة قيصر مغفور لهم. و كلا الوصفين ثبتا ليزبد بن معاوية رضي الله عنه.
    [ أغاليط المؤرخين ؛ ص 124]
    على ضوء ما سبق بيانه من حال يزيد الحقيقية نستطيع أن نرد جميع الروايات الساقطة والأقوال المريبة التي لم تثبت صحتها وإن وجدت في امهات كتب التفسير والتاريخ ، فهذه فيها الغث وفيها السمين ، وكذلك نرد ما قاله الذهبي في [ سير أعلام النبلاء ؛ (4/36)] عن يزيد بأنه
    " كان ناصبياً فظاً غليظاً جلفاً متناول المسكر و يفعل المنكر" .
    فقد أخطأ الذهبي هنا لاريب خطأ كبيرا، وعلى كلٍّ فهذا قول ، و كلٌ يؤخذ من كلامه و يرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    بدأ معاوية رضي الله عنه يفكر فيمن يكون الخليفة من بعده فقد كان يخشى أن تعود الفتنة من بعده مرة أخرى إن مات ولم يستخلف . فلما استشار أهل الشام في الأمر اقترحوا أن يكون الخليفة من بعده من بني أمية ، فرشح ابنه يزيد وأرسل إلى الأمصار بذلك فجاءت الموافقة من مصر و باقي البلاد ، وحين أرسل إلى المدينة يستشيرها وجد معارضة ً من الحسين وابن الزبير ، ومن ابن عمر وابن عباس وعبد الرحمن بن أبي بكر ، وكان اعتراضهم ابتداءً على تطبيق الفكرة ذاتها ، لا على يزيد بعينه .
    انظر :
    [ تاريخ الإسلام للذهبي – عهد الخلفاء الراشدين – (ص147-152)]
    [ سير أعلام النبلاء ؛ (3/186)]
    [ الطبري ؛ (5/303)]
    [ تاريخ خليفة ؛ (ص213)] .
    و تجدر الإشارة هنا إلى أن المؤرخين والمفكرين المسلمين قد وقفوا فيما بعد حيال هذه الفكرة مواقف شتى ، فمنهم المعارض ، و منهم المؤيد ، و كانت حجة الفريق المعارض تعتمد على ما ورد من روايات مفتراة ساقطة، نسبت إلى يزيد رحمه الله ما نسبته من منكر وعبث وفجور ، واستند هؤلاء إلى تلك الروايات ليقطعوا بعدم صلاحية يزيد للخلافة ، دون أن يقدّموا على ذلك أيَّ دليل أو برهان ... وقد بيَّنا بطلان مانُسِب إلى يزيد من هذه الإفتراءات .
    ويذهب ببعض المؤرخين الخيال أوالهوى في حكمهم على الأمر بعيدا ، فَيرَون أن معاوية ـ رضي الله عنه ـ لم يبايع لولده يزيد بولاية العهد ، إلاّ مدفوعاً بعاطفة الأبوة .
    أنظر كتاب: [ موسوعة التاريخ الإسلامي لأحمد شلبي ؛ (2/46-47 ، 51 )] .
    وقد ردّ العلماء على اعتراضات هؤلاء حول صلاحية يزيد لهذا الأمر وأبطلوا مزاعمهم وأوهامهم ، وفيما يلي نقدّم بعضا من تلك الردود .

  4. افتراضي رد: شهادات من كبار التابعين والاقربين

    * ردود العلماء على من شكك في أهلية يزيد للخلافة: ـ رد الأستاذ محب الدين الخطيب
    ويعقِّب الأستاذ محب الدين الخطيب على من شكّك في أهلية يزيد للخلافة فيقول:
    " إن كان مقياس الأهلية لذلك أن يبلغ ( أي يزيد ) مبلغ أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما وأرضاهما ـ في مجموع سجاياهما ، فهذا ما لم يبلغه في تاريخ الإسلام أحد ٌ ، ولا حتى عمر بن عبد العزيز ، وإن طمعنا بالمستحيل وقدَّرنا إمكان ظهور أبي بكر آخر وعمر آخر ، فلن تُتاح له بيئة كالبيئة التي أتاحها الله لأبي بكر وعمر .. وإن كان مقياس الأهلية ، الاستقامة في السيرة ، و القيام بحرمة الشريعة ، والعمل بأحكامها ، و العدل في الناس ، و النظر في مصالحهم ، والجهاد في عدوهم ، وتوسيع الآفاق لدعوتهم ، والرفق بأفرادهم و جماعاتهم ، فإن يزيد يوم تُمحَّص أخباره ، و يقف الناسُ على حقيقة حالِه كما كان في حياته ، يتبين من ذلك أنه لم يكن دون كثيرين ممن تغنى التاريخ بمحامدهم ، و أجزل الثناء عليهم ".
    [حاشية العواصم من القواصم لابن العربي ؛ (ص221) ]. وإننا لنجد أيضاً في كلمات معاوية نفسِه ما يدل على أن دافعه في العهد بالخلافة إلى ولده إنما هو النفع للصالح العام و ليس الخاص ، فقد ورد على لسانه قوله:
    " اللهم إن كنت إنما عهدت ليزيد لِما رأيتُ من فضله ، فبلِّغه ما أمِلتُ وأعنه ، وإن كنت إنما حملني حبّ الوالد لولده ، وأنه ليس لما صنعت به أهلاً ، فاقبضه قبل أن يبلغ ذلك ".
    [ تاريخ الإسلام للذهبي – عهد معاوية بن أبي سفيان – ؛ (ص169)]
    [ خطط الشام لمحمد كرد علي ؛ (1/137)] .
    و يتبين من خلال دراسة هذه الفكرة – أي فكرة تولية يزيد ولاية العهد من بعد أبيه - ، أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما كان محقاً فيما ذهب إليه ، إذ أنه باختياره لابنه يزيد لولاية العهد من بعده ، قد ضمن للأمة الإسلامية وحدتها ، و حفظ لها استقرارها ، و جنَّبها حدوث أية صراعات على مثل هذا المنصب .
    ـ دفاع ابن العربي
    و قد اعترف بمزايا خطوة معاوية هذه ابن العربي
    أنظر: [العواصم من القواصم ؛ (ص228-229 ) ].
    ـ دفاع ابن خلدون
    وكذلك اعترف بها ابن خلدون الذي كان أقوى حجة ً، إذا يقول:
    " والذي دعا معاوية لإيثار ابنه يزيد بالعهد دون سواه ، إنما هو مراعاة المصلحة في اجتماع الناس ، واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل والعقد عليه - وهم حينئذ من بني أمية - ".
    ثم يضيف قائلاً :
    " وإن كان لا يظن بمعاوية غير هذا ، فعدالته و صحبته مانعة من سوى ذلك ، و حضور أكابر الصحابة لذلك ، وسكوتهم عنه ، دليل على انتفاء الريب منه ، فليسوا ممن تأخذهم في الحق هوادة ، وليس معاوية ممن تأخذه العزة في قبول الحق، فإنهم - كلهم - أجلّ من ذلك ، و عدالتهم مانعة منه ".
    [المقدمة لابن خلدون ؛ (ص210-211) ].
    و يقول ابن خلدون في موضع آخر:
    " عهد معاوية إلى يزيد ، خوفاً من افتراق الكلمة بما كانت بنو أمية لم يرضوا تسليم الأمر إلى من سواهم ، فلو قد عهد إلى غيره اختلفوا عليه ...".
    [ المقدمة ؛ (ص206) ].
    يتبين مما سبق من أقوال من سبق ذكرهم من أعلام الأمة أنّ معاوية رضي الله عنه قد رأى في ابنه صلاحاً لولاية خلافة الإسلام بعده ، وهو لا ريب أعلم الناس بخفاياه ، و لو لم يكن عنده مَرْضياً لما اختاره فمعاوية صحابي جليل ، ولا يُظنُّ به إلاّ خيرا ، كما قال العلاّمة ابن خلدون ، فالصحابة كلُّهم عدول ، لا ريب عندنا في ذلك .. نعم هم جميعهم عدول وإن رغمت أنوف زنادقة المجوس ******* ، وغيرهم من أعداء الإسلام.
    ولا يسعني بعد هذا إلا ّ أن أشير إلى ما أورده ابن العربي في كتابه العواصم من القواصم من رأي لأحد أفاضل الصحابة في هذا الموضوع ، إذ يقول :
    " دخلنا على رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استُخلِف يزيد بن معاوية ، فقال: أتقولون إن يزيد ليس بخير أمة محمد ، لا أفقهَها فيها فقهاً ، ولا أعظمَها فيها شرفاً ؟ قلنا : نعم ، قال : وأنا أقول ذلك ، ولكن والله لئن تجتمع أمة محمد أحب إلىّ من أن تفترق ".
    [العواصم من القواصم ؛ (ص231) ]. فبيعة يزيد إذن مع وجود من هو أفضل منه كانت تعني فيما تعنيه وحدة َ الصف ، واجتماعَ الكلمة ، والأمنَ والإستقرار ... الخ وهذا ما يقدِّمه لمنصب الخلافة على غيره ممن هو خيرٌ وأعظمُ شرفا ً وأفقَه منه ، إذا لم تجتمع الامة بل كانت ستتفرّق عليه. وهذا لا ريب يُظهر الحكمة البالغة في استخلاف معاوية ليزيد مع وجود العبادلة الأربعة والحسين وعبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عن الجميع ، كما يدلُّ على بعد نظر شديد ، وفراسة حادة ، وقبل ذلك كلّه يدلُّ على فقه لسيدنا معاوية سياسيٍّ عظيم ، رضي الله عنه وأرضاه . على ضوء ماتقدّم بيانه ومااتضَّح مما كان خافيا على الكثيرين ندرك الآن لماذا تمسك عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ببيعة يزيد تمسكا شديدا ، كما سنرى فيما يلي ، وحَرِص على ألاّ يشذ ّ أحدٌ من أهله عن ذلك ، وخالف من خرج على يزيد من أهل المدينة ، فقد بايعه يوم أن عُهِد إليه بالخلافة بيعة ً صحيحة على كتاب الله وسنة رسوله .. بايعه بيعة ً لم يَصدر منه ما يوجب شرعا ً نقضَها ، وهذا كذلك يدحض جميع الدعاوى الباطلة ويسقط جميع الإفتراءات الكاذبة التي أراد بها أعداء الأمَّة أن يشوّهوا إثما وبهتانا صورة خليفة من خلفاء المسلمين ، وتابعيّ ٍ وابن صحابيٍّ جليل ، إثارة ً للفتنة وتفريقا ً للصف وتمزيقا ً لأمة المسلمين .
    ولم يكن موقف ابن ِ عمر مِن يزيد موقفا تفرّدَ به ، بل شاركه فيه عدد غير قليل من الصحابة ، وكذلك جميع أهل البيت الذين كانت تربطهم بيزيد علاقات ودية طيبة كما سنرى فيما بعد .
    فقد نقل الامام البخاري في كتابه الفتن أنَّ اهل المدينة لما أرادوا خلع يزيد جمَع عبدُ الله بن عمر رضي الله عنهما حشمه وولده و قال لهم سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
    " يُنصَب لكل غادر لواء يوم القيامة . وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيعة الله ورسوله واني لا اعلم أحدا منكم خلعه ، ولا بايع في هذا الامر ، الا كانت الفيصل بيني وبينه ".
    وهل يُتصوَّر بعد هذا البيان أيضاً صِحة َ ما زعم الكذابون ، من أن معاوية رضي الله عنه كان غير راض عن لهو يزيد وفسقه ، و شربه ، وأنه أكثر من نصحه فلم ينتصح ، فقال – لما يئس من استجابته - : إذاً عليك بالليل ، استتر به عن عيون الناس ، و إني منشدك أبياتاً ، فتأدب بها و احفظها ، فأنشده :انصب نهاراً في طلاب العلا * واصبر على هجر الحبيب القريب
    حتى إذا الليل أتى بالدجى * واكتحلت بالغمض عين الرقيب
    فباشر الليل بما تشتهي * فإنما الليل نهار الأريب
    كم فاسق تحسبه ناسكاً * قد باشر الليل بأمر عجيب
    غطى عليه الليل أستاره فبات في أمن و عيش خصيب
    و لذة لأحمق مكشوفة * يشفي بها كل عدو غريبهكذا زعم الكذابون ، و لكن فضحهم الله ، فهذه الأبيات لم يقلها معاوية رضي الله عنه ، حاشاه أن يفعل ذلك وهو صحابي جليل وسيد عظيم من سادة الأمة ، والصحابة جميعهم عدول . بل إنّ مثل ذلك لا يُتَصوّر صدوره من أب ٍ أي ِّ أب ٍ إن كان َ عاقلا ً راشدا محبّا لولده ، وله ناصحا أمين ، فكيف يمكن أن يصدر مثل هذا عن صحابي كمعاوية جليل ؟!
    أقول: لا يَتصوَّر صدورَ مثل ِ هذا عن معاوية بن أبي سفيان وفيه ما فيه من دعوة الى اقتراف المنكرات واتباع الأهواء والشهوات ، إلاّ جاهل ضالٌّ ، أو عدوٌّ حاقد ٌ ، أو فاسق زنديق ! نعم لقد فضح الله هؤلاء المفترين الكذابين ، قاتلهم الله ، وتبين أنّ تلك الأبيات الساقطة لم تكن قيلت بعدُ ، ولا علاقة لها بمعاوية رضي الله عنه ، ولا بيزيد ، ولا يعرفها أهل البصرة ، إلا ليحيى بن خالد البرمكي ، ذلك المجوسي الزنديق ، الذي عاش زمن هارون الرشيد ، أي بعد معاوية و ابنه بنحو مائة عام .
    أنظر : [ تاريخ دمشق لابن عساكر ؛ ( 65/403) ].

  5. افتراضي * ردود العلماء على من شكك في أهلية يزيد للخلافة

    * ردود العلماء على من شكك في أهلية يزيد للخلافة:

    ـ رد الأستاذ محب الدين الخطيب
    ويعقِّب الأستاذ محب الدين الخطيب على من شكّك في أهلية يزيد للخلافة فيقول:
    " إن كان مقياس الأهلية لذلك أن يبلغ ( أي يزيد ) مبلغ أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما وأرضاهما ـ في مجموع سجاياهما ، فهذا ما لم يبلغه في تاريخ الإسلام أحد ٌ ، ولا حتى عمر بن عبد العزيز ، وإن طمعنا بالمستحيل وقدَّرنا إمكان ظهور أبي بكر آخر وعمر آخر ، فلن تُتاح له بيئة كالبيئة التي أتاحها الله لأبي بكر وعمر .. وإن كان مقياس الأهلية ، الاستقامة في السيرة ، و القيام بحرمة الشريعة ، والعمل بأحكامها ، و العدل في الناس ، و النظر في مصالحهم ، والجهاد في عدوهم ، وتوسيع الآفاق لدعوتهم ، والرفق بأفرادهم و جماعاتهم ، فإن يزيد يوم تُمحَّص أخباره ، و يقف الناسُ على حقيقة حالِه كما كان في حياته ، يتبين من ذلك أنه لم يكن دون كثيرين ممن تغنى التاريخ بمحامدهم ، و أجزل الثناء عليهم ".
    [حاشية العواصم من القواصم لابن العربي ؛ (ص221) ]. وإننا لنجد أيضاً في كلمات معاوية نفسِه ما يدل على أن دافعه في العهد بالخلافة إلى ولده إنما هو النفع للصالح العام و ليس الخاص ، فقد ورد على لسانه قوله:
    " اللهم إن كنت إنما عهدت ليزيد لِما رأيتُ من فضله ، فبلِّغه ما أمِلتُ وأعنه ، وإن كنت إنما حملني حبّ الوالد لولده ، وأنه ليس لما صنعت به أهلاً ، فاقبضه قبل أن يبلغ ذلك ".
    [ تاريخ الإسلام للذهبي – عهد معاوية بن أبي سفيان – ؛ (ص169)]
    [ خطط الشام لمحمد كرد علي ؛ (1/137)] .
    و يتبين من خلال دراسة هذه الفكرة – أي فكرة تولية يزيد ولاية العهد من بعد أبيه - ، أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما كان محقاً فيما ذهب إليه ، إذ أنه باختياره لابنه يزيد لولاية العهد من بعده ، قد ضمن للأمة الإسلامية وحدتها ، و حفظ لها استقرارها ، و جنَّبها حدوث أية صراعات على مثل هذا المنصب .
    ـ دفاع ابن العربي
    و قد اعترف بمزايا خطوة معاوية هذه ابن العربي
    أنظر: [العواصم من القواصم ؛ (ص228-229 ) ].
    ـ دفاع ابن خلدون
    وكذلك اعترف بها ابن خلدون الذي كان أقوى حجة ً، إذا يقول:
    " والذي دعا معاوية لإيثار ابنه يزيد بالعهد دون سواه ، إنما هو مراعاة المصلحة في اجتماع الناس ، واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل والعقد عليه - وهم حينئذ من بني أمية - ".
    ثم يضيف قائلاً :
    " وإن كان لا يظن بمعاوية غير هذا ، فعدالته و صحبته مانعة من سوى ذلك ، و حضور أكابر الصحابة لذلك ، وسكوتهم عنه ، دليل على انتفاء الريب منه ، فليسوا ممن تأخذهم في الحق هوادة ، وليس معاوية ممن تأخذه العزة في قبول الحق، فإنهم - كلهم - أجلّ من ذلك ، و عدالتهم مانعة منه ".
    [المقدمة لابن خلدون ؛ (ص210-211) ].
    و يقول ابن خلدون في موضع آخر:
    " عهد معاوية إلى يزيد ، خوفاً من افتراق الكلمة بما كانت بنو أمية لم يرضوا تسليم الأمر إلى من سواهم ، فلو قد عهد إلى غيره اختلفوا عليه ...".
    [ المقدمة ؛ (ص206) ].
    يتبين مما سبق من أقوال من سبق ذكرهم من أعلام الأمة أنّ معاوية رضي الله عنه قد رأى في ابنه صلاحاً لولاية خلافة الإسلام بعده ، وهو لا ريب أعلم الناس بخفاياه ، و لو لم يكن عنده مَرْضياً لما اختاره فمعاوية صحابي جليل ، ولا يُظنُّ به إلاّ خيرا ، كما قال العلاّمة ابن خلدون ، فالصحابة كلُّهم عدول ، لا ريب عندنا في ذلك .. نعم هم جميعهم عدول وإن رغمت أنوف زنادقة المجوس ******* ، وغيرهم من أعداء الإسلام.
    ولا يسعني بعد هذا إلا ّ أن أشير إلى ما أورده ابن العربي في كتابه العواصم من القواصم من رأي لأحد أفاضل الصحابة في هذا الموضوع ، إذ يقول :
    " دخلنا على رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استُخلِف يزيد بن معاوية ، فقال: أتقولون إن يزيد ليس بخير أمة محمد ، لا أفقهَها فيها فقهاً ، ولا أعظمَها فيها شرفاً ؟ قلنا : نعم ، قال : وأنا أقول ذلك ، ولكن والله لئن تجتمع أمة محمد أحب إلىّ من أن تفترق ".
    [العواصم من القواصم ؛ (ص231) ]. فبيعة يزيد إذن مع وجود من هو أفضل منه كانت تعني فيما تعنيه وحدة َ الصف ، واجتماعَ الكلمة ، والأمنَ والإستقرار ... الخ وهذا ما يقدِّمه لمنصب الخلافة على غيره ممن هو خيرٌ وأعظمُ شرفا ً وأفقَه منه ، إذا لم تجتمع الامة بل كانت ستتفرّق عليه. وهذا لا ريب يُظهر الحكمة البالغة في استخلاف معاوية ليزيد مع وجود العبادلة الأربعة والحسين وعبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عن الجميع ، كما يدلُّ على بعد نظر شديد ، وفراسة حادة ، وقبل ذلك كلّه يدلُّ على فقه لسيدنا معاوية سياسيٍّ عظيم ، رضي الله عنه وأرضاه . على ضوء ماتقدّم بيانه ومااتضَّح مما كان خافيا على الكثيرين ندرك الآن لماذا تمسك عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ببيعة يزيد تمسكا شديدا ، كما سنرى فيما يلي ، وحَرِص على ألاّ يشذ ّ أحدٌ من أهله عن ذلك ، وخالف من خرج على يزيد من أهل المدينة ، فقد بايعه يوم أن عُهِد إليه بالخلافة بيعة ً صحيحة على كتاب الله وسنة رسوله .. بايعه بيعة ً لم يَصدر منه ما يوجب شرعا ً نقضَها ، وهذا كذلك يدحض جميع الدعاوى الباطلة ويسقط جميع الإفتراءات الكاذبة التي أراد بها أعداء الأمَّة أن يشوّهوا إثما وبهتانا صورة خليفة من خلفاء المسلمين ، وتابعيّ ٍ وابن صحابيٍّ جليل ، إثارة ً للفتنة وتفريقا ً للصف وتمزيقا ً لأمة المسلمين .
    ولم يكن موقف ابن ِ عمر مِن يزيد موقفا تفرّدَ به ، بل شاركه فيه عدد غير قليل من الصحابة ، وكذلك جميع أهل البيت الذين كانت تربطهم بيزيد علاقات ودية طيبة كما سنرى فيما بعد .
    فقد نقل الامام البخاري في كتابه الفتن أنَّ اهل المدينة لما أرادوا خلع يزيد جمَع عبدُ الله بن عمر رضي الله عنهما حشمه وولده و قال لهم سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
    " يُنصَب لكل غادر لواء يوم القيامة . وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيعة الله ورسوله واني لا اعلم أحدا منكم خلعه ، ولا بايع في هذا الامر ، الا كانت الفيصل بيني وبينه ".
    وهل يُتصوَّر بعد هذا البيان أيضاً صِحة َ ما زعم الكذابون ، من أن معاوية رضي الله عنه كان غير راض عن لهو يزيد وفسقه ، و شربه ، وأنه أكثر من نصحه فلم ينتصح ، فقال – لما يئس من استجابته - : إذاً عليك بالليل ، استتر به عن عيون الناس ، و إني منشدك أبياتاً ، فتأدب بها و احفظها ، فأنشده :انصب نهاراً في طلاب العلا * واصبر على هجر الحبيب القريب
    حتى إذا الليل أتى بالدجى * واكتحلت بالغمض عين الرقيب
    فباشر الليل بما تشتهي * فإنما الليل نهار الأريب
    كم فاسق تحسبه ناسكاً * قد باشر الليل بأمر عجيب
    غطى عليه الليل أستاره فبات في أمن و عيش خصيب
    و لذة لأحمق مكشوفة * يشفي بها كل عدو غريبهكذا زعم الكذابون ، و لكن فضحهم الله ، فهذه الأبيات لم يقلها معاوية رضي الله عنه ، حاشاه أن يفعل ذلك وهو صحابي جليل وسيد عظيم من سادة الأمة ، والصحابة جميعهم عدول . بل إنّ مثل ذلك لا يُتَصوّر صدوره من أب ٍ أي ِّ أب ٍ إن كان َ عاقلا ً راشدا محبّا لولده ، وله ناصحا أمين ، فكيف يمكن أن يصدر مثل هذا عن صحابي كمعاوية جليل ؟!
    أقول: لا يَتصوَّر صدورَ مثل ِ هذا عن معاوية بن أبي سفيان وفيه ما فيه من دعوة الى اقتراف المنكرات واتباع الأهواء والشهوات ، إلاّ جاهل ضالٌّ ، أو عدوٌّ حاقد ٌ ، أو فاسق زنديق ! نعم لقد فضح الله هؤلاء المفترين الكذابين ، قاتلهم الله ، وتبين أنّ تلك الأبيات الساقطة لم تكن قيلت بعدُ ، ولا علاقة لها بمعاوية رضي الله عنه ، ولا بيزيد ، ولا يعرفها أهل البصرة ، إلا ليحيى بن خالد البرمكي ، ذلك المجوسي الزنديق ، الذي عاش زمن هارون الرشيد ، أي بعد معاوية و ابنه بنحو مائة عام .
    أنظر : [ تاريخ دمشق لابن عساكر ؛ ( 65/403) ].

  6. افتراضي علاقة يزيد بآل البيت رضي الله عنهم

    علاقة يزيد بآل البيت رضي الله عنهم
    فإنه لم يقع بين يزيد وبين أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعكر العلاقة و القرابة بينهما سوى خروج الحسين و بعض أهله ومقتلهم على يد أهل العراق من الشيعة الارفاض بكربلاء ، الذين خانوه وخذلوه وغدروا بابن عمه ، كما تذكر مصادر الشيعة أنفسهم .
    اقرأ كتاب الإرشاد للمفيد وإسم هذا الكتاب هو الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ؛ فهو كتاب يتحدث عن سير الأئمة ؛ والشيخ المفيد معروف ؛ فماذا يقول الشيخ المفيد في هذا الكتاب ؟ يقول المفيد أن الحسين قبل مقتله عرض على عمر بن سعد ثلاث خصال ؛ منها أن يذهبوا به إلى يزيد !!!! أين هذا؟في ص 75 في الجزء الثاني من كتاب الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد للمفيد حيث يقول : ولمّا رأى الحسينُ نزولَ العساكرِ مع عمرِ بن سعدٍ بنينوى ومدَدَهم لقتالِه أنفذَ إِلى عمر بن سعدٍ : «انِّي أُريدُ أن ألقاكَ » فاجتمعا ليلاً فتناجيا طويلاً، ثمّ رجعَ عمرُ بنُ سعدٍ إِلى مكانِه وكتبَ إِلى عُبيَدِاللهِّ بن زيادٍ : أمّا بعدُ: فإِنّ اللّهَ قد أطْفأ النّائرةَ وجَمَعَ الكلمةَ وأَصَلحَ أَمرَ الأمّةِ، هذا حسينٌ قد أَعطاني أن يرجِعَ إِلى المكانِ الّذي أتى منه أو أن يسيرَ إِلى ثَغرٍ منَ الثُّغورِ فَيكونَ رجلاً منَ المسلمينَ ، له ما لهم وعليه ما عليهم ، أو أَن يأَتيَ أميرَ المؤمنينَ يزيدَ فيضعَ يدَه في يدِه ، فيرى فيما بينَه وبينَه رأيَه ، وفي هذا لكم رضىً وللأمّةِ صلاحٌ .فلمّا قرأ عُبيد ُاللّهِ الكتابَ قالَ : هذا كتابُ ناصحٍ مشفق على قومِه . انتهى انظروا كيف أن الحسين يعرض على عمر بن سعد أن يتركوه ليذهب ليزيد لأنه كان بينهما صلة رحم ولم يكن يزيد ليرضى أبداَ بإيذاء الحسين . نكملماذا يقول المفيد أيضا ؟يقول المفيد أن يزيد لم يكن يرضى بقتل الحسين ؛ أين هذا في ص 118-119 حيث يقول لقتلة الحسين : قد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين، أما لو أني صاحبه لعفوت عنه . انتهىمن الذي ينقل هذا ؟ هل الذي أنقل منه مصدر سني ؟ كلا إنه كتاب الشيخ المفيد شيخ الطائفة الشيعية !!!!!ثم ماذا أيضاً ؟ المفيد ينقل عن يزيد أنه لعن عبيد الله بن زياد !!! أين هذا ؟في ص 120 من نفس الكتاب يقول الشيخ المفيد: ثم دعا(أي يزيد )بالنساء والصبيان فاجلسوا بين يديه، فرأى هيئة قبيحة فقال:قبح الله ابن مرجانة، لو كانت بينكم وبينه قرابة رحم ما فعل هذا بكم، ولا بعث بكم على هذه الصورة . انتهىبل وينقل عن فاطمة بنت الحسين قولا خطيرا يجعل كل شيعي يثق ويتأكد أن معممي الحسينيات يكذبون عليه ويذكرون له خلاف الحقائقأين هذا ؟في ص 121 من نفس الكتاب وهو الجزء الثاني من كتاب الإرشاد للمفيد ؛ حيث يقول :قالت فاطمة بنت الحسين عليهما السلام: فلما جلسنا بين يدي يزيد رق لنا . انتهىالله أكبر فاطمة تقول أن يزيد رق لهم ؟ ومن الذي ينقل هذا ؟ إنه الشيخ المفيد ؛ فأنى لكم الكذب يا معممي الشيعة وأنى لكم بتزوير الحقائق ؟ وأخيراً يذكر المفيد في ص 122 أن يزيد أكرم نساء الحسين وأكرم ابنه علي بن الحسين أيما إكرام !!!!! هل يُعقل هذا ؟ نعماقرأ ص 122 من نفس الكتاب حيث يقول المفيد : ثم أمر( أي يزيد ) بالنسوة أن ينزلن في دار على حدة معهن أخوهن علي بن الحسين عليهم السلام، فأفرد لهم دار تتصل بدار يزيد، فأقاموا أياما، ثم ندب يزيد النعمان بن بشير وقال له: تجهز لتخرج بهؤلاء النسوان إلى المدينة. ولما أراد أن يجهزهم، دعا علي بن الحسين عليهما السلام فاستخلاه ثم قال له: لعن الله ابن مرجانة، أما والله لو أني صاحب أبيك ما سألني خصلة أبدا إلا أعطيته إياها، ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت، ولكن الله قضى ما رأيت ؟ كاتبني من المدينة وأنه كل حاجة تكون لك. وتقدم بكسوته وكسوة أهله، وأنفذ معهم في جملة النعمان بن بشير رسولا تقدم إليه أن يسير بهم في الليل، ويكونوا أمامه حيث لا يفوتون طرفه (3)، فإذا نزلوا تنحى عنهم وتفرق هو وأصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم، وينزل منهم حيث إذا أراد إنسان من جماعتهم وضوءا أو قضاء حاجة لم يحتشم. فسار معهم في جملة النعمان، ولم يزل ينازلهم في الطريق ويرفق بهم - كما وصاه يزيد - ويرعونهم حتى دخلوا المدينة.انتهى كلام المفيدومع هذا فقد بقيت العلاقة الحسنة بين يزيد وآل البيت و كانوا أولاد عمومته ونراهم قد اجتنبوا الخروج عليه أيام الحرة ومكة ، بل كانت صلته بعلي بن الحسين وعبد الله بن العباس ومحمد بن الحنفية أيام الحرة جيدة . أما عبد الله بن جعفر فقد كانت صلته بمعاوية و يزيد من بعده غاية في المودة والصداقة والولاء ، و كان يزيد لا يرد لابن جعفر طلباً ، وكانت عطاياه له تتوارد فيقوم ابن جعفر بتوزيعها على أهل المدينة ، وكان عبد الله بن جعفر يقول في يزيد: " أتلومونني على حسن الرأي في هذا " . انظر: [قيد الشريد في أخبار يزيد ؛ (ص35) ].ـ قول الإمام الغزالي فقد سئل حجة الإسلام أبو حامد الغزالي عمن يصرِّح بلعن يزيد بن معاوية ، هل يُحكَم بفسقه أم لا ؟ وهل كان راضياً بقتل الحسين بن علي أم لا ؟ و هل يسوغ الترحم عليه أم لا ؟. فأجاب :( لا يجوز لعن المسلم أصلاً ، و من لعن مسلماً فهو الملعون ، و قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المسلم ليس بلعان") . الحديث في [مسند أحمد ، والصحيحة للألباني ، وصحيح سنن الترمذي ]وأضاف الغزالي قائلا ً : ( وقد صح إسلام يزيد بن معاوية ، وما صح أنه قتل الحسين ولا أمر به ولا رضيه ولا كان حاضراً حين قُتِل ، ولا يصح ذلك منه ولا يجوز أن يُظن ذلك به .....ولو ثبت على مسلم أنه قتل مسلماً فمذهب أهل الحق أنه ليس بكافر ، و القتل ليس بكفر ، بل هو معصية ، وإذا مات القاتل فربما مات بعد التوبة والكافر لو تاب من كفره لم تجز لعنته فكيف بمؤمن تاب عن قتل ..... و قد قال الله تعالى {و هو الذي يقبل التوبة عن عباده ، و يعفوا عن السيئات و يعلم ما تفعلون}[الشورى/25] . فإذن لا يجوز لعن أحد ممن مات من المسلمين بعينه لم يروه النص ، ومن لعنه كان فاسقاً عاصياً لله تعالى .... والملعون هو المبعد من الله تعالى و ذلك من علوم الغيب. [ قيد الشريد من أخبار يزيد ؛ (ص57-59)] .ـ قول ابن الصلاح و قد سئل ابن الصلاح عن يزيد فقال : " لم يصح عندنا أنه أمر بقتل الحسين رضي الله عنه .... وأما سب يزيد ولعنه فليس ذلك من شأن المؤمنين ... وقد ورد في الحديث عند البخاري: " إن لعن المؤمن كقتاله " و قاتل الحسين لا يكفر بذلك ، و إنما ارتكب إثماً ، وإنما يكفر بالقتل قاتل نبي من الأنبياء عليهم الصلاة و السلام . [ قيد الشريد ؛ (ص59-60) ].ـ مكانة يزيد عند الإمام أحمد بن حنبل وهذا الإمام أحمد بن حنبل على تقشفه وعظم منزلته في الدين وورعه قد أدخل عن يزيد بن معاوية في كتابه الزهد أنه كان يقول في خطبته : " إذا مرض أحدكم مرضاً فأشقى ثم تماثل ، فلينظر إلى أفضل عمل عنده فليلزمه و لينظر إلى أسوأ عمل عنده فليدعه ". أنظر: [العواصم من القواصم ؛ (ص245) ].ويعلِّق ابن العربي على هذا فيقول:وهذا دليل على عظم منزلته – أي يزيد بن معاوية - عنده ( أي عند أحمد بن حنبل ) حتى يُدخله في جُملة الزهاد من الصحابة والتابعين الذين يُقتَدى بقولهم و يُرعوى من وعظهم ، و ما أدخله إلا َّ في جملة الصحابة قبل أن يَخرُج إلى ذكر التابعين ، فأين هذا من ذكر المؤرخين له في الخمر و أنواع الفجور ، ألا يستحيون ؟! وإذا سلبهم الله المروءة والحياء ، ألا ترعوون أنتم وتزدجرون و تقتدون بفضلاء الأمة ، و ترفضون الملحِدة و المُجّان من المنتمين إلى الملة . [العواصم من القواصم (ص246) ].توفي يزيد بن معاوية لعشر ٍ خَلَت من ربيع الأول سنة أربع و ستين للهجرة ، و كانت وفاته بحوران و قيل حوارين من أرض الشام ، قال عبد الرحمن أبي معذور : حدثني بعض أهل العلم قال : آخر ما تكلم به يزيد بن معاوية قال: " اللهم لا تؤاخذني بما لم أحبه و لم أرِدْه " .[ قيد الشريد ؛ (ص50) ]. أعلم جيداً أن كثيراً من المصادر نقلت و تحدثت أن يزيد فيه من الأمور السيئة الكثيرفجدير أيضاً بنا أن نبحث عن تلك المصادر التي تجاهلناها التي تورد فضل يزيد بن معاويةقال المؤرخون عن غزو ة القسطنطينية تحت راية يزيد بن معاويه رحمه اللهوقد أشترك في هذه الغزوة ابو ايوب الأنصاريوعبدالله بن عباسوعبدالله بن عمرووالحسين بن عليوابو ثعلبة الخشنيوغيرهم من سادات المسلمينالمصادر:مصنف عبدالرزاق 5/2278العلل لأحمد بن حنبل 2/3139تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 1/4154ابن كثير 9/534عبدالجبار الخولاني - تاريخ داريا 58

  7. افتراضي كيف يقاتل الأمام المعصوم تحت راية رجل فاسق ظالم على حد زعم أهل الباطل ؟!

    الــســؤال الــذي يتبادر الى الذهــن !!!

    كيف يقاتل الأمام المعصوم تحت راية رجل فاسق ظالم
    على حد زعم أهل الباطل ؟!

    مصادرنا من تلك الروايات وما نستدل به ونرفعه للعيان و القراء و الباحثين ، هي تلك الروايات التي ذمت يزيداً ، و قدحت فيه ، بينما تنكرنا لتلك الروايات التي تذكر فضائله و تمدحه و تثني عليه ، بل نخبأها كما يخب الجائع وسط الجياع قطعة الخبز ..!!يزيد بن معاوية من بين حكام بني أمية قاطبة هو من تعرض للتشويه بسبب الإشكال السياسيمع الحسين بن علي رضي الله عنه و بسبب أولئك الذين خرجوا عليه و تسببوا في قتله .قال يعقوب بن سفيان البسوي : سمعت ابن عفير : حدثنا ابن فليح أن عمرو بن حفص وفد على يزيد فأكرمه وأحسن جائزته فلما قدم المدينة قام الى جنب المنبر وكان مرضيا صالحا فقال : ألم أجب ؟ ألم أكرم ؟ والله لرأيت يزيد بن معاوية يترك الصلاة سكراً . فأجمع الناس على خلعانه بالمدينة فخلعوه .ابن عفير اسمه سعيد بن كثير بن عفير وهو صدوق . ابن حجر , التقريب 240 وابن فليح وهو يحيى بن فليح بن سليمان قال ابن حزم : مجهول ومرة ليس بالقوي ( العراقي - ذيل ميزان الاعتدال ص425 . لسان الميزان 6/ 283 ) حتى تناقلنا تلك الروايات التي تقع فيه كذباً وزوراً كحادثة شرب الخمر ، طبعاً لا تعلم أن حادثة شرب الخمر من يزيد سكت عنها ( معاوية ) فهل يعقل أن كاتب الوحي يسكت عن شارب الخمر ؟ ، تلك الرواية التي طعنت في معاوية قبل يزيد ، فالراضي كالفاعل ، علماً أني بحثت عنها ووجدتها قد ذكرها ذكره الذهبي في الضعفاء 2/ 518 وفي سند هذه القصة محمد بن زكريا الغلابي وهو وضاع ..!!لماذا نغض الطرف عن رواية البلاذري أن محمد بن علي بن أبي طالب - المعروف بابن الحنفية - دخل يوماً على يزيد بن معاوية بدمشق ليودعه بعد أن قضى عنده فترة من الوقت ، فقال له يزيد ، و كان له مكرماً : يا أبا القاسم ، إن كنت رأيت مني خُلُقاً تنكره نَزَعت عنه ، و أتيت الذي تُشير به علي ؟ فقال : والله لو رأيت منكراً ما وسعني إلاّ أن أنهاك عنه ، وأخبرك بالحق لله فيه ، لما أخذ الله على أهل العلم عن أن يبينوه للناس ولا يكتموه ، وما رأيت منك إلاّ خيراً . أنساب الأشراف للبلاذري (5/17) . ؟

    لماذا نغض الطرف عن رواية ابن كثير أن عبد الله بن مطيع - كان داعية لابن الزبير - مشى من المدينة هو و أصحابه إلى محمد ابن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم ، فقال ابن مطيع : إن يزيد يشرب الخمر و يترك الصلاة و يتعدى حكم الكتاب ، فقال محمد ما رأيت منه ما تذكرون ، قد حضرته و أقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة ، قالوا : ذلك كان منه تصنعاً لك ، قال : و ما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع ؟ ثم أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر ، فلئن كان أطلعكم على ذلك فإنكم لشركاؤه ، و إن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا ، قالوا : إنه عندنا لحق و إن لم نكن رأيناه ، فقال لهم : أبى الله ذلك على أهل الشهادة ، و لست من أمركم في شيء .البداية و النهاية (8/233) و تاريخ الإسلام – حوادث سنة 61-80هـ – (ص274) و قد حسّن الأخ محمد الشيباني إسناده انظر مواقف المعارضة من خلافة يزيد بن معاوية (ص384) . ؟

    لماذا نغض الطرف عن موافقة عدد من كبار الشخصيات الإسلامية ، من أمثال عبد الله بن الزبير و عبد الله ابن عباس و ابن عمر و أبو أيوب الأنصاري ، على مصاحبة جيش يزيد في سيره نحو القسطنطينية فيها خير دليل على أن يزيد كان يتميز بالاستقامة ، و تتوفر فيه كثير من الصفات الحميدة ، ويتمتع بالكفاءة والمقدرة لتأدية ما يوكل إليه من مهمات ؛ وإلا لما وافق أمثال هؤلاء الأفاضل من الصحابة أن يتولى قيادتهم شخص مثل يزيد . ؟...و قد سئل حجة الإسلام أبو حامد الغزالي عمن يصرح بلعن يزيد بن معاوية ، هل يحكم بفسقه أم لا ؟ و هل كان راضياً بقتل الحسين بن علي أم لا ؟ و هل يسوغ الترحم عليه أم لا ؟ فلينعم بالجواب مثاباً .فأجاب : لا يجوز لعن المسلم أصلاً ، و من لعن مسلماً فهو الملعون ، و قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المسلم ليس بلعان ، - المسند (1/405) و الصحيحة (1/634) و صحيح سنن الترمذي (2/189) - ، و كيف يجوز لعن المسلم ولا يجوز لعن البهائم وقد ورد النهي عن ذلك - لحديث عمران بن الحصين قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره و امرأة من الأنصار على ناقة ، فضجرت فلعنتها ، فسمع ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال : خذوا ما عليها و دعوها فإنها ملعونة ، قال عمران : فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد. جمع الفوائد (3/353) - ،و حرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبة بنص النبي صلى الله عليه وسلم - هو أثر موقوف على ابن عمر بلفظ : نظر عبد الله بن عمر رضي الله عنه يوماً إلى الكعبة فقال : ما أعظمك و أعظم حرمتك ، و المؤمن أعظم حرمة منك ، و هو حديث حسن ، أنظر : غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال و الحرام للشيخ الألباني (ص197) - ،و قد صح إسلام يزيد بن معاوية و ما صح قتله الحسين ولا أمر به ولا رضيه ولا كان حاضراً حين قتل ، ولا يصح ذلك منه ولا يجوز أن يُظن ذلك به ، فإن إساءة الظن بالمسلم حرام و قد قال الله تعالى{اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم }[الحجرات/12] ، و من زعم أن يزيد أمر بقتل الحسين أو رضي به ، فينبغي أن يعلم أن به غاية الحمق ، فإن من كان من الأكابر والوزراء ، و السلاطين في عصره لو أراد أن يعلم حقيقة من الذي أمر بقتله و من الذي رضي به و من الذي كرهه لم يقدر على ذلك ، و إن كان الذي قد قُتل في جواره و زمانه و هو يشاهده ، فكيف لو كان في بلد بعيد ، و زمن قديم قد انقضى ، فكيف نعلم ذلك فيما انقضى عليه قريب من أربعمائة سنة في مكان بعيد ، و قد تطرق التعصب في الواقعة فكثرت فيها الأحاديث من الجوانب فهذا الأمر لا تُعلم حقيقته أصلاً ، و إذا لم يُعرف وجب إحسان الظن بكل مسلم يمكن إحسان الظن به . و مع هذا فلو ثبت على مسلم أنه قتل مسلماً فمذهب أهل الحق أنه ليس بكافر ، و القتل ليس بكفر ، بل هو معصية ، و إذا مات القاتل فربما مات بعد التوبة و الكافر لو تاب من كفره لم تجز لعنته فكيف بمؤمن تاب عن قتل .. و لم يُعرف أن قاتل الحسين مات قبل التوبة و قد قال الله تعالى {و هو الذي يقبل التوبة عن عباده ، و يعفوا عن السيئات و يعلم ما تفعلون}[الشورى/25] فإذن لا يجوز لعن أحد ممن مات من المسلمين بعينه لم يروه النص ، و من لعنه كان فاسقاً عاصياً لله تعالى .و لو جاز لعنه فسكت لم يكن عاصياً بالإجماع ، بل لو لم يلعن إبليس طول عمره مع جواز اللعن عليه لا يُقال له يوم القيامة : لِمَ لَمْ تلعن إبليس ؟ و يقال للاعن : لم لعنت و مِنْ أين عرفت أنه مطرود ملعون ، و الملعون هو المبعد من الله تعالى و ذلك علوم الغيب ، و أما الترحم عليه فجائز ، بل مستحب ، بل هو داخل في قولنا : اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ، فإنه كان مؤمناً و الله أعلم بالصواب . قيد الشريد من أخبار يزيد (ص57-59) .

    و قد سئل ابن الصلاح عن يزيد فقال : لم يصح عندنا أنه أمر بقتل الحسين رضي الله عنه والمحفوظ أن الآمر بقتاله المفضي إلى قتله إنما هو عبيد الله بن زياد والي العراق إذ ذاك ، و أما سب يزيد و لعنه فليس ذلك من شأن المؤمنين ، و إن ‏صح أنه قتله أو أمر بقتله ، و قد ورد في الحديث المحفوظ : إن لعن المؤمن كقتاله - البخاري مع الفتح (10/479) -، و قاتل الحسين لا يكفر بذلك ، و إنما ارتكب إثماً ، و إنما يكفر بالقتل قاتل نبي من الأنبياء عليهم الصلاة و السلام

    و سُئل شيخ الإسلام عن يزيد أيضاً فقال : افترق الناس في يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ثلاث فرق طرفان و وسط : أنه كان ملكاً من ملوك المسلمين له حسنات و سيئات و لم يولد إلا في خلافة عثمان و لم يكن كافراً و لكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين و فُعل ما فعل بأهل الحرة ، و لم يكن صحابياً ولا من أولياء الله الصالحين و هذا قول عامة أهل العقل و العلم و السنة و الجماعة . ثم افترقوا ثلاث فرق ، فرقة لعنته و فرقة أحبته و فرقة لا تسبه ولا تحبه و هذا هو المنصوص عن الأمام أحمد و عليه المقتصدون من أصحابه و غيرهم من جميع المسلمين .

    وقد قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: وذكر في رواية أبي طالب سألت أحمد بن حنبل عن من قال: لعن الله يزيد بن معاوية؟ فقال: لا تكلم في هذا، الإمساك أحب إلي. ا.هـوقال الرملي الشافعي في الفتاوى: لا يجوز لعن يزيد بن معاوية كما صرَّح به جماعة. ا.ه

    ـ
    وقال أيضاً قال في الأنوار: لا يجوز لعن يزيد ولا تكفيره، فإنه من جملة المؤمنين، إن شاء الله رحمه، وإن شاء عذبه. ا.هـ

    وقال ابن حجر في الزواجر:
    فالمعيَّن لايجوز لعنه وإن ان فاسقاً كيزيد بن معاوية. ا.هـوقال الشيخ محمد بن محمد الشهير بعليش، وهو من المالكية: والأصل إسلامه -يعني يزيداً- فنأخذ بالأصل حتى يثبت عندنا ما يوجب الإخراج عنه. ا.هـ من فتح العلي المالك.وقال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة نقلاً عن ابن الصلاح الشافعي: وأما سب يزيد ولعنه، فليس ذلك من شأن المؤمنين. ا.ه

    ـ
    وقال أيضاً: وصرحوا أيضاً بأنه لا يجوز لعن فاسق مسلم معين، وإذا علمت أنهم صرحوا بذلك علمت بأنهم مصرحون بأنه لا يجوز لعن يزيد، وإن كان فاسقاً خبيثاً. ا.هـوقد أخذ البعض لعن يزيد بسبب الحسين و أسباب أخرى كرمي الكعبة بالمنجنيق و قتل عبدالله بن الزبيروأقول أما عن مقتل الحسين رضي الله عنه فمن كتب الشيعة الذين هم ألد أعداء يزيد بن معاوية برأت يزيداً من دم الحسين كبرائة الذئب من دم يوسف ولنستعرض تلك الروايات الشيعية :يقوله المفيد في كتابه الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد الجزء الثاني صفحة 75 " ولمّا رأى الحسينُ نزولَ العساكرِ مع عمرِ بن سعدٍ بنينوى ومدَدَهم لقتالِه أنفذَ إِلى عمر بن سعدٍ : «انِّي أُريدُ أن ألقاكَ » فاجتمعا ليلاً فتناجيا طويلاً، ثمّ رجعَ عمرُ بنُ سعدٍ إِلى مكانِه وكتبَ إِلى عُبيَدِاللهِّ بن زيادٍ : أمّا بعدُ: فإِنّ اللّهَ قد أطْفأ النّائرةَ وجَمَعَ الكلمةَ وأَصَلحَ أَمرَ الأمّةِ، هذا حسينٌ قد أَعطاني أن يرجِعَ إِلى المكانِ الّذي أتى منه أو أن يسيرَ إِلى ثَغرٍ منَ الثُّغورِ فَيكونَ رجلاً منَ المسلمينَ ، له ما لهم وعليه ما عليهم ، أو أَن يأَتيَ أميرَ المؤمنينَ يزيدَ فيضعَ يدَه في يدِه ، فيرى فيما بينَه وبينَه رأيَه ،وفي هذا لكم رضىً وللأمّةِ صلاحٌ ، فلمّا قرأ عُبيد ُاللّهِ الكتابَ قالَ : هذا كتابُ ناصحٍ مشفق على قومِه ". اهـ

    ((( لماذا طلب الحسين رضي الله عنه من عمر بن سعد أن يتركوه ليقابل يزيد رحمه الله؟ )))

    يقول المفيد أن يزيد لم يكن يرضى بقتل الحسين ؛ أين هذا في ص 118-119 حيث يقول لقتلة الحسين : " قد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين، أما لو أني صاحبه لعفوت عنه "في ص 120 من نفس الكتاب يقول الشيخ المفيد: ثم دعا(أي يزيد )بالنساء والصبيان فاجلسوا بين يديه، فرأى هيئة قبيحة فقال: " قبح الله ابن مرجانة، لو كانت بينكم وبينه قرابة رحم ما فعل هذا بكم، ولا بعث بكم على هذه الصورة "في ص 121 من نفس الكتاب وهو الجزء الثاني من كتاب الإرشاد للمفيد ؛ حيث يقول :" قالت فاطمة بنت الحسين عليهما السلام: فلما جلسنا بين يدي يزيد رق لنا "في ص 122 من نفس الكتاب وهو الجزء الثاني من كتاب الإرشاد للمفيد ؛ حيث يقول :"دعا علي بن الحسين عليهما السلام فاستخلاه ثم قال له: لعن الله ابن مرجانة، أما والله لو أني صاحب أبيك ما سألني خصلة أبدا إلا أعطيته إياها، ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت، ولكن الله قضى ما رأيت ؟ كاتبني من المدينة وأنه كل حاجة تكون لك. وتقدم بكسوته وكسوة أهله "هؤلاء أعداء ( بني أمية ) تحديداً يزيد يشهد شيخ الطائفة المفيد أن يزيداً رحمه الله لم يرضى بقتل الحسين رضي الله عنه .

    أما عن رمي الكعبة :

    ذكر الطبري ثلاث روايات :الرواية الأولى :عن الواقدي وفيها ( كانوا – أصحاب ابن الزبير- يوقدون حول الكعبة فأقبلت شرارة هبت بها الريح فاحترقت ثياب الكعبة واحترق خشب البيت ) .الرواية الثانية :عن عروة بن أذينة ويقول فيها : " قدمت مكة مع أمي يوم احترقت الكعبة وقد خلصت إليها النار ورأيتها مجردة من الحرير ورأيت الركن وقد اسودّ وانصدع في ثلاثة أمكنة . فقلت : ما أصاب الكعبة ؟ فأشار إلى رجل من أصحاب ابن الزبير قالوا : هذا احترقت بسببه ، أخذ قبسا في رأس رمح له فطيرت الريح به فضربت أستار الكعبة ما بين الركن والحجر .الرواية الثالثة : عن عوانة بن الحكم قال : حتى إذا مضت ثلاثة أيام من شهر ربيع الأول يوم السبت سنة 66 هـ قذفوا البيت بالمجانيق وحرقوه بالنار .ونخلص من هذه الروايات بأن اتهام الجيش الأموي بإحراق الكعبة اتهام لا يستند إلى براهين قاطعة لا تقبل الشك مثله مثل اتهامهم بإباحة المدينة ثلاثة أيام يقتلون الرجال وينهبون المال وينتهكون الأعراض وعلى الرغم من هذا فإننا نجد الكثير من المؤرخين المحدثين يقدمونها لنا على أنها حقائق ، ومن هذا المنطلق فضرورة النظر فيما كتب عن تاريخنا أصبحت لا زمة . أما عن مقتل عبدالله بن الزبير رضي الله عنه فقد قتله الحجاج بن يوسف الثقفي وجيشه الظالم ، بعد أن أرسلهم يزيد إلى مكة ، و لم يأمرهم بذلك .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    581

    افتراضي

    ربما أراد الله ليزيد الحسنات العظام أن ينال منه من طووائف الردى ويكسبوه تلك الخيرات يوم القيامة رحمه الله ورضي عنه
    أشهد أن لا أله ألا الله وأشهد أن محمد رسول الله
    أنا الأن أحفظ القران أدعوا لي أن الله يعينني على حفظ كتابه

  9. #9

    افتراضي

    اتقوا الله في تاريخ هذه الأمة
    تأتون على فاسق، أعلى ما كان يمكن أن يصل إليه هو أن يقوم برعي الكلاب، فتجعلونه راعيا على المؤمنين، وأميرا.
    قاتل الصحابة، ومُخَرب المدينة، وقاتل الحسين، هو أمير المؤمنين المفترى عليه؟!
    ثم تزعمون أنه ما طعن فيه إلا شيعي خبيث، لعنة الله على الشيعة جميعا.
    فهل كان أحمد بن حنبل والذهبي وابن حجر من الشيعة؟!
    ـ قال مُهَنَّا بن يحيى: سأَلتُ أَحمد بن حنبل عن يزيد بن معاوية؟ قال: هو هو الذي فعل بالمدينة ما فعل، قلت: وما فعل؟ قال: نهبها. قلت: فيُذكر عنه الحديث؟ قال: لا يُذكر عنه الحديث، ولا ينبغي لأحد أَن يكتب عنه حديثًا. قلت: ومن كان معه حين فعل ما فعل؟ قال: أَهل الشام، قلت: وأَهل مصر؟ قال: لا، إنما كان أَهل مصر في أمر عثمان رضي الله عنه. «بحر الدم» (1180).
    ـ وقال الخلال: سألت أحمد بن حنبل، عن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان؟ فقال: هو الذي فعل بالمدينة ما فعل، قتل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونهبها، قلت: فيذكر عنه الحديث؟ قال: لا يذكر عنه حديث. «المنتخب من كتاب العلل» 1/195.
    ـ وقال الذهبي: يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأُمَوي، مقدوح في عدالته، ليس بأهل أن يُروى عنه، وقال أَحمد بن حنبل: لا ينبغي أن يروى عنه. «ميزان الاعتدال» (9211).
    ـ وقال ابن حجر: يزيد بن معاوية بن أبي سُفيان الأُمَوي، أَبو خالد، وَليَ الخلافة سنة ستين، ومات سنة أربع، ولم يكمل الأربعين، ليس بأهل أن يُروى عنه. «تقريب التهذيب» (7777).
    إنا لله وإنا إليه راجعون.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 3 / 409 وما بعدها :
    فَالرَّافِضَةُ لَمَّا كَانَتْ تَسُبُّ " الصَّحَابَةَ " صَارَ الْعُلَمَاءُ يَأْمُرُونَ بِعُقُوبَةِ مَنْ يَسُبُّ الصَّحَابَةَ ثُمَّ كَفَّرَتْ الصَّحَابَةَ وَقَالَتْ عَنْهُمْ أَشْيَاءَ قَدْ ذَكَرْنَا حُكْمَهُمْ فِيهَا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ . وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ إذْ ذَاكَ يَتَكَلَّمُ فِي " يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ " وَلَا كَانَ الْكَلَامُ فِيهِ مِنْ الدِّينِ ثُمَّ حَدَثَتْ بَعْدَ ذَلِكَ أَشْيَاءُ فَصَارَ قَوْمٌ يُظْهِرُونَ لَعْنَةَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ . وَرُبَّمَا كَانَ غَرَضُهُمْ بِذَلِكَ التَّطَرُّقَ إلَى لَعْنَةِ غَيْرِهِ فَكَرِهَ أَكْثَرُ أَهْلِ السُّنَّةِ لَعْنَةَ أَحَدٍ بِعَيْنِهِ فَسَمِعَ بِذَلِكَ قَوْمٌ مِمَّنْ كَانَ يَتَسَنَّنُ ؛ فَاعْتَقَدَ أَنَّ يَزِيدَ كَانَ مِنْ كِبَارِ الصَّالِحِينَ وَأَئِمَّةِ الْهُدَى . وَصَارَ الْغُلَاةُ فِيهِ عَلَى طَرَفَيْ نَقِيضِ هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ : إنَّهُ كَافِرٌ زِنْدِيقٌ وَإِنَّهُ قَتَلَ ابْنَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَتَلَ الْأَنْصَارَ وَأَبْنَاءَهُمْ بِالْحَرَّةِ لِيَأْخُذَ بِثَأْرِ أَهْلِ بَيْتِهِ الَّذِينَ قُتِلُوا كُفَّارًا مِثْلُ جَدِّهِ لِأُمِّهِ عتبة بْنِ رَبِيعَةَ وَخَالِهِ الْوَلِيدِ ؛ وَغَيْرِهِمَا وَيَذْكُرُونَ عَنْهُ مِنْ الِاشْتِهَارِ بِشُرْبِ الْخَمْرِ وَإِظْهَارِ الْفَوَاحِشِ أَشْيَاءَ .
    وَأَقْوَامٌ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ كَانَ إمَامًا عَادِلًا هَادِيًا مَهْدِيًّا وَأَنَّهُ كَانَ مِنْ الصَّحَابَةِ أَوْ أَكَابِرِ الصَّحَابَةِ وَأَنَّهُ كَانَ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى . وَرُبَّمَا اعْتَقَدَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَيَقُولُونَ : مَنْ وَقَفَ فِي يَزِيدَ وَقَّفَهُ اللَّهُ عَلَى نَارِ جَهَنَّمَ . وَيَرْوُونَ عَنْ الشَّيْخِ " حَسَنِ بْنِ عَدِيٍّ " أَنَّهُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلِيًّا ؛ وَمَنْ وَقَفُوا فِيهِ وَقَفُوا عَلَى النَّارِ : لِقَوْلِهِمْ فِي يَزِيدَ . وَفِي زَمَنِ الشَّيْخِ حَسَنٍ زَادُوا أَشْيَاءَ بَاطِلَةً نَظْمًا وَنَثْرًا . وَغَلَوْا فِي الشَّيْخِ عَدِيٍّ " وَفِي يَزِيدَ " بِأَشْيَاءَ مُخَالِفَةٍ لِمَا كَانَ عَلَيْهِ الشَّيْخُ عَدِيٌّ " الْكَبِيرُ - قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ - فَإِنَّ طَرِيقَتَهُ كَانَتْ سَلِيمَةً لَمْ يَكُنْ فِيهَا مِنْ هَذِهِ الْبِدَعِ وَابْتُلُوا بِرَوَافِضَ عَادُوهُمْ وَقَتَلُوا الشَّيْخَ حَسَنًا وَجَرَتْ فِتَنٌ لَا يُحِبُّهَا اللَّهُ وَلَا رَسُولُهُ . وَهَذَا الْغُلُوُّ فِي يَزِيدَ مِنْ الطَّرَفَيْنِ خِلَافٌ لِمَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ أَهْلُ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ . فَإِنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ وُلِدَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عفان - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَلَمْ يُدْرِكْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا كَانَ مِنْ الصَّحَابَةِ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ ؛ وَلَا كَانَ مِنْ الْمَشْهُورِينَ بِالدِّينِ وَالصَّلَاحِ وَكَانَ مِنْ شُبَّانِ الْمُسْلِمِينَ ؛ وَلَا كَانَ كَافِرًا وَلَا زِنْدِيقًا ؛ وَتَوَلَّى بَعْدَ أَبِيهِ عَلَى كَرَاهَةٍ مِنْ بَعْضِ الْمُسْلِمِينَ وَرِضًا مِنْ بَعْضِهِمْ وَكَانَ فِيهِ شَجَاعَةٌ وَكَرَمٌ وَلَمْ يَكُنْ مُظْهِرًا لِلْفَوَاحِشِ كَمَا يَحْكِي عَنْهُ خُصُومُهُ . وَجَرَتْ فِي إمَارَتِهِ أُمُورٌ عَظِيمَةٌ : - أَحَدُهَا مَقْتَلُ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ لَمْ يَأْمُرْ بِقَتْلِ الْحُسَيْنِ وَلَا أَظْهَرَ الْفَرَحَ بِقَتْلِهِ ؛ وَلَا نَكَّتَ بِالْقَضِيبِ عَلَى ثَنَايَاهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَلَا حَمَلَ رَأْسَ الْحُسَيْنِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إلَى الشَّامِ لَكِنْ أَمَرَ بِمَنْعِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَبِدَفْعِهِ عَنْ الْأَمْرِ ......
    وَأَمَّا الْأَمْرُ الثَّانِي : فَإِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ نَقَضُوا بَيْعَتَهُ وَأَخْرَجُوا نُوَّابَهُ وَأَهْلَهُ فَبَعَثَ إلَيْهِمْ جَيْشًا ؛ وَأَمَرَهُ إذَا لَمْ يُطِيعُوهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ أَنْ يَدْخُلَهَا بِالسَّيْفِ وَيُبِيحَهَا ثَلَاثًا فَصَارَ عَسْكَرُهُ فِي الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ ثَلَاثًا يَقْتُلُونَ وَيَنْهَبُونَ وَيَفْتَضُّونَ الْفُرُوجَ الْمُحَرَّمَةَ . ثُمَّ أَرْسَلَ جَيْشًا إلَى مَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ فَحَاصَرُوا مَكَّةَ وَتُوُفِّيَ يَزِيدُ وَهُمْ مُحَاصِرُونَ مَكَّةَ وَهَذَا مِنْ الْعُدْوَانِ وَالظُّلْمِ الَّذِي فُعِلَ بِأَمْرِهِ . وَلِهَذَا كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ مُعْتَقَدُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَأَئِمَّةِ الْأُمَّةِ أَنَّهُ لَا يُسَبُّ وَلَا يُحَبُّ قَالَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ " قُلْت لِأَبِي : إنَّ قَوْمًا يَقُولُونَ : إنَّهُمْ يُحِبُّونَ يَزِيدَ . قَالَ : يَا بُنَيَّ وَهَلْ يُحِبُّ يَزِيدَ أَحَدٌ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ؟ فَقُلْت : يَا أَبَتِ فَلِمَاذَا لَا تلعنه ؟ قَالَ : يَا بُنَيَّ وَمَتَى رَأَيْت أَبَاك يَلْعَنُ أَحَدًا ؟ . وَرُوِيَ عَنْهُ قِيلَ لَهُ : أَتَكْتُبُ الْحَدِيثَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ؟ فَقَالَ : لَا ، وَلَا كَرَامَةَ أَوَلَيْسَ هُوَ الَّذِي فَعَلَ بِأَهْلِ الْمَدِينَةِ مَا فَعَلَ ؟ . فَيَزِيدُ عِنْدَ عُلَمَاءِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ مَلِكٌ مِنْ الْمُلُوكِ . لَا يُحِبُّونَهُ مَحَبَّةَ الصَّالِحِينَ وَأَوْلِيَاءِ اللَّهِ ؛ وَلَا يَسُبُّونَهُ ، فَإِنَّهُمْ لَا يُحِبُّونَ لَعْنَةَ الْمُسْلِمِ الْمُعِينِ ؛ لِمَا رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ { أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُدْعَى حِمَارًا وَكَانَ يُكْثِرُ شُرْبَ الْخَمْرِ وَكَانَ كُلَّمَا أُتِيَ بِهِ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَهُ . فَقَالَ
    رَجُلٌ : لَعَنَهُ اللَّهُ مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَلْعَنْهُ فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } . وَمَعَ هَذَا فَطَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ يُجِيزُونَ لَعْنَهُ لِإِنَّهُمْ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ فَعَلَ مِنْ الظُّلْمِ مَا يَجُوزُ لَعْنُ فَاعِلِهِ . وَطَائِفَةٌ أُخْرَى تَرَى مَحَبَّتَهُ لِأَنَّهُ مُسْلِمٌ تَوَلَّى عَلَى عَهْدِ الصَّحَابَةِ ؛ وَبَايَعَهُ الصَّحَابَةُ . وَيَقُولُونَ : لَمْ يَصِحَّ عَنْهُ مَا نُقِلَ عَنْهُ وَكَانَتْ لَهُ مَحَاسِنُ أَوْ كَانَ مُجْتَهِدًا فِيمَا فَعَلَهُ . وَالصَّوَابُ هُوَ مَا عَلَيْهِ الْأَئِمَّةُ : مِنْ أَنَّهُ لَا يُخَصُّ بِمَحَبَّةِ وَلَا يُلْعَنُ . وَمَعَ هَذَا فَإِنْ كَانَ فَاسِقًا أَوْ ظَالِمًا فَاَللَّهُ يَغْفِرُ لِلْفَاسِقِ وَالظَّالِمِ لَا سِيَّمَا إذَا أَتَى بِحَسَنَاتِ عَظِيمَةٍ . وَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { أَوَّلُ جَيْشٍ يَغْزُو الْقُسْطَنْطِين ِية مَغْفُورٌ لَهُ } وَأَوَّلُ جَيْشٍ غَزَاهَا كَانَ أَمِيرُهُمْ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ وَكَانَ مَعَهُ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . وَقَدْ يُشْتَبَهُ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بِعَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَإِنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ كَانَ مِنْ الصَّحَابَةِ ، وَكَانَ مِنْ خِيَارِ الصَّحَابَةِ وَهُوَ خَيْرُ آلِ حَرْبٍ ،....إلخ

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ رَحِمَهُ اللَّهُ 4 / 481 وما بعدها :
    فَصْلٌ : افْتَرَقَ النَّاسُ فِي " يَزِيدَ " بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ثَلَاثُ فِرَقٍ : طَرَفَانِ وَوَسَطٌ .
    فَأَحَدُ الطَّرَفَيْنِ قَالُوا : إنَّهُ كَانَ كَافِرًا مُنَافِقًا وَأَنَّهُ سَعَى فِي قَتْلِ سَبْطِ رَسُولِ اللَّهِ تَشَفِّيًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَانْتِقَامًا مِنْهُ وَأَخْذًا بِثَأْرِ جَدِّهِ عتبة وَأَخِي جَدِّهِ شَيْبَةَ وَخَالِهِ الْوَلِيدِ بْنِ عتبة وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ قَتَلَهُمْ أَصْحَابُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَغَيْرِهِ يَوْمَ بَدْرٍ وَغَيْرِهَا ؛ وَقَالُوا : تِلْكَ أَحْقَادٌ بَدْرِيَّةٌ وَآثَارُ جَاهِلِيَّةٍ وَأَنْشَدُوا عَنْهُ :
    لَمَّا بَدَتْ تِلْكَ الْحُمُولُ وَأَشْرَفَتْ * * * تِلْكَ الرُّءُوسُ عَلَى رَبِّي جيرون
    نَعَقَ الْغُرَابُ فَقُلْت نُحْ أَوْ لَا تَنُحْ * * * فَلَقَدْ قَضَيْت مِنْ النَّبِيِّ دُيُونِي
    وَقَالُوا : إنَّهُ تَمَثَّلَ بِشِعْرِ ابْنِ الزبعرى الَّذِي أَنْشَدَهُ يَوْمَ أُحُدٍ :
    لَيْتَ أَشْيَاخِي بِبَدْرِ شَهِدُوا * * * جَزَعَ الْخَزْرَجِ مِنْ وَقْعِ الْأَسَلِ
    قَدْ قَتَلْنَا الْكَثِيرَ مِنْ أَشْيَاخِهِمْ * * * وَعَدَلْنَاهُ بِبَدْرِ فَاعْتَدَلَ
    وَأَشْيَاءَ مِنْ هَذَا النَّمَطِ . وَهَذَا الْقَوْلُ سَهْلٌ عَلَى الرَّافِضَةِ الَّذِينَ يُكَفِّرُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ ؛ فَتَكْفِيرُ يَزِيدَ أَسْهَلُ بِكَثِيرِ .
    وَالطَّرَفُ الثَّانِي يَظُنُّونَ أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا صَالِحًا وَإِمَامٌ عَدْلٌ وَأَنَّهُ كَانَ مِنْ " الصَّحَابَةِ " الَّذِينَ وُلِدُوا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَمَلَهُ عَلَى يَدَيْهِ وَبَرَّكَ عَلَيْهِ وَرُبَّمَا فَضَّلَهُ بَعْضُهُمْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ . وَرُبَّمَا جَعَلَهُ بَعْضُهُمْ نَبِيًّا وَيَقُولُونَ عَنْ " الشَّيْخِ عَدِيٍّ " أَوْ حَسَنٍ الْمَقْتُولِ - كَذِبًا عَلَيْهِ - إنَّ سَبْعِينَ وَلِيًّا صُرِفَتْ وُجُوهُهُمْ عَنْ الْقِبْلَةِ لِتَوَقُّفِهِمْ فِي يَزِيدَ . وَهَذَا قَوْلُ غَالِيَةِ العدوية وَالْأَكْرَادِ وَنَحْوِهِمْ مِنْ الضُّلَّالِ . فَإِنَّ الشَّيْخَ عَدِيًّا كَانَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا عَابِدًا فَاضِلًا وَلَمْ يُحْفَظْ عَنْهُ أَنَّهُ دَعَاهُمْ إلَّا إلَى السُّنَّةِ الَّتِي يَقُولُهَا غَيْرُهُ كَالشَّيْخِ " أَبِي الْفَرَجِ " المقدسي فَإِنَّ عَقِيدَتَهُ مُوَافِقَةٌ لِعَقِيدَتِهِ ؛ لَكِنْ زَادُوا فِي السُّنَّةِ أَشْيَاءَ كَذِبٌ وَضَلَالٌ مِنْ الْأَحَادِيثِ الْمَوْضُوعَةِ وَالتَّشْبِيهِ الْبَاطِلِ وَالْغُلُوِّ فِي الشَّيْخِ عَدِيٍّ وَفِي يَزِيدَ وَالْغُلُوَّ فِي ذَمِّ الرَّافِضَةِ بِأَنَّهُ لَا تُقْبَلُ لَهُمْ تَوْبَةٌ وَأَشْيَاءَ أُخَرَ . وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ ظَاهِرُ الْبُطْلَانِ عِنْدَ مَنْ لَهُ أَدْنَى عَقْلٍ وَعِلْمٌ بِالْأُمُورِ وَسَيْرُ الْمُتَقَدِّمِي نَ ؛ وَلِهَذَا لَا يُنْسَبُ إلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ الْمَعْرُوفِينَ بِالسُّنَّةِ وَلَا إلَى ذِي عَقْلٍ مِنْ الْعُقَلَاءِ الَّذِينَ لَهُمْ رَأْيٌ وَخِبْرَةٌ .
    وَالْقَوْلُ الثَّالِثُ : أَنَّهُ كَانَ مَلِكًا مِنْ مُلُوكِ الْمُسْلِمِينَ لَهُ حَسَنَاتٌ وَسَيِّئَاتٌ وَلَمْ يُولَدْ إلَّا فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ وَلَمْ يَكُنْ كَافِرًا ؛ وَلَكِنْ جَرَى بِسَبَبِهِ مَا جَرَى مِنْ مَصْرَعِ " الْحُسَيْنِ " وَفِعْلِ مَا فُعِلَ بِأَهْلِ الْحَرَّةِ وَلَمْ يَكُنْ صَاحِبًا وَلَا مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ وَهَذَا قَوْلُ عَامَّةِ أَهْلِ الْعَقْلِ وَالْعِلْمِ وَالسُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ . ثُمَّ افْتَرَقُوا ( ثَلَاثَ فِرَقٍ : فِرْقَةٌ لَعَنَتْهُ وَفِرْقَةٌ أَحَبَّتْهُ وَفِرْقَةٌ لَا تَسُبُّهُ وَلَا تُحِبُّهُ وَهَذَا هُوَ الْمَنْصُوصُ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَد وَعَلَيْهِ الْمُقْتَصِدُون َ مِنْ أَصْحَابِهِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ . قَالَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَد : قُلْت لِأَبِي إنَّ قَوْمًا يَقُولُونَ إنَّهُمْ يُحِبُّونَ يَزِيدَ فَقَالَ : يَا بُنَيَّ وَهَلْ يُحِبُّ يَزِيدَ أَحَدٌ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ؟ فَقُلْت : يَا أَبَتِ فَلِمَاذَا لَا تَلْعَنُهُ ؟ فَقَالَ : يَا بُنَيَّ وَمَتَى رَأَيْت أَبَاك يَلْعَنُ أَحَدًا . وَقَالَ مُهَنَّا : سَأَلْت أَحْمَد عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ . فَقَالَ : هُوَ الَّذِي فَعَلَ بِالْمَدِينَةِ مَا فَعَلَ قُلْت : وَمَا فَعَلَ ؟ قَالَ : قَتَلَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَعَلَ . قُلْت : وَمَا فَعَلَ ؟ قَالَ : نَهَبَهَا قُلْت : فَيُذْكَرُ عَنْهُ الْحَدِيثُ ؟ قَالَ : لَا يُذْكَرُ عَنْهُ حَدِيثٌ . وَهَكَذَا ذَكَرَ الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى وَغَيْرُهُ . وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ المقدسي لَمَّا سُئِلَ عَنْ يَزِيدَ : فِيمَا بَلَغَنِي لَا يُسَبُّ وَلَا يُحَبُّ . وَبَلَغَنِي أَيْضًا أَنَّ جَدَّنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ابْنَ تَيْمِيَّة سُئِلَ عَنْ يَزِيدَ . فَقَالَ : لَا تُنْقِصْ وَلَا تَزِدْ . وَهَذَا أَعْدَلُ الْأَقْوَالِ فِيهِ وَفِي أَمْثَالِهِ وَأَحْسَنِهَا .
    أَمَّا تَرْكُ سَبِّهِ وَلَعْنَتِهِ فَبِنَاءً عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَثْبُتْ فِسْقُهُ الَّذِي يَقْتَضِي لَعْنَهُ أَوْ بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْفَاسِقَ الْمُعَيَّنَ لَا يُلْعَنُ بِخُصُوصِهِ إمَّا تَحْرِيمًا وَإِمَّا تَنْزِيهًا . فَقَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ عُمَر فِي قِصَّةِ " حِمَارٍ " الَّذِي تَكَرَّرَ مِنْهُ شُرْبُ الْخَمْرِ وَجَلْدِهِ لَمَّا لَعَنَهُ بَعْضُ الصَّحَابَةِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " { لَا تَلْعَنْهُ فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } " وَقَالَ : " { لَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ } " مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ . هَذَا مَعَ أَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَعَنَ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ النَّبِيَّ لَعَنَ عُمُومًا شَارِبَ الْخَمْرِ وَنَهَى فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ لَعْنِ هَذَا الْمُعَيَّنِ . وَهَذَا كَمَا أَنَّ نُصُوصَ الْوَعِيدِ عَامَّةٌ فِي أَكَلَ أَمْوَالِ الْيَتَامَى وَالزَّانِي وَالسَّارِقِ فَلَا نَشْهَدُ بِهَا عَامَّةً عَلَى مُعَيَّنٍ بِأَنَّهُ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ؛ لِجَوَازِ تَخَلُّفِ الْمُقْتَضِي عَنْ الْمُقْتَضَى لِمُعَارِضِ رَاجِحٍ : إمَّا تَوْبَةٍ ؛ وَإِمَّا حَسَنَاتٍ مَاحِيَةٍ ؛ وَإِمَّا مَصَائِبَ مُكَفِّرَةٍ ؛ وَإِمَّا شَفَاعَةٍ مَقْبُولَةٍ ؛ وَإِمَّا غَيْرِ ذَلِكَ كَمَا قَرَّرْنَاهُ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ . فَهَذِهِ ثَلَاثَةُ مَآخِذَ . وَمِنْ اللَّاعِنِينَ مَنْ يَرَى أَنَّ تَرْكَ لَعْنَتِهِ مِثْلُ تَرْكِ سَائِرِ الْمُبَاحَاتِ مِنْ فُضُولِ الْقَوْلِ لَا لِكَرَاهَةِ فِي اللَّعْنَةِ . وَأَمَّا تَرْكُ مَحَبَّتِهِ فَلِأَنَّ الْمَحَبَّةَ الْخَاصَّةَ إنَّمَا تَكُونُ لِلنَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِين َ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ؛ وَلَيْسَ وَاحِدًا مِنْهُمْ وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " { الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ } " وَمَنْ آمَنَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ : لَا يَخْتَارُ أَنْ يَكُونَ مَعَ يَزِيدَ وَلَا مَعَ أَمْثَالِهِ مِنْ الْمُلُوكِ ؛ الَّذِينَ لَيْسُوا بِعَادِلِينَ .
    وَلِتَرْكِ الْمَحَبَّةِ " مَأْخَذَانِ " : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ لَمْ يَصْدُرْ عَنْهُ مِنْ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ مَا يُوجِبُ مَحَبَّتَهُ فَبَقِيَ وَاحِدًا مِنْ الْمُلُوكِ الْمُسَلَّطِينَ . وَمَحَبَّةُ أَشْخَاصِ هَذَا النَّوْعِ لَيْسَتْ مَشْرُوعَةً ؛ وَهَذَا الْمَأْخَذُ وَمَأْخَذُ مَنْ لَمْ يَثْبُتْ عِنْدَهُ فِسْقُهُ اعْتَقَدَ تَأْوِيلًا . وَالثَّانِي : أَنَّهُ صَدَرَ عَنْهُ مَا يَقْتَضِي ظُلْمَهُ وَفِسْقَهُ فِي سِيرَتِهِ ؛ وَأَمْرُ الْحُسَيْنِ وَأَمْرُ أَهْلِ الْحَرَّةِ . وَأَمَّا الَّذِينَ لَعَنُوهُ مِنْ الْعُلَمَاءِ كَأَبِي الْفَرَجِ بْنِ الْجَوْزِيِّ وإلكيا الْهَرَّاسِي وَغَيْرِهِمَا : فَلَمَّا صَدَرَ عَنْهُ مِنْ الْأَفْعَالِ الَّتِي تُبِيحُ لَعْنَتَهُ ثُمَّ قَدْ يَقُولُونَ هُوَ فَاسِقٌ وَكُلُّ فَاسِقٍ يُلْعَنُ . وَقَدْ يَقُولُونَ بِلَعْنِ صَاحِبِ الْمَعْصِيَةِ وَإِنْ لَمْ يَحْكُمْ بِفِسْقِهِ كَمَا لَعَنَ أَهْلُ صفين بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الْقُنُوتِ فَلَعَنَ عَلِيٌّ وَأَصْحَابُهُ فِي قُنُوتِ الصَّلَاةِ رِجَالًا مُعَيَّنِينَ مَنْ أَهْلِ الشَّامِ ؛ وَكَذَلِكَ أَهْلُ الشَّامِ لَعَنُوا مَعَ أَنَّ الْمُقْتَتِلِين َ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ السَّائِغِ : الْعَادِلِينَ وَالْبَاغِينَ : لَا يَفْسُقُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ . وَقَدْ يُلْعَنُ لِخُصُوصِ ذُنُوبِهِ الْكِبَارِ ؛ وَإِنْ كَانَ لَا يُلْعَنُ سَائِر الْفُسَّاقِ كَمَا لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ك
    لايوَسَلَّمَ أَنْوَاعًا مِنْ أَهْلِ الْمَعَاصِي وَأَشْخَاصًا مِنْ الْعُصَاةِ ؛ وَإِنْ لَمْ يَلْعَنْ جَمِيعَهُمْ فَهَذِهِ ثَلَاثَةُ مَآخِذَ لِلَعْنَتِهِ .
    وَأَمَّا الَّذِينَ سَوَّغُوا مَحَبَّتَهُ أَوْ أَحَبُّوهُ كَالْغَزَالِيِّ والدستي فَلَهُمْ مَأْخَذَانِ :
    أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ مُسْلِمٌ وُلِّيَ أَمْرَ الْأُمَّةِ عَلَى عَهْدِ الصَّحَابَةِ وَتَابَعَهُ بَقَايَاهُمْ وَكَانَتْ فِيهِ خِصَالٌ مَحْمُودَةٌ وَكَانَ مُتَأَوِّلًا فِيمَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِ الْحَرَّةِ وَغَيْرِهِ فَيَقُولُونَ : هُوَ مُجْتَهِدٌ مُخْطِئٌ وَيَقُولُونَ : إنَّ أَهْلَ الْحَرَّةِ هُمْ نَقَضُوا بَيْعَتَهُ أَوَّلًا وَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ابْنُ عُمَر وَغَيْرُهُ وَأَمَّا قَتْلُ الْحُسَيْنِ فَلَمْ يَأْمُرْ بِهِ وَلَمْ يَرْضَ بِهِ بَلْ ظَهَرَ مِنْهُ التَّأَلُّمُ لِقَتْلِهِ وَذَمَّ مَنْ قَتَلَهُ وَلَمْ يُحْمَلْ الرَّأْسُ إلَيْهِ وَإِنَّمَا حُمِلَ إلَى ابْنِ زِيَادٍ . ( وَالْمَأْخَذُ الثَّانِي : أَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ ابْنِ عُمَر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " { أَوَّلُ جَيْشٍ يَغْزُو الْقُسطَنْطينيّ ةَ مَغْفُورٌ لَهُ } " وَأَوَّلُ جَيْشٍ غَزَاهَا كَانَ أَمِيرُهُ يَزِيدَ .
    " وَالتَّحْقِيقُ " : أَنَّ هَذَيْنِ الْقَوْلَيْنِ يَسُوغُ فِيهِمَا الِاجْتِهَادُ ؛ فَإِنَّ اللَّعْنَةَ لِمَنْ يَعْمَلُ الْمَعَاصِيَ مِمَّا يَسُوغُ فِيهَا الِاجْتِهَادُ وَكَذَلِكَ مَحَبَّةُ مَنْ يَعْمَلُ حَسَنَاتٍ وَسَيِّئَاتٍ بَلْ لَا يَتَنَافَى عِنْدَنَا أَنْ يَجْتَمِعَ فِي الرَّجُلِ الْحَمْدُ وَالذَّمُّ وَالثَّوَابُ وَالْعِقَابُ ؛ كَذَلِكَ لَا يَتَنَافَى أَنْ يُصَلَّى عَلَيْهِ وَيُدْعَى لَهُ وَأَنَّ يُلْعَنَ وَيُشْتَمَ أَيْضًا بِاعْتِبَارِ وَجْهَيْنِ . فَإِنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ : مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ فُسَّاقَ أَهْلِ الْمِلَّةِ - وَإِنْ دَخَلُوا النَّارَ أَوْ اسْتَحَقُّوا دُخُولَهَا فَإِنَّهُمْ - لَا بُدَّ أَنْ يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ فَيَجْتَمِعُ فِيهِمْ الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ ؛ وَلَكِنَّ الْخَوَارِجَ وَالْمُعْتَزِلَ ةَ تُنْكِرُ ذَلِكَ وَتَرَى أَنَّ مَنْ اسْتَحَقَّ الثَّوَابَ لَا يَسْتَحِقُّ الْعِقَابَ وَمَنْ اسْتَحَقَّ الْعِقَابَ لَا يَسْتَحِقُّ الثَّوَابَ .
    وَالْمَسْأَلَةُ مَشْهُورَةٌ ؛ وَتَقْرِيرُهَا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ .اهــ

  12. #12

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    قَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ ابْنِ عُمَر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " { أَوَّلُ جَيْشٍ يَغْزُو الْقُسطَنْطينيّ ةَ مَغْفُورٌ لَهُ } " وَأَوَّلُ جَيْشٍ غَزَاهَا كَانَ أَمِيرُهُ يَزِيدَ .
    أيها الناس، أفيقوا
    هذا ما ورد في المشاركة السابقة، حديث منسوب لصحيح البخاري، ولعبد الله بن عمر، وللنبي صلى الله عليه وسلم، وبناء عليه أصبح قاتل الصحابة مغفورا له!!!!!!!
    وطبعا الجميع يقرأ دون مراجعة ، ودون تدقيق، وكأن الأمر يعني أمة أخرى.
    أقول: عند كل واحد منكم صحيح البخاري وصحيح مسلم، أين هذا الحديث فيهما؟!
    وأين ومتى رواه البخاري، ومن تَقَوَّل على رسول الله ما لم يقل بشره رسول الله بمقعده من النار.
    مرة ثانية، اتقوا الله وارجعوا إلى كتاب الله وسنة رسوله ، وابحثوا فيهما عن حكم من قتل مؤمنا، ولن ينفعكم إلا ذلك، أما قال فلان، وهذا حجة الإسلام، وهذا شيخ الإسلام، وهذا أستاذ الإسلام، فأذكركم، والذكرى تنفع المؤمنين:
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً.
    أيها الإخوة، من يريد الرد فعليه الرد المباشر دون اللف والدوران
    الأخ كتب في مشاركته:
    ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ ابْنِ عُمَر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " { أَوَّلُ جَيْشٍ يَغْزُو الْقُسطَنْطينيّ ةَ مَغْفُورٌ لَهُ }
    وأقول لم يرد شيء عن ابن عمر في صحيح البخاري مثل هذا أو نحو هذا، أو يشبه هذا من قريب أو بعيد.
    بل لم ترد كلمة
    القسطنطينية في صحيح البخاري ولو مرة واحدة.
    ابحثوا وقولوا لي: أنت جاهل، الحديث عن ابن عمر ورد برقم كذا في صحيح البخاري، يا عم، حتى في سنن ابن ماجة، ياسيدي، حتى في ديوان المتنبي!!



  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    154

    افتراضي

    انا لله تعالى وانا اليه راجعون ...قال صاحب كتاب النصب و النواصب الأستاذ بدر العواد :...لم يقم حد الله تعالى على من قتل الحسين رضي الله تعالى عنه ولا انتصر له بل قتل أعوانه لاقامة ملكه (مجموع ابن تيمية) وقد صرح الذهبي بنصبه فقال : كان ناصبيا (السير)وقد عوقب بشر أعماله فلم يمهل بعد وقعة الحرة وقتل الحسين الا يسيرا حتى قصمه الله تعالى الذي قصم الجبابرة قبله وبعده انه كان عليما قديرا (البداية والنهاية)...(ص333).
    ألا فليتق الله تعالى من يتلمس قبيح المعاذير لمن قتل السبط الكريم الصحابي الطاهر ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ...وكفوا عن ذالك .

  14. #14

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى خليل مشاهدة المشاركة
    أيها الناس، أفيقواهذا ما ورد في المشاركة السابقة، حديث منسوب لصحيح البخاري، ولعبد الله بن عمر، وللنبي صلى الله عليه وسلم، وبناء عليه أصبح قاتل الصحابة مغفورا له!!!!!!!وطبعا الجميع يقرأ دون مراجعة ، ودون تدقيق، وكأن الأمر يعني أمة أخرى.أقول: عند كل واحد منكم صحيح البخاري وصحيح مسلم، أين هذا الحديث فيهما؟!وأين ومتى رواه البخاري، ومن تَقَوَّل على رسول الله ما لم يقل بشره رسول الله بمقعده من النار.مرة ثانية، اتقوا الله وارجعوا إلى كتاب الله وسنة رسوله ، وابحثوا فيهما عن حكم من قتل مؤمنا، ولن ينفعكم إلا ذلك، أما قال فلان، وهذا حجة الإسلام، وهذا شيخ الإسلام، وهذا أستاذ الإسلام، فأذكركم، والذكرى تنفع المؤمنين:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً.أيها الإخوة، من يريد الرد فعليه الرد المباشر دون اللف والدورانالأخ كتب في مشاركته:ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ ابْنِ عُمَر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " { أَوَّلُ جَيْشٍ يَغْزُو الْقُسطَنْطينيّ ةَ مَغْفُورٌ لَهُ }وأقول لم يرد شيء عن ابن عمر في صحيح البخاري مثل هذا أو نحو هذا، أو يشبه هذا من قريب أو بعيد.بل لم ترد كلمة القسطنطينية في صحيح البخاري ولو مرة واحدة.ابحثوا وقولوا لي: أنت جاهل، الحديث عن ابن عمر ورد برقم كذا في صحيح البخاري، يا عم، حتى في سنن ابن ماجة، ياسيدي، حتى في ديوان المتنبي!!
    اخي الفاضل ، قال الرسول صلي الله عليه وسلم: أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر "أي القسطنطينية" مغفور لهم//صحيح البخاري

  15. #15

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ممدوح عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
    اخي الفاضل ، قال الرسول صلي الله عليه وسلم: أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر "أي القسطنطينية" مغفور لهم//صحيح البخاري
    أخي الكريم
    في مشاركة أخينا قال: : ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ ابْنِ عُمَر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " { أَوَّلُ جَيْشٍ يَغْزُو الْقُسطَنْطينيّ ةَ مَغْفُورٌ لَهُ }
    وأنا نسختها من مشاركته كما هي
    فهل الذي ذكرته أنت من حديث عبد الله بن عمر؟!
    تلك هي المشكلة وهذه يعرف خطورتها المشتغلون بعلل الحديث، مثال:
    حديث: لا هجرة بعد الفتح، حديث ثابت صحيح من حديث ابن عباس.
    لو جاء أحدهم وقال: عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا هجرة بعد الفتح، ستجد علماء علل الحديث مثل أبي حاتم الرازي والدارقطني يقولون: ليس له أصل، أو حديث باطل، أو هذا خطأ.
    وانظر كمثال على الحديث رقم (904) في علل الحديث لابن أبي حاتم.
    زادني الله وزادك علما، وهداني وهداك إلى حبه وحب نبيه وحب أصحاب نبيه وبغض المفسدين في الأرض.
    والدعاء أيضا لكل مسلم.
    ا

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى خليل مشاهدة المشاركة
    أخي الكريم
    في مشاركة أخينا قال: : ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ ابْنِ عُمَر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " { أَوَّلُ جَيْشٍ يَغْزُو الْقُسطَنْطينيّ ةَ مَغْفُورٌ لَهُ }
    وأنا نسختها من مشاركته كما هي
    فهل الذي ذكرته أنت من حديث عبد الله بن عمر؟!
    تلك هي المشكلة وهذه يعرف خطورتها المشتغلون بعلل الحديث، مثال:
    حديث: لا هجرة بعد الفتح، حديث ثابت صحيح من حديث ابن عباس.
    لو جاء أحدهم وقال: عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا هجرة بعد الفتح، ستجد علماء علل الحديث مثل أبي حاتم الرازي والدارقطني يقولون: ليس له أصل، أو حديث باطل، أو هذا خطأ.
    وانظر كمثال على الحديث رقم (904) في علل الحديث لابن أبي حاتم.
    زادني الله وزادك علما، وهداني وهداك إلى حبه وحب نبيه وحب أصحاب نبيه وبغض المفسدين في الأرض.
    والدعاء أيضا لكل مسلم.
    ا
    أحسن الله إليكم، ما ثبت عند البخاري: (2924)، من حديث أُمِّ حَرَامٍ: أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: (أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ البَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا)، قَالَتْ أُمُّ حَرَامٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا فِيهِمْ؟ قَالَ: (أَنْتِ فِيهِمْ)، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مَغْفُورٌ لَهُمْ)، فَقُلْتُ: أَنَا فِيهِمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (لاَ).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى خليل مشاهدة المشاركة
    أخي الكريم
    في مشاركة أخينا قال: : ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ ابْنِ عُمَر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " { أَوَّلُ جَيْشٍ يَغْزُو الْقُسطَنْطينيّ ةَ مَغْفُورٌ لَهُ }
    وأنا نسختها من مشاركته كما هي
    فهل الذي ذكرته أنت من حديث عبد الله بن عمر؟!

    ا

    أحسن الله إليكم، لو أمعنت النظر لوجدته نقل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية كما هو والخطأ من شيخ الإسلام في نسبته هذا الحديث لمسند ابن عمر وإنما هو من مسند أم حرام، كذا ذكره القسطنطنية، بدلًا من مدينة قيصر، فقد ذكره شيخ الإسلام رحمه الله بالمعنى، والله أعلم..
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    أما أمر يزيد بن معاوية فخلاصة القول فيه:
    أن العلماء اختلفوا فيه- كما قال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
    ثلاث فرق: طرفان ووسط.
    فأحد الطرفين قالوا: أنه كان كافرًا منافقًا..
    وهذا القول سهل على الرافضة الذين يكفرون أبا بكر، وعمر، وعثمان. فتكفير يزيد أسهل!!
    والطرف الثاني: يظنون أنه كان رجلًا صالحًا وإمام عدل، وأنه كان من الصحابة الذين ولدوا على عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وحمله على يديه وبرك عليه.
    وهذا قول بعض الضلال ...
    والقول الثالث: أنه كان ملكًا من ملوك المسلمين، له حسنات وسيئات، ولم يولد إلا في خلافة عثمان، ولم يكن كافرًا، ولكن جرى بسببه ما جرى. وهذا قول أهل العقل والعلم والسنة والجماعة.
    ثم افترقوا ثلاث فرق، طائفة لعنته، وطائفة أحبته، وطائفة لا تسبه ولا تحبه! وهذا المنصوص عن الإمام أحمد، وعليه المقتصدون من أصحابه وغيرهم، والله أعلم.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  19. #19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    أحسن الله إليكم، ما ثبت عند البخاري: (2924)، من حديث أُمِّ حَرَامٍ: أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: (أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ البَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا)، قَالَتْ أُمُّ حَرَامٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا فِيهِمْ؟ قَالَ: (أَنْتِ فِيهِمْ)، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مَغْفُورٌ لَهُمْ)، فَقُلْتُ: أَنَا فِيهِمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (لاَ).
    أحسنت أحسن الله إليك.
    قال ابن كثير:
    ـ قلت: وكان سبب وقعة الحرة أن وفدا من أهل المدينة قدموا على يزيد بن معاوية بدمشق، فأكرمهم وأحسن جائزتهم، وأطلق لأميرهم، وهو عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر، قريبا من مئة ألف، فلما رجعوا ذكروا لأهليهم عن يزيد ما كان يقع منه من القبائح في شربه الخمر، وما يتبع ذلك من الفواحش التي من أكبرها ترك الصلاة عن وقتها بسبب السُّكر، فاجتمعوا على خلعه، فخلعوه عند المنبر النبوي، فلما بلغه ذلك بعث إليهم سرية يقدمها رجل يقال له: مسلم بن عقبة، وإنما يسميه السلف مسرف بن عقبة، فلما ورد المدينة استباحها ثلاثة أيام. البداية والنهاية 9/245.
    وقال ابن كثير: قلت: يزيد بن معاوية أكثر ما نقم عليه في عمله شرب الخمر وإتيان بعض الفواحش. «البداية والنهاية» 11/650.
    وقال عبد الله بن حنظلة: يا قوم، اتقوا الله وحده لا شريك له، فوالله ما خرجنا على يزيد، حتى خفنا أَن نرمى بالحجارة من السماء, إِن رجلاً ينكح الأُمهات, والبنات، والأَخوات، ويشرب الخمر، ويدع الصلاة، والله لو لم يكن معي أَحد من الناس لأَبليت لله فيه بلاءً حسنا. «الطبقات الكبير» لابن سعد 7/69.
    وإلى هنا أتوقف عن الخوض في هذه السيرة العفنة، التي أنهت الخلافة الإسلامية وليس أتاتورك كما يظن إخواني، لقد انتهت الخلافة يوم تولى يزيد والذي كان مشهورا برعي القرود، وراجعوا ترجمته فأنا لا أمزح.
    وعفا الله عن معاوية رضي الله عنه وسامحه، وسامحنا جميعا.

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى خليل مشاهدة المشاركة
    أحسنت أحسن الله إليك.
    آمين وإياكم
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •