الموضوع: الفتوحات الإسلامية في الهند

بارك الله فيك وأحسن إليك وجزاك خيرا على هذه الدرر

(معارك الدولة الغزنوية في الهند)

موقعة "توهي جود"، سنة (367هـ/977م)

قادها الأمير "سبكتكين" الغزنوي ضد الهند، وهي أول حملة توجهها الدولة الغزنوية إلى الهند، فقد وقعت هذه المعركة في "توهي جود" الواقعة بن غزنة ومدينة لاهور، حيث التقى مع ملك الهند "جايبال"، وانتهت المواجهات إلى توقيع معاهدة صلح مع ملك الهند.

موقعة "لامغانات" سنة (368هـ/978م)

بسبب نقض ملك الهند "جايبال" لمعاهدة الصلح التي أبرمها مع سبكتكين الغزنوي، دفع بالأخير إلى شن حرب جديدة ضد الهند، والتقى بملك الهند وأوقع في صفوفه هزيمة منكرة في موقعة "لامغانات" في الحدود الشمالية للهند، وقرأت الخطبة وضربت السكة باسم الأمير "سبكتكين".

فتح مدينة "بيشاور" سنة (391هـ/1000م)

جاءت هذه الحملة بقيادة السلطان "محمود الغزنوي"، حيث جرد حوالي عشرة آلف فارس، واخضع مدينة بيشاور، وأصبحت من أملاك الدولة الغزنوية.

فتح مدينة "بهيته" سنة (393هـ/1002م)

نجح السلطان "محمود الغزنوي" وهو في حملته إلى الهند، من إخضاع مدينة "بهيته" القريبة من مدينة "الملتان"، وعندما علم الزعيم الهندي "الراجا بيجي راي" بمقدم السلطان إلى الهند، اسقط في يده وتملكه الخوف، وبادر إلى شنق نفسه، وغنم السلطان الغزنوي في هذه الموقعة حوالي مائتين وسبعين فيلا.

فتح مدينة "الملتان" سنة (396هـ/1005م)

قاد هذه الحملة السلطان "محمود الغزنوي" ضد حاكم الملتان الشيعي، "أبو الفتوح داوود بن نصر"، وقد استسلم أبو نصر للجيش الغزنوي، وأعلن ولاءه لهم، ووافق على دفع ضريبة مالية سنوية تقدر بحوالي عشرون ألف درهم، وبذلك سيطرت الدولة الغزنوية على إقليم الملتان.

موقعة "ويهند" سنة (398هـ/1007م)

جرد السلطان "محمود الغزنوي" حملته على الهند لملاقاة ملك الهند "أنندبال" ومعه قبائل الراجبوت، والتقوا في موقعة "ويهند" ولما لم يفلح الهنود في ردع المسلمين من احتلال بلادهم، اضطروا لطلب الصلح والأمان، فأعطاهم القائد الغزنوي ما طلبوه، في الوقت الذي اخضع معظم قلاعهم وقبض منهم على أموال طائل، تقدر بحوالي تسعين ألف ألف درهم.

فتح مدينة بهار" سنة (399هـ/1008م)

من المعارك التي خاضها السلطان "محمود الغزنوي" على أرض الهند، تلك الحرب التي واجه فيها أحد حكام الهند الكبار والذي يدعى "نواسه سخبال"، وكان قد أعلن إسلامه ثم ارتد وعاد إلى وثنيته القديمة، واتخذ الغزنوي ذلك مبررًا لاجتياح الهند من جديد، فقبض على "نواسه" وأودعه السجن، وفرض على دولته ضريبة مالية سنوية تقدر بـ"أربعمائة ألف درهم"، كما أعاد مدينة بهار إلى الحكم الإسلامي من جديد.

فتح مدينة "كنكار" سنة (400هـ/1009م)

زحف السلطان "محمود الغزنوي" لملاقاة أحد ملوك الهند، ويدعي بـ"ناكركوت"، وقد نجح السلطان من الاستيلاء على معظم البلاد التابعة له، كما استولى على أهم مدنهم وهي "كنكار"، وألزمهم بدفع جزية سنوية، كما حصل منهم على خمسين فيلا وألف فارس.

حملة على إقليم "الملتان" سنة (401هـ/1010م)

قاد هذه الحملة السلطان "محمود الغزنوي"، ضد حاكم "الملتان" داوود بن نصر، الذي نقض العهد الذي التزم به مع الدولة الغزنوية، وأعلن خروجه على طاعة الغزنويين، وقد نجح السلطان الغزنوي من احتلال الملتان، كما قبض على "داوود بن نصر" الشيعي، فأرسله إلى مدينة غزنة، وسجنه في قلعة "غوري" في أفغانستان، وبقى فيها حتى مات، وبذلك يكون السلطان "محمود" قد قضى نهائيا على الدولة العربية الشيعية في الملتان.

موقعة "تهانسار" سنة (402هـ/1011م)

قاد السلطان "محمود الغزنوي" هذه الحملة العسكرية ضد ملك الهند "جايبال"، وذلك في القرب من مدينة "تهانسار"، وقد حاول ملك الهند إغراء السلطان محمود بالمال والهدايا الكثيرة، من جملتها خمسون فيلا، إلا أن السلطان رفض هذا العرض، وفرض حصارًا على المدينة، وفتحها بقوة السلاح، وحطم أصنامها ومعابدها، وحمل معه إلى مدينة "غزنة" أحد أشهر أصنام المنطقة، ويدعى "تشاكرسوم، "Chakarsum"، ووضعه على عتبة القصر، ليدوسه العابرين والخارجين بأقدامهم.

فتح إقليم "كشمير" سنة (406هـ/1015م)

وجه السلطان "محمود الغزنوي" اهتماماته الحربية تجاه إقليم "كشمير"، وتحقيقا لهذا الهدف، حمل حملة كبيرة على الإقليم، ونجح في فتحه ، واضطر حاكم "كشمير" إلى اعتناق الإسلام وبذلك يكون "محمود الغزنوي" أول فاتح لكشمير وأول ناشر للإسلام فيها.

فتح "كنوج" سنة (409هـ/1018)

زحف السلطان "محمود الغزنوي" إلى الهند بهدف إخضاع مدينة "كنوج، Qanauj" وعندما اقتربت القوات الغزنوية منها، سارع ملكها إلى إعلان الاستسلام للغزنويين، وتم فتح "كنوج"، كما غنم المسلمون غنائم عظيمة، من ذلك أنه استولى على صنم ضخم من أصنام الهند مصنوع من الذهاب الخالص يقدر زته بـ"98,300" مثقال، وقد أطلق "محمود على المدينة اسم "خداداد، Khudadad "، أي عطاء الله ، بينما كانت مجموع الأموال التي غنمها المسلمون حوالي "2,053,000" درهم، بالإضافة إلى ثلاثمائة وخمسين فيلا كانت بخدمة ملك "كنوج".

فتح "كالنجار" سنة (410هـ/1019م)

قاد السلطان "محمود الغزنوي" هذه الحملة ضد ملك الهند "راجا ناندا، Raja Nanda"، حاكم "كالنجار"، ورغم ما كان يتمتع به من قوة، إذ كان يمتلك "36,000" فارس و"45,000" راجل و"640" فيلا، إلا أنه عجز عن مقابلة الغزنويين، واستسلم بعد حرب ضروس، وتم قتله، وأعلن الهنود دخولهم في الإسلام، كما غنم الغزنويون حوالي خمسمائة وثمانين فيلا.

حملة "الكجرات" سنة (409هـ/1018م)

قاتدها السلطان "محمود الغزنوي" ضد ملك الكجرات "بيدا"، وحقق فيها انتصارًا كبيرًا، موقعًا هزيمة منكرة في صفوف الهنود، حتى أن الملك "بيدا" جرح في أرض المعركة، وغنم المسلمون فيها غنائم كثيرة ومنها مائتي فيل، كما أخضعت مدينة بارلي، Parly.

معركة "سومنات" سنة (416هـ/1027م)

قادها السلطان "محمود الغزنوي"، وهي من المعارك الإسلامية الفاصلة، لا في تاريخ الدولة الغزنوية فحسب، بل في تاريخ الحضارة الإسلامية، وقد احتلت هذه المكانة لأنها شكلت منعطفًا تاريخيا هامًا في تاريخ الإسلام في الهند، إذ نتيجة انتصار الغزنويون فيها، تمكن المسلمون من اختراق كافة أقاليم الهند الشمالية والوسطى، وأرست قواعد عهد إسلامي جديد استمر مئات السنين، إذ تهاوت بعدها أغلب ممالك الهند ووقفت عاجزة عن مواجهة حملات المسلمين المتكررة، حتى سماها المؤرخون بفتح الفتوح، وسومنات معبد هندوسي ضخم يقع في إقليم الكجرات.

معركة "نهرواله" سنة (416هـ/1027م)

في نفس العام الذي فتح فيه الغزنويون معبد "سومنات"، توجهوا إلى قلعة "نهرواله"، وهي إحدى القلاع الهندية الحصينة، وفتحها "محمود الغزنوي" وضمت إلى الدولة الغزنوية.

موقعة "نرسي" سنة (421هـ/1030م)

قادها "أحمد بن نياتكين" والي الهند من قبل الدولة الغزنوية، إذ أمره السلطان "محمود" بقيادة حملة عسكرية لإخضاع مدينة "نرسي"، وهي من المدنة الهندية الهامة، الواقعة في الأقاليم الهندية الوسطى، وفتحت المدينة، وضمت إلى الدولة الغزنوية في أفغانستان.

موقعة "سارساتي" سنة (423هـ/1032م)

قادها السلطان "مسعود بن محمود الغزنوي"، وهي مدينة من مدن كشمير الهامة، وقد فرض السلطان "مسعود" حصاره عليها حتى استسلمت للغزنويين.

هذه المعارك الكثيرة التي شنها الجيش الغزنوي تجاه الهند أصيبت الدولة الغزنوية بالضعف الشديد، ولم يظهر في سيرة بقية السلاطين أية نشاطات حربية تذكر.

المراجع

- عبدالقادر البدايوني "منتخب التواريخ" 1/ 14- 15، 17- 18، 21- 22 - 23 - 25 - 27 - 28، 35 - 36.
- العتبي، "تاريخ يميني" 1/ 20- 21، 94 - 99.
- ابن الأثير "الكامل في التاريخ" 9/ 318، 342- 343، 396.