الموضوع: نظرات في الضعفاء الكبير

ـ وهو يحدث عن أبي حاتم الرازي بواسطة رجل واحد ،كأبي داود ، وأحيانا قليلة يحدث عنه بلا واسطة ، وهو عموما روايته عنه قليلة ، وأبو حاتم في طبقة أبي داود ، كما هو معلوم .
ـ وإذا روى العقيلي عن الإمام الشافعي رحمه الله ، فإنه يروي عنه بواسطة رجلين .

أورد العقيلي عبد الله بن دينار مولى ابن عمر في الضعفاء ثم قال بعد أن أورد له بعض الأحاديث : فأما رواية المشايخ عنه ففيها اضطراب .
فتعقبه الذهبي في السير فقال : الإِمَامُ، المُحَدِّثُ، الحُجَّةُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَدَوِيُّ، العُمَرِيُّ مَوْلاَهُم، المَدَنِيُّ. (ع) ـ أي روى له الجماعة كما هو معلوم ـ وَقَدْ أَسَاءَ أَبُو جَعْفَرٍ العُقَيْلِيُّ بِإِيرَادِهِ فِي (كِتَابِ الضُّعَفَاءِ) لَهُ، فَقَالَ: فِي رِوَايَةِ المَشَايِخِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ اضْطِرَابٌ.
ثُمَّ إِنَّهُ أَوْرَدَ لَهُ حَدِيْثَيْنِ مُضْطَرِبَيِ الإِسْنَادِ، وَلاَ ذَنْبَ لِعَبْدِ اللهِ، وَإِنَّمَا الاضْطِرَابُ مِنَ الرُّوَاةِ عَنْهُ.
وَقَدْ وَثَّقَهُ: جَمَاعَةٌ.

وقال الذهبي في الميزان :
عبد الواحد بن قيس [ ق ].
عن نافع.
وقال العقيلى: عبد الواحد ابن قيس، عن أبى هريرة، قال البخاري: روى عنه الاوزاعي.
وكان الحسن ابن ذكوان يحدث عنه بعجائب.
وقال ابن المدينى: سمعت يحيى وذكر عنده عبد الواحد بن قيس الذى يروى عنه الاوزاعي فقال /: كان شبه لا شئ.
العقيلى، حدثنا علي بن سعيد الازدي، حدثنا علي بن الحسين الموصلي، حدثنا عنبسة بن أبى صغيرة الهمداني، عن الاوزاعي، حدثنى عبد الواحد بن قيس، سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون في رمضان هدة توقظ النائم ، وتقعد القائم، وتخرج العواتق من خدورها.
وفي شوال همهمة، وفي ذى القعدة تميز القبائل بعضها من بعض، وفي ذى الحجة تراق الدماء..الحديث.
قلت: هذا كذب على الاوزاعي ، فأساء العقيلى في كونه ساق هذا في ترجمة عبد الواحد ، وهو برئ منه، وهو لم يلق أبا هريرة، إنما روايته عنه مرسلة، إنما أدرك عروة، ونافعا، وهو والد عمر بن عبد الواحد السلمى الدمشقي، ولم يدرك عمر أباه.
وقال عثمان الدارمي، عن يحيى عبد الواحد بن قيس: ثقة.

جزاك الله شيخنا على التنبيه

بالنسبة لرواية العقيلي عن أبي حاتم الرازي بواسطة:
فهو يروي عنه بواسطة ثلاثة:

1- جعفر بن أحمد بن محبوب:
في أكثر من موضع منها:
الضعفاء الكبير للعقيلي تـ السرساوي (3/ 315)
3060- حدثنا جعفر بن أحمد بن محبوب، قال: حدثنا محمد بن إدريس عن كتاب أبي الوليد بن أبي الجارود، عن يحيى بن معين قال: ابن لهيعة يكتب عنه ما كان قبل احتراق كتبه.

2- أحمد بن على الأبار:

الضعفاء الكبير للعقيلي تـ السرساوي (5/ 176)
5097- حدثنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا أبو حاتم الرازي، محمد بن إدريس، حدثنا أبو نعيم، قال: قال شعبة لليث بن أبي سليم: أين اجتمع لك هؤلاء الثلاثة عطاء وطاووس ومجاهد؟، قال: سل عن هذا خف أبيك.

3- محمد بن عمار بن عطية

الضعفاء الكبير للعقيلي تـ السرساوي (6/ 227)
6283- ومن حديثه ما حدثناه محمد بن عمار بن عطية، قال: حدثنا محمد بن إدريس قال: حدثني محمد بن يزيد بن سنان، قال: حدثنا الوليد بن عمرو بن ساج، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن جرير بن جرير، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أخبرني ما الإيمان، وذكر الحديث، ولا يتابع عليه من حديث إسماعيل، وقد روي هذا، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة من غير حديث إسماعيل.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى أبو عمر

بالنسبة لرواية العقيلي عن أبي حاتم الرازي بواسطة:
فهو يروي عنه بواسطة ثلاثة: .

أحسنت ، جزاك الله خيرا على فوائدك الطيبة .
هلا قلنا : يروي عنه بواسطة واحد من ثلاثة .... فهي أدق من حيث اللفظ ، حتى لا يقع وهم ولا لبس ، وأنت نقلت الأمثلة التي تؤيد هذا ، جزاك الله خيرا ، لكني أتكلم من حيث اللفظ فقط ، أليس كذلك ؟

ـ ويروي العقيلي عن أبي زرعة الرازي ( عبيد الله بن عبد الكريم ) بواسطة رجل واحد ؛ وهو أحمد بن محمود الهروي ، وفي موضع آخر بواسطة محمد بن يوسف الخواري ـ بضم الخاء المعجمة وفتح الواو وكسر الراء .
ـ ويروي العقيلي عن أبي زرعة الدمشقي ( عبد الرحمن بن عمرو )كذلك بواسطة رجل واحد ، ألا وهو أحمد بن محمد بن صدقة . والله أعلم .

أصبت شيخنا الكريم بارك الله فيك ونفع بك

جزاك الله خيرا على أدبك وتواضعك ، وأسأل الله أن ينفع بك المسلمين . دمت في أمان الله .

قال الذهبي في ميزانه في ترجمة ثابت بن عجلان الشامي : وثقة ابن معين. وقال أحمد بن حنبل: أنا متوقف فيه. وقال أبو حاتم : صالح. وذكره ابن عدى، وساق له ثلاثة أحاديث غريبة. وذكره العقيلى في كتاب الضعفاء، وقال: لا يتابع في حديثه.
فمما أنكر عليه: حديث عتاب بن بشير، عنه، عن عطاء، عن أم سلمة، قالت: كنت ألبس أوضاحا من ذهب ـ نوع من الحلي ـ فقلت: يا رسول الله، أكثر هو ؟ قال: ما بلغ أن تؤدى زكاته فزكى فليس بكنز.قال الحافظ عبد الحق: ثابت لا يحتج به، فناقشه على قوله أبو الحسن ابن القطان ، وقال: قول العقيلى أيضا فيه تحامل عليه ، وقال: إنما يمس بهذا من لا يعرف بالثقة مطلقا ، أما من عرف بها فانفراده لا يضره، إلا أن يكثر ذلك منه.
قلت: أما من عرف بالثقة فنعم، وأما من وثق ومثل أحمد الامام يتوقف فيه.
ومثل أبى حاتم يقول: صالح الحديث، فلا نرقيه إلى رتبة الثقة، فتفرد هذا يعد منكرا، فرجح قول العقيلى وعبد الحق.

للعقيلي كتاب في العلل ، أفصح عنه في كتابه الضعفاء فقال : الهيثم بن الأشعث يخالف في حديثه ، ولا يصح إسناده .
حدثنا أبو عمرو محمد بن خزيمة ، قال : حدثنا عثمان بن الهيثم المؤذن قال : حدثنا الهيثم بن الأشعث قال : حدثني الهيثم أبو محمد السلمي ، عن محمد بن عمارة الأنصاري الخطمي ، عن جهم بن عثمان بن أبي جهمة السلمي ، عن محمد بن عبد الله بن عثمان بن عفان ، عن عبد الله بن أبي بكر الصديق قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا بلغ المرء المسلم أربعين سنة صرف الله عنه أنواع البلاء ، الجنون والجذام والبرص » ، وذكر الحديث . وقال الحزامي ، عن عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن جبير ، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ، عن أنس ، وقال عمرو بن عثمان بن عبد الله بن أوس بن حذيفة ، ومحمد بن عبد الله بن مينا مولى عثمان بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل ، وفيه اختلاف واضطراب ، سنأتيه على تمامه في كتاب العلل إن شاء الله ، وليس يرجع منه إلى شيء اعتمد عليه .

تنبيه كان ينبغي ذكره في أول الموضوع عن الاسم الصحيح لضعفاء العقيلي :
كتاب الضعفاء، ومن نُسبَ إلى الكذب ووضع الحديث، ومن غَلَبَ على حديثه الوهم، ومن يُتهم في بعض حديثهِ، ومجهول روى ما لا يتابع عليه، وصاحب بدعة يغلو فيها ويدعو إليها، وإن كانت حاله في الحديث مستقيمة" .
هذا هو الاسم الصحيح الموافق للنسخ الخطية .

قال العقيلي في الضعفاء : العلاء بن يزيد أبو محمد الثقفي الواسطي حدثنا.....
ثم قال : حدثني آدم بن موسى قال : سمعت البخاري قال : العلاء بن يزيد أبو محمد الثقفي الواسطي منكر الحديث .
ثم قال بعد ذلك : العلاء بن زيدل عن أنس : منكر الحديث . من حديثه : ما حدثناه إبراهيم ....
قال : حدثني الحسين بن عبد الله الذارع قال : سمعت أبا داود قال : العلاء بن زيدل متروك الحديث .أهـ

قال الذهبي في ميزان الاعتدال : العلاء بن يزيد، أبو محمد الثقفى الواسطي.
هكذا أفرده العقيلى عن العلاء بن زيدل الثقفى، وهو هو.
قال أبو الوليد: العلاء أبو محمد الثقفى كذاب، قال: عندي التفسير عن ابن عمر، وأنس.
وحدثنا آدم بن موسى، سمعت البخاري، قال: العلاء بن يزيد بن هارون أبو محمد الثقفى الواسطي منكر الحديث.
قال العقيلى: وحدثنا محمد بن بحر الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا العلاء أبو محمد، عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فطلعت الشمس بنور وضياء وشعاع لم نرها طلعت قبلها مثلها، فسألنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لان معاوية بن معاوية الليثى مات اليوم بالمدينة، فبعث الله إليه بسبعين ألف ملك يصلون عليه...الحديث .
فقد وهم فيه العقيلى وهمين لكونه أفرده عن ابن زيدل ، ولكونه قال: ابن يزيد . والصواب ابن زيد.
كذا هو ابن زيد في الضعفاء للبخاري وغير مكان .

وقال الحافظ ابن حجر في اللسان : العلاء بن يزيد هو بن زيدل الذي اخرج له ق ، وهم العقيلي في جعله ان أباه يزيد وانما هو زيدا وزيدل انتهى ـ أي كلام الذهبي في ميزانه ـ وقد وافق العقيلي بن حبان وتبعهما بن الجوزي وقال الحنيني فيما قرأت بخطه ليس هو بن زيدل ذاك بصري وهذا واسطي قلت وليس هذا كافيا في دفع قول الذهبي وقد وجدت له حديثا في الدعاء للطبراني قال فيه عن العلاء بن زياد عن أنس رضي الله عنه .

وبحمد الله ، فالذي يظهر أن الحافظ أبا جعفر العقيلي على معتقد أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات وفي غيرها من أبواب العقيدة، وذلك لأن كتابه مشحون بالكلام على الرواة من سائر الفرق المبتدعة، فكثيرًا ما نجده يقول: فلان كان يرى رأي الخوارج . أو : كان غاليًا في التشيُّع. أو : كان يرى القدر . أو : كان رأسًا في القدر .أو : كان مرجئًا . أو :كان جهميًا . أو : فيه اعتزال . ومن أوضح الأمثلة على ذلك ما نقله الحافظ ابن حجر في ترجمة (الحكم بن عبدالله بن مسلم أبي مطيع البلخي الخراساني الفقيه صاحب أبي حنيفة) "لسان الميزان" (3/246- 248): قال: قال العقيلي: كان مرجئًا صالحًا في الحديث إلا أن أهل السنة أمسكوا عن الرواية عنه .

ومن الأمثلة التي وردت في الضعفاء :

1 ـ بكر بن الأسود أبو عبيدة الناجي كان يرى القدر...

2 ـ خالد العبد بصري ، كان يرى القدر ...

3 ـ الربيع بن برة بصري كان يرى القدر ويدعو إليه..

4 ـ عمران بن حطان عن عائشة ، ولا يتابع على حديثه ، وكان يرى رأي


الخوارج ، ولا يتبين سماعه من عائشة ( قلت : بل تبين سماعه عند البخاري في صحيحه )

5 ـ نصر بن مزاحم المنقري كان يذهب إلى التشيع ...

6 ـ هارون بن سعد كوفي كان يغلو في الرفض ....

والأمثلة على هذا كثيرة تبين أن العقيلي كان على عقيدة صحيحة .

ـ من الملاحظ أنَّ الإمام العقيلي لا يكتفي بإيراد الأحاديث الضعيفة والموضوعة في الكتاب فحسب، بل يذكر أحيانًا أنه لا يصحُّ في هذا الباب شيءٍ، ومن أمثلة ذلك في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هديةً، وعنده أربعة نفر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجلسائه: "أنتم شركائي فيها، إن الهدية إذا أهديت إلى الرجل وعنده جلساءه فهم شركاؤه فيها" قال العقيلي: لا يصحُّ في هذا المتن حديث. نقله ابن حجر في "لسان الميزان" (2/333)، ومن أمثلة اطلاعه على الثابت من الألفاظ وغير الثابت: في ترجمة (محمد بن الفضيل بن غزوان الضبي) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن جعفر الوكيعي، حدثنا أحمد بن عمران الأخنسي، قال: سألت محمد بن فضيل فحدثني عن الأعمش، عن أبي سفيان عن جابر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لو أنَّ لابن آدم واديًا من نخلٍ لطلب مثله ومثله، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب" فقال العقيلي: ولا يُتابع على هذه اللفظة: "وادي من نخل"، والرواية في هذا الباب ثابتة من غير هذا الوجه: "لو أنَّ لابن آدم واديين من مال". "الضعفاء" (4/118) .

ـ أيضا إن هذا الكتاب مليءٌ بالأحكام على الأحاديث تصحيحًا أو تضعيفًا، ومن الأمثلة التي فيها التصحيح والتضعيف: قال في ترجمة (أيوب بن سيار الزهري أبو سيار): ومن حديثه؛ ما حدثنا به محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا شاببة، قال: حدثنا أيوب بن سيار، قال: حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله عن أبي بكر الصديق عن بلال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أصبحوا بصلاة الصبح فإنه أعظم للأجر"، وحدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا داود بن مهران الدباغ، قال: حدثنا أيوب بن سيار عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله عن بلال قال: أذَّنت في ليلة باردة شديدة لبردها فلم يأتِ أحدٌ ثم أذَّنت ثانيةً فلم يأتِ أحدٌ ثم أذَّنت ثالثةً فلم يأتِ أحدٌ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مالهم يا بلال؟!" قلت: كَبَّدهم البرد. فقال: "اللهم اكسر عنهم البرد" قال بلال: فلقد رأيتهم يتروَّحون في الصبح، أو قال: في الضحى. قال العقيلي: ليس لإسنادهما جميعًا أصلٌ، ولا يُتابع عليهما؛ فأما متن الحديث الأول في الإسفار بالفجر فيروى عن رافع بن خديج بإسناد جيِّد، والثاني: فليس بمحفوظ إسناده ولا متنه. "الضعفاء" (1/112)، وصناعة العلل واضحة في كتابه هذا.

ـ كما أنه يذكر الأحاديث الصحيحة البديلة عن هذه الأحاديث الضعيفة والموضوعة، ومن أمثلة ذلك: قال في ترجمة (درست بن حمزة البصري): .. وهذا الحديث، حدثناه محمد بن زكريا البلخي، قال: حدثنا خليفة بن خياط، قال: حدثنا درست بن حمزة، قال: حدثنا مطر الوراق عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من عبدين متحابَّين في الله استقبل أحدهما صاحبه فيتصافحان ويصليان على النبي صلى الله عليه وسلم إلا لم يفترقا حتى يغفر لهما" وقد روى بإسناد آخر فيه لين أيضًا، وأما الرواية في المتحابين في الله ففيهما أحاديث صالحة الإسناد بخلاف هذا اللفظ. "الضعفاء" (2/45) .

ـ قدّم المصنف أبو جعفر العقيلي رحمه الله لكتابه بمقدّمة نفيسة في بيان أحوال من نُقِل عنه الحديث ممن لم ينقل، وهذا صنيع كثير من أهل العلم.

ـ رتَّب العقيلي كتابه على حروف المعجم مراعيًا في ترتيبه الحرف الأول فقط من كل اسم، فنجده مثلاً ذكر: أبي ، ثم أسامة ، ثم أنس ، ثم أنيس ، ثم أسد ، ثم أسيد ، ثم أشعث ، ثم إياس ، ثم أمية ، ثم أبان .. وهكذا . ثم باب إسماعيل ، ثم باب إسحاق .. وهكذا.

ـ يذكر المصنف في الترجمة : اسم الراوي ونسبه ونسبته ، ولا يُطيل في ذلك غالبًا ، ونادرًا ما يذكر الشيوخ والتلاميذ ، ولا ينص على سنة وفاة المترجم له .

ـ أحيانا كثيرة يذكر حكمه على الراوي قبل أن ينقل أقوال الأئمة فيه ، فيُصدِّر الكلام على الراوي - بعد ذكر اسمه ونسبته ونسبه - بحكمه المختصر على الراوي ؛ كأن يقول: لا يُتابع على حديثه، أو منكر الحديث، أو غير ذلك. ثم يسوق أقوال الأئمة في الراوي بإسناده إليهم، وربما ذكر أقوال الأئمة من غير أن يحكم هو على الراوي مُكتفيًا بكلامهم ومُقرًّا لهم ، ويُلاحظ كثرة نقوله في هذا الكتاب عن الإمام البخاري رحمه الله ، فقد نقل عنه في أكثر من ستمائة موضع .

يسوق العقيلي الأحاديث المُستنكرة على الراوي ، ويبين علتها ، فكثيرًا ما نجده يقول : وهذا المتن بهذا الإسناد منكر ، والمتن معروف بغير هذا الإسناد ، أو يقول : ولا يُتابع عليه ، أو يقول : غير محفوظ ، أو غير ذلك ، وكتاب العقيلي مليء بالصناعة الحديثية وبيان العلل ، كما لا يخفى على الباحثين .

أمثلة تبين ذلك :
ـ وهذا الحديث حدثناه علي بن عبد العزيز قال : حدثنا أبو غسان ، وعمرو بن عون ، ومحمد بن الصلت ، قالوا : حدثنا علي بن . عابس ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبيه ، عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « اللهم بارك لأمتي في بكورها » . والمتن معروف بغير هذا الإسناد .
ـ قال : حدثنا الحسن بن علي الحلواني ، قال : حدثنا أبو أسامة ، وحدثنا موسى بن إسحاق قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا وكيع ، جميعا عن أسامة بن زيد ، عن عطاء قال : حدثني جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « جمع كلها موقف ، وعرفة كلها موقف ، ومنى كلها منحر، وكل فجاج مكة طريق ومنحر» وأن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : حلقت قبل أن أرمي ، فقال : « ارم ولا حرج » وقال آخر : أفضت قبل أن أرمي فقال : « ارم ولا حرج » واللفظ للصائغ قال أبو جعفر : وهذا المتن عن النبي صلى الله عليه وسلم ثابت بغير هذا الإسناد .
ـ ومن حديثه ما حدثناه إبراهيم بن محمد قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا الحارث بن عبيد ، عن ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل : « يا فلان فعلت كذا وكذا ؟ » قال : لا ، والله الذي لا إله إلا هو ، والنبي عليه السلام يعلم أنه قد فعله فقال له : « إن الله قد غفر لك كذبك بتصديقك بلا إله إلا هو الله » ولا يتابع عليه مع غير حديث عن أبي عمران الجوني وغيره ولا يتابع على شيء منها ، وهذا المتن يروى بغير هذا الإسناد بإسناد أصح أصلح من هذا .
ـ ومن حديثه ما حدثناه جدي ، وعلي بن عبد العزيز ، قالا : حدثنا حجاج بن المنهال ، حدثنا هشيم ، عن الحجاج بن أبي زينب السلمي قال : حدثنا أبو عثمان النهدي ، عن ابن مسعود ، أن النبي عليه السلام : « رأى رجلا وهو يصلي واضعا يده اليسرى على اليمنى قال : فنزع اليسرى عن اليمنى ووضع اليمنى على اليسرى » قال : لا يتابع عليه وهذا المتن قد روي بغير هذا الإسناد بإسناد صالح في وضع اليمين على الشمال في الصلاة .
ـ ومن حديثه ما حدثناه الحسن بن علي بن الوليد الفارسي قال : حدثنا خلف بن عبد الحميد السرخسي قال : حدثنا أبو الصباح عبد الغفور بن سعيد الأنصاري الواسطي ، عن أبي هاشم ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا شغار في الإسلام » لا يتابع عليه بهذا الإسناد ، فأما المتن فقد روي من غير هذا الوجه بإسناد جيد .
ـ من حديثه ما حدثناه أحمد بن محمد المهري ، وإبراهيم بن لبيب ، وأحمد بن بكير مصريون كلهم ، قالوا : حدثنا محمد بن عمرو السوسي ، حدثنا عبد الله بن نمير ، عن عبيد الله بن عمرو بن شهاب بن سنين أبي جميلة ، عن أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه : « لا نورث ، ما تركنا صدقة » . ولا يتابع عليه ، وهذا المتن ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بغير هذا الإسنادفي الإسلام » لا يتابع عليه بهذا الإسناد ، فأما المتن فقد روي من غير هذا الوجه بإسناد جيد .
ـ إياس بن أبي إياس مجهول أيضا ، حديثه غير محفوظ .
ـ إبراهيم بن محمد العباسي حديثه غير محفوظ ، ولا أصل له .
والأمثلة كثيرة تبين أن أبا جعفر له باع كبير في العلل والرجال والصناعة الحديثية .

ـ وقد بيَّن الحافظ العقيلي ضعف أحاديث الباب كلها ، أو أنه لا يصحُّ في الباب شيء ، أو لا يصحُّ في هذا المتن شيءٌ ، ومن أمثلة ذلك : في ترجمة (أشعث بن سوار الكوفي) قال : ومن حديث أشعث بن سوَّار ما حدثناه محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس، قال: حدثنا علي بن جعفر بن زياد الأحمر، قال: حدثنا عبدالرحيم بن سليمان عن أشعث بن سوَّار عن الحسن، عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الأذنان من الرأس". قال أبو جعفر: لا يُتابع عليه، والأسانيد في هذا الباب ليِّنة. "الضعفاء" (1/31) ، ومثال آخر: في ترجمة (عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني) ذكر حديث: "أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها" ثم قال : وهذا الحديث، حدثناه محمد بن هشام، قال : حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد ، قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها". ولا يصح في هذا المتن حديث . "الضعفاء" (3/149) .

بارك الله شيخنا

وفيك بارك أخي الكريم .
قال العقيلي رحمه الله :
يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق الهمداني يخالف في حديثه ..
فتعقبه الحافظ في هدي الساري 1/455 : يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي ، وقد ينسب إلى جده ، قال بن عيينة : لم يكن في ولد أبي إسحاق أحفظ منه ، وقال بن حبان في الثقات : مستقيم الحديث قليله ، ووثقه الدارقطني ، قلت : وقال العقيلي لما ذكره في الضعفاء : يخالف في حديثه . وهذا جرح مردود ، وقد احتج به الجماعة .