تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: المحدثون هم من وضعوا اللَّبنة الأولى في علم تحقيق النصوص ودراستها ..!!

  1. Post المحدثون هم من وضعوا اللَّبنة الأولى في علم تحقيق النصوص ودراستها ..!!

    المحدثون هم من وضعوا اللَّبنة الأولى في علم تحقيق النصوص ودراستها ..!!

    قال القاضي عياض في "الإلماع" ( 1/160) : "وَأَمَّا مُقَابَلَةُ النُّسْخَةِ بِأَصْلِ السَّمَاعِ وَمُعَارَضَتِهَ ا بِهِ ؛ فَمُتَعَيِّنَةٌ لَا بُدَّ مِنْهَا ، وَلَا يَحِلُّ لِلْمُسْلِمِ التَّقِيِّ ، الرِّوَايَةُ مَا لَمْ يُقَابِلْ بِأَصْلِ شَيْخِهِ ، أَوْ نُسْخَةٍ تُحَقَّقُ وَوَثِقَ بِمُقَابَلَتِهَ ا بِالْأَصْلِ ، وَتَكُونُ مُقَابَلَتُهُ لِذَلِكَ مَعَ الثِّقَةِ الْمَأْمُونِ مَا يَنْظُرُ فِيهِ ، فَإِذَا جَاءَ حَرْفٌ مُشْكَلٌ ؛ نَظَرَ مَعَهُ حَتَّى يُحَقِّقُ ذَلِكَ.

    وَهَذَا كُلُّهُ عَلَى طَرِيقِ ؛ مَنْ سَامَحَ فِي السَّمَاعِ ، وَعَلَى مَنْ يُجِيزُ إِمْسَاكَ أَصْلِ الشَّيْخِ عَلَيْهِ عِنْدَ السَّمَاعِ ، إِذْ لَا فَرْقَ بَيْنَ إِمْسَاكِهِ عِنْدَ السَّمَاعِ ، أَوْ عِنْدَ النَّقْلِ ؛ لِأَنَّهُ تَقْلِيدٌ لِهَذَا الثِّقَةِ ، لِمَا فِي كِتَابِ الشَّيْخِ ،وَأَمَّا عَلَى مَذْهَبِ مَنْ مَنَعَ ذَلِكَ مِنْ أَهْلِ التَّحْقِيقِ ؛ فَلَا يَصِحُّ مُقَابَلَتُهُ مَعَ أَحَدٍ غَيْرِ نَفْسِهِ ، وَلَا يُقَلِّدُ سِوَاهُ ، وَلَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ كِتَابِ الشَّيْخِ ، وَاسِطَةٌ ، كَمَا لَا يَصِحُّ ذَلِكَ عِنْدَهُ فِي السَّمَاعِ ، فَلْيُقَابِلْ نُسْخَتَهُ مِنَ الْأَصْلِ بِنَفْسِهِ ، حَرْفًا حَرْفًا ، حَتَّى يَكُونَ عَلَى ثِقَةٍ وَيَقِينٍ مِنْ مُعَارَضَتِهَا بِهِ ، وَمُطَابَقَتِهَ ا لَهُ ، وَلَا يَنْخَدِعُ فِي الِاعْتِمَادِ عَلَى نَسْخِ الثِّقَةِ الْعَارِفِ دُونَ مُقَابَلَةٍ ، نَعَمْ ، وَلَا عَلَى نَسْخِ نَفْسِهِ بِيَدِهِ ؛ مَا لَمْ يُقَابِلْ وَيُصَحِّحْ ، فَإِنَّ الْفِكْرَ يَذْهَبُ ، وَالْقَلْبُ يَسْهُو ، وَالنَّظَرُ يَزِيغُ ،وَالْقَلَمُ يَطْغَى "

    ثم ذكر بإسناده عن هشام بن عروة قال : " قَالَ لِي أَبِي : أَكَتَبْتَ ؟ ، قُلْتُ نَعَمْ ، قَالَ : قَابَلْتَ ؟ ، قُلْتُ لَا ، قَالَ لَمْ تَكْتُبْ يَا بُنَيَّ " . وأسند عن الازواعي انه قال : " مَثَلُ الَّذِي يَكْتُبُ وَلَا يُعَارِضُ ؛ مَثَلُ الَّذِي يَدْخُلُ الْخَلَاءَ وَلَا يَسْتَنْجِي " .

    ومما يدلُ على أن العلماء القدامى من المحدثين ، كانوا يلتزمون القواعد الأساسية في علم التحقيق = من اعتماد النسخة (الأم) كأصلٍ في ضبط النصِّ وتحقيق ، والإشارة في هوامش التحقيق إلى الزيادات والنقصِّ ، واختلاف الرواية في النسخ الأخرى= ما ذكره القاضي بلسان حالهم : " .. وَأَوْلَى ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ الْأَمُّ عَلَى رِوَايَةٍ مُخْتَصَّةٍ ، ثُمَّ مَا كَانَتْ من زِيَارَة الْأُخْرَى ؛ أُلْحِقَتْ ، أَوْ مِنْ نَقْصٍ ؛ أُعْلِمَ عَلَيْهَا ، أَوْ مِنْ خِلَافٍ ؛ خَرَجَ فِي الْحَوَاشِي وَأَعَلِّمُ عَلَى ذَلِكَ ، كُلِّهِ بِعَلَامَةِ صَاحِبِهِ ، مِنَ اسْمِهِ أَوْ حَرْفٍ مِنْهُ ، لِلِاخْتِصَارِ ، لَا سِيَّمَا ؛ مَعَ كَثْرَةِ الْخِلَافِ وَالْعَلَامَاتِ ، وَإِنِ اقْتَصَرَ عَلَى أَنْ تَكُونَ الرِّوَايَةُ الْمُلْحَقَةُ بِالْحُمْرَةِ ؛ فَقَدْ عَمِلَ ذَلِكَ كَثِيرٌ مِنَ الْأَشْيَاخِ ، وَأَهْلُ الضَّبْطِ " انظر : "المصدر السابق" (1/189/ط: أحمد صقر) .
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  2. #2

    افتراضي رد: المحدثون هم من وضعوا اللَّبنة الأولى في علم تحقيق النصوص ودراستها ..!!

    جزاكم الله خيرا، فائدة جلية أتحفت بها إخوانك، فتح الله عليك وألهمك

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •