مأساة عاشقٍ

عينى إلى بيتِ الأحبَّةِ تنظرُ // والشوقُ بادٍ والجوى يتسَعَّرُ

وبِعارضى دمعٌ كأنَّ مسِيلهُ // نبْعٌ تدفق فى الثرى يتفجَّرُ

وحبيبتى فى الحبِّ جدُّ بخيلة // لا تستقرُّ على الودادِ فتعذرُ

تبْغى الوصالَ وتارةً لا تبتغى // والقلبُ بينَ الحالتينِ مُحيَّرُ

يا ليتنى- والهجرُ دأبُ حبيبتى- أصغى إلى صوتِ الحبيب وأنظرُ

يا لائمى فى الحُبِّ إنى عاشقٌ // لا ينثنى للومِ لا يتأثرُ

كفَّ الملامَ فلستُ أولَّ عاشقٍ يُخْفِى الهوى دهراً وآخرَ يَجْهَرُ

ما الحُبُّ إلا حاكمٌ ومحكمٌ // ولهُ القضَاءُ فيستبيحُ ويُنْذِرُ

قالوا عشقتَ وما الغرامُ بنافعٍ طولَ الحياةِ ولا هوىً...قلتُ: انظروا

أنَّى اتجهتُ سمعتُ أصداءَ الهوى فى كلِّ شئٍ كيفَ لا أتحيَّرُ ؟

يا قاتلَ اللهُ الهوى منْ مُهْلِكٍ // كمْ يستحِلُّ دَمَ الرجالِ ويأسِرُ

لعِبَ الهوى بقلوبِنا مُتخَفِّياً // كيفَ الخلاصُ وجُندُهُ لا يُقهَرُ ؟!

إنْ كان ثمَّةَ فى الحياةِ ملامةٌ / فالحُبُّ أوَّلُ ما يُلامُ ويُعْذَرُ ...