تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الأخلاقيَّات التي ينبغي أن يتحلى بها المحقق عند ضبط النصِّ وتحقيقه .

  1. افتراضي الأخلاقيَّات التي ينبغي أن يتحلى بها المحقق عند ضبط النصِّ وتحقيقه .

    الأخلاقيَّات التي ينبغي أن يتحلى بها المحقق عند ضبط النصِّ وتحقيقه :

    إن الحمد لله ، نحمده تعالى ، ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ، ومن سيِّئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ، وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله ، أما بعد :

    مما لاشك فيه أن التحقيق ليس مجرد عمليات إجرائية ، تقوم على جمع المخطوطات ، والمقابلة بينها ، وتخريج النصوص والتعريف بمواد المخطوط فحسب، وإنما هو قبل ذلك كله ، كما يرى الأستاذ : أحمد محمود شاكر ، (زادٌ علميٌّ كبيرٌ)، جمعه الممارسُ من سنوات دراسته ، ومطالعاته ، وسياحته العريضة ، في مجالات التراث الكثيرة والمتنوعة ، وسبر أغوارها ، واطلاعٍ على أعماق فكر الأمة ، وقيمها الثابتة ، وشخصيتها الشامخة .

    إن ثقافة ذلك المحقق ؛ تقوم على منظومة تتكون من عناصر ثلاثة :
    أولاً : العلم النظري .
    ثانياً : الخبرة العملية ,
    ثالثاً : الممارسة الدؤوبة .
    لذا هو نوعٌ من الصناعات المعقدة ، لما تتسم به من السِّعة والتشعب ، لا يؤهَّل للقيام بها ؛ من لم يتصف بأنه : { القوي الآمين }.
    ولا بد لمن يتصدي لتحقيق التراث المخطوط من امتلاكه ، زمام أداتين أساسيتين :
    الأولى : تتصل بما يمكن أن نسميه بــ(المنهجية العلمية القويمة) .
    والثانية : تتصل بما يمكن أن نسميه ، بــ(المرجعية الواسعة السليمة) .

    كما لا بد له من أدواتٍ مكملة تتمثل بالمعرفة اللغوية ، وضبظ ما يلزم من المصطلحات المتعلقة ، بعلم المخطوط ، وعلم التحقيق .

    وأخيرا لا بد من أن يتحلى المحقق بالأخلاقيات التي تكسب عمله ، قيمة ً عالية رفعيةً ، وكل ذلك يندرج تحت مظلة ما يمكن أن نطلق عليه : "ثقافة المحقق" .

    ولتقريب دراسة "ثقافة المحقق" يمكننا أن نصنفها ؛ إلي خمسة أنواعٍ :
    أولاً : الثفافة اللُّغوية .
    ثانياً : الثقافة المصطلحيَّة .
    ثالثاً : الثقافة المنهجيَّة .
    رابعاً : الثقافة المرجعيَّة .
    خامساً : الثقافة الأخلاقيَّة .

    أولاً :الثقافة اللُّغوية :
    إن اللغة لا تقتصر أهميتها ؛ على كونها أداةٌ للتفكير والتعبير ، وإنما تتجاوز ذلك لكونها ؛ العنصر الأساسي ؛ في الثفافة والهوية ، فهذا الوعاء الذي حمل ذلك التراث الحضاري ، صار جزءاً منه ، والتعامل مع أي نصٍ من النصوص ينبغي أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار ، مهما كان نوع العلم ، الذي يتوجه إلى التحقيق فيه .

    فلابد للمحقق من التمكن من النحو ، والصرف ، وأساليب العربية ، وأشكال بلاغتها ، وتطور دلالات الألفاظ ، وقواعد الرسم والكتابة ، وأنواع الخطوط ، وتطورها ، عبر العصور المختلفة ، ولا بد من الاطلاع علىالمعجمات العربية ، ومعرفة أنواعها ، وطرق استخدامها ، والإفادة منها ، ثم إن لكلِّ عصرٍ ؛ سماته اللغوية الرائجة ، التي يجب التنبه من أجل حسن فهم النص ، وحسن التعامل معه .

    وقد جعل الشاهد البوشيخي ، من أوجه معضلة التعامل مع التراث : "وجه فهم الألفاظ اللغوية والاصطلاحية" ، إذ هو تراث قرون وقرون ، والمعاجم اللغوية _ على كثرتها _ اهتمت أو كادت لا تهتم إلَّا بلغة بعض القرون ، وهو تراث أعلام ٍ ، ومدارس ، واتجاهات ، وعلومٍ ، وفنونٍ ، وصناعات ، ولكل صنعةٍ ألفاظ ، ولكلِّ قومٍ ألفاظ .....والمعاجم الاصطلاحية على _قلتها_ لم تعن ، أو كادت لا تعني إلَّا برأي الجمهور ، في اصطلاحات العلوم والفنون ، وحتى الآن ؛ لما ينجز المعجم التاريخي ؛ للغة العربية ، ووجه فهم مقاله ، في إطار مقامه ، زماماً ومكاناً ، ومخاطَباً ومخاطِباً ، فكما أنه عند البيان ؛ لكلِّ مقامٍ مقالٍ ، فكذلك عند التبيِّين ؛ لكلِّ مقامٍ مقام ، وقياساً على بلاغة البيان ، يجوز القول ببلاغة التبيين ، ولا حظ في الفهم والوصل ؛ لمن أقام منهج تبيينه ، أو قرأءته _بلغة بعض أهل العصر_ على القطع ، أو العزل .

    وإن التمكن من كلِّ ما سبق من النقاط ، سوف يوظف خلال عملية التحقيق ؛ فيما يأتي :
    · فهم النص فهماً جيداً ، مما يؤدي إلى تجنب تشويه النص ، وإخراجه بصورة ٍ بعيدةٍ عمَّا يريده المؤلف .
    · التمكن من توجيه العبارة ، وترجيح قرآءة على أخرى .
    · التمكن من تصحيح النصِّ ، بناءً على الضوابط اللغوية المتعارف عليها ، خطَّاً ، ونحواً ، ولغةً .
    · التمكن من تحديد دلالات الألفاظ الواردة في المخطوط .
    · التمكن من قرآءة ما يُشكل من المخطوط ، فإن بعض المخطوطات ، كتبت برسمٍ يعسر تبيُّن ملامحه ، إلَّا على الخبير المتمرس بقرآءة المخطوط .
    · التمكمن من معرفة اللغة الصحيحة ، الجارية على ألسن القدماء ، كيلا يقع في التصحيف ، والتحريف ، خصوصاً ؛ في عناوين الكتب . فلا يقرأ مثلاً عنوان كتاب " معجم السفر" للحافظ السكفي " معجم الشعر" .
    · التمكن من التعرف على أسلوب المؤلف .
    · التمكن من ربط عبارات المؤلف ببعضها ، مما يقرب النص ، وييسره على القارئ .
    · التمكن من نسبة الكتاب إلى عصرٍ معينٍ ، في حال جهل مؤلفه ، وذلك ؛ من خلال معرفة طبيعة التراكيب الخاصة ، والمعجم اللغوي ، وبعض الخصائص المتعلقة بحروف الجر ، واستعمال المجاز والأفعال .

    هذا ؛ وإلى الثفافة المصطلحية في اللقاء القادم إن شاء الله .

    مقالات الدكتور : محمود المصري .
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المشاركات
    535

    افتراضي رد: الأخلاقيَّات التي ينبغي أن يتحلى بها المحقق عند ضبط النصِّ وتحقيقه .

    مقال مفيد خصوصاً للمحققين ، ومن يرغب في التحقيق. بوركت

  3. افتراضي رد: الأخلاقيَّات التي ينبغي أن يتحلى بها المحقق عند ضبط النصِّ وتحقيقه .

    سنواصل ، بإذن الله تعالى .
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  4. افتراضي رد: الأخلاقيَّات التي ينبغي أن يتحلى بها المحقق عند ضبط النصِّ وتحقيقه .

    نكمله ؟
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •