تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حديث الخير "

  1. #1

    Post حديث الخير "

    حديث الخير "
    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه ثم أما بعد :
    سنرى بإذن الله تعال من خلال هذه الكلمات المتواضعة ، وهذه الأسطر اليسيرة ، هذا الموضوع الذي يشدنا إليه ، ألا وهو موضوع الخير الذي هو رغبة ملحة في نفس كل مؤمن ، ولكن نظرا للمعوقات وما أكثرها ، ربما ضعفت إرادة الإنسان نحو السعي إلى اكتساب الخير ، فأردت التنبيه ، لعل البعض منا يستفيد من هذه الكلمات ، فنقول وعلى الله التكلان .
    الخير يجمع في طياته ، وإطاره كل أنواع البر والمعروف فالاستزادة من طلب العلم ، بر وخير قال تعالى { يوتي الحكمة من يشاء ومن يوت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الالباب} البقرة الآية 269
    وإرشاد الناس بر ومعروف ففي الحديث ( لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم) الحديث في الصحيحين عن سهل بن سعد،
    وكسب الرجل وعمله على عائلته من الخير ( ما أكل أحد طعاما قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده) البخاري ، والعمل لإعلاء كلمة الله من الخير، بالجهاد بالسيف، أو اللسان أو القلم،من البر والخير،
    واعلم أن المرء يحاسب على مثاقيل الذر قال تعالى { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ...} سورة الزلزلة الآية 7 وقال { ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات } 148 البقرة وقال { إنهم كانوا يسارعون في الخيرات } الآية 90 الأنبياء وقال { إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون ... أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ..} الآيات 57 ...61 المؤمنون .
    أخي الكريم ليس عليك إلا التذكير فلعل إنسانا ضائعا يحتاج منك أن تأخذ بيده اذهب إليه .. [ هي اذهب إليه ماذا تنتظر لعل أحدا يسبقك إليه ] أرأيت إذا قضية سبق ، تأخرك لحظة يجعل غيرك يسبق إليه ، فتضيع فرصة اكتساب خير أو اكتساب حسنة . (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستقي، ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسطاً) مسند أحمد ،
    واعلم أن أهل الجنة لا يندمون على شيء إلا على ساعة فاتتهم لم يذكروا الله عز وجل فيها . سبحان الله على ساعة ، نعم على ساعة وأيامهم أيام خيرا ، ليس عن تقصير ، ولكن يردون دائما الدرجات العلا ، فيحتم عليهم الندم على كل ساعة ضاعت وفاتت لم يكن فيها عبادة .
    واعلم أن عمر الإنسان مهما كان فهو قصير فاغتنمه بما يسعدك ،
    وهذا نوح شيخ المرسلين ، عليه الصلاة والسلام ، سئل كيف رأيت الدنيا ؟ قال : كأن لها بابين دخلت من أحدهما وخرجت من الأخرى .
    يا أخي لا تفوت الفرصة ما مضى ، مضى ، وما هو آت مستقبل لا يعلمه إلا الله وإنما تملك اللحظة الحاضرة فاغتنمها { وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ..} آخر آية من سورة لقمان .
    وفي الأثر : لا يزال الناس بخير ما تباينوا فإذا تساووا هلكوا ، يعني إذا تساووا في الشر ولم يكن فيهم أهل خير هلكوا .
    خبرني هل كان من دعائه صلى الله عليه وسلم ـ اللهم إني أسألك عمل الخيرات ، ـ
    قال بعض الحكماء : ينبغي للعبد أن ينظر كل يوم في المرآة ، فإن رأى صورته حسنة ، لم يشنها بقبيح فعله ، وإن رآها قبيحة ، لم يجمع بين قبح الصورة وقبح الفعل . وربما للحديث ، بقية إن شاء الله والله ولي التوفيق والحمد لله رب العالمين .

  2. #2

    افتراضي رد: حديث الخير "

    ج 2

    من الأسباب الداعية إلى الخير "
    بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد : ذكرنا في الجزء الأول ، الخير ، وبعض أنواع الخير ،
    ونتطرق في هذا الجزء الصغير بحول اله وقوته إلى أسباب الخير ، هناك أسباب عدة ومن بين هذه الأسباب
    1) تيسير الله للعبد وتوفيقه له، إذا وفقك الله لعمل الخير فلن يعوقك معوق ، قال تعالى { ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات..} 148 البقرة، وما ذلك إلا أن الحياة غير مأمونة، والآجال غير معلومة وما يمكن أن تقوم به اليوم قد لا يمكن أن تحققه غدا، ثم إن اليوم ـ الدنيا ـ هو يوم العمل وغدا يوم الحساب ، فإذا انقضى عمرك فلن تجد زمنا للعمل ، لفوات زمنه ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول <من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت > أي فليعمل صالحا ، أو يسكت خير له ،
    وقال تعالى { لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما } النساء الآية 114
    وقال عز من قائل { إنهم كانوا يسارعون في الخيرات }
    وفي الحديث أيضا [ لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلق أخاك بوجه طليق ]
    قال الشاعر :
    ليس في كل ساعة وأوان *** تتهيأ صنائع الإحسان
    فإذا أمكنت فبادر إليها *** حذرا من تعذر الإحسان
    2) دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، من باب الاقتداء به ، فالرسول صلى الله عليه وسلم ، قدوة في كل باب أردته ، فمتى عهدناه بخيلا بالخير بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم . وكذلك سيرة أصحابه ، وأتباعه ، ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي )
    3) مصاحبة أهل الخير ، الطبع نقال ، فإذا صاحبت أهل الخير نقلت عنهم .
    4) الاستماع إلى الدروس والمواعظ المتعلقة بموضوع عمل الخير ، يكون حافزا لك ،
    5) دراسة سير أهل الخير عرف التاريخ رجالا عظماء في هذا الباب فاستعن ببعض الكتب التي فيها من أخبارهم ، فإن ذلك مما يعين على فعل الخير ,
    6) حب المرء للخير يجعله يعمل الخير ، أو يسهل له ميله الطبيعي للخير عمل الخير ، وإنما يحصل هذا لرجل ينموا ويترعرع في بيئة عاملة للخير ، ناصحة له ، فهو يحب للناس ما يحب لنفسه .
    وفي هذا القدر بركة إن شاء الله والله ولي التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •