تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: عمرك أيها الإنسان "

  1. #1

    Post عمرك أيها الإنسان "

    عمرك أيها الإنسان "
    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه : أيها الأحبة الكرام يا مَنْ مَنَّ الله عليكم بنعمة الإيجاد بعد سبق عدم وصدق الله إذ قال : { هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ..} لم يكن شيئا فأصبح شيئا كائنا ، وقد خلقه الله من ماء مهين ، ثم أصبح كائنا موجودا ، ثم يعمر في هذه الدنيا ما يعمر ثم ينتقل إلى ربه ،
    يا ترى كم تعمر ، هب أنك عمرت ما عمرت قل عمرك أو كثر ، ولو عمرت ما عمر نوح ـ شيخ الأنبياء عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين)
    فإذا كانت النهاية هي الموت ، فلا يهمك طال عمرك أو قصر ،
    إنما الذي يهمك ما يكتبه الله لك من عمل في العمر الذي تعيشه ، يمر عليك العمر وأنت في غفلة ساه لاه ، تمر السنون العشر الأولى من عمرك فلا تدري عنها شيئا ، ثم تأتي سنين المراهقة ، أو سنين البلوغ فتبدأ تشعر بالحياة وقيمتها ولذتها ، وترمي ببصرك إلى بعيد فترى أن عمرك لا يزال يمتد طويلا ، وأنت في سن الشباب ، والشباب شعلة من الجنون كما قيل ، فإما أن تلتزم فيكتب الله لك حياة ناجحة هنيئة ، فتشعر بقيمة الحياة نوعا ما ، وإما أن تسلك السبيل الآخر بفعل فاعل من بيئة ، أو أصحاب ، أو هوى ، أو نفس ، أو غير ذلك من الوسائل المسلطة عليك ، فتمر السنوات ما بين العشرين على الأربعين كأنها رمشة عين ، وإذ بك ابن أربعين سنة كما هو حالي ، فإذا بلغت هذا السن فقد ناصفت عمرك ، وهو زمن اكتمال العقل ، وبلوغ الأمور الذروة بالنسبة للإنسان ، فكأن هذا السن فيصل بين ما قبل ، وما بعد ، وكان الأنبياء في الغالب يبعثون على رأس الأربعين ، ونجد الإنسان الفاضل يقول كما حكى القرآن : قال الله تعالى { حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن اشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن اعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين } الآية من سورة الأحقاف . وقد قال الصالحون : إذا بلغ العبد الأربعين ولم يغلب خيره شره فليجهز نفسه إلى النار ، وها أنا بين ايدكم قد بلغت الأربعين ، رغم أنني في مجال الدعوة لكن يا ترى هل غلب خيري شري فأسر ، أم غلب شري خيري ، فأقول يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما ، أظن نفسي أن خيري لا يقارن بشري بل لا يكاد يذكر ن حسبي ربي في جميع أمري اللهم اغفر ذنبي واستر عيبي وإني أؤمن بأني إليك راجع فلا تمتني إلا وذنبي مغفورا ، وأملي مقضيا ، { رب أوزعني أن اشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن اعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين } يا رب جازني عنها كما قلت في كتابك ر أولئك الذين يتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون }
    أعود إلى سن الأربعين : قلت : تنظر خلفك فلم تجد نفسك حققت شيئا ومضى عمر طويل ، وتنظر أمامك فتجد ما مضى أكثر مما يأتي ، هل تتخيل وقد بلغت الأربعين أن تزيد أربعين أخرى ، أستبعد ذلك ، لذلك عليك، في أي عمر كنت أن لا يغرنك ما بقي من عمرك ولو كنت لا زلت شابا ، أو في صحة جيدة ،
    المهم : أن تعلم بأن الدنيا أيامها قصيرة ، فاعمل ليوم موتك حتى إذا بكاك من بكاك تكون أنت ضاحكا مسرورا على نحو ما قال الشاعر الحكيم . اللهم يا رب اجعل ما بقي من عمري خير مما فات وبارك لي فيه ( خيركم من طال عمره وحسن عمله ) وصل الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين . آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    32

    افتراضي رد: عمرك أيها الإنسان "

    بآرك الله فيكم ، وسدد خطاكم
    موفقين

  3. #3

    Post اغتنم عمرك ايها الإنسان "

    اغتنم عمرك أيها الإنسان "
    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد : إن الله عز وجل حكيم عليم في كل ما يفعل ، خلق الخلق ، وجعلهم في هذه الحياة وأمد لهم أعمارا ، كل وما كتب الله ، وأخبرهم أنهم في دار عمل ، فاليوم عمل ولا جزاء ، وغد جزاء ولا عمل ، ( كل يغدوا فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ) في الحديث أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن خير الناس من طال عمره ورزقه الله الإنابة ، ومما هو مقرر في عقول الناس أن هناك تباينا بين الناس في مسألة العمل والإنجاز في هذه الحياة ، فهناك من الناس من عاش فترة قصيرة لكنها طويلة من حيث الأعمال التي عملها ، ، بينما هناك آخرون على العكس من ذلك ، عمر طويل بعمل قليل ، ولذلك ابن عطاء الله رحمه الله يقول في حكمه : رب عمر اتسعت آماده، وقلت أمداده، ورب عمر قليلة آماده، كثيرة أمداده من بورك له في عمره، أدرك في يسر من الزمن من منن الله تعالى، ما لا يدخل تحت دوائر العبارة، ولا تلحقه الإشارة ن ونحن نأمل وندعو الله تعالى أن يبارك في أعمارنا وأن يجعلنا ممن يطول عمرهم في الخير ، إن شاء الله ، والله ولي التوفيق ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •