الأخ الفاضل : زيني بن قاسم سيلاني.
المطبوع من سنن سعيد بن منصور غير كامل.
فكتاب ( سنن سعيد بن منصور ) يقع في أصله الخطي في 4 مجلدات ،
المجلد الأول والثاني مفقود إلى الآن ، وطبع الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي المجلد الثالث منه،
ووقف شيخنا الفاضل الحبيب العالم المربي أبو عبد الله سعد بن عبد الله الحميد على نسخطة أخرى خطية في مكتبة خاصة
تحتوي على المجلد الثالث الذي طبعه الشيخ حبيب الرحمن والمجلد الرابع الذي يحتوي على كتاب التفسير وكتاب الزهد،
ولهذا الموضوع قصة حكاها الشيخ في مقدمة تحقيقه للكتاب.
وقام الشيخ بتسجيل رسالة الدكتوراه في جامعة الإمام محمد بن سعود في تحقيق قطعة من التفسير احتوت على (869) حديثًا، تعب الشيخ حفظه الله في إقامة نصها وتخريج أحاديثها والحكم عليها صحة وضعفًا .
وحصل بهذا العمل على درجة الدكتوراه والحمد لله ثم طبع هذا العمل في أربعة مجلدات صدرت عن دار الصميعي بالرياض ، وعندي منها الطبعة الثانية سنة 1420هـ ، ثم طبع المجلد الخامس من التفسير وفيه الأحاديث من (870 إلى 1177) .
ثم صدرت الطبعة الثالثة من هذا القدر في دار الصميعي أيضًا سنة 1428هـ / 2007م .
وهذه الأجزاء منشورة ومتوفرة على موقع الألوكة الأم وعلى موقع المكتبة الوقفية وعلى موقع المكتبة الشاملة .
ثم شغل الشيخ ببعض الأعمال الدعوية والعلمية عن إكمال العمل في الكتاب ، فأدخله في مشاريع مكتب تحقيق التراث الذي يشرف عليه ، هو وسعادة الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي.
فأنجز المكتب بقية كتاب التفسير في 3 مجلدات حتى نهاية كتاب التفسير وتشمل الأحاديث من (1178 إلى 2567) .
والشيخ في إشرافه على العمل لا يكتفي بمجرد القراءة إنما يعمل بنفسه ويقرأ ويراجع عمل الباحثين كلمة كلمة ويصوب عملهم ويحكم على الأحاديث بما يليق بها صحة وضعفًا ، وقد صدرت هذه الأجزاء الثلاثة عن دار الألوكة للنشر بالرياض .
وجاري العمل في كتاب الزهد من (سنن سعيد بن منصور ) وقد انتهى الباحثون من تخريجه وصياغته ، ويعمل الشيخ الآن على قراءته ومراجعته وتصحيحه والحكم على أحاديثه ، وقد أوشك بحمد الله على الانتهاء منه ، وبه ينتهي العمل في الموجود من هذا الكتاب العظيم .
وجاري أيضًا العمل على تحقيق الجزء الذي طبعه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي ومقابلته على النسخة الأخرى الموجودة لدى فضيلة الشيخ سعد الحميد والتي لم يقف عليها الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي رحمه الله ، نسأل الله أن ييسر خروجه .
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــــ
أما ما يتعلق بسؤالك : فإنك لم تقف على الحديث في سنن سعيد لأنه في الجزء الذي لم يطبع فالحديث في كتاب الزهد ، باب: ما جاء في الشفاعة . في الجزء الذي لم يطبعه الشيخ سعد حفظه الله .
وهو حديث طويل هذا نصه :
حَدَّثَنَا سَعِيد قال: نا عثمان بن مطر الشيباني قال: نا ثابت البناني قال: قلت لأنس: يا أبا حمزة إن أناسا من أهل البصرة أتوك لتحدثهم بحديث الشفاعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال: نعم, سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يَجْتَمِعُ الأنبِياءُ والْمُؤْمِنُونَ يوم الْقِيَامَةِ, فَيُلْهَمُونَ ذلك, فَيَقُولُونَ: انطلقوا بنا إلى آدَمَ فَيَشْفَع لنا عِند رَبِّنَا يُرِيحُنَا مِن طُولِ هَذَا اليَوم, فَيَأْتُونَ آدَمَ عليه السَّلاَمُ فَيَذكُرُونَ ذلك له, فيقُول لهم: لَسْتُ هُنَالِك, إني أخطأت وأنا في الفردوس فإن يغفر لي اليوم حسبي ولكن عليكم بابني نوح فإنه أول نبي بعث فيأتون نوحا فيذكرون ذلك له فيقول لهم لست هنالك وَيَذْكُرُ لهم َسُؤَالَهُ ما ليس له بِهِ عِلْمٌ, وَلَكِن عليكم بإبراهيم خَلِيل الرحمن, فَيَأْتُونَ إبراهيم عليه السَّلاَمُ, فَيَذكُرُونَ ذلك له, فيقول لهم: لَسْتُ هُنَالِك, وَيَذْكُرُ لهم قوله:{إنِّي سَقيم}, وقوله: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} وَلَكِنِ عَلَيكُم بمُوسَى عَبْد اللَّهِ اصطفاه الله عَزَّ وجَلَّ بِرِسَالتِه وكَلاَمِه, فَيَأْتُونَ مُوسَى عليه السَّلاَمُ, فَيَذكُرُونَ ذلك له, فيقول: لَسْتُ هُنَالِك, إنِّي قَتَلت نَفْسا بِغَيْرِ حقٍّ, فإن يُغفَر لي اليوم حَسْبِي, وَلَكِنِ عَلَيكُم بعِيسَى, فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَذكُرُونَ ذلك له, فيقول: لَسْتُ هُنَالِك, إنِّي عُبدتُّ مِن دُون الله, وإن يُغفَر لي اليوم حَسْبِي, فَيَأْتُونَ آدَمَ عليه السَّلاَمُ فيقُول لهم: أَرَأَيتُم لَو كان مَتاعٌ في وِعَاء عليه خَاتم أكان يوصل إلى ما في جوفه إلا من قِبَل الخاتم؟ فيقولون: لا, فيقول: ذلك ابني الأصغر نبيّا من الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم قال: فحضر رسول الله, قال: فيأتون, فَأَنطَلِق حتَّى آخُذُ بِحَلْقَةِ بَابِ الجنَّة, فَأَسْتَفتحُ فَيُؤذَن لي على رَبَّي, فإذا رَأَيتُ رَبَّي خَرَرْتُ له سَاجِدا, فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لم يَحْمَدْهُ بها أَحَدٌ قبلي ولا يَحْمَدُهُ بها أَحَدٌ بعدي, يُعلِّمنِيهَا الله عزَّ وجلَّ, فيَدَعنِي ما شَاءَ الله, ثُمَّ يُقَالُ لي: يا محمَّد ارْفَعْ رَأْسَكَ, وَقُلْ يُسْمَعْ لَك, وَسَلْ تُعْطَه, وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَقُولُ: يا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي, فَيُرفَعُون لي من النَّار, فلا يَخفَى عليَّ مَن كان في قَلْبِهِ ما يَزِنُ شَعِيرَة مِن إِيمَانٍ, أو قال: مِن خَيْرٍ؛ فأخرجهُم, ثُمَّ أَرْجِعُ إِلى رَبِّي, فإذا رَأَيتُ رَبَّي خَرَرْتُ له سَاجِدا, فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لم يَحْمَدْهُ بها أَحَدٌ قبلي ولا يَحْمَدُهُ بها أَحَدٌ بعدي, يُعلِّمنِيهَا الله, فيَدَعنِي ما شَاءَ الله, ثُمَّ يُقَالُ لي: يا محمَّد ارْفَعْ رَأْسَكَ, وَقُلْ يُسْمَعْ لَك, وَسَلْ تُعْطَه, وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَقُولُ: يا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي, فَيُرفَعُون لي من النَّار, فلا يَخفَى عليَّ مَن كان في قَلْبِهِ ما يَزِنُ خَرْدَلة أوقال: بُرَّة مِن إِيمَانٍ, أو قال: مِن خَيْرٍ؛ فأخرجهُم, ثُمَّ أَرْجِعُ إِلى رَبِّي, فإذا رَأَيتُ رَبَّي عزَّ وجلَّ خَرَرْتُ له سَاجِدا, فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لم يَحْمَدْهُ بها أَحَدٌ قبلي ولا يَحْمَدُهُ بها أَحَدٌ بعدي, يُعلِّمنِيهَا الله عزَّ وجلَّ, فيَدَعنِي ما شَاءَ الله, ثُمَّ يُقَالُ لي: يا محمَّد ارْفَعْ رَأْسَكَ, وَقُلْ يُسْمَعْ لَك, وَسَلْ تُعْطَه, وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَقُولُ: يا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي, فَيُرفَعُون لي من النَّار, لا يَخفَى عليَّ مَن كان في قَلْبِهِ ما يَزِنُ خَرْدَلة أوقال: ذَرَّة مِن إِيمَانٍ, أو قال: مِن خَيْرٍ؛ فأخرجهُم". قال ثابت: فأتيت الحسن فحدَّثته بحديث أنس هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الحسن: صدق, ومن قال: لا إله إلا الله. زادني: وآمن قلبه.
وهذا إسناد ضعيف ، عثمان بن مطر الشيباني قال فيه البخاري : منكر الحديث ، وقد تفرد بهذه الزيادة ، والحديث رواه أحمد في المسند (1/296) و(3/247) ، وابن خزيمة في التوحيد وابن حبان في صحيحه من طرق أخرى عن ثابت عن أنس مرفوعًا، وليس فيه هذه الزيادة.
وحديث أنس في الشفاعة له طرق كثيرة بعضها في الصحيحين، وليس في شيء منها هذه الزيادة. والله أعلم