ذهب الإمام الخطابي ( ت388هـ) إلى أن من أدلة بطلان المذهب وفساد المنهج كثرة التكفير وإفضاءه إلى التضليل ، كما في كتابه (الغنية عن الكلام وأهله) . حيث قال : (( قال الله تعال { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} ، فأخبر سبحانه أن ما كثر فيه الاختلاف فإنه ليس من عنده !
وهذا أدل الدليل على أن مذاهب المتكلمين فاسدة ؛ لكثرة ما يوجد فيها من الاختلاف المفضي بهم إلى التكفير والتضليل ، وذلك صفة الباطل الذي أخبر الله سبحانه عنه ، ثم قال في صفة الحق { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ } )) .
فهل هذا الدليل خاص بالمتكلمين ، أم يشمل أيضا أدعياء السلفية ، فإذا أفضى بهم الاختلاف إلى التكفير والتضليل دل ذلك على أن منهجهم ليس من عند الله ، ولذلك وجدوا فيه اختلافا كبيرا ؟!
وهل نجا الإمام الخطابي نفسه من أتباع هذا المنهج من اتهامهم له بالتناقض في المعتقد ومن تهمة التأثر المذموم ببدع المتكلمين ، رغم إمامته في السنة ، ورغم رده على المتكلمين بهذا الكتاب (الغنية عن الكلام وأهله) ؟!
رحم الله الإمام الخطابي ! لم تشفع له إمامته ، ولا تأليفه في التحذير من الكلام ، ولا تحذيره من الاختلاف المفضي إلى التضليل : من أن يُضلّل ! لمجرد أنه خالف تصورهم لمنهج السلف !!!