حديث الطغاة
(1)
قد سئمنا ومللنا من أحاديثِ الطغاةِ
من أحاديثِ الرَزايا والذنوبِ الموبقاتِ
والتمادي في ضلالٍ دونهُ وأدُ البناتِ
قتلِ نفسٍ دونَ حقٍّ وانتهاكِ الحُرُماتِ
ومآسي ودموعٍ وأماني ضائعاتِ
وانتظارٍ دونَ جدوى ووعودٍ كاذبات :-
إنّ في الأفق انْفراجاً عن جميعِ الأزماتِ !!
وافتخارٍ كلّ حينٍ بعظيمِ المنجزاتِ !!
وانتحارِ الصبرِ يأساً من شعارِ (الخير آتِ) !!
(2)
عبثاً نحيا حياةً فَقَدَتْ معنى الحياةِ
قد خسرنا كلّ شئ ياضياعَ التضحياتِ
قد لبسنا الذلَّ ثوباً ورضينا بالفتاتِ
وشربنا العارَ صرفاً بكؤوسٍ مترعاتِ
وسمعنا كلَّ لغوٍ في الأغاني التافهاتِ
وقضينا كلَّ وقتٍ في أمورٍ فاجراتِ
بين أحضانِ الغواني وملاهي الراقصاتِ
(3)
سيطرَ الغرب علينا بعبيدِ الشّهواتِ
بعبيدٍ سخّروهم بعد صبرٍ وأناةِ
ليزيلوا كلَّ صرحٍ شادهُ أيدي البُناةِ
ويعيدوا كلَّ شئٍ لعصورِ الظلماتِ
لعصورٍ قدْ أهينت تحتَ أقدامِ الغزاةِ
ويُعادوا كلّ حرٍّ دقَّ أجراسَ النّجاةِ
ويدينوا كلَّ داعٍ همُّهُ لَمُّ الشتاتِ
والذي كان مُريباً صارَ فوق الشّبهاتِ
عاث في الأرضِ فساداً واستحقَّ المكرماتِ
(4)
قد سئمنا ومللنا من أحاديثِ الطغاةِ
ليس يجدينا بكاءٌ أوْ صُراخٌ في الفلاةِ
أو كلامٌ ليس يلقى منهُمُ إيَّ التفاتِ
أو نداءٌ : عدْ إلينا يا زمانَ المعجزاتِ
أو رجاءٌ صحوةً منْ ساسةِ الشّرقِ الجُناةِ
إنّما يجدي التصّدي دون خوفٍ للبغاةِ
وجهادٌ مُسْتمرٌ في جميعِ الجبهاتِ
وثباتٌ ليس يُبقي لَهُمُ إيَّ ثباتِ
ويقينٌ قبلَ هذا بإلهِ الكائناتِ
إخوتي هُبُّوا جميعاً قد مضى عهدُ السُّباتِ
راجعوا دينَ المعالي راجعوا قبلَ المماتِ
إنّ في الإسلامِ حلاًّ لجميعِ المشكلاتِ
المهندس
خليل الدولة
العراق