بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد :
فلا يخفى على أحد ما قام به أحمد الهاشمي من خدمة جليلة للغة العربية، ومن تلك تقريبه لأدب العرب في كتاب سماه (جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب) .
وكتب الأدب في الغالب يكون فيها أحاديث ضعيفة، وفحش، ونحو ذلك مما يستطيع طالب العلم تمييزه .
غير أني وجدت في (جواهر الأدب) أمرين لا يحسن تجاهلهما:
أحدهما: ذكره لمذهب الأشاعرة بأنه مذهب أهل السنة؛ فقال: صفحة 440: "كان السلف الصالح من الصحابة والتابعين يستدلون على عقائدهم بظاهر الكتاب والسنة. وما وقع فيهما من المتشابه أو أوهم التشبيه المنافي لتنزيه المعبود توقفوا فيه خوف أن يحيد بهم فهمهم في التأويل عن القصد. غير أن ذلك لم يقنع من دخل في الإسلام فكثر جدلهم واضطر العلماء أن يعارضوهم وساعدهم الخلفاء وأولهم المهدي الذي حرضهم على تدوين علم الكلام "التوحيد" فافترق المرضي عن مذهبهم من علماء الكلام فرقتين، فرقة اعتقدت ما يقرب من مذهب السلف وسموا الجماعية أو أصحاب الحديث، وفرقة اعتزلها وخالفتها في بعض المسائل وسموا المعتزلة أو أصحاب العدل، وجرى رجال الحكومة العباسية على هذا المذهب ونصروه، حتى ظهر أبو الحسن الأشعري فألف مذهبه الكلامي الذي سمي بعد بمذهب الأشاعرة وغلب على كل مذهب شواء إلا بعض مذاهب قليلة كمذهب الشيعة "وبقي كثير منها إلى الآن" ومذاهب الخوارج وبقي منهم إلى عصرنا بقية في
الجبل الأخضر من برقة، وفي جزيرة جربة على ساحل تونس وببلاد البحرين.".
الآخر: ذكره رفاعة الطهطاوي وسعد زغلول ومصطفى أتاتورك ضمن أدباء العصر، مع إهماله لعمالقة الأدباء في عصره، ومال هؤلاء وللأدب .
فلا تغتر بهذين الأمرين، واعتبرها زلة أديب.
غفر الله لي وله .