لا فرق , الفكرة هي الفكرة , لكن الاسماء تغيرت , والهيئات تبدلت .. !
الذي يبدو أن تبادل الأدوار - بهذه الصورة المقززة - بين العصرانيين و العلمانيين في الأخير أصبح متبادرا لكل احد , وقد أعلن عن ذلك أمام الملأ , وإن كان هذا الأخير اختلطت معالمه على الكثير حينما أرخى فكره إلى هؤلاء ( المستبلرين ) ليضحك عليهم , ويشوه صورتهم أمام الناس بصداقة مفتعلة , لكن الأمر لم يعد سرا أن هؤلاء العلمانيين ( تحولوا ) لضرورة المرحلة , بينماأولئك العصرانيين تحولوا - لكن لضرورة ( الخلل ) المنهجي , لا غير .!
إن العصرانيين الذين سبق لكثير منهم طلب العلم والتفقه أصبح الكثير منهم اليوم ( علمانيين ) بكل وضوح , بل عبئا على الثقافة العلمانية وعلى رموزها , حتى رأينا بعض هؤلاء المساكين يقتات على كتابات من رضع منهم العلمانيون أو - الشيوعيون سابقا – بشراهة لم تسبق , ويكفينا مكتبة العبيكان أو جرير لتخبرنا عن تلك المترجمات الجديدة والتي صار من أكثر من يروج لها أصحاب الفكر المنتقل ( العصراني ), ليشرب حتى يثمل , ويشتمَّ حتى يسكر من زبالة أفكار المستشرقين أو المستغربين في وقت ركل كثير من العلمانيين تاريخهم وثقافتهم وقد اتضح لهم فشل ( طريقة ) ذلك الفكر في استمالة واستجرار العقول والطاقات إليهم .
وقد طفحت تلك المكتبات بتلك الروائح التي أزكمت أنوف المسلمين من ذلك الإنتاج الممجوج , ليكون أحب وصف لهذا المتطفل ( العصراني ) - لينادى به ويغضب إن لم يوصف به : ( المفكر ) أو ( المثقف ) أو ما شابه ذلك , وقد كان بعضهم يتمنى سابقا أو يقاتل من أجل ان يوصف بـ ( الشيخ ) أو ( الخطيب ) أو ( المؤذن ) .. !
بينما أصبح العلماني أو الليبرالي يتكلم في الشريعة ويخلط في ( السنة النبوية ) حتى يظن القارئ أن هذا العلماني أصبح شيخا أو على ( أسوأ ) الأحوال : ( مفكرا إسلاميا ) , لتختلط الأمور على كثير من الأغمار الصغار أو المشوهين فكريا ( بله الكبار ) , وقد ظنوا أن هذا الكاتب الذي ملأ الأرض سابقا بثقافته الغربية وتاريخه الغابر .. أصبح اليوم ( إسلاميا ) لأنه تكلم عن حديث نقله من احد العصرانين حينما دار ( الخُوار ) في إحدى الاحديات .. أو .. الاربعائيات ( الجديدة ) والتي يتراكض إليها أولئك المسكين ( المنتقلين ) من أسبوع إلى آخر وقد استشرفت قلوبهم وعقولهم لتلك المجالس حتى طال الفراق والبعد من هذا الأسبوع للذي يليه ..!
فسبحان مغير الاحوال .!
في مقابل أن أولئك العلمانيين أدركوا ( أخيرا ) أن أكثر ما يروج بين الناس ويستميل العقول والقلوب هو الحديث عن أي فكرة - وإن خبثت - لكن بشرط أن تكون بثوب ( اسلاموي ) ولك أن تعجب من ذلك .!
فكيف تم تبادل الادوار , وكيف كتبت المسرحية .!؟
والسلام عليكم