هَذَا ( بَعْضُ ) مَا رَأَيْتُ فِيْ زِيَارَتِيْ ـ ( القَصِيْرَةِ ) ـ لِبَغْدَادَ ـ ( الجَرِيْحَةِ ) لِهَذَا اليَوْمِ
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد الأمين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وبعد :
فقد قدَّر الله ـ تعالى ـ أن تصاب ( جَدَّتِي ) ـ والدة والدي ـ بـ ( الجلطة القلبية ) ! ، نسأل الله ـ عز وجل ـ أن يشفيها من هذا المرض ، وأن يُكَفِّرَ عنها ـ به ـ سيئاتها ، وأن يرزقها الصبر على البلاء ، اللهم آمين . وليس من عادتي تكرار الزيارة لهم ( كثيراً ) ـ إلا في الأعياد ـ ؛ لأسباب أمنية ( خاصة ) يعرفها جميع الأخوة السلفيين العراقيين ! ، وعلى العموم ؛ فقد ذهبت اليوم لمركز مدينة بغداد زائراً بيت جدي ، وأنا أسير في شوارعها ؛ إذ لفت نظري مجموعة كثيرة من المواقف منها ما يُدخل السرور على القلب ـ وهي قليلة ! ـ ، ومنها ما يُعكر صفو المزاج ، ويُؤلم القلب ـ وهي كثيرة ! ـ ، وإن مما آلمني ـ جداً ـ : 1 ـ رأيت على بعض جسور ( بغداد ) كثيراً من الصور الكبيرة لزعماء ( الرافضة ) من علمائهم وسياسيهم وكبرائهم من أمثال من يُسمى بـ ( محمد محمد صادق الصدر ) ! ، و ( السيستاني ) ! ، ومن لفَّ لفهم ـ والقائمة تطول ! ـ ، لكن مما زاد في عجبي ! ؛ وجود صورة كبيرة ـ جداً ـ وُضعت على أحد جسور ( بغداد ) ـ وتحديداً في منطقة ( شارع فلسطين ) ـ لأحد رموز الرافضة وهو ليس عراقي الجنسية ! ، ولا ينطق باللغة العربية !! ، بل هو من بلادٍ مجوسيةٍ فارسيةٍ !!! ، إنه مُرشد الجمهورية الإيرانية ـ ( اللَّا إسلامية ) ـ !!!! ، إنه ( خامنئي ) ! .. نعم ؛ إنه ( خامنئي ) ! .. ما رأيكم ؟! .. وكُتب بجانب صورته عبارة كبيرة ( القدسُ لنا ) !! ، أين هو من ( القدس ) ـ على الحقيقة ـ ؟! ، ولماذا تُرفع صورته بهذه الطريقة الجالبة للإنتباه ؟! ، ومن هو حتى تُرفع صورته في ( بغداد ) ؟! ، وأي جُرأة بلغت بحكومة ( الرفض ) ـ ( اللَّا عراقية ) ـ حين سمحوا بتعليقها ؟! ، وعلى أي شيءٍ يدل هذا ؟! .. والله إنه لمنظر مُؤسفٌ ومُقرفٌ ، ومُدْمٍ للقلب ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . 2 ـ رأيت مجموعة من الفتيات ـ أظن أن أعمارهنَّ لم تتجاوز الثانية عشرة ـ يُمسكن بإحدى أياديهنَّ مناديل وبالأخرى زجاجة فيها مادة مُطَهِّرة ، ويتجمعنَّ في أماكن إزدحام السيارات ؛ ليمسحن زجاجات السيارات ولو من غير طلب من السائقين ؛ لكي يحصلن على مبلغ زهيد من المال جراء هذا العمل !! ؛ فقلت في نفسي ـ مُتعجباً ومُتألماً ومُتسائلاً ـ : يا الله .. أهكذا أصبح حال فتيات المسلمين في العراق ؟! .. ما الذي أخرجهنَّ ؟! .. ثمَّ ؛ كيف يأمنَّ على أنفسهنَّ من إعتداء المعتدين ، وتربص المتلصصين ؟! .. وإستغلال ضعاف النفوس لهنَّ .. فيا ربِّ سَلِّمْ سَلِّمْ .. اللهم آمين . 3 ـ مادخلت منطقة إلا وسمعت مآذن الحسينيات ـ التي ملأت ( بغداد ) ! ـ وهم يبثون فيها ـ ومنها ـ سمومهم .. وشركهم .. وسُمَّهم الزعاف ؛ ليَسمعهم المارَّة من أهل تلك المناطق والمتبضعين .. والمتسكعين ! .. ، وأما مآذن مساجد ( أهل السنة ) ؛ فلا تكاد تسمع فيها إلا ( الأذن للصلوات ) ـ فقط ! ـ ، وقد لا تسمع الأذان أصلاً ـ في كثيرٍ منــها ـ ؛ لخُلُوِّهِ من ( المؤذنــين ) ومن ( الأئــمة ) و ( المؤمومين ) !! ؛ وذلك للضغوط الطائفية التي يعاني منها ( أهل السنة ) في ( بغداد الجريحة ) ! ، ولسان حال أهـــل بغداد يقول قـــبل ـ مقالهم ـ :
خَلَت الدِّيَارُ ؛ فَسِدْتُ غَيْرَ مُسَوَّدِ ...... وَمِنَ الشَّقَــاوَةِ ؛ تَفَرُّدِيْ بِالسُّؤْدَدِ
فيا ربِّ رُحماك رُحماك بنا .. وهيء لنا أمر رُشدٍ ترفعنا ـ به ـ ولا تخفظنا ، وارحمنا في غربتنا واْجرنا عليها ، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا .. اللهم آمين .. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه أجمعين . أبو عبد الرحمن الأثري العراقي ..مساء يوم ( الثلاثاء ) الموافق لـ ( 9 / 10 / 2012 ) م